Quantcast
Channel: قصص نبيل
Viewing all 206 articles
Browse latest View live

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الثانى والعشرون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع الفصل الثانى والعشرون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الثانى والعشرون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
وأشرقت شمس صباحٌ جديد كان يبدو في بدايته كأي صباح ولكن فجأة تغير كل شئ ............ حالة من الهرج والمرج في الإسطبلات ........... ملامح الذعر تبدو على العمال .............ماذا حدث ............. بل ماذا يحدث ...............نفقت إحدى الجياد ........... جواد قوي .............الأمر مريب ............. وكأنه شئ مرتب ............... ماذا يقولون ............... هل يقولون أدهم .............اهو جواد أدهم ............لاااااااااااا
دخلت صارخة تبحث عنه ...............رعد


 


شعرت أن قدماها لا تقوى على حملها .............. الطريق نحوه يبدو بعيد .............. كادت أن تتعثر ............ تسقط أرضاً دون رغبة في الوقوف .............حتى دخلت وصلت ..........ربما بعد دهر ...........رأته !!!!! ................. هناك ............ بمكانه كعادته يبدو متوتراً ............. فالأصوات العالية دائماً ما تصيبه بالتوتر فهو جواد ينتظر الهمس والهمس فقط

العبرات ترقص بعيناها .............هو حي ........... وجهه الأسود ..........عيونه اللامعة ...........خصلاته الثائره .............صهيله الغاضب ..................رعد حي
طغت الإبتسامة على قسمات وجهها .............عيناها ..............ثغرها ........ والعبرات مازالت سيدة الموقف ................ إقتربت منه ............ لا بل إحتضنته غير مبالية بزمجرته ............... إشتمت رائحته بنهم وكأنها عبير الأزهار ............ لا بل هي عطر ساحر الآن فقط شعرت بالشوق إليه .............فقد غابت عنه لفترة طويلة .................زفرت بإرتياح .............. إستوبعت أخيراً أن رعد ليس الجواد المقصود ......... عادت للواقع مرة أخرى وبدأت تنتبه للأصوات حولها .............

أشار لها أحد الساسة قائلاً : بوكس 5 يا دكتورة ........... الحصان أدهم ............


توجهت بخطوات مترددة ................كان جواداً ضخماً بلون متدرج بين الأسود والبني .............ممدد على الأرض وخالد أمامه وقد جلس نصف جلسه فبدا كأنه يجلس القرفصاء وعيناه حزينه تأبى الضعف فإعتلتها نظرات الغضب والغيظ ................. قال بصوت أجش وهو ينظر للجواد : أدهم ............. حصان سبق
إيناس : هو إزاي ده حصل
أدهم : زي مانتي شايفة تسمم
لاحظت إيناس بالفعل إنتفاخ بطن الجواد بجانب تشنج أطرافه تابعت بدهشة : لكن لو تسمم غذائي التطور مش حيكون سريع كده كنا ممكن نلحقه
قام خالد ووقف بجانبها وتابع وهو ينظر للجواد : ما هو مش تسمم غذائي طبيعي أو تلوث ........... ده سم ........... أدهم إطحتله سم وفي الميه كمان
إيناس بصدمة : سم !!!! مين ............مين يعمل كده وليه
خالد : الي عملها أنا عارفه والمرة دي لعب في عداد عمره بجد

كانت نبرته قاسية مريرة ............. تركها وخرج ...........وجدته يتحدث مع العمال وعرفت من النقاش أن هناك أحد العمال ويسمى مجدي ...........يختص بتنظيف الإسطبل إختفى منذ الصباح ويبدو أنه رحل لأنه أخذ ملابسه ........... كانت عبارات خالد قوية إخترقت أذناها : ماشي ............ مجدي ده حجيبه وحيبقى عبرة ليكم كلكم علشان لو حد فكر يخون ما يلومش غير نفسه


إنطلق لسيارته غاضباً ثم نادها بعد أن إستقر بمقعد السيارة خالد : عايزك يا دكتورة تعالي علشان تحضريلي شهادة الوفاة
ركبت بجانبه ولاحظت بعد ذلك مناداته لدسوقي حيث طلب منه عنوان هذا الذي يدعى مجدي ..........

كانت يداه تحرك المقود بغضب ......... قدمه تدوس البنزين بقوة ............السرعة جنونية هي طائرة وليست سيارة وليست سيارة والآن ربما هم على بعد دقائق من حادث ............
أوقف السيارة فجأة فكادت أن تقفز من مقعدها نظرت له ووجدته يضغط على المقود بغضب وهو ينظر أمامه ثم ضرب المقود بيده عدة مرات مما أفزعها للحظة ولكنها شعرت بالشفقة من أجله عندما أسند رأسه للوراء ووضع كفه على جبهته وعيناه .............بدا أنه يعاني من ألم رأس قوي .............. قالت له بصوت خفيض : بشمهندس ..........بشمهندس خالد إنت كويس
زفر بألم ثم تابع دون أن ينظر نحوها : أكيد مش كويس
إيناس : هو الناس اللي عملت كده هما نفسهم اللي ............ اللي إتهجموا على حضرتك
إبتسم بسخرية : ايوه
إيناس : بس هو في ناس كده .............. تقتل روح بريئة مالهاش ذنب ............ عشان ايه
إستدار لها .............. صمت قليلاً وهو ينظر نحوها بعمق ثم تابع : يا إيناس اللي عمل كده مش في دماغه حكاية الروح البريئة دي ............. اللي عمل كده حسبها بطريقة تانية خالص
إيناس : طريقة تانية ............ مش فاهمة
خالد : أدهم حصان سبق يا إيناس .........خيل عربي مصري نسبه متسجل فاهمة يعني إيه .........عارفة الحصان ده تمنه كام ........الحصان ده ثمنه نص مليون يا إيناس
صمتت قليلاً ثم قالت : يعني قتلوه علشان إنت تخسر فلوس
خالد : اه وإختاروه هو بالذات علشان كده بالإتفاق طبعا مع الخاين مجدي ........... اللي حربيه قبل ما أربيهم

عاد لغضبه مرة أخرى وأخرج هاتفه وقام بمحادثة أحدهم
خالد : حبيبي إزيك
الشخص : خالد باشا أؤمرني
خالد : عايز مشوار تاني زي بتاع السجن
الشخص : أمرك نفس الواد تحب أبعتلك ناس تربيه تاني
خالد : لأ ده واحد تاني حمليك عنوانه عايزك تبعت رجالتك ليه
الشخص : عيني عايز منه ايه
خالد : عايزه ........... خلي الرجالة يجيبوه ........حنتفق بعد كده فين
الشخص : اممممممم خلاص اديني عنوانه
خالد : غالبا مش حتلاقيه فيه بس شطارتك بقه تجيبه بسرعة
الشخص : ههههههههههه متقلقش يا باشا ده إحنا اللي بنشغل البوليس ..........يومين بالعدد والهدية توصلك
خالد : تمام
أغلق الهاتف بعد ان أعطاه العنوان وإنطلق بالسيارة مرة اخرى أما هي فلم تجرؤ على سؤاله عما ينوي .............


************************


لم يتوقع مجدي أنه سيواجه خالد بعدما حدث .............. فقد قرر الهروب مباشرة بعد فعلته الشنعاء لشعوره أن خالد سيصل إليه آجلاً أم عاجلاً ولكن يبدو أن هروبه ساعد على أن يتم الأمر عاجلاً ...............

كانت السيارة تتحرك مسرعة ............. تشق طريقها في الظلام وكأنها تنطلق نحو الموت .............. تُرى هل سيقتله خالد لما فعل ............. ربما فغضب خالد غير محمود العواقب .............

سحبه أحد الرجال بعنف وأخرجه من السيارة ...........
إنزل يا خفيف ........... وصلنا
غطى مجدي عينيه خوفاً من أن يبادره الرجل بلكمة أخرى فوجهه كان ممتلئ بهم على أية حال .............ولكن الرجل سحبه بعنف من ملابسه وألقاه أرضاً ........... نظر مجدي للمكان حوله بإرتباك وتابع بصوت مرتجف : إحنا فين ............دي ...........دي مش المزرعة

كان في الصحراء ............ وعندها لمح سيارة خالد وقد ترجل منها وتقدم نحوه مسرعاً ........ رفعه خالد بيد واحده وقام بقذفه على السيارة وتابع : لا مزرعة إيه ...........مش حينفع تلم علينا الناس
مجدي : خالد بيه أبوس إيدك ............ سامحني يا خالد بيه
خالد : نعم يا روح أمك
مجدي : يا بيه والله هما اللي وزوني شيطانه يا بيه وزتني ضحكت عليا
خالد : عرفتها إزاي
مجدي : أنا كنت نضفت العربية لما هي جات لحضرتك وهي إديتني تليفونها وقالت لي حتساعدني ....... ب ........ب شغل .............. سبوبة يا باشا مش أكثر
خالد : سبوبة ............. وإيه رأيك بقه في السبوبة .........حلوة
مجدي : أنا حمار يا باشا ...........أبوس إيدك إرحمني
كان مجدي يتوسل إليه وينظر برعب للسكين بيد أحد الرجال الذين إختطفوه
تابع خالد بدهاء : إنت عارف أدهم كان تمنه كام
طأطأ رأسه في إذعان ولم ينطق ........... فإقترب منه خالد وركله بقوة في بطنه وتابع : ها ......... عارف ولا مش عارف
مجدي : هما ............ قالولي أغلى حصان
خالد : دفعولك كام
مجدي : يا باشا ...........
خالد : إنطق ومتكدبش وإلا حتتقطع هنا............خلص قول مش فاضيلك
مجدي : خمسين ............. خمسين ألف يا باشا
خالد بسخرية ممزوجة بغضب شديد : خمسين ألف ................ خمسين ألف في حصان ثمنه 500 ألف ............ طيب أنا أعمل فيك إيه .......... إنت حلال فيك حاجه حتى القتل
مجدي : يا باشا ......... أشتغل تحت إيدك والله بس أبوس إيدك أنا مش عايز أموت
إستدار خالد وصمت قليلاً من أجل إنهيار أقوى لمجدي ثم تابع ..............
خالد : خلاص بص بقه يا مجدي هما حقين ..........حق الفلوس وحق الموت ولازم حتدفع واحد منهم
كان مجدي ينظر لخالد بحيرة غير مدرك لما يقوله ............ تقدم منه خالد وأعطاه بعض الأوراق ........... نظر مجدي لها بدهشة وقال : إيه ده يا باشا
خالد : دي وصولات أمانه ..........يا باشا ( قالها بإستهزاء )
دقق مجدي النظر في الأوراق حتى إتفرجت عيناه وقال بحسرة : يا خرب بيتك يا مجدي ............. يابيه أنا ماعييش المبلغ ده هما 50 ألف وأديهم لحضرتك الله
نظر له خالد بغضب والشرر يتطاير من عينيه وتابع بصوت جهوري : 50 ألف إيه يا شحات ........... إمضي على النص مليون ثمن الحصان
مجدي : أيوه يا بيه بس أنا كده حتسجن
خالد : خلاص مش عاجبك ناخد حق الموت بقه ............... قالها وهو يتوجه بالنظر لاحد الرجال المحيطين بمجدي فشعر مجدي بالفزع وبجدية خالد فأخذ الأوراق ومضاها على الفور ............ إبتسم خالد بمكر وتابع : شاااااااااااااطر ............. أول وصل معاد تستيده بكرة ...........ها تحب تروح ولا نطلع على القسم علطول


وهكذا قام خالد بتصفية حسابه مع مجدي وأعلم الجميع بخبر سجنه ليكون عبرة ومثال يُحتذى به .............. نعم إنتهى من مجدي وبقي كريم ............وكارمن .


 


مرت حوالي عشرة أيام على موت أدهم .............كلما مرت بحجرته إنقبض قلبها ............منذ ما حدث وجميعهم تغير .............. خالد أصبح أكثر حدة مع الجميع وكأنه أصبح يتوقع الغدر وينتظره .............. العمال إنشغلوا بأعمالهم بل زاد إخلاصهم للعمل فعلى الرغم من حدة خالد شعروا جميعاً بالحزن من أجله
وهي ......... هي أصبحت تتردد على الإسطبلات أكثر من مرة بل ربما خمس مرات باليوم تقضي وقتا طويلاً مع سهيلة تهتم بها وتتأكد من نظافة طعامها وشرابها ربما يكون وليدها خليفاً لأدهم وتعويضاً لحزن خالد ............ وبالطبع هناك رعد ........... منذ ما حدث وأصبحت ملازمه له تزوره يومياً وتعتني به وكأنه طفلها المدلل ......... لا تتخيل كيف كانت ستكون حالتها لو فقدته ............. أغمضت عيناها وحاولت طرد تلك الفكرة من رأسها فمجرد التفكير بهذا يؤذيها بقدر كبير ............تنحنح السائس عندما لاحظ شرودها فإنتبهت له وقالت : أيوه يا دسوقي في حاجه
دسوقي : بسألك بس يا دكتورة حضرتك محتاجة مني حاجه أصل الساعة 5 وأنا حاروح ألحق ساعة الغدا
إيناس : لا روح إنت أنا حافضل هنا شوية
دسوقي : علشان أوصل حضرتك كل العمال مشيت
إيناس : لا إنت روح أنا 10 دقائق وحامشي ............ عايزة أتمشى
دسوقي : أمرك يا دكتورة ........... عنئذنك

إستدارت لرعد بعد رحيل دسوقي ثم ملست بأناملها على وجهه وقالت : أخيراً بقينا لوحدنا
زمجر الحصان قليلاً وإبتعد عنها فتابعت بإبتسامة : إنت لسه زعلان مني .......... معاك حق ............ أنا وحشة
إقتربت إيناس من الجواد مرة أخرى ولكنه عاد للخلف مبتعداً ........... شعرت بالحزن وقالت بلوم ضاحك بقالي 10 ايام بصالح فيك يا رعد .......... إنت قلبك إسود قوي ........... أعمل إيه ............... إبتسمت بمكر وأخرجت منديلاً صغيراً من حقيبتها ثم عصبت عيناها ...........
قالت هامسة : كده أحسن ............ إقتربت منه غير مبالية بزمجرته وملست برقة على وجهه وعلى شعره
همست بأذنيه : شششششششششششششش إهدى .......... والله لو كان حصلك حاجه كنت ممكن أموت وراك ............إلا إنت يا رعد ..............أنا مكنتش أعرف إني بحبك قوي كده
بدأ رعد يستكين لهمساتها بل إستراح وكأنه إفتقدها .............

كأنها همسات ساحرة على كلاهما ..........
علاقة خاصة ......... وكأنه يرى ما ترى ويشعر بما تشعر .............إنه رباط نادر ............ حالة خاصة من البهجة .............بل حاسة سادسة إكتسبها كلاهما
وكأنه نوع خاص من توارد الخواطر ........... إنه همس الجياد

دون أن تشعر غرقت بعالم آخر حيث لا يوجد به سوى هي ورعد وأسرارها التي إعتادت قذفها بأذناه ولكن تلك المرة كان هناك آخر ..............طرف ثالث


*********************

شعر خالد بالإجهاد بعد أن أنهى أعمالة المكتبية ............. منذ أيام وهو قابع على أوراق الحسابات وكشوفات البنوك يراجع ويعاين .............. كان يشعر بالقلق من كل شئ ............ للحظة تصور كريم كأخطبوط رأسه بالسجن وأذرعه في كل مكان ............ إبتسم ساخراً ...........إذا كان هو بأخطوبوط فسأكون سمكة قرش شرسه تلتهمه في لحظات ............ نظر للساعة فوجدها قد قاربت على الخامسة مساءاً ............ ترك أوراقه وقرر المرور بالإسطبلات مرة أخيرة وقضاء بعض الوقت مع رعد فأكثر ما يحتاجه الآن هو رعد ...........


لفت إنتباهه صوت غريب بمجرد دخوله للإسطبل ........... إنتبه وبدأ يخطو بحرص نحو الصوت ........... كان بغرفة رعد ........... حتماً هناك غريب أم ربما خائن وسأتمكن منه تلك المرة ............. إقترب بحرص........... رآها............تسمر مكانه وبرقت عيناه ............. كانت تقف أمام رعد معصوبة العينان ............. تهمس بصوت منخفض ........... وتبكي ........... تبكي بحرقة ............ فعبراتها تنهمر على وجنتيها بغزارة وثغرها يبدو كالضاحك الباكي بنفس اللحظة ........... ظل يراقبها لوهلة ..........ماذا تقول .......... أهكذا روضته .......... هو طائع بين يديها وكأنه يستشعر ألمها وهي ..............هي فاقدة للبصر مثله ......... وكأنها قررت الإرتواء بإحساسه............. وكأن كلاهما واحد ...............يقرأ أفكارها و تعيش عالمه ........... لا يعلم ماذا أصابه ولكنه ظل يراقبها بشغف ................ دون أن يشعر ذاب مع كلاهما بعالم آخر حيث يكون الإحساس هو بطل الرواية بلا منازع ...........

دون ترتيب بدأ بالتقدم نحوها .......... على الرغم من بكاءها إلا أن أنفاسها كانت هادئة ........... مازالت عبراتها منهمرة ........... حبات اللؤلؤ تتساقط كالندى على وجنتيها التي تمكنت منهما حمرة الورد .............. شفتاها المرتجفة بدت كزهرة الكاميليا ............. رقيقة وردية ........ لم تشعر به ..........كان كيانها كله مع رعد ......... لا يعلم ماذا أصابه ولكنه ود أن يحتضنها ويملس على تلك الخصلات البندقية التي سحرته منذ أول وهلة ........... فقط لتكف عن البكاء .......... أخيراً إستمع لبعض ما تقول .......... بصوت متحشرج خرجت عبارتها لا يعلم هل تلك العبارة هي كل ما تقول أم أهم ما تقول

مش عارفة كان ممكن يحصلي إيه لو رحت إنت كمان يا رعد ............. شريف وحشني قوي ............ بجد وحشني قوي ........... مش عارفة ليه لما خالد بيبصلي بفكر فيه ............ أنا خايفة .............أنا مش عايزة حد ياخد مكان شريف ............ شريف إنت وحشتني قوي .............. شريف !!!!...........


صهل رعد ..........شعرت بوجود شخص معها بالمكان ........... تسارعت أنفاسها فوضعت يدها على قلبها ربما لتهدئ من طبول الفزع بداخله وسريعاً خلعت العصابة ............
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والعشرون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الثالث والعشرون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع الفصل الثالث والعشرون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الثالث والعشرون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
راضي بشيطاني الغاضب ................ فهو جدار حمايتي الخاص ............... فالجميع مجروح سواي .............. الجميع خاسر سواي .............. ماذا يحدث .............. من أنتي لتقتحميني بتلك الطريقة ............... تحطمين أسواري المنيعة ............بل أفكاري المنيعة ..............



كانت تنطق بإسمه ........... شريف ....... شريف .......... شعور غريب إجتاحه وكأنه قد إرتوى بعد ظمأبشراب سحري ............. مزيج نادر جمع بين السعادة والغضب ............. خاصة عندما قالت خالد ............ إنتفض قلبه وغادر ضلوعه وما لبث أن عاد عندما ذكرت شريف مرة أخرى ............ وكأنه خشي أن تعشقه ................ ماذا دهاني ................ أعشق وفائك نحوه وأتمناك بنفس اللحظة ............. هذا المريد بداخلي يأبى أن تكون تلك المشاعر لسواه ...........فتلك العاطفة أريدها من أجلي أنا فقط .............. ولكن كيف ............. كيف ............... أحمق أنا ............. هل أعشقك حقاً ............أم عاشق لعشقك الجارف نحو رجل ميت



شعر بصهيل رعد ............ إرتباكها ......لا بل كاد يسمع دقات قلبها المرتجفة .............لا يعلم متى وكيف ولكنه قفز سريعاً خارج الغرفة الضيقة قبل أن تنزع العصابة بلحظات .................. ماذا به ............أيهرب من إمرأة ولكن كيف تراه !!!! .............. وماذا سيخبرها ................هو الآن أضعف ما يكون .............بل لم يشعر يوماً بهذا الوهن ............بهذا الإحساس ................لقد قُتل الإحساس بداخله منذ سنوات كان يُحييه فقط مع رعد ........ ولكن معها هي .............. إنه شعور مختلف لم يعتاده قبل ذلك ............. إنه يشعر بالحياة .............وكأن نسمات هواء ثلجية تلفح وجهه ثم تخترقه وهي محملة بعبق البندق والياسمين فيستنشق جمالها بحرية .............



نظرت حولها في حيرة ............. لا يوجد أحد ولكن صهيل رعد ............ بل تكاد تجزم أنها للحظة شعرت بوجود أحد معها بالغرفة ............. خرجت مسرعة وتلفتت يميناً ويساراً لم تجد أحد ............. خيال عابث إذن ...........ربما .............. ودعت رعد وأغلقت باب الغرفة وهمت لتغلق باب الإسطبل عند خروجها ولكنها تسمرت مكانها عندما رأت سيارته ............ نظرت مسرعة للداخل مرة أخرى ...........لاحظت أن غرفة سهيلة مفتوحة ............ كانت أنفسها متسارعة ...........هل كان هناك ..............هل سمعها ومتى حضر ............... توجهت نحو غرفة الفرسة تنظر بحرص ووجدته ............... كان يقف بجانب سهيلة يملس على خصلاتها الماسية ويضع أمامها بعض المياة .............. إنتبه لها .........كان جلياً أنه لم يتفاجئ بوجودها ...........
قال بإبتسامة : إزيك يا دكتورة ............ أنا سمعت نصيحتك أهو .............. لازم نشربها من المية اللي بنشرب منها
إبتسمت بحرص ثم قالت بتلعثم : هو ........... حضرتك جيت إمتى
خالد مصطنعاً البراءة : لسه من دقائق ...........كنت جاي أطل على سهيلة وبعدين أشوف رعد .............إنما إنتي إيه اللي جابك دلوقتي
نظرت له بدهشة لا تعرف لماذا لا تصدقه ........... تابعت بنفس نبرتها القلقة : أنا كنت موجوده ...........كنت عند رعد
خالد : والله ............ كويس .............عموما أنا راجع حاوصلك في سكتي
إيناس بريبة : هو حضرتك مش حتبص على رعد
خالد بنبرة ماكرة : ماهو مدام إنتي كنتي عنده خلاص .........وبعدين مينفعش تمشي المسافة دي لوحدك
إيناس : لأ عادي هي مش طويلة قوي
خالد : بس الوقت إتأخر والمزرعة للأسف مش أمان دلوقتي
كانت نبرته مريرة ............شعرت بالآسى من أجله
تابعت بعدها : مش آمان إزاي لا يافندم متقولش كده وإن شاء الله أزمة وحتعدي

إختلفت ملامحه ............بدت إنتقامية ..........تابع بنبرة إتسمت بالخشونة : لا متخافيش ........... أنا مش حسيبهم ........... والموضوع لازم حخلصه
لم تتردد أن تساله تلك المرة بل لم ترهب حدته وملامح الإنتقام البادية في وجهه قالت بشجاعة : مش فاهمة ............ حضرتك حتخلصه إزاي
نظر لها بدهشة وتابع : وليه مهتمة تعرفي
إرتبكت للحظة ........... هي غير مهتمة ولماذا يظن أنها مهتمة تابعت سريعاً : لأ أنا مش مهتمة ........... ده كان سؤال عادي وإعتبرني مسألتهوش
لم تنبس بكلمة أخرى وتوجهت للسيارة ............بل ظلت صامتة طوال الطريق على الرغم من محاولته إرباكها بنظراته وفي النهاية تغلب صمتها عليه بل إستحوذ تجاهلها على إهتمامه وجد نفسه ينطق وحده وبعفوية شديدة : طليقتي وأخوها هما ورا ده كله
نظرت نحوه بدهشة لا تعرف هل هي مندهشة من الخبر الذي تعرفه سالفاً أم من ذكره للأمر .............. تابع دون أن ينظر نحوها : دائرة مفرغة من الأذى ............ مش عارف حتنتهي إمتى بس أكيد مش حينفع أسيب حقي
قالت له بنبرة مترددة : هما اللي بعتوا الناس اللي إتهجموا على حضرتك
خالد : أيوه
إيناس : وهما ليه عايزين يإذوك
خالد : علشان مقتنعين إن انا أذيتهم
إيناس : وهو إنت أذيتهم
خالد : أنا خدت حقي
كان يتحدث وكأنه أمر بديهي لا نقاش فيه
إبتسمت بسخرية : وهما شايفين إنهم بياخدوا حقهم
نظر نحوها بدهشة : إنتي معايا ولا معاهم
إيناس : أنا لا معاك ولا معاهم أنا معرفش تفاصيل بس واضح إنكم حتفضلوا كده لغاية ما تخلصوا على بعض لإن ببساطة كل واحد متمسك باللي بيظن إنه حقه
إحتد عليها وتابع : بس هو حقي أنا إنتي متعرفيش حاجة ............ دول سرقوا
قاطعته سريعاً وقالت بهدوء : بشمهندس أنا مش مهتمة أعرف دي حياتك الشخصية وحضرتك حر في قراراتك .......... بس برده حضرتك اللي قلت إنها دائرة أذي والدائرة مالهاش نهاية ............

عندها كانا قد وصلا ........... أوقف السيارة وأراد ان يتابع معها الحديث وإن كان رغماً عنها وهي أرادت الهروب وكأن حدتها كانت سبيلها الوحيد للدفاع ضد إقتحامه لعزلتها وربما سماعه لأدق أسرارها ...........ولكن ضوء سيارة قوي بدد الظلام حولهم لفت إنتباهم ............ ترجلت من سيارتها وتوجهت نحوهم بإبتسامة خبيثة ........... لمعت عيناه وهو ينظر نحوها وقال مزمجراً : كارمن .


ما جدوى الغضب إن لم تشهده وما جدوى الحزن إن لم تلمسه ................. وكيف أشعر بلذة الإنتقام دون أن أتلذذ بملامح الحسرة في وجهه ............ أفكار رأسها تغدو وتجئ وفي النهاية قررت الذهاب له فقد إنتظرت مجيئه .............. غضبه ............. زمجرته ...........رؤياه ...........ولكنه لم يأتي


تأنقت بشدة ربما أكثر من العادة ............. تركت خصلاتها الحمراء ثائرة وزادت من حمرة الشفاة خاصتها ........... بل زينت زرقة عيناها بنثرات ماسية لامعه فوق أهدابها ............ كانت تبدو متمادية .......... جميلة ........... فاتنة .............. كعادتها .


نظر نحوها بغضب وهي تتقدم نحوه تابع بحنق : ليكي عين
لم تعره إنتباهها ولكنها نظرت لإيناس وتابعت بمكر : كل ما أجي أزور خالد ..............أشوفك
إرتبكت إيناس بشدة وقالت بجدية وهي تغادر : عنئذنكم
وغادرت مسرعة دون أن تنظر خلفها
إقتربت منه كارمن وما زال يرمقها بنفس النظرة الغاضبة :
أنا بقول نتكلم في الفيلا أحسن
لم تعطه فرصة للقبول أو الرفض توجهت للفيلا وتوجه هو خلفها ............. دخلت تتفحص المكان بتباهٍ وتابعت : زمان كان ذوقك أحلى ولا دي على ذوق حد جديد
خالد وقد إنتهى صبره : مش فاهم
واضح إن الدكتورة مابتقدمش خدماتها للخيل بس
لمعت عيناه وتابع بإزدراء: اللي بيعمل حاجة بيفتكر كل الناس زيه
كارمن : ياااااااااااااااااه ............ولما إنت كنت شايفني وحشة كده إتجوزتني ليه ..........حبتني ليه
كانت ملامحه صارمة : أنا عمري ما حبيتك
إقتربت منه في دلال : كداب ............ حبيتني بس شهوة إنتقامك كانت أقوى
خالد : وإنتي راجعة تنتقمي دلوقتي
كارمن : الإنتقام مش حكر عليك لوحدك
خالد : بس أنا ماقتلتش
كارمن وقد ترقرقت العبرات بعيناها : قتلتني .........يوم ما هربت مني في يوم ولغيت سنين حبي ............قتلتني
خالد : وإنتي قتلتي أدهم ومش قتل معنوي ده قتل بجد
كارمن بذهول : زعلان على الحصان ومش ندمان على اللي عملته معايا
خالد بإزدراء: أنا مضربتكيش على إيدك كله كان بمزاجك سواء كان جواز أو غيره

لا تعلم ماذا أصابها ولكنها رفعت يديها رغبةً في صفعه وهي تقول : إخرس
ولكنه أمسك بيديها قبل أن تلمس وجهه قال بغضب شديد : مش خالد رضوان اللي تضربه واحده ست
كان يمسك ذراعها بقوة ويلويه خلف ظهرها .........صرخت بألم ..............سيبني ............سيب إيدي
تمكن الغضب منه وبلغ ذروته دفعها حتى إلتصقت بالحائط وقال لها وهو يضغط على ذراعها بقوة : جيتي ليه يا كارمن ............هه ...........جاية تستفزيني ولا لما ماردتش إفتكرتيني ضعيف وجاية تشمتي ............طيب أنا حارد ودلوقتي يا كارمن
كان مازالا ممسكا بذراعها بعنف .......... سحب يدها الأخرى وشعرت بشئ يلتف حول معصميها ........... قالت في فزع : إنت حتعمل إيه
خالد : عارفة يا كارمن أدهم وهو بيموت حس بإيه
بدأت أنفاسها تضطرب ............ نبرته جنونية وكأن بلغ ذروة الخبل
تابع بعدها : ألم حاد في البطن .........تشنج في الأطراف علشان النفس .........ها تحبي تجربي ...........
سم ولا ألف حبل على رقبتك الجميلة دي
كارمن : إنت مجنون .............مش طبيعي حتقتلني علشان حصان
خالد : إنتي قتلتي حصان علشان طلقتك يا كارمن ........... و علشان تخسريني ثمنه
كارمن : إنت قتلتني ............إستغلتني .............. ضحكت عليا وسرقت فلوس أبويا
قذفها بعيداً عنه فألقاها على الأريكة ويداها ما زالت مقيدة ............. نظر نحوها والشرر يتطاير من عينيه وبصوت جهوري متحشرج من شدة الغضب تابع : إيه فلوس أبوكي ............ فوقي دي فلوسي أنا ............وأبوكي سرقها مني زي ما سرق حياتي وأمي ............إنتم اللي دخلتم حياتي من غير دعوة ............ عيشتوا في بيتي وإنطردت منه .......... لغاية دلوقتي عايشة في مالي يا كارمن انا إشتريت حقي منك فاهمة يعني إيه
يعني إنتي أذيتيني بفلوسي وأخوكي الشملول إتسجن لإنه بتاع رشوة مش نضيف .............. وحقي أخدته منه زي ما أبوكي اخده مني بالضبط .............داين تدان يا هانم ..............ماتكدبيش الكدبة وتصدقي روحك حتى لو ماكنتش طلقتك ماكنش ينفع نعيش مع بعض ........... وعمرنا ما كنا ننفع لبعض بس إنتي ست بتتحركي ورا رغباتك وبس فمتلوميش غير نفسك

كانت تنظر نحوه بفزع ............ بغيظ ...........كادت أن تنطق ولكنه جذبها بعنف من شعرها
تابع وهو يخرجها من المنزل عنوة : أنا النهارده حاخد بنصيحة جاتلي من ملاك مش شيطان ............ مش حاعملك حاجه ولا لأخوكي لكن قسماً عظماً لو فكرتوا بس تهوبوا ناحيتي ............ ساعتها حتشوفي مني وش غير كل اللي فات يا كارمن

فتح الباب وأخرجها من الفيلا بعد أن فك قيودها ........... دفعها بعنف فوقعت أرضاً ..............نظرت نحوه بتوعد ونظر نحوها بسخط ثم أغلق الباب بوجهها ..............إنطلقت بسيارتها بجنون ............. تعلن ...........تتوعد .......تبكي



كانت تبكي بحرقة ............لماذا ذهبت .............. ماذا كانت تظن .............. لقاء الأحباب بعد شوق !!!!!! ............. لا ذهبت لتلمس إنتقامها وقد نالت ما بغت .............. نظرت لمعصمها في أسى وهي تلمس أثار حبال الستائر عليها ............ أكرهك يا خالد ........... أمقتك ............. تصر على إذلال الأنثى بداخلي .............. صدقني ستنال جزاءك .............حتماً ستناله


أطلقت الزامور لتنبه الحارس أن يفتح لها البوابة .............. كانت البوابة الأولي في الجزء الآخر من المزرعة حيث أقنعت الحارس المسكين بأنها قريبة إحدى المهندسات وقادمة لزيارتها وبالطبع قوة إقناعها ليس لها مثيل فهي تعلم تأثيرها على الرجال .............. جميع الرجال دونه هو ............ كانت تضغط المقود بشدة ............لا ترى أمامها سوى صورته ............... وجهه ............... سخرية ثغره ............غضب عيناه ............... هذا الثغر الذي طالما أمطرها بكلمات العشق الكاذبة وتلك العينان وإدعاءهما الشوق بمكر .............

فجأة و قبل أن تصل للطريق العمومي ...........فجأها شبح بالظلام ............ لا تدري ماذا حدث ولكنها توقفت فجأة قبل أن تدهسه ومع ذلك إرتطم جسده بالسيارة ............. خرجت مسرعة مرتبكة وإقتربت منه ........... كان جالساً على الأرض يمسك بردفه ويقول : حرام عليكي يا شيخة ...........كنت حروح فطيس
كارمن : أنا آسفه ........... إنت ظهرت فجاة
نظر حوله يبحث عن شئ فقالت له : حاجه وقت منك
هو : اه الكاب بتاعي
لمحتها على بعد منه فأحضرتهوجلست أمامه على ركبيتها وناولته له قائلة : إتفضل
قام بإرجاع خصلاته الناعمة للوراء ثم أرتدى قبعته ونظر نحوها ولكن إنتباه الصمت عندما رأى ملامحها المتوهجة تحت ضوء السيارة ........... ما هذا ............ هل صدمته إحدى جنيات الصحراء ذوات الجمال الخارق ........... خصلات متجدلة تشع ببريق أحمر اللون وعيون طغت زرقتها على الظلام الحالك حوله............ تابع بصوت هادئ ونبرة بطيئة : متشكر ............ أنا بجد متشكر جدا
كارمن : على إيه .........إني خبطتك
حمزة : أنا بعدي هنا إتنين وخميس علشان لو حبيتي تخبطيني تاني
ضحكت بيأس : إنت بتعاكس وإنت متكور على الأرض كده
حمزة : ماهو بسببك
كارمن : أنا آسفة ...........
لاحظ العبرات بعيناها نظر نحوها بعمق وتابع : أنا اللي آسف إني خضيتك كده بس هو حضرتك حقيقية
كارمن بدهشة : نعم !!!!
هو : إنسية زينا يعني ولا بسم الله الرحمن الرحيم
ضحكت رغماً عنها : إنت بتهظر ولا بتتكلم جد
هو : أصل بجد حضرتك جميلة بشكل غير طبيعي
كارمن : تقولي عفريتة وبعدين تقول جميلة
هو : ماهو أحلى جمال الجمال المعفرت ............ نبدأ من جديد علشان أنا تقريبا الخبطة أثرت على دماغي ..
قام بنفض يديه من الرمال ثم بسطها لمصافحتها وعلى وجهه إبتسامته المعهودة : حمزة
صافحته بدورها وقد هدأت ثورة البركان بداخلها بعض الشئ : كارمن
 *********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والعشرون ر من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الرابع والعشرون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الرابع والعشرون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
الغضب تلك العاطفة المتأججة ...............تكتسحك بجنون في البداية تسيطر على دقات قلبك أم ربما قفزات قلبك .............. ثم تقتحم ملامحك فيتملكها العبوس ..............كلماتك التي ستتمكن منها الفظاظة حتى النخاع ..............صوتك ........... جهوريته ............حشرجته ........... ضعفه ............ فالغاضب ضعيف ........... وخاصةً هذا الغاضب

كانت إيناس بالمطبخ تحاول إشغال نفسها بإعداد بعض الطعام الذي ربما لن تأكله في النهاية .............. ما زالت كلمات الحمراء تتردد بأذنها ............... ماذا تقصد بتلك الكلمات السخيفه ثم إنها لم تكن بجواره في زيارتها السابقه ............ كانت عائدة للعيادة وهو كان سيمتطي رعد ............ زفرت بغضب وحاولت طرد كلمات كارمن من عقلها .............إنتبهت لصوت خالد الصارخ ........... لم تستطع أن تكبح جماح فضولها لتفسير كلماته ............ تركت ما بيدها وإنتبهت لكلماته ...........بل صوته المتحشرج ..........ضعفه

كانت كلماته مريرة ............ إخترقت أذنها وعقلها معاً ............. وكأن عبارته شكلت قصة قصيرة ظلت تتفكر فيها طوال الليل ............ هناك طفل صغير خلف هذا الوجه البائس ............... طفل مشتاق لأمه ............ زوج إستحل مال اليتيم وكافح هذا اليتيم ليسترجع حقه ممن يظنون أنه ليس بحقه !!!! ............. من المصيب ومن المخطئ !!!! ........... ولكن خالد ليس بمخطئ هو فقط غاضب ........... غاضب بشدة ............. تخيلت ملامح وجهه عندما سمعت نبرته الباكية ............. عضلات فكه المنقبضة .............. ربما إحمرار وجهه ............ أم تحجر بعض العبرات بعيناه ........... وعندها شعرت نحوه بالشفقة فهي إن لم تختبر هذا الغضب الجامح فتعرف جيداً عاطفة الحزن الجارف .............

نظرت له كارمن بإبتسامة وتابعت : فرصة سعيدة يا أستاذ حمزة
حمزة : أنا الأسعد
كارمن : طيب ........ تحب أوصلك في حته
حمزة : لا أنا داخل جوه وواضح إن حضرتك خارجه
لمعت عيناها وتابعت : إنت بتشتغل هنا
حمزة : أيوه ........... بس حضرتك ما بتشتغليش هنا
قالها بإبتسامة ماكرة
كارمن وقد إستعادت نفسها وضحكت بدلال : لا ............ كنت بزور حد
حمزة : بجد مين أنا كلهم جوا صحابي
تابعت بإبتسامة ساخرة : كنت بزور جوزي ...........السابق
صمت قليلاً ربما لإستيعاب ما قالته دون تردد ثم تابع : من غير زعل أنا في قلبي على لساني
كارمن بدهشة : إيه
حمزة : مين الحمار ده اللي بقى سابق
ضحكت بشدة وتابعت : تصدق هو فعلا حمار بس يا ترى لما أقولك مين حتفضل متمسك برأيك
نظر لها بريبة : ليه هو مين
قالت بتحدي : خالد
ضحك بإنهزام وتابع : هو حضرتك كنتي مرات بشمهنس خالد
كارمن: أيوه
حمزة : يعني ........... هو بلاش حمار دي شيليها في المونتاج
كارمن : مش ممكن إنت بجد ضحكتني النهارده ضحك يعوض سنين
حمزة : يا خبر ليه بس
كارمن وقد زفرت بإرتياح : ماهو الجواز الفاشل آثاره بتستمر شوية
حمزة : أنا آسف
كارمن : إنت مهندس برده زي خالد
حمزة : أيوه
صمتت لوهله ثم أنار عينيها بريق غريب وتابعت : تعرف إن الصدفة فعلا خير من ألف معاد
حمزة : مش فاهم حضرتك تقصدي ايه
قالت بمكر : أصل انا كنت جاية عايزة من خالد خدمة وغالبا مش حيعملها ودلوقتي بقه القدر رماك في سكتي وشكلك حتكون الشخص المناسب للمهمة دي
حمزة بدهشة : أنا !!!! مهمة إيه
فجأة و دون مقدمات قامت كارمن بتمرير أناملها الرفيعة بين خصلاتها الحمراء فدفعتها بحركة واحده على أحد كتفيها ثم نظرت نحوه مطولاً وقالت بإبتسامة دافئة : بص يا سيدي .........أنا خريجة فنون جميلة ومحتاجاك في شغل
حمزة وقد صمت لوهلة يتأملها ثم إستدرك نفسه وتابع : بجد حضرتك لازم تكوني فنانة جميلة ............ قصدي فنانة فنون جميلة ...........انا آسف ...........أنا متلخبط
ضحكت بدهاء وتابعت : أنا رسامة وبحب أعمل معرض كل سنتين كده والمرة دي عايزة أعمل معرض يكون بس عن الورد
حمزة : الورد !!!!!
كارمن : اه الورد ...........اعظم لوح اترسمت كانت عن الورد ......... زهرة الخشخاش مثلا
حمزة : فعلاً
كارمن : انا بقه كنت محتاجه حد متخصص موسوعة كده يعرفني كل الانواع ويجيبلي كتب او مجلات عن أشكالها ........ صفاتها .......... معانيها ...........علشان أدخل في الحالة وأرسم ............أنا عايز أحس الورد ...........أفهمه ...........أعيشه
كانت تتحدث بهمس لا يعلم ماذا أصابه ولكنه شعر كالمسحور أمام نبرتها الهامسة ........... مسحور وسعيد بتلك الشخصية الفريدة من نوعها أجابها دون تردد : أنا تحت أمرك
لمعت عيناها بإنتصار : تمام ........... حديك تليفوني واخد تليفونك ونحدد معاد ........ نقول أول معاد
حمزة : خلاص يبقى أول معاد


وهكذا إفترقا على لقاء ............. عادت بعد حزن منتصرة فقد وجدت في حمزة الدجاجة ذات البيض الذهبي ........... لا تعرف كيف ستحصل على البيض ولكن حتماً ستحصل عليه .

 

تلفت حسن حوله ليتأكد من عدم وجود رقية بجانبه ثم تابع بصوت خافت وهو يتجه بالهاتف نحو غرفة النوم : يعني إيه حتولدي فجر بعد بكرة
سهام : هو ايه ده ............ الدكتور قالي خلاص قيصري وإداني معاد بعد بكرة ............... حتيجي ولا برده مشغول
حسن : بتتريأي
سهام : بقالك 3 شهور ماشفتش وشك وشكل كده إبنك حيبقى زيي
حسن وقد زفر بضيق : سهام قلتلك كانت ظروف وإنت متجوزاني وعارفة ظروفي كويس
سهام : بص يا حسن من الآخر كده أنا حاولد بعد بكرة وبعدها بقه براحتك يا تكون موجود في حياتنا زي أي زوج وأب ............ يا تخرج منها خالص
حسن : إنتي بتقولي إيه ........... إنتي إتجننتي
سهام : بص يا حسن أنا من حقي أحس بجوزي جنبي وإبني من حقه يتمتع بحنان أبوه كل يوم ........... مش كل شهر .............
حسن : قصدك إيه
سهام : قصدي إن آن الأوان تبعتلنا نعيش معاك يا حسن

ظل ممسكاً بالهاتف صامتاً ......شارداً ........لم يشعر بإغلاقها للهاتف ............ لم يشعر بدخول رقية للغرفة متسائله عما به ...........


رقية بدهشة : مالك يا حسن
إستدرك نفسه ورسم إبتسامة كاذبه على وجهه وتابع : مفيش
رقية : مفيش إزاي ........... شكلك متضايق وواضح إن التليفون اللي معاك هو اللي ضايقك
حسن بضيق : قلتلك مفيش يا رقية هو تحقيق

صمت ........ مرت الدقائق كسنوات .................تابع ليتخلص من نظراتها نحوه : أنا ............أنا لازم أسافر بكرة عندنا شغل ومشاكل كده لازم أروح مصر أحلها ........... خالد متعصب
إبتسمت بآسى : اه ............. وماله ............ ححضرلك شنطتك
سريعاً توجهت للخزانه ............. أخرجت الحقيبة بيد مرتعشة ........... وبدأت بوضع ملابسه دون تركيز .............. هو أيضاً خرج سريعاً وتركها مع عبراتها الساكنة .

 
 
لم تستوعب إيناس في البداية سيل العبرات الذي إنفجر فجأة من عيناها .............. إحتضنتها سريعاً وتابعت : في إيه بس يا رقية ............ مالك
لم تنطق بل ظلت تبكي بحرقة ربما بكاء لم تبكيه من قبل .............. شعرت إيناس بالشفقة من أجلها فتابعت وهي تملس على رأسها بحنان : طيب عيطي ............. خرجي الشحنة اللي جواكي
رقية بنبرة توحي بالإنهيار : مش قادرة يا إيناس ..............بجد خلاص تعبت .............تعبت قوي
إيناس : إيه بس اللي حصل
تابعت بصوت متهدج : بقالي كتير قوي صابرة ......... كاتمة بس خلاص ..............خلاص أنا حاسه إني بموت يا إيناس أو جايز مت وده عذابي
إيناس : أستغفر الله العظيم بتقولي ايه بس ..........إستهدي بالله
إعتدلت في جلستها وبدأت في محاولة يائسة تجفيف نهر العبرات الثائر بعينيها ثم قالت : من حوالي 8 شهور بعتت لي صورة إختبار الحمل ............ ما بقيتش عارفة هي بتغيظني ولا عايزني أمشي ............ شئ مؤلم قوي لما تحسي للحظة إنك حتكوني طرف زيادة في معادلة إنتي اللي بدأتيها .............. والله هو مش عند ولا سلبية ............. أنا مخدتي تشهد على دماغي اللي كل يوم تتعصر وأسئل نفسي حواجهه ولا لأ ............. ومن غير ما نحس أنا وهو زي ما نكون عملنا إتفاق ضمني ............ لا أنا أفتح موضوع جوازه ولا هو يحسسني إنه إتجوز
نظرت لها إيناس بشفقه وتابعت : إنتي عرفتي إنه إتجوز إزاي
رقية ساخرة : منها ........... عرفتني بعد الجواز ممكن بشهر ولما معملتش حاجة .........عرفتني بالحمل ........... وإمبارح بس كنت على بعد خطوات من إعترافه ليا ............. حسيت إنه عايز يقولي ويخلص ويرتاح ............ خفت ............ماكنتش عايزة أسمعها ........مش قادرة ............مش قادرة أواجه المشكلة دي .............. إيناس انا بقالي سنة دافسة راسي في رمل ولما رفعتها وسافرت وفكرت وحاولت ورجعت ........جيت أدفسها تاني معرفتش كان بدل الرمل صخر ............. أسمنت صلب فتح نفوخي وكشف قدامي كل الألم اللي مخبياه
إقتربت منها إيناس وقد ترقرقت عبراتها بدورها فربتت على كتفها دون أن تنطق
أغمضت رقية عيناها مما ساعد في إنهمار أقوى لشلال دموع الألم بقلبها ثم تابعت : لما بعدت ماعرفتش أعيش من غيره ............. أنا من ساعة ماتجوزته وحياتي مافيهاش غيره ........... إتعودت اكون مشغوله بيه ............ أكله ...........شربه ...........لبسه ......... طلباته هي حياتي ............. لما بعد لقيتني مش لاقية حاجه أعملها فعملت اللي هو بيحبه لنفسي ...........رجعت ومش عارفة أنا رجعت علشانه ولا علشاني
إيناس وقد بكت بدورها : إنتي بتحبيه ............بتحبيه قوي وتعرفي هو كمان بيحبك قوي
رقية : بس بيحب نفسه أكثر ........... انا عارفة حسن.............. ده طفلي المدلل وأنا اللي بوظته
إيناس : مفيش طفل بيقدر يستغنى عن أمه
رقية بآسى : لا يا إيناس بيستغنى عارفة إمتى ............ لما بيتجوز ويخلف ............ بينسى علشان هو بنى آدم والبنى آدم خطاء
إيناس : بس إنتي مش أمه إنتي مراته اللي بتدلعه زي أمه بيتهيألي الراجل بيكون عايز الزوجة والأم والحبيبة
رقية : إيناس حسن في خلال كام يوم حيبقى أب ........... تفتكري حافضل زي منا ولا حتحول لطرف زيادة على الأسرة الصغيرة
نظرت لها إيناس بشفقه وقد هربت الكلمات من عقلها همت لتتحدث مرة أخرى ولكن رقية أمسكت ببطنها وبدت ملامح الالم بادية على وجهها بشدة ......حتى خرج أنين متقطع قوي : ااااااااااااه
فزعت إيناس : رقية ........... رقية مالك
رقية وقد تمكن منها الألم فبدأت تتنفس بصعوبة : عادي أنا بقالي فترة تعبانه ............ شكلها كده سن اليأس بدري بدري
إيناس : إنتي بتقولي إيه ........ إنتي لازم تروحي للدكتور
رقية : مش مستاهله حاخد مسكن .......شكل كده العادة الشهرية حتقطع المرة دي خالص ............ يلا أريح
إيناس : إيه ّ!!! هي بقالها أد إيه ماجتش
رقية : مش بركز ممكن 3 شهور أو 4 ........... الطبيعي بتاعي إني مش منتظمة أكيد إنتي فاهمة
إيناس : طيب إنتي حاسه بإيه دلوقتي
رقية : عادي بتألم منها بس المرة دي بزيادة ومش عارفة ليه النهارده تعبانه بجد ........... امممممممممممم ............ لم تشعر رقية بنفسها وهرعت للحمام لتفرغ ما في معدتها وإيناس تراقبها بيأس ولكنها إستدركت نفسها سريعاً قائلة ............ لا كده مينفعش لازم تروحي لدكتور حالا
رقية : لا لا ............ أنا بس النكد أثر عليا حاخد مسكن وأنام
إيناس : لأ .......إهمال لأ ............تعالي أساعدك تغيري هدومك ونشوف سواق يوصلنا مصر ........... يلا بقه لو إنتي ما كونتيش حابه تروحي مع بشمهندس حسن فرصة هو مش موجود وأنا معاكي
شعرت رقية أن إيناس بذكاءها إستنبطت أفكارها فهي خافت أن تذهب للطبيبة مع حسن فتلقى بوجههما القنبلة الاخيرة .........سن اليأس


قامت رقية مع إيناس التي ساعدتها على إرتداء ملابسها سريعاً ثم قالت : إنتي معاكي رقم السواق
رقية : اه معايا بينفع لما بيكون حسن مش موجود ........... أنا حاكلمه


وفي غضون دقائق جاءهما السائق وتحركت بهما السيارة مسرعة نحو القاهرة ...............

 

نظرت لها الطبيبة بإبتسامة بعد أن أتمت الكشف ثم توجهت لإيناس قائلة : صاحبتك دي مهملة ............. بقالها شهور مش بتيجي
قالت لها رقية في آسى : معلش يا دكتورة والله بحس إني بضيع وقتك على الفاضي
نظرت لها الطبيبة الأربعينية بلوم ثم تابعت : بقه حضرتك بتقولي سن اليأس ....... ليه 40 سنة سن اليأس أقوم أضربك دلوقتي
ضحكت رقية بحزن وتابعت : يا دكتورة صوابعك مش زي بعضها .......... أنا بس اللي محظوظة
الطبيبة : لا يا ستى مش إنتي اللي محظوظة الباشا اللي جوه ده بقالوا 3 شهور هو اللي حيبقى محظوظ بمامي زيك

صدمة .............. خوف ...............دموع ............إبتسامة مرتجفة .............كلمات العالم لا تستطيع وصف مشاعرها نظرت نحوها ملياً ثم تابعت بصوت مرتجف ...........خائف : إيييي ...........إيه
الطبيبة : مبروك يا روكا ............ إنتي حامل

شعرت إيناس بطبول الفرح تدق بقلبها بشدة ...........نظرت لرقية غير مصدقة ............ ظلت رقية متسمرة في مكانها وكأنها خائفة من الحركة حتى لا تصحو من الحلم ............. حلم جميل ........... أبيض اللون .......... وكأن العالم حولها إلتف بالضوء لم تعد تشعر بشئ ......... غابت عن الوعي ووقعت مغشياً عليها .............



فتحت عيناها لتجد إيناس بوجهها الملائكي بجانبها .......... رأتها جميلة ............ كانت تبدو أجمل من أي وقت مضى بل أجمل نساء الكون قالت لها بصوت خافت : أنا .......... فين
إيناس برقة : إنتي مش بتحلمي
رقية : إيناس أنا بحبك قوي
ضحكت الطبيبة وقالت لها بمرح : وأنا مش حينوبني من الحب ده جانب
رقية وقد بدت عبرات السعادة بمقلتيها : أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا دكتورة
الطبيبة : بتشكريني أنا ده كله بأمر ربنا
رقية : الحمد لله الحمد لله ..............أحمدك وأشكر فضلك يا رب
تابعت الطبيبة : نركز بقه ...........حاكتبلك شوية فيتامينات تعوض الشهور اللي فاتت
مسحت عبراتها بكفيها ثم أومأت رأسها كالطفلة المطيعة : حاضر ...........حاضر
الطبيبة : كمان مش عايزة مجهود ولا عصبية مفهوم
نظرت لها إيناس وأمسكت بيديها ثم توجهت للطبيبة بحديثها : متقلقيش يا دكتورة أنا حاخد بالي منها
الطبيبة : تمام وعندك متابعة كمان أسبوعين .......... متابعة حمل مش متابعة علاج


وعلى بعد مئات الكيلومترات كان هو هناك يقف بالمشفى مرتجفاً ...... متوتراً ...........سعيداً .........حائراً وبين يديه هذا الكائن الصغير الصارخ الوردي اللون والممرضة تردد بحماس : مبروك جالك ولد — ‏
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والعشرون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الخامس والعشرون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع الفصل الخامس والعشرون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الخامس والعشرون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
كانت الساعة قد قاربت على الحادية عشر مساءاً عندما عادت بهم السيارة للمزرعة ............... طوال الطريق وهي شاردة ............ على وجهها إبتسامة فريدة تجمع بين الرضا والسعادة ............. القلق والأمل ............. حنين ........... إشتياق ............ أمومة

نظرت رقية نحو إيناس قبل أن تدلف للمنزل وقالت : أنا تعبتك معايا النهاردة يا إيناس
إيناس : تعبتيني !!!! النهاردة كام يوم جميل قوي ....... خدى بالك منه هه ...........قالتها وهي تشير لبطن رقية الذي بدا لها منتفخاً فقط بالإيحاء ثم تابعت : أدخلي يلا إنتي وأنا حاروح أجيب هدومي علشان حبات معاكي
رقية : حبيبتي متتعبيش نفسك ملوش لزوم
إيناس : لأ لي لزوم وأنا مش حاتعب في حاجة ........... يلا أدخلي بقه ملوش لزوم وقفة كتير

دخلت رقية وتركتها إيناس وتوجهت سريعاً للفيلا لكي تحضر بعض الملابس للنوم وقبل أن تصل إصطدمت بخالد الذي كان يبدو أنه عاد لتوه من الخارج ........

كانت تتحرك مسرعة بحماس غريب فلا تدري كيف إصطدمت به ولكن فجأة ظهر أمامها من العدم فوجدت نفسها وجهاً لوجه أمام أزرار قميصه ........... عادت للخلف سريعاً وقالت بخجل : أنا آسفه
نظر لها بمكر .......... فرب صدمة خير من ألف موعد خاصة مع زهرة الأوركيد خاصته صاحبة عطر البندق المميز ........... تابع بصوت هادئ رخيم : ولا يهمك ....... كنتي برة ولا إيه
نظرت له بإبتسامة غريبة لم يعدها منها من قبل وتابعت بحماس حل محل خجلها سريعاً : كنت مع مدام رقية
خالد بفضول : خير في حاجة
إيناس : خير وأحلى خير ............ وأحلى خبر في الدنيا

كانت تتحدث بتلقائية شديدة ............ بسعادة صادقة ........... بعيناها بريقاً غريباً وكأن شعاع العسل قد إزداد نقاءً .............حياة ..........نضارة ...........أخبرته عن حمل رقية ............عن سعادتها .............بكاءها ............ خوفها .............. عن الطفل الجميل الذي سينير حياتها بإبتسامته الملائكية ................سعيدة هي حقاً من اجل رقية ................ سعادة جعلتها تفتح قلبها دون وعي لخالد أول من وجدته في طريقها بعدما علمت الخبر ............... كان يراقبها بشغف ........... فهي تتحدث بكل لغات الكون .......... عيناها تضحك ........... يداها تتحرك بعشوائية طفولية وهي تقص له أجمل خبر بالعالم كما أطلقت عليه ................ لا يعرف كم مر من الوقت على حديثها ولا يعي أغلب ما قالت ولكنه تمنى أن يستمر هذا الحديث إلى مالا نهاية ............ فقط ليراقب ثغرها الذي زادته الإبتسامة رونقاً فوق رونقه وتلك العينان التي دبت فيهما الحياة فزادتهما سحراً ..........أناملها الرفيعة التي كانت تتحرك بتلقائية لترفع خصلات البندق الثائرة التي تداعب وجهها من حين لآخر .................فاتنة أيقظت سبات قلبه عن غير قصد ................ وكأن مراقبتها .............تأملها لم يعد مجرد إنتهاك فطري من عيناه كرجل بل هي خواطر قلب يتوق للعشق دون حساب ............ دون تخطيط ........... علاقة مختلفة فريدة من نوعها لا تحركها رغبة إنتقام أو كيد ............لا هي رغبة مختلفة من نوع آخر .............. رغبة عاشق ............
خرج من أفكاره وصوتها الرقيق يردد إسمه : بشمهندس خالد ....... حضرتك معايا
إستدرك نفسه سريعاً وتابع : اه ........ معاكي ............ بس سرحت في حسن
إنتبهت إيناس وقطبت جبينها للحظة وكأنها خرجت من سعادتها الجارفة وعادت لوعيها : اه صح ...........يا خبر لوسمحت يا بشمهندس ممكن ماتقولش ليه
خالد : أنا مش صغير يا إيناس ............خبر زي ده لازم يعرفه منها دي حتكون دقائق نادرة وسعيدة في حياتهم و محدش ممكن يسرق منهم اللحظة دي
إبتسمت برضا وتابعت : طيب عنئذنك
خالد : صحيح إنتي عندك أجازة بكرة ............ مع السلامة
إيناس : لأ مش حسافر حافضل ما رقية لغاية لما البشمهندس يرجع كمان حبات معاها .......
بدت على وجهه ملامح الإغتباط عندما علم أنها لن تسافر تابع بحماس غريب على شخصه : خلاص ولو إحتجتي حاجه بلغيني وأنا أبعت بيسو أو أي حد يجيبهالك
إيناس : متشكرة يا بشمهندس
تركته ولكنه إستوقفها قبل أن تغادر قائلا : إيناس
إيناس : أيوه
إبتسم بمكر ثم قال لها بصوت منخفض : دلوقتي عندك إتنين حوامل تعتني بيهم ربنا يكون في عونك
ضحكت وتابعت : صح .......البيبي حيتولد مع المهر تقريباً في نفس الوقت
خالد : خلاص أنا حاسمي البيبي وإنتي تسمي المهر
زاد بريق عينيها وقالت بسعادة كالأطفال : بجد أسمي المهر
خالد : أيوه ............ يلا فكري في إسم .................قدامك 6 شهور
إيناس : حاضر وحضرتك حتسمي البيبي ........ متأكد
ضحك خالد وتابع : حسن ورقية حيكونوا في أضعف حالاتهم حيوافقوا على أي حاجة
إيناس : ربنا يكرمها وتقوم بالسلامة
خالد : يا رب ............. يلا تصبحي على خير
إيناس : وحضرتك من أهله

تركته وظل يتابعها بنظراته حتى وصلت لباب الفيلا وقبل أن تدلف دون ترتيب إستدارت نحوه لا تعلم لماذا ولكنه وجدته ينظر نحوها بدوره فإلتقت نظراتهما ......... إرتبكت .......... هربت مسرعة للداخل غاضبة من نفسها ............

********************

ألقت نظرة أخيرة على نفسها في المرآة قبل ان تلبي نداء الباب ............. تأنقها ليس صباحياً بالمرة ولكن من يبالي .............. نظر لها بإبتسامة بمجرد أن فتحت الباب وقال بمرحه المعتاد : صباح الخير
كارمن : صباح النور ...........أنا قلت عشاء عمل لكن إنت بقه خليته فطار عمل
حمزة : الصبح نشاط والدماغ تبقى صاحية
كارمن : إتفضل
دلف حمزة للمنزل ............ تفحصه بدهشة ثم قال بعفوية : واو
كارمن : إيه الشقة مش عاجباك
حمزة : بالعكس دي جميلة هي .......... تابع بتردد : شبهك
كارمن : شبهي !!!!!
حمزة : اه ............. ألوان صارخة ...........نارية .......... تخطف العين كده
إبتسمت وقالت بدهاء : دي أنا ولا الشقة
إرتبك من صراحتها فخلع قبعته بعفوية وعبث بخصلاته المسترسلة وتابع بإبتسمة : الإتنين
إبتسمت بثقة وتابعت : تحب نقعد في الليفنج ولا جوه في مكان شغلي
حمزة : لا مكان شغلك أحسن

أدخلته لغرفة جانبية تحتوي على أريكة مريحه والكثير من اللوح بعضها فارغ وبعضها مجرد مشروع لوحه ........ خطا بحذر وهو يتفحص المكان ثم تابع : أول مرة أشوف صومعة فنان
كارمن : وإيه رأيك أنفع
أمسك بأحد اللوح ثم تابع : أنا مش بحب أحكم على المشاعر أنا بحس إن الفن والرسم بالذات مشاعر إنتي بتخرجيها في اللوحه و نجاحك إنتي تخرجيها بصدق
كارمن : واو إنت مش مهندس زراعي بقه إنت فيلسوف
حمزة : مش قوي كده
كارمن : نسكافيه ولا شاي
حمزة : حاخد شاي
كارمن : عملتلك وافل بتحبها
حمزة : مش باكلها كتير بس بحبها اه
خرجت لإحضار الإفطار وعندها حدث نفسه بيأس : أكيد حتعمللي وافل أمال حتعمل بيض وفول .............. عادت كارمن وعلى وجهها إبتسامة ساحرة وضعت الطعام أمامه وتابعت : تحب عسل ولا صوص
حمزة : ده صوص فرولة
كارمن : لأ .........توت
حمزة : يبقى صوص
زينت له قطعة الوافل خاصته بالصوص الشهي بلونه الأحمر القاني ثم تابعت : أنا زيك بحب الصوص برده عن العسل
أخرج حمزة جهاز اللاب توب خاصته ليريها مجموعة خاصة من الأزهار المصورة مع بعض المعلومات ............ نظرت للجهاز وتابعت : بجد إنت عندك معلومات حلوة قوي
حمزة : عندي كتب كمان جبتلك كتاب صغير فيه الخلاصه وبقية المعلومات عملتلك كوبي على السي دي ده
كارمن : ميرسي .......... إنت شاطر وعملي قوي ............. بس أنا مش فاهمة حاجة ........... أنا عايزاك تديني الخلاصة مش دش بقه وقراءة ............ أنا أرسم وبس
حمزة : ممكن أسئلك سؤال
كارمن : إتفضل
حمزة : هو إنتي إيه معلوماتك عن الورد
كارمن : ههههههههه ده إختبار
حمزة : لا مش قصدي
كارمن : أكيد الأحمر للحب والأصفر الغيرة والبنفسجي بيقولوا ندم
صمت حمزة قليلاً وتابع : عايزة تعرفي الورد البنفسجي بيعبر عن إيه لازم تفهميه وعلشان تفهميه لازم تعرفي حكايته
كارمن : حكايته هو ليه حكاية ؟
حمزة : كل وردة وراها حكاية وقصة ...........أسطورة
كارمن : وإيه بقه حكاية الوردة دي
حمزة : زمان كان في ملك حزين كان إسمه ملك الثلج كان عايش في قصر ثلجي بارد مفيش فيه أي حياة فكان علطول حزين بائس وفي يوم بعت جنوده يبحثوا عن بنت جميلة تونس وحدته وبعد فترة جابوها أول ما شافها حبها علطول كانت جميلة قوي رقيقة جداً وخجولة وكان اسمها فيوليت ............. فيوليت لما دخلت القصر بدلت حاله .......... الثلج داب .............بقى المكان كله بهجة وسعادة ..........وش الملك الحزين بقة أسعد ...........فيوليت كانت بعيدة عن أهلها وبيوحشوها فطلبت من الملك إنها تزورهم ..............كان خايف عليها قوي خايف تضيع منه ويرجع حزين تاني فوافق بس بشرط
كارمن بإهتمام : شرط !!! شرط إيه
تابع حمزة بصوته الدافئ : إنها تزورهم مرة واحده كل ربيع بس تروح على شكل وردة وفي الشتا ترجع لحضنه تاني بس في هيئة بشر وعلشان كده كل ربيع بنشوف أحلى زهور البنفسج وفي الشتا بترجع لمليكها أجمل بنت في الدنيا
كارمن : ياه
حمزة : البنفسج هو الحب والحزن .............. السحر والجمال ............ الهدوء ........... الطاقة
كانت تنظر له بشرود وهو يقص قصته ........... تابعت بشغف : إنتي حتخليني وأنا برسم أرسمها بإحساس تاني خالص ........... إنت كنت فين من زمان
حمزة : ههههههههههههه موجود والله
كارمن : مع إني مليش في اللون ده خالص بس حبيته من حكايتك
أشار حمزة لبعض الصور أمامه وتابع : بصي ده شكل البنفسج وفيه كمان الإستر مميزة قوي وده اللون الفيوليت بتاعها والتيوليب برده من الزهور الجميلة في اللون ده
كانت كارمن تنظر للصور بإهتمام وتابعت : إستر دي مش عاجباني لكن البنفسج فعلا حلوة قوي
حمزة : يعني حترسميها
كارمن : لأ مش حارسمها هي
حمزة : امال حترسمي مين
كارمن : حارسم فيوليت وملك الثلج
***********************
كانت تقف بالمطبخ حائرة ولكن أخيراً أتمت مهمتها الصعبة وصنعت الدجاج ........... سمعت ضحكة رقية المرحة التي كانت تراقبها من الحديقة قائلة : ما بتسمعيش الكلام ............. قلتلك حاعملها أنا
إيناس : ها ............. مش قلنا راحة خصوصا اليومين دول على بال ما الفيتامينات تشتغل وصحتك تبقى تمام
رقية : أنا متشكرة قوي يا إيناس بجد إنتي أكثر من أخت
إيناس : يارب بس يفضل رأيك زي ما هو بعد ما تدوقي الفراخ
رقية : ههههههههههههه ........... لا متخافيش

إنتبهت إيناس لطرق الباب ونظرت لرقية بدهشة قائلة : يا ترى مين ............. معقول بشمهندس حسن رجع
إنقبضت ملامح رقية قليلاً وتابعت : لا معتقدش
إيناس : رقية ...........إوعي تكوني ناوية تخبي عليه
ضحكت رقية بآسى وتابعت : متخافيش مع إني فكرت فيها بس لأ مش أنا اللي أعمل كده
إيناس : برافو عليكي يا حبيبتي ............. ياربي نسيت الباب ...........إستني ما أشوف مين

كان حمزة يضغط الجرس بإلحاح كعادته ............ظل ينظر نحوها ملياً بعد أن فتحت الباب وإبتسم لها بخبث ملمحاً لمئزر المطبخ الذي ترتديه وخصلاتها المرفوعة بعشوائية ثم قال : مين حضرتك .............. هي أبلة روكا موجودة
إبتسمت بتحفز وتابعت : إتفضل يا بشمهندس حمزة
حمزة : كمان تعرفيني
رقية : خلاص بقه يا حمزة أدخل متغلسش عليها
حمزة : بس بجد يا دكتور حلو لوك الطبيخ ده ........... جديد
رقية : إيناس زي القمر في أي شكل
نظر حمزة نحو إيناس مطولاً وتابع : هو أنا أقدر أقول غير كده
إرتبكت قليلاً فقطبت جبينها سريعاً وتابعت : طيب .......... عنئذنكم .............حابص على الأكل إتفضل

جلس حمزة مع رقية بالحديقة دون أن يعيرها إنتباهاً حيث أن نظراته كانت موجهه لإيناس التي أقحمت نفسها ببعض العمل الزائد بالمطبخ كي لا تجلس معهم ...........نظرت له رقية بخبث وتابعت : إنت متأكد إنك جاي تزورني
حمزة : طبعاً يا جميل وأنا ليا غيرك .......... بجد زي القمر النهارده
رقية : النهاردة بس
حمزة : لا كل يوم
رقية : هي مين دي ؟
حمزة : إنتي ............ إنتي طبعاً يا روكا
رقية : ماشي حابلعها بمزاجي
حمزة : هي مش حتيجي تقعد معانا بقه
نظرت له بإبتسامة ثم قالت بصوت عالٍ بعض الشئ : إيناس حبيبتي كفاية شغل تعالي إرتاحي شوية
إيناس : أنا مش تعبانه والله بالعكس بتسلى
نظر حمزة لروكا بتحدي ثم توجه للمطبخ سريعاً وتوجه لإيناس التي إندهشت لقدومه وتابع : ممكن أتسلى معاكي
إيناس : لا ميصحش يا بشمهندس .......... حضرتك خليك مع رقية سليها على بال ما أخلص اللي ورايا
رفع حمزة أحد حاجبيه بسخرية قائلاً : رقية مين
ضحكت رغماً عنها وتابعت : روكا
حمزة : روكااااااااا ........صمت قليلاً ثم تابع بصوت أكثر إنخفاضاً : قوليلي بقه إيه التغيير ده ........... هي وشها منور ............ وإنتي بتطبخي في مطبخها .........في إيه
صمتت إيناس بحيرة ونظرت نحو رقية التي أومأت لها رأسها بإبتسامة فتابعت بإبتسامة : في إنك تروح تبارك ليها على الخبر السعيد
حمزة : خبر سعيد !!!!
إيناس : روكا حامل
نظر لها حمزة وقد لمعت عيناه وبدا بهم بريق قوي قائلاً : إنتي بتتكلمي جد
تركها وقفز سريعاً لرقية التي كانت جالسة بالحديقة وبدت عبراتها رغماً عنها فإقترب منها وقال لها بنبرة حانية : بجد يا أبلة
رقية : بجد يا حبيب أبلة
حمزة : ياااااااااااااااااااه ............... خالو فين
قطبت رقية جبينها سريعاً وتابعت بتلعثم : مش موجود ........... مسافر
حمزة : وليه ماتصلتيش بيه يجي
رقية : حمزة أرجوك لما يجي براحته يبقى يعرف
حمزة : خلاص خلاص ......... متكشريش لما يبقى يجي هو مش مهم دلوقتي المهم إنت يا جميل والعفريت اللي جوه ده ........ها ولد ولا بنت
ضحكت رقية بشدة : إنت مش ممكن لسه بدري
حمزة : خلاص كنت حقولك لو بنت أتجوزها بس حينفع بقه يا جميل ........... أصل أنا مش حاقدر أصبر كتير
كانت نبرته عالية وقالها وهو يتوجه ببصره نحو إيناس التي كانت منشغله بإعداد بعض العصير .............زجرته رقية بلين وتابعت : حمزة ........ مش كده
حمزة : خلاص أنا مش عارف حقولها كلام حب إمتى بقه أنا زهئت
رقية : إنت مجنون يا بني الموضوع مش حيجي قفش كده
حمزة : عارف يا روكا بس لما بشوفها مش عارف بيجرالي إيه وهي مش حاسه بيا خالص
رقية : حمزة أنا خايفة عليك من مشاعرك السريعة والمتهورة دي
حمزة : متهورة .........ليه بتقولي كده
رقية : لإنها من طرف واحد يا حمزة
حمزة وقد خفتت إبتسامته : إنتي شايفة كده
رقية : إنت عارف ده
حمزة : عارف بس ده علشان هي مش بتديني فرصة ولا بتدي نفسها كل ما أتكلم معاها تهرب مني علطول
رقية : مش بسهولة كده حتسلم قلبها ............ إديها وقتها وإنت كمان خد وقتك
حمزة وقد قطب جبينه كالأطفال : خلاص ........... أصلا أنا مش فاضي
رقية : ليه وراك إيه بقه
حمزة : شغل ورسم وورد ولون أحمر إنتي فاكراني قليل ولا إيه ............ يلا سلام
رقية : سلام إيه ......... مش حتاكل دي إيناس اللي طابخة
حمزة بعد تردد : لأ ............ أنا فطرت وافل وبصوص أحمر كمان ........... سلام
رقية : سلام .............ربنا يحميك يا حبيبي ويهديكي يا إيناس والله حمزة طيب .......... طيب قوي

************************

كان حسن يجلس ويحمل الصغير بين يديه ينظر نحوه في سعادة جارفة .................. قبل رأسه الصغير ونظر لزوجته وتابع : شبهي صح
سهام بضيق : لأ ده شبه سامح أخويا
ضحكت أمها وتابعت سريعاً : العيال شكلها بيتغير بسرعة ..........ها حتسميه إيه بقه يا سمسم
سهام : محمود على إسم بابا الله يرحمه
تابع حسن دون أن ينظر نحوها : محمود باشا شكله عايز يرضع
الأم : طيب يلا خدي يا سهام رضعيه وخليه ينام ........... النوم غذا
أخذت سهام الطفل وبادرت أمها بنظرة ذات مغزى وهي تشير نحو حسن فهمست لها الأم بدورها : حاضر ........... حاضر
نظرت الأم لحسن وتابعت : بقولك يا بشمهندس ما توصلني يا أخويا على البيت حجيب حاجات ونرجع
حسن : اه طبعاً ............ إتفضلي
غادر كلاهما الغرفة وبقيت سهام تفكر في ردة فعله المنتظرة بعد حديث أمها ......................

*************************
ملك الثلج الحزين ..............كلما أطلقت العنان لفرشتها وجدت وجه خالد ............. كان هو ملك الثلج ولكن هي................هي ليست فيوليت ............كلما حاولت رسمها تظهر إمرأة أخرى هادئة الملامح .............حالمة ...........خجولة وهي ليست بتلك الأرجوانية ............. مزقت اللوحة .............حاولت مراراً وتكراراً دون جدوى .............الملك أحب فيوليت وحتماً خالد أحبها .............نعم عشقها مثله............. محاولة أخرى ............محاولة أخيرة وهي ليست فيوليت وفي النهاية وبعد عناء أنهت اللوحة
ملك الثلج وفيوليت الهادئة والوردة الحمراء داخل عقله ............... رمز العشق الجارف ............... العاطفة .............الشغف ............. نعم هي زهرته الحمراء البعيدة المنال بسبب عقله التالف ........... هي بيجونيا كما إعتاد أن يدللها ........... نظرت للصورة مطولاً ورغبت أن تمزقها .............. فهناك إمرأة أخرى ........... فيوليت ...........معشوقة ملك الثلج .............من هي فيوليت !!!!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل السادس والعشرون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل السادس والعشرون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
الطريق يبدو طويلاً ............... عبارات والدة سهام تصاحبه طوال رحلة العودة .............عبارات متطلبة أسرعت برحيله عن الإسكندرية ............ لم يتوقع أن يغادر بتلك السرعة فقد رتب للمكوث عدة أيام يرتوي فيها حتى الثمالة من عطر صغيره الفطري ............ رائحته المميزة التي لا يمل من إستنشاقها .............. عيناه المغمضتين وفمه الصغير ............ لم تمر ساعات وها هو إشتاق إليه .............. يبدو أن العجوز معها الحق ............. كيف يبتعد عنه ............. يجب أن يكون بجانبه ...........نعم هذا هو الصواب ولكن ماذا عن رقية ............ منذ أن إتخذ قراره بالزواج لم يفكر بشئ سوى الحصول على طفل ............لم يفكر برقية ولم يفكر بسهام ............ ولكن رقية تحبه وتعلم من صميمها أن هذا حقه هي لم تواجهه ماذا ستقول ........أنه ليس بحقه !!!!
في النهاية ستتقبل الأمر نعم ............. ربما تغضب ...........تثور ........... تتوعد ............ولكن ستخضع للواقع في النهاية بل وستعشق محمود .
فرقية رقيقة عاشقة للأطفال ............. يا إلهي كم يحبها لقد أرجأ تلك المواجهة منذ زمن خوفاً من أن يفقدها ولكن لا ........... لن يفقدها هي لا تتحمل فقدانه بدورها ............. هي تحبه وستضحي من أجله نعم بالتأكيد ستضحي من أجله ...........فهذا هو الحب .


*********************

كانت الساعة قد قاربت على منتصف الليل ............ ألقت إيناس نظرة أخيرة على رقية النائمة في سلام ثم جلست على الأريكة ربما لقتل بعض الوقت أمام التلفاز فلم يكن لديها رغبة في النوم وربما لأول مرة في التفكير ............. كانت تريد ذهنها صافي خالي .............. فكلما شردت هاجمتها الأفكار بلا روية والأفكار لم تعد تتضمن ذكريات شريف فقط ............ لا تدري لماذا يقتحم عقلها رغماً عنها ........... كلما شردت تتذكر صوته المبحوح الغاضب ............ الباكي ...........إبتسامته الصادقة عندما علم بحمل رقية ...........يختفي خلف وجهه البائس إنسان رقيق ..........متألم .......... مهتم !!!
نعم فإهتمامه أصبح بيّن كضوء الشمس ............. من تخدع ........... نظراته نحوها واضحة ............صريحة ............لا بل محيرة ............نظرات تربكها ........... تسعدها ..........لا بل تكرهها ...................لماذا يقتحمها بتلك النظرات دون دعوة .......... لا لا هو لم يفعل شيئاَ هي فقط تتعامل مع الرجال بحساسية ليس أكثر ............ نعم هو غير مهتم ويجب أن يكون كذلك ............

وجدت أنها في النهاية لم تنتبه للتلفاز فأغلقته وقررت النوم ........... فقط حركة الباب جذبت إنتباهها فتسمرت مكانها دون حراك خاصةً عندما وجدت حسن أمامها في لحظات ............


نهضت إيناس في خجل وهي تنظر نحو حسن الذي بدا مصدوماً لرؤيتها في منزله .............. دخل مسرعاً : دكتورة إيناس ............خير رقية كويسة في حاجة
ردت بتلعثم بعد أن سحبت غطاء رقيق لتخفي ذراعيها العاريتين : لا مفيش حضرتك متقلقش أنا بس كنت بايته معها علشان حضرتك مسافر ............ عنئذنك
حسن وقد لا حظ إرتباكها ولاحظ أيضاً انها كانت ترتدي ملابس بسيطة للنوم فأخفض بصره في الأرض وتابع : أنا اللي آسف ............. جيت فجأة بس الحقيقة مكنتش أعرف إن حضرتك معاها
إيناس : حصل خير عنئذنك أنا حارجع بقه
حسن : لأ ميصحش خليكي وأنا حبات في مكان تاني وأرجع الصبح
إيناس : إزاي يا بشمهندس مينفعش وبعدين بالضبط خطوتين وأكون في الفيلا عنئذنك

دخلت إيناس للغرفة الأخرة مسرعة لتغيير ملابسها والخروج وتركت حسن حائراً نوعاً ما من مكوثها مع زوجته في غيابه على غير العادة ..............


فتحت ثريا عيناها ونظرت في الساعة فوجدتها السابعة صباحاً .......... إستدارت للنهوض وكادت أن تصرخ عندما وجدت حسن بجانبها ينظر نحوها بإبتسامة .............. شهقت في فزع وتابعت : إنت جيت إمتى
حسن : بالليل
رقية : محستش بيك خالص
حسن : لقيتك نايمة بعمق مرضتش أصحيكي مش عادتك يعني ده حتى إنتي نومك خفيف
رقية : اه ........... فعلا بس واضح إني كنت محتاجه أنام ........... يا خبر إيناس أقوم أقول ليها إنك جيت
حسن : كانت صاحية إمبارح ساعة ما وصلت حتى إتكسفت ومشيت
رقية : يا خبر وسبتها تمشي يا حسن مصحتنيش ليه
حسن : والله عرضت ليها أمشي أنا بس هي أصرت ودخلت الأوضة لقيتك نايمة وجميلة قوي مرضيتش أصحيكي
إبتسمت بحرص لكلماته المنمقة .......... إعتدلت وجلست على الفراش وتابعت : خلاص حقوم أحضر لك الفطار وبعدين أكلمها
أمسك بيديها وإحتضن كفها بقبضته وتابع بتردد : لا .............إستني ........... أنا عايزة أتكلم معاكي شوية
جلست بتردد وتابعت بدورها : أنا كمان عايزة أتكلم معاك
حسن : طيب إبدئي إنتي
رقية : لا يفضل تبدأ إنت خليني للآخر
حسن : لا يا حبيبتي إنتي عمرك ما تكوني في الآخر إنتي دايماً في الأول ..........إبدئي إنتي
عضت شفتيها وصمتت قليلاً كانت تتوقع أن خبر مثل هذا ستزفه إليه ببهجة لا مثيل لها ولكن لا تعلم ماذا أصابها ........ كانت محبطة من ردة فعلة المنتظرة أم ربما خائفة ............ فالخبر الآن أصبح يخصها وحدها وليس كلاهما ..............أخذت نفساً عميقاً وتابعت بجملة واحدة مقتضبة : حسن ............ أنا حامل


***********************

ظل ينظر نحوها لوهلة دون تعبير حقيقي ............... فجأة بدأ الإحمرار يغزو وجهه ..............بيد مرتعشة مسح رأسه وجبهته ............ فرك أنفه ........... عيناه ...........ظل يعبث بوجهه لدقائق وكأنه يسعى لتغيير تعبيراته الباهتة بعنف ........... وفي النهاية بدأ نوبة جنونه بإبتسامة ساخرة ........... كانت كالفتيل الذي أشعل نوبة الضحك العارمة التي إنتابته ............ ضحك حتى ترقرقت العبرات بعيناه ومع ذلك لم يتوقف بل ظل يضحك بجنون ...........


كانت تراقبه بصدمة لقد ظلت طوال الأيام السابقة تخمن ردة فعله ........... هل ستكون سعادة أم صدمة أم حزن أم قلق خمنت كل شئ ولم تتطرق للحظة للجنون البادي أمامها ............. إنتظرت حتى إنتهى وكما بدأ فجأة إنتهى فجأة ........... هربت ضحكته في لحظة وتركها ليغرق رأسه تحت صنبور المياة .................


خرج من الحمام وملامح وجهه غائبة تحت المنشفة يجفف شعره بتوتر ............ كانت ما زالت بمكانها لم تتحرك ولكن ملامح وجهها هي من تبدلت من سعادة إلى قلق ثم غضب ........... نظر نحوها دون أن ينطق وأمسك بيدها ولكنها سحبت أناملها بقوة من بين كفيه ونظرت نحوه والعبرات متحجرة بعيناها : حسن .......طلقني


 



نظر خالد لحسن بدهشة عارمة وتابع : إيه .......... طلبت الطلاق
حسن بنبرة تحمل الحسرة : أيوه
خالد : ليه
حسن : النهارده بس هي حست إني إتجوزت عليها
كانت نبرته حادة ............متوترة شعر خالد بإرتجاف يديه وليس صوته فقط ربت على كتفه قائلاً .......
خالد : حسن إهدى ...........
حسن : أنا كنت جاي أبلغها إن سهام لازم تعيش جنبنا في المزرعة ...............كنت جاي وناوي أنفذ ده سواء برضاها أو غصب عنها ................ كنت جاي أدي سهام وإبنها حقهم فيا فمن غير ما أحس سرقت فرحتها يا خالد ............. الفرحة اللي إستنيتها سنين
نظر خالد لصديقه بحزن وتابع : طيب وحتعمل إيه دلوقتي
حسن : مش عارف
خالد : يعني إيه مش عارف إوعى تكون ناوي تنفذلها طلبها ...........
حسن : عمري ما فكرت إني ممكن أطلق رقية ............ وإنها في لحظة من اللحظات حتكون مش مراتي .............تفتكر حاقدر أعمل ده دلوقتي وكمان وهي شايلة أبني ولا بنتي في بطنها
خالد : خلاص حاول تسيبها تهدى شوية
حسن : انا خايف عليها وعلى اللي بطنها ........... عايز أريحها ومش عارف إزاي
خالد : بتفكر تطلق سهام ؟
حسن بحدة : مستحيل طبعاً في الظروف دي ............... كده حاظلم إبني وأظلمها من غير ذنب ..............أنا تعبان يا خالد بقيت بين مطرقة وسندان .............. رقية حبيبتي أخيرا حتفرح من قلبها ومش عايز أخطف فرحتها وسهام أم إبني ومش عايز أظلمها
خالد : أنا مش عارف أقولك إيه
حسن : أنا مش عارف أفكر .............. نفسي أنام منمتش من إمبارح
خالد : خد مفتاح الفيلا ............. فعلا لازم ترتاح وتصفي ذهنك إنت وصلت بالليل ؟؟
حسن : اااااااااااه حتى دخلت البيت لقيت إيناس ............ إتخضيت
خالد : اه صحيح كانت بايته معاها تاخد بالها منها
حسن : كان موقف محرج والبنت إتكسفت طبعا وكانت بلبس النوم حتى صممت تمشي في لحظتها
إنتبه له خالد فجأة وقال بصوت أجش غاضب : وهو إنت مش تبص في الأرض علطول بدل ما تحرجها كده يا أخي
حسن : وهو أنا بحلقت يعني ...............في إيه يا خالد وبعدين دي زي أختى الصغيرة
ظل قاطباً جبينه وتابع : خلاص .......... خلاص روح نام يا جوز الإتنين إنت وفكر في مشاكلك
نظر له حسن بريبة لغضبه ثم تابع : ماشي .......... يلا سلام
خالد : سلام
لا يعرف لماذا تمكن منه الغضب من هذا الموقف .............. هل هي الغيرة .............. هل يختبر معها شعور الغيرة الآن !!!!!!



كانت إيناس تقف بجانب سهيلة تعبث بخصلاتها بسعادة وتناولها بعض الحشائش الخضراء ................ إنتبهت بعد وهلة أنه يراقبها كعادته ............. تركت ما بيدها بإرتباك وتابعت : سهيلة تمام بس حنظم حركتها شوية في الفترة الجاية
أجابها سريعاً دون أن تتغير نظرته الموجهة نحوها بإصرار : زي ما تشوفي
إيناس : طيب عنئذنك
خالد : رايحة فين هو إنتي بتبصي على سهيلة علشان الشغل وبس .........إنتم مش صحاب ولا إيه
إبتسمت وتابعت : لا أكيد صحاب ........... أنا مش بحس بالوقت معاها خالص
خالد : عندك حق

إقترب خالد من الفرسة وأمسك لجامها بلين وتابع : أنا أسعد لحظاتي كانت معاهم على فكرة ................الخيل ده كائن حساس ..............على أد ما تحبيه حيحبك وعلى أد ما تخلصيله حيخلصلك ............ وعلى قد ما تفهميه حيحس بيكي ويفهمك

قال جملته الاخيرة وهو ينظر نحوها بعمق تابعت سريعاً لتتخلص من نظرته : واضح إن حضرتك معلوماتك عن الخيل مش مجرد معلومات طبية وأساسيات للتربية

تابع وهو يعبث بخصلات سهيلة اللامعة : دي مش معلومات ده إحساسي أنا بالخيل ...........حكايتي معاه
أومأت رأسها بإبتسامة حذرة .............. تابع هو مرة أخرى : لما تقربي منه حتفهميه ...........ألمه ............سعادته ............حزنه ............ إحساسه ............... بس علشان يوصلك ده لازم توصليله إنتي الأول عارفة إزاي
حركت رأسها بالنفي بإرتباك تابع بإبتسامة وبصوت رخيم : الهمس ............همس الجياد
نظرت نحوه وتسائلت بحذر : همس الجياد ؟
خالد : أيوه دي علاقة خاصة ............مميزة ........ بين الخيل والبشر ...............لما بتهمسي في ودنه مش بس مشاعرك اللي بتوصله لأ هو كمان حيتكلم معاكي بطريقته ومع الوقت حتفهميه .............حتسمعيه من غير ما يتكلم ............... كل صوت ليه معنى وكل حركة ليها دلالة زي سهيلة دلوقتي إنتي عارفة هي حاسة بإيه
نظرت له بدهشة : إنت عارف ؟
خالد : مرتاحه ............ بيبان من شكل العين شايفة هي سعيدة ومطمنة إزاي......... مطمنالك زي رعد ما إطمنلك

إرتبكت عندما ذكر رعد ............ لاحظ إرتباكها ............. حيرة عيناها ............هل حقاً شاهدها مع رعد في تلك الساعة أم لا ............ إرتجفت شفتاها قبل أن تنطق ..........صمتت لوهلة ثم تابعت بتلعثم : إممممممم أنا ...........لازم أمشي لسه ورايا شغل

تحركت سريعاً قبل ان تنتظر جوابه ولكنه همس عندما مرت بجانبه بصوت هادئ ............ جملة جعلتها تتسمر مكانها ودبت الرعشة في أوصالها بلحظتها ........... كان يبتسم بمكر وهو يرددها : الحصان الأعمى أكثر كائن بيحتاج للهمس ............ ده سر من أسرار ترويضه

ظلت صامتة ثابته مكانها لوهلة ............. إستعادت رباطة جأشها وتابعت : فعلا .......... حضرتك عندك حق ...............
خالد : في سر تاني كمان
تابعت بقلق : سر إيه
خالد : سر تاني لترويض رعد
إيناس : وإيه هو
خالد : تعالي

خرج وهي خلفه كانت خطواتها قلقة ..........مترددة ............أخرج رعد من الحظيرة وتوجه به للخارج لإمتطائه ............ كان المكان فارغاً لا يوجد سواهم نظرت حولها بدهشة وتابعت : هو فين العمال
خالد وهو يجهز السرج دون أن ينظر نحوها : أنا مشيتهم وانا داخل ............ إديتهم ساعة غدا
إرتبكت وشعرت بالضيق عندما أيقنت أنها وحيدة معه ............. نظر لها بمكر عندما إستشعر ضيقها وتابع : بعد إذنك يا دكتورة ممكن ثانية
إقتربت منه فناولها السير الخاص بالحصان وتابع : إمسكيه دقيقة بعد إذنك
من داخلها قررت أن ترحل على الفور بعد أن يمتطي فرسه ............ نظر لها بتحدي وأخرج عصابة سوداء ثم ربطها حول عينيه
شعرت أن العالم ينهار من حولها ...............ظلت تنظر نحوه في صدمة لولا عصابته للاحظ العبرات بعيناها ...........تابع وهو يأخذ السير من أناملها التي تعمد ملامستها عن قصد ومدة أطول تلك المرة : ده بقة السر التاني ..............شكراً ........الفضل في ده يرجع ليكي على فكرة
ظلت جامدة مكانها دون حركة لم تنتبه إلا عندما إكتشفت أنه قرر إمتطاء رعد وهو مغمض العينين !!!!!


كان يبدو انه يود الإستئثار بكل هواء العالم لصدره............. رعد يعدو بحرية وخالد معصوب العينين يعيش نفس حالته وكأن خالد هو رعد ورعد هو خالد


على الرغم من غضبها ........... بل ربما خجلها مما حدث ويحدث إلا أنها شعرت بالسعادة من أجلهما .............. فقد كان يبدو كلاهما سعيداً حراً ......... مبصراً !!!!
فإن ماتراه حقاً يستحق المشاهدة .


أما هو فترك خياله الحر يعبث باللوحة السمراء أمامه كما تمنى من قبل أم ربما لا فهو لا يبالي سوى بنسمات الهواء الحر التي تخترق صدره ..........ولكن تلك المرة هناك شئ أخر ............ إنها هي................ للحظة تمنى أن يأخذها معه على فرسه الثائر ويهرب بها مبتعداً عن مشاعر وهواجس الماضي لكلاهما
تمنى أن تترك العنان لجدائلها البندقية ليعبث بها الهواء بمكر فيتفرق عطر البندق في الأجواء حوله أم ربما لا الأفضل أن يتسأثر به وحده ............ ولكن أين هي !!!!! هل ما زالت تراقبه ؟؟.
خلع العصابة سريعاً ليبحث عنها ولكنها كانت قد إختفت ...............

رحلت هي وعطر البندق وتركته وحيداً.
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والعشرون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل السابع والعشرون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع الفصل السادس عشر من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل السابع والعشرون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
ظل لوهلة يتفحص المكان من حوله ......................... زفر بغضب ونظر لرعد ثم جلس على الأرض وظل يعبث بالرمال ................ ماذا يحدث ............. منذ متى وهو يترك العنان لقلبه هكذا .............. فهو خالد القوي الذي لا يحرك بأسه شئ أو ربما شخص ............... ماذا تفعلين بي أيتها البندقية ................ تمدد على الأرض وظل يراقب السماء التي بدأت حمرة الشفق تتمكن منها رويداً رويداً ............... كانت أفكاره مبعثرة يحاول تنظيمها بلا جدوى ............. إيناس ............عشقها لشريف وإقتحامه لعالمها ........... لا بل هي من إقتحمت عالمه ولكن دون أن تشعر ................ منذ رآها أول مرة ملقاه على الأرض وجدائل البندق تزين وجهها النائم ............ لا بل منذ أن علم أنها أرملة تعيش داخل عالم زوجها السابق ............أم ربما منذ أن سمعها مع رعد تعترف بذنبها وتؤكد على وفائها لشريف لتتخلص من خطيئة إهتمامه ............... اللعنة على هواجس الماضي فكلانا معبأ بجراح لا يود أن ينساها ............ بل يصر على المضي فيها قدماً دون أن يعي لذلك ..............ولكن التشبث الماضي هو سر إنجاذبه نحوها فلو لم تكن على عهدها مع شريف لما لمست قلبه ............. ما هذا الخبل أتريدها أم لا ............ أريدها وأريد وفائها بنفس الوقت !!!! حقاً إنها معضلة أيها الأحمق .


************************

دون جدوى أعادت الإتصال برقية للمرة السابعة دون جواب ............. بدأ القلق يتسرب إليها ............. منذ تركها لخالد مسرعة تعمدت أن لا تفكر بالأمر أو تذكره أمام نفسها ..........وكأنه لم يحدث........... هكذا أفضل ........... وإلا ستترك العمل هنا بلا رجعة ولكنها حقاً تحب المكان والجياد ولا تتصور البعد عنها ........... إذن لم يحدث شئ وستعامله بجفاء زائد وغضب بل بفظاظة ........... نعم وستسعد بفظاظته المنتظرة أيضاً ............. نظرت للهاتف مرة أخرى بيأس وفي النهاية لم تجد سبيلاً سوى الإتصال بحسن .


 

كان حسن مازال يغط في نوم عميق عندما رن هاتفه ............ نظر حسن للهاتف الملح الذي دق لأكثر من 5 مرات متتالية ........ هي بالتأكيد سهام ....... نظر للهاتف دون إهتمام ولكن إستيقظت عيناه النائمة فور رؤيته للرقم ........... إيناس !!!! ماذا حدث ........... ظن أنها مع رقية وكانت تظن أن رقية معه وفي لحظات كان كلاهما أمام باب المنزل يطرقانه دون جدوى ........ نظرت إيناس نحوه بخوف وتابعت : هو حضرتك مش معاك مفتاح
أجابها بإضطراب : نزلت الصبح بسرعة ونسيته
كان يدفع الباب بكل ما أوتي من قوة رغبة في كسره دون جدوى وإيناس تراقبه في قلق ............. جاءهم صوت أجش من خلفهم وهو يتقدم نحوهم في دهشة : في إيه
نظر حسن لخالد بيأس وتابع : رقية يا خالد جوه لا بتفتح ولا بترد على التليفون
قطب خالد جبينه وبدا على وجهه القلق بدوره ثم أزاح حسن عن الباب بلطف وتابع : طيب إوعى إنت

بدأ خالد بدفع الباب بقوة بجسده القوي فإستطاع أن يكسره بعد دقائق ودخلوا جميعاً مسرعين وأولهم حسن الذي كان يتعثر بالأثاث دون وعي وهو يهرع للداخل

كانت رقية ممدة على الفراش وقد إتخذت وضعية تشبه الجنين ببطن أمه ........... إقترب حسن من الفراش لاهثاً ينطق بإسمها دون أن تجيبه ......... في فزع وضع يديه على رقبتها وصدرها ولكنه لمس إنتظام تنفسها ........... تابع بصوت أكثر هدوءاً : رقية حبيبتي ردي عليا ............. رقية

فتحت عيناها وهاله رؤية كم الدموع المنحبس بها والتورم القوي فوق أهدابها من كثرة البكاء ............. دون وعي ظل يقبلها .......... رأسها ......... كفيها ...........جبهتها ........... وجهها .........ويردد بدوره : رقية ردي عليا أرجوكي ...........رقية سامحيني يا حبيبتي ............ سامحيني يا أم إبني .............. سامحيني


نظر خالد لإيناس التي كانت تراقب الموقف بتأثر وقال بصوت هامس : إيناس ......... يلا إحنا بقه
إستدركت الموقف وخرجت خلفه على الفور وملامحها منقبضة .............. قال لها بنبرة حانية : متقلقيش
نظرت نحوه بخوف وتابعت : أنا خايفة عليها قوي
خالد : متخافيش ............. هما حيصلحوا أمورهم ..........هي أزمة صعبة بس حيعدوها أنا واثق من ده
قطبت جبينها بضيق وتابعت : بس هي كانت كويسة لما سبتها ...........هو اللي زعلها
إبتسم خالد بثقة وتابع : أيوه هو اللي زعلها وهو الوحيد اللي حيقدر يصالحها ............ ماهو أكثر ناس ممكن يزعلونا اللي بنحبهم وهما برده بس اللي بيقدروا يراضونا

كان مرتكزاً بنظراته عليها كعادته ........... أصبحت عادة إذن.......... أومأت رأسها بإرتباك وتابعت : طيب عنئذنك
إستوقفها سريعاً قبل أن تبتعد : إيناس ........... إستني
ردت بإقتضاب : أيوه
خالد : عندي ليكي إعتذار وإعتراف

إعتذار ربما تعلمه ولكن إعتراف ....... إرتجف جسدها وشعرت بقلق شديد تابع هو بعدها بصوت رخيم دافئ : الإعتذار بسبب إني خضيتك لم كشفت سر ترويضك لرعد بس متنسيش ده كان تحدي .......... وعموما أنا إكتشفت الموضوع بالصدفة ومشيت ساعتها علطول ورحت على بوكس سهيلة
شعر بملامح الإرتياح في وجهها نوعاً وما ولكنه كان إرتياح مؤقت ............ تابع بعدها : نيجي بقه للإعتراف
ردت بتعلثم : إعتراف !!! إعتراف إيه
إبتسم بثقة ............ بل ود أن يصمت قليلاً ليتمتع بتلعثمها وإرتباكها للحظات ..........وجنتيها التي تزداد إحمراراً كلما شابها الخجل ........... عيناها التي تزداد بريقاً أم ربما أناملها الرفيعة التي تتحرك بإضطراب تعبث بخصلات البندق خاصته بعفوية ......... نعم فهو يود إمتلاك خصلات البندق هذا ما يشعر به الآن
تابع بإبتسامة ماكرة كعادته وقال : إن أنا عندي منافس في حب الخيل ومنافس قوي كمان
نظرت له بدهشة تنم عن راحة شديدة وتابعت : منافس !!!!
خالد : عمرى ما تخيلت إن حد حيحس بالخيل زيي مش بس كده جايز أحسن مني كمان ............
بسط قبضته نحوها وتابع بإبتسامة : أصدقاء
صافحته بتردد : أصدقاء
سحبت أناملها الرفيعة من قبضته سريعاً وغادرت ............ غادرت وتركته بمكانه يبتسم بسخرية لحاله وينظر لقبضته القوية التي رقت فقط من أجل إحتضان أناملها برقة .............ويؤكد لنفسه أنهم بالتأكيد لن يكونوا مجرد أصدقاء ............


******************

كانت مازالت ممدة على الفراش عندما عاد إليها ببعض الطعام ............ إقترب منها وملس على رأسها بحنان وتابع : لازم تاكلي حاجه شكلك مكلتيش من الصبح
هزت رأسها بالنفي ............ كانت عيناها تكاد تفيض بالحمرة من كثرة البكاء ............ نظر نحوها بحزن ثم زفر ببطء وقرر إستدعاء بعض المرح فأخذ شطيرة الجبن ووجهها نحو بطنها وتابع : يلا يا أستاذ إنت مأكلتش حاجة من الصبح لازم تاكل حاجه
إرتجفت شفتاها في محاولة يائسة للإبتسام ........... إقترب حسن منها وطبع قبلة سريعة على شفتيها المرتجفة وتابع : لازم تاكلي وتتغذي علشان البيبي وعلشان صحتك قبل البيبي اللي هي غالية عندي قوي .........
خرج صوتها أخيراً : متحشرجاً ..........ضعيفاً ...........باكياً : أنا مليش نفس
إقترب منها وقام بضم رأسها لصدره وتابع بنبرة حانية : رقية .............. بقالك أد إيه مستنية البيبي .............رقية طظ في أي حاجة وفي كل حاجة حتى أنا ............. رقية إنتي شايلة حلمنا في بطنك
تابعت بنبرة يائسة : حلمي أنا ............ حلمك إنت حققته خلاص
تنهد بألم وتابع : لأ ............ حلمنا ........... فاكرة الأرض .......... إقتراح خالد ............على فكرة إذا جه ولد حسميه خالد
نظرت نحوه وقد ترقرقت العبارت بعيناها مرة آخرى فتابع وهو يلتقطها بيديه ويجفف وجهها بحنان : لأ ........... بلاش دموع ........... يلا نتعشى سوا علشان الصبح نروح الأرض نفرج العفريت ده عليها
نظرت نحوه بضيق وتابعت : حسن إنت ناسي اللي طلبته ...
وضع يده على فمها قبل أن تكمل وتابع : مش ناسي ومش حاقدر أعمل ده وإنتي عارفه ........... لو إنتي تقدري تستغني عني انا مقدرش أستغنى عنك
رقية : إنت إستغنيت يا حسن
حسن : لأ يا رقية ........... أنا عمري ما إستغنيت وإنتي واثقة من ده
وضعت يدها على رأسها وتنهدت بعمق فتابع : الحل الوحيد إنك تخلصي مني ........ إني أموت
دون وعي قالت سريعاً : بعد الشر
إبتسم برضا وتابع : الشر هو بعدي عنك ............
قطبت جبينها وعلا ملامحها الضيق مرة أخرى وتابعت : بس إنت بعدت ورحت إت...........
قبل أن تكمل قاطعها تلك المرة بوضع الشطيرة بفمها مما إضطرها أن تمضغ قضمة رغماً عنها وتابعت : حسن بتعمل إيه
حسن : مش عايز كلام ........ عايز طعام وبس أرجوكي علشان خاطر صحتك وصحة إبني اللي في بطنك .............أبوس إيدك أنا بقالي سنين مستنيه
رقية : لا يا حسن إنت مش بقالك سنين إنت بقيت أب دلوقتي أنا عارفة
صمت قليلاً وتنهد بألم وتابع : وإنتي كمان تسع شهور حتكوني أم لإبني وأنا بشوف إن أي كلام تاني حنأجله لبعد التسع شهور دول .........ممكن ..........علشان خاطر خالد
تابعت : ممكن تكون بنت على فكرة
حسن : حتكون أحلى بنت المهم متبقاش شبهي ساعتها مش حنعرف نجوزها
إبتسمت رغماً عنها فتابع وهو يناولها الشطيرة : اللهم صلي على النبي ........... شوفتي لما بتضحكي وشط بينور إزاي ........... طيب أنا عايزها بنت وقمر زيك
بدت ملامح الراحة تتسلل لوجهها تابع وهي تتناول طعامها بروية : بعد ما تاكلي تشربي العصير كله هه وبعدين نقوم نصلي ركعتين شكر لله مع بعض .......... دي كان أول حاجه لازم نعملها
أومأت بالإيجاب وظل بجانبها حتى أنهت طعامها كله عندها ساعدها حتى توضأت ثم أقام الصلاة .


 
 *********************


نظر حمزة للوحة بدهشة ثم إستدار لها قائلاً : إيه ده
إبتسمت بثقة ........ كانت متأنقة كالعادة .........على الرغم من بساطة خصلاتها المرفوعة بدبوس قاتم اللون وملابسها التي تكونت من سروالاً من الكتان الأبيض وقميصاً حريرياً أحمر اللون دون أكمام إلا أنها كانت تبدو وكأنها خرجت لتوها من أحد مجلات الأزياء الشهيرة .............نوع من النساء لم يلتقيه حمزة من قبل ............. كانت تبدو كاللغز المحير أم ربما الحلم الغامض ............... إستلقت على أريكتها دون تكلف وتابعت : إيه مش عاجباك
حمزة : أنا قلت ليكي قبل كده إن الرسم إحساس وبصراحه بحاول أفهم الإحساس اللي رسمتي بيه اللوحة الدموية دي !!!!!
كارمن : إنت شايفها دموية
ظل حمزة يتفحص الرسم أمامه مرة أخرى ............ خلفية سوداء قاتمة ............ ورجل غابت أغلب ملامحه فبدا كظل رجل ولكن كانت هناك دماء تتساقط من يده ........... قاتل هو أم مقتول ............ الدماء تتساقط على وردة حمراء ............ إبتسم بمكر وتابع ............ دي مش أسطورة البنفسج يا كارمن .........دي أسطورة وردة الحب ......... إنتي قرأتي الكتاب
أغمضت عيناها وتابعت : فيوليت مطلعتش مني إحساس حقيقي لكن دي هي اللي كنت بدور عليها
نظر نحوها بقلق وتابع : بس أنا مش فاهم اللوحة ............مش فاهم قصدك
كارمن بسخرية : مش مهم ............
تابع وهو مازال يتفحص اللوحة : إنتي الوردة الحمراء ؟
ضحكت بشدة .......... ضحكة رنانة ساخرة .......حزينة تابعت بأسى : تعرف إن في الآخر برده مش قادرة أحس نفسي الوردة الحمراء ............. الأسطورة بتقول إن العصفور ضحى بنفسه علشان يلون الوردة البيضاء بدمه وتبقى حمراء وتكون وردة حب وتقدر تحب .............بس .......
حمزة : بس إيه
كارمن : أنا محدش ضحى بنفسه علشاني ............. أنا بيتضحى بيا وبس

لاحظ حمزة ترقرق العبرات بعيناها ............ شعر بالشفقة نحوها وتابع النظر نحو اللوحة مرة أخرى .............. الرجل ............ ملامحه الغائبة داخل الظلام تبدو مألوفه ............العيون الحادة ............ الوجه القاسي ...........فجأة إنقبضت ملامحه ............ نظر نحوها في ذهول وتابع : ده خالد !!؟؟؟

إبتسمت بدهاء وظلت صامتة وهو ينظر نحوها منتظراً الإجابة ............... نعم الإجابة يا حمزة لقد حان الوقت لمعرفة بعض الحقائق عن رب عملك ............ خالد


******************************


نظر له الرجل بتمعن ثم تابع : بس يا كريم باشا الموضوع ده حيكلفك كتير
أجابه وهو يتلاعب بسيجارته بفمه دون إكتراث : كام يعني
تلفت المسجون حوله وتابع : 100 باكو
كريم : إعتبرهم في جيبك
ضحك الرجل بإستهزاء : إزاي يا باشا إنت فاكرني بضفاير ...........أنا اللي أعرفه إنك دخلت السجن مأشفر
قام كريم وقد أمسك بالرجل فدفعه إلى الحائط بقبضة واحدة ثم تابع : مش بتاعتك ............. ليك فلوسك وحتاخدها على الجزمة
المسجون : خلاص يا باشا ............ خلاص يا كبير
كريم : التنفيذ كمان أد إيه
المسجون : شهر يا باشا
كريم : كتير يا باشا ........... ليه
المسجون : يا باشا الموضوع ده عايز ترتيب .......... هنا وبره كمان ............ ده هروب يا باشا ..............

هروووووووووووووب

مازالت ملامحه حائرة............ ينظر نحو اللوحة في دهشة ........... هي حقاً تقصد خالد ............نعم بالتأكيد خالد فربما تكرهه ........... تبغض ذكراه......... ففي النهاية هو زوج سابق ولكن ما سر تلك الدموية التي تنبض بها اللوحة ............... نظر نحوها ............ كانت ما زالت مستلقية على أريكتها .............. لمحة من الرضا إجتاحت عيناها وتممتها بإبتسامة مسيطرة أضافت لحمرة شفتاها المزيد من الثقة ...................

تابعت بصوت هادئ : أيوه هو خالد

حمزة : انا مكنتش أعرف إن العلاقة بينكم سيئة كده

ضحكت بسخرية وتوجهت نحوه ........... إستقرت بجانبه وقالت وهي تنظر للوحة بمرارة : علاقة سيئة !!!! جميل المسمى الشيك ده بس مش هي دي الحقيقة

حمزة : طيب إيه الحقيقة



إستدارت نحوه ولاحظ إتساع حدقة عيناها كانت تبدو كبحر ثائر يتوق لإبتلاع كل مظاهر الحياة داخل دوامته الغاضبة ........... قالت بنبرة حاقدة : الحقيقة إن خالد ده حقير ........... أحقر إنسان ممكن تتعامل معاه في حياتك .





**************************



لا يعلم ماذا أصابه ولكنه ود الهروب من المكان سريعاً ربما لشحنة الطاقة السلبية التي تفجرت من حوله منذ بدأت الحديث عن خالد ............ على الرغم من أنه لم يكن لخالد صديقاً وليس بينهما أي صفات مشتركة بل يضيق أحياناً بطباعه البرجوازية إلا أنه لا يكن له بغضاً أو كراهية .......... على عكس كارمن التي عبئت الأجواء في لحظات بعبق الكراهية والحقد والغضب .



هل حقاً ما أخبرته عنه .............هذا الرجل الذي إستغل جسدها في مراهقتها وقلبها في أوج انوثتها ............ خادع كاذب محتال .........كانت تلك هي كلماتها بالتحديد ..........محتال وسيخسر كل شئ قريباً وستسقطون معه ............ ماذا تقصد بهذه العبارة بل ماذا تقصد بعبارتها الأخرى بأنه يجب عليه تأمين مستقبله لأن وظيفته مع خالد زائلة على المدى القريب .............. زفر بضيق ........... جيد أنه غادر المكان بل هو لا ينوي العودة إلى هناك مرة أخرى فقد تبدلت المرأة الفاتنة بأخرى تمكن منها الحقد حتى النخاع وحديث الأزهار والحب والفن تحول لمجرد شكوى إمرأة ناقمة على من هجرها ............. نعم من الأفضل ألا يعود فلقد إنتهت تلك الصداقة ربما من قبل أن تبدأ .





******************



في دثار الصداقة أتخفى ............ فقط لأكون بجانبها ................ صوتها العذب أصبح أكثر رقة ............. حديثها أصبح أقل تكلفاً ............... بل إنها رغماً عنها نادتني خالد ثم إستدركت نفسها وطغت حمرة الخجل على وجنتيها سريعاً وهي تتمتم "بشمهندس "



كنت أتحدث معها كثيراً ............. أبحث عنها من أجل لا شئ ............ أوجدت مواضيع من العدم ........ ولم يكن هناك أفضل من الجياد ............ أصبحت ذريعتي من أجل الحوار ............ كانت تعشق الجياد فشعاع العسل بمقلتيها ينبض بالحياة عندما تكون بجانبهم خاصة رعد ...........



حصاني الثائر الذي طوعته في دقائق بإحساسها دون دهاء ............. في حضورها يتبدل لكائن آخر ............. رقيق .......... باسم ..............هادئ .............. عاشق !!!!

فرعد يعشق البندقية وينتظر طلتها ربما مثلي تماماً





كانت تقف بجانب رعد عندما وصل خالد للإسطبل ............. تبدلت إيناس كثيراً ........... فالعمل الشاق أرغمها على الإستغناء عن ملابسها الرقيقة المنمقة وإستبدلتها بالسروايل المصنوعة من خامة الجينز وبعض القمصان البسيطة المحتشمة وأصبحت تخفي قدميها الرقيقتين داخل حذاء ثقيل برقبة طويلة بمثل حاجز حماية ضد أتربة الصحراء وفضلات الجياد ............. كانت ترفع خصلاتها بعفوية فوق رأسها وقد تطايرت بعضها هاربة تداعب بخبث بشرتها الرقيقة ..............



نظر نحوها بتفحص لوهلة ثم إتجه نحوهما قائلاً : أخبار رعد باشا إيه

إيناس : تمام

إقترب خالد من رعد ممسكاً ببعض البرسيم الذي حاول إطعامه إياه دون جدوى ............. نظر نحو إيناس في حيرة وتابع : بجد مش عارف أول مرة أشوف حصان ما بيحبش البرسيم أنا بجوعه علشان ياكله

إيناس : معلش إحنا بنعوض بجزر وعلف

خالد بيأس وهو يحول دفع البرسيم داخل فم رعد : بس ده مفيد علشانه



كان رعد يبدو كمن يفهم حديث خالد بل أكثر كان يبدو غاضباً لإصرار خالد على حشر تلك الحشائش الخضراء بين أسنانه فقام فجأة بالرجوع للخلف ثم زمجر وأصدر صوت يسمى القبع من بين منخاره وحلقه وفي لحظة قُذفت قطع سوداء من بقايا البرسيم من فم رعد الغاضب ...........





نظرت إيناس بصدمة وتأفف لذراع الخالد الذي زينه رعد بمحتويات فمه ثم إنفجرت في الضحك بصوت رقيق وخالد ينظر نحو رعد متوعداً ويمسح ذراعه بالماء تارة وبالمنديل تارة أخرى ..............



إنتبه لصوت ضحكتها العذب مما جعله يضحك بدوره .......... كانت ضحكتها عفوية جميلة رنانة لأول مرة يستمع لصوتها الضاحك ............ وهي أيضاً ربما لأول مرة تستمع لضحكة صادقة منه .............. كانت عيناه تلتقط سعادة العسل بمقلتيها بخبث ............ إلتقاء نظراتهما تلك المرة أربكها ولكنها لم تستطع الهروب أم ربما لم ترد الهروب تلك المرة !!!!!



وإستمر الضحك بل زاد عندما قام خالد بسكب محتويات المياه على ذراعه أملاً في التخلص من الرائحة سريعاً دون جدوى ............... نظر نحوها ونحو رعد متوعداً وتابع : ماشي يا رعد مردودالك

ثم توجه نحوها وتابع : بتضحكي عليا ده بدل ما تساعدني

إيناس ببسمة : آسفه أصل رد فعله صدمني بصراحه ......... بس ......

خالد : بس أنا أستاهل صح

إيناس : مش قصدي بس إنت عارف رعد عنيد

خالد : هو أنا عارف ودلوقتي خلاص إتأكدت ............ نظر لنفسه ولقميصه بيأس ثم تابع : يادي القرف ده مش دراعي بس شايفه جه على القميص كمان ........... إنت بهدلت بابا يا رعد النهارده ........



فجأة بدت ملامحه مذعورة بعض الشئ ونظر نحوها متسائلاً : في حاجة على وشي



لم يكن هناك شئ بوجهه ولكن قبل أن تجيبه بدأ يمسح وجهه سريعاً وبعشوائية خوفاً من أن يكون عقاب رعد قد ناله أيضاً ............. رغماً عنها ضحكت مرة أخرى أمام ما يفعله ............ نظر نحوها وإبتسم بمكر ثم تابع : مفيش فايدة بقه مضطر أنا قرفت خلاص



قبل أن تدرك ما يقصده فوجئت به يخلع قميصه ويلقيه جانباً بعيداً عن جسده ............ إرتبكت وطغت حمرة الخجل كالبركان على قسمات وجهها عندما وجدت نفسها أمامه وهو عاري الصدر ثم قالت بتلعثم قبل ان تهرب مباشرة : عنئذنك



إبتسم بمكر بعد هروبها ثم إتجه نحو رعد مربتاً على رأسه وتابع : مشيت ........... أنا مش عارف إيه اللي بعمله ده يا أستاذ واضح إن أنا وإنت ذوقنا واحد



إمتطى فرسه المدلل الذي إنطلق يعدو بقوة .............. قوة تكاد تضاهي قوة مشاعره المضطربة نحوها .............





****************************



نظر حسن لهاتفه بملل لقد مر حوالي شهر منذ معرفته بحمل رقية .............. شهر من المبررات والتأجيل مع سهام التي لم تتقبل خبر حمل رقية بل وصل بها الامر لعدم تصديقه والتعامل معه على أنه ذريعة حسن الجديدة من أجل الهروب من إلتزامته نحوها .....................



أخيراً أجاب الهاتف بصوت يدعي النوم على الرغم من أنه كان بعمله !!!!

حسن : ألو

سهام : صباح الخير ........... إيه كنت نايم ولا إيه

حسن : اه راحت عليا نومه ............. بصي يا سهام حافوق واغسل وشي وأكلمك

سهام بغضب : الساعة عدت عشرة ............. ناموسيتك كحلي ولا إيه

زفر بضيق : وقته الكلام ده .............. أخبار محمود إيه

سهام : والله عايز تعرف أخباره تعال شوفه

حسن : في إيه يا سهام منا كنت عندك الخميس اللي فات

سهام : مرة كل أسبوع تشوف إبنك ............ لا كتر خيرك

حسن : هو إحنا مش إتفقنا نأجل الكلام في الموضوع ده لغاية ما رقية تولد بالسلامة

ضحكت بسخرية وتابعت : هو إنت فاكرني مصدقة الفيلم ده ........... بصراحة ده فيلم عربي قديم قوي قوي

حسن : لا يا سهام ده مش فيلم عربي قديم ........... دي حكمة ربنا

سهام : بقولك إيه حتى لو حامل ده ميفرقش معايا في حاجه انا حقي فيك ملوش علاقة بحملها من عدمه وحقي حاخده يا حسن ومش حقي بس حق إبني كمان

حسن : إنت بتهدديني يا سهام

سهام بصوت غاضب : أنا مش بهددك أنا ببلغك

تمكن منه الغضب بشدة وتبدلت ملامحه الهادئة سريعاً وأجابها بقوة : طيب بصي بقه .......... أنا ما بتهددش وأنا مبحبش الست اللي تعلي صوتها وتعمل راسها براسي مفهوم

سهام : إنت بتخوفني بقه

حسن : إفهميها زي ما تفهميها ............... لمي الدور يا سهام ومش عايز نكد ودوشة دماغ وبلاش لؤم الستات ده ...........متلويش دراعي بالواد هه

صمتت لوهلة ثم تابعت بنبرة حاقدة : حاضر .............. حاضر يا حسن



أغلقت الهاتف ونظرت لملامحها الغاضبة بالمرآة وتابعت : ماشي يا حسن إما أشوف أنا ولا الست رقية بتاعتك .





**************************



ألقت إيناس نظرة أخيرة على القدر ثم أغلقته بإبتسامة وهي تمسح قطرات البخار التي تصاعدت لوجهها وتابعت : تمام الفراخ إستوت



نظرت لها رقية بحنان وقالت بدورها : أنا آسفه يا إيناس تاعباكي معايا مش عارفة المفروض شهور الوحم عدت بس ريحة الفراخ مش قادرة أستحملها

نظرت نحوها إيناس بلوم وتابعت : تاعباني في إيه بس يا روكا ........ هي كيمياء ........... إملي الأوضة المية وحطي الفرخة تبقى شوربة يا لينا

ضحكت رقية بشدة وتابعت : ضحكتيني يا إيناس حاولد بدري بسببك

إيناس : لا لا خلاص أبوس إيدك

رقية : الدكتورة قالتلي المرة الجاية حتقولي ولد ولا بنت

إيناس : بجد ....... وإنتي نفسك في إيه

إبتسمت رقية بتأثر وتابعت : نفسي في إيه ................ يااااااااااااااااه يا إيناس أنا ما صدقت كل اللي يجيبه ربنا كويس

أمسكت إيناس بيد رقية وتابعت : ربنا يقومك بالسلامة

تابعت رقية بنبرتها الهادئة : حسن قالي لو ولد حنسميه خالد

إرتبكت إيناس للحظة عندما ذكرت رقية إسم خالد ولكنها إستدركت نفسها سريعاً وتابعت : على إسم بشمهندس خالد

رقية : حلمنا أنا وحسن ............ الأرض إقتراح خالد فاكره

إيناس : أيوه فاكرة

رقية : ولو بنت حسميها إيناس

نظرت نحوها إيناس بتأثر وهي تحرك رأسها بالنفي : لا يا حبيبتي سميها إسم جديد

رقية : إيناس ده إسم معناه الأنس والراحة يعني الست اللي قعدتها حلوة ......... الواحد يفتحلها قلبه ويرتاح ودي إنتي يا إيناس بجد الإسم ده إتعمل علشانك مخصوص يارب بنتي تطلع نصك وتطلع قمر زيك كده

إيناس بإبتسامة : خلاص بس إوعي لما تكبر ميعجبهاش الإسم

رقية : أقرب إتنين لينا إنتي وخالد وإحنا قررنا خلاص البيبي على إسم حد فيكم



إبتسمت بحرص ............ خالد ...........لا تعلم لماذا يجمعها القدر به دوماً حتى في الأسماء .

*****************


كانت جالسة بجوار المكتب في الغرفة المظلمة التي إعتادت زيارته فيها .............. إصبعها النحيل المزين بنقوش الحناء ينقر بعصبية شديدة ............... نقرات متتالية تمثل سيمفونية جديدة من غضبها المتأجج الذي لا يزول ............. منذ زيارة حمزة الأخيرة وهو يتهرب منها ...........ذرائعه واهية ............ ساذجة ..............حمقاء لا بل هي الحمقاء ...........متسرعة .............هرب منها ربما من قبل أن توقن ماذا ستفعل بتلك العلاقة الخرقاء .............قطع أفكارها قدومه ........... إبتسم لها ببرود ثم وجه نحوها نظرة غاضبة نارية ربما تكون متناقضة مع ملامح الثلج المسيطرة على هيئته ..........



كريم : ياه ليكي وحشة يا مدام

كارمن : كنت مشغولة شويه

كريم : لا والله ولا حنيتي للبيه

كارمن بنظرة غاضبة : دي آخر حاجة ممكن تحصل بالعكس أنا عايزة أخلص عايزة أشوفه متدمر فاهم يعني إيه متدمر

كريم ببرود : هدفنا واحد

كارمن : طيب إيه الخطوة الجاية

كريم : لسه

بدت هستيرية في حديثها وتابعت : يعني إيه لسه لسه لسه ........... إنت بطئ قوي

نظر نحوها كريم بتوعد وتابع : بقولك إيه يا بت إنتي إركزي وبلاش غباوة مفهوم



صمتت وظلت تنظر نحوه بغضب ............ أخرجت سيجارة وبدأت تدخن بتوتر ثم تابعت : طيب ناوي على إيه

ضحك كريم بمكر وتابع : الزيارة الجاية حتعرفي

كارمن : هو إيه ده ما تقول دلوقتي وخلاص

كريم بإصرار وهو يجز على أسنانه وينظر نحوها بتوكيد : الزيارة الجاية حتعرفي وكلامنا إنتهى على كده


خرج ............خرج وتركها تحرق نار غضبها في لفافة التبغ البائسة بدلاً من أن تحترق هي .............. لا .............لن تحترق مثل تلك اللفافة التعيسة .............يبدو أنني سأزور المزرعة من جديد ولكن تلك المرة ليس من أجلك يا خالد
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والعشرون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الثامن والعشرون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الثامن والعشرون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
كان المكان يبدو قاتماً ................ لا يختلف كثيراً عن جدران زنزانته الرمادية التي طالما مثلت رماد البركان بداخله .............بركان يبدو خامداً الآن ولكن ثورته ستكون بالتأكيد مهلكة .

عاد يتفحص المكان من حوله ..............حيز ضيق مغمور برائحة الدخان الأزرق ...............الوجوه قبيحة وما زادها قبحاً ربما وجود النساء فلقد إعتاد مظهر القبح في الرجال حوله أما أن تكون النساء كذلك أيضاً فتلك هي ذروة العبث ................ أين الجميلات هل شح عالمه بهن أيضاً ............... ربما ............. بل ربما أصابه القُبح بدوره وحفرت السنوات البائسة آثارها بإحكام داخل ملامحه ............هو لا يختلف كثيراً عن الجُموع الرثة حوله

نظر لصديقه بمكر الذي إستقبله بدوره بترحاب فاتحاً كلتا ذراعيه وأسنانه الصفراء المتهالكة طغت على إبتسامته فبدلتها بإبتسامة مسخ ...........ولكن هذا المسخ هو سبب حريته المنقوصة .

إقترب شوقي من كريم مرحباً : حبيبي ............. كفارة
كريم : حبيب قلبي ............ ليك وحشة
شوقي : الواد نصه ريحك ولا تعبك
كريم : ريحني بس هباش
شوقي : موضوع الهروب مش سهل يا كيمو وبيكلف
كريم : عموماً مش مهم الفلوس المهم إني خرجت ............
شوقي : وهو من غير رذالة يعني .......... إنت جبت الفلوس منين
كريم : وهو عملوا البلاطة ليه يا شوقي مش علشان نخبي تحتيها قرشين للزمن المهبب ................
شوقي : تمام يا صاحبي
كريم : إيه المكان ده يا شوقي أنا قلت حلاقي عندك ما لذ وطاب
ضحك شوقي بمكر : عندي يا حبيبي .............المكان ده بس تمويه لكن إتفضل

تبعه كريم ينظر بتأفف للوجوه حوله ولكن ما لبث أن خرج من تلك البقعة المتهالكة إلي مكان آخر يمثل نقيضها تماماً ............. كانت فيلا صغيرة يقطن فيها المدعو شوقي ...........
وشوقي أحد أصدقاء كريم في السجن ..........هو منبع لكل ما هو غير مشروع يتاجر بكل شئ سلاح ..........مخدرات ............ نساء ............. كل ما يخطر ببال وربما ما لا يخطر أيضاً ولم يتخيل كريم أنه قد يصبح في أحد الأيام صديق لهذا ال "شوقي "ولكن ربما هو الحظ الذي جعله يتلقى طعنة كائدة بدلاً منه كادت تودي بحياة كريم ونجى شوقي ............ وأصبحوا أصدقاء وتغير كريم من بعدها من مجرد فتى مدلل ربما لرجل كما يرى شوقي وأمثاله الرجولة !!!!!

إضطجع كريم على أحد الأرائك وتنهد براحة : أيوه كده
نظر له شوقي بمكر ثم قام بإعداد لفافة تبغ من أجله وناوله إياها قائلاً : حبيب قلبي
كريم : لاااااااااااا .............. أنا عايز أبقى فايق
شوقي : لسه قدامك الأيام كتير ............ ريح النهارده وفوق بعدين
كريم : أنا مش حفوق إلا لما أخلص يا شوقي
شوقي متسائلاص بمكر : حبيبك بتاع المزرعة
كريم : وهو في غيره
شوقي : بس لازم تصبر شوية يا صاحبي
كريم : هو اللي بعمله في الناس حيطلع عليا ولا ايه
شوقي : لا يا حبيبي ............... بس إنت لسه هربان والبوليس عينه حتكون مفتحه لازم تكن شوية
كريم بضيق : أد إيه يعني
شوقي : شهرين ثلاثة كده
كريم : كتير يا شوقي ........... كتير قوي
شوقي : حبيبي العملية كبيرة ومحتاجة تخطيط ووقت ............ ده غير لازم البوليس يرجع ينسى......... ممكن هروبك يخوف صاحبك ويلبش الجو هناك
كريم : ماشي يا شوقي بس مش اكثر من كده
شوقي : لا متخافش ................ ناوله شوقي اللفافة وتابع : نقول مساء الخير

أخذها كريم منه ونفث دخانها الأزرق بغيظ وتمتم بصوته البائس : مساء النور ............. هانت ............هانت قوي يا خالد

*************************

إسترعى إنتباهها نقراته المتعجلة على باب العيادة ............ إستقبلته بإبتسامة مقتضبة قائلة : بشمهندس حمزة ............. إتفضل
دخل حمزة بإبتسامته المعتادة وحياها قائلاً : إزيك يا دكتورة
إيناس : الحمد لله
حمزة : أخبار الشغل إيه ؟ والخيل تمام
إيناس : اه الحمد لله ............ تمام
حمزة : وأخبار أبلة روكا إيه
ردت بدهشة : كويسة إنت مش بتزورها
حمزة : لا بزورها حتى كنت رايح ليها دلوقتي بس حبيت أعدي وأسلم عليكي
إيناس بنفس النبرة الجادة : امممممم ...........الله يسلمك يا بشمهندس

لاحظ حمزة جديتها أو ربما ضيقها من الزيارة ذات السبب غير المعلن تابع سريعاً : كمان كنت عايز أخد رأيك في حاجة
إيناس : رأيي !!!! في إيه
أخرج حمزة ثوباً صغيراً لرضيع كان مميزاً ورقيقاً ناولها إياها وتابع : ها إيه رأيك
أمسكت إيناس بالثوب ونظرت نحوه بحنان وهي تردد : جميل قوي بجد
حمزة : يعني حيعجبها أنا جبته بيج علشان يليق مع ولد أو بنت
إيناس : حتفرح بيه قوي بجد ........... هي لسه ماشترتش حاجة دي حتكون أول حاجة للبيبي
بدت على ثغره إبتسامة طفولية : كويس .......... علشان أذله أول حاجة لبسها من أونكل حمزة
ضحكت وأعادت له الثوب : ذوقه جميل
حمزة : لا ماهو أنا دايما ذوقي حلو على فكرة

عادت مرة أخرى لإبتسامتها المقتضبة ربما لإنها إستدركت ما يعنيه خاصةً مع نظرته الحانية الموجهه نحوها .............. كادت أن تنطق بعبارة جافة لكي تنهي المقابلة ولكن شد إنتباهها عطر قوي ..........مثير ......... أخترق الغرفة مع نسمات الهواء التي عبثت بخصلاتها المتوهجة وهي تقف بالباب تراقبهم بعين ماكرة وإبتسامة واثقة .................

نظرت إيناس نحوها في دهشة وإستدار حمزة بدوره للباب وعندها قالت له كارمن بصوت عذب : إزيك يا حمزة ............... ثم إستدارت لإيناس وقالت بنبرة راضية : إزيك يا دكتورة ............. واضح إن دايما الصدفة بتجمعنا ولا إيه
إبتسمت إيناس بحيرة وقالت بدورها : أهلا يا فندم

ظل حمزة مندهشاً لوهلة من قدومها وحديثها مع كلاهما وقبل أن ينطق جاءه هروب إيناس السريع عندما لاحظت النظرات الصامته بينه وبين كارمن
إيناس : طيب عنئذنكم أنا بقه
إبتسمت كارمن : فرصة سعيدة ........... لمرة تانية يا دكتور ولا أقول تالتة
ردت بإقتضاب : أنا الأسعد

خرج ثلاثتهم من العيادة ............. تركتهم إيناس مسرعة متسائلة في نفسها عن علاقة حمزة بكارمن ..............

لا تعلم لماذا تشعر بالضيق كلما رآتها هل هو مجرد رد فعل لنظرات كارمن الغاضبة نحوها فهي تشعر أنها لا تستسيغ طلتها ............ لماذا ؟؟؟ هل بسبب خالد
............. هل ما زالت كارمن تحبه وتشعر الآن بالغيرة منها ............ ربما فلقد ألقت بسهامها المسمومة في المرة السابقة عندما لمّحت لرؤيتها مع خالد كلما زارته ........... هل تود حقاً العودة إليه ؟؟
وماذا عن خالد هل لديه بقايا مشاعر من العشق نحو الصهباء ............. سحقاً لماذا تهتم ............ هي لا تهتم ...............بالطبع لا تهتم هي فقط تفكر ........... فكارمن تنظر لها بمكر غريب وكأنها عدو لدود دون أن تعي لماذا ............. لا هي تعلم لماذا ولكنها لا تود المواجهة ............ إنه خالد

نظر حمزة لكارمن بدهشة قابلتها هي بإبتسامة ماكرة ............. فآخر ما كانت تتوقعه أن يكون حمزة عاشق لتلك الطبيبة .............

لأول مرة تشعر أنها محظوظة فقد جاءت للمزرعة وليس لديها أي فكرة عن ما ستقوله لحمزة حتى تعيد علاقتها معه من جديد بل كانت حائرة في ماهية العلاقة وقدرتها على الإستفادة منها ولكن الآن فقط شعرت ببريق غريب يجتاح عيناها .............فالنظرة الحانية التي رأتها
في عينيه نحو تلك الطبيبة الهادئة كانت بمثابة حبل الإنقاذ الذي سيلتف حول رقبة خالد في النهاية ............. الآن تعرف كيف ستجعله يكره خالد وتلك فقط البداية .................

قال لها بصوت هادئ : إزيك يا كارمن
كارمن : مهتم تعرف فعلا
حمزة : مش فاهم قصدك
كارمن : لو كنت مهتم بحالي كنت زورتني أو حتى رديت على تليفوني
حمزة : أنا آسف إتشغلت و...........
قاطعته بإبتسامة : متكدبش .......... اللي زيك مش بيعرف يكدب
حمزة : كارمن أنا...........
كارمن : إنت خفت ............ جايز خفت على شغلك مع خالد لما عرفت أد إيه العلاقة بيني وبينه سيئة
نظر لها بضيق ودهشة : على فكرة الموضوع مش كده خالص
كارمن : طيب إيه الموضوع

خلع قبعته وعبث بإرتباك بخصلاته المسترسلة ثم تابع : الحكاية كلها إني حسيت إني مش فاهم
كارمن : مش فاهم إيه ؟
حمزة : مش فاهم إحنا فعلا بنتقابل علشان نتكلم عن شغل ........... عن فن جميل ومشاعر حقيقية بتلوني بيها لوحتك البيضاء ولا عن كرهك ليه وغضبك منه
كارمن : ماهو سواء كرهي أو غضبي دي مشاعر برده ولا المشاعر لازم تكون حب وجمال وبس
حمزة : لا طبعا بالعكس أوقات مشاعر الغضب بتكون أقوى وأعمق وبيطلع منها فن صادق وحقيقي بجد
كارمن : غريبة ومدام كده ..............هربت ليه
حمزة : علشان إنتي كدبتي يا كارمن
كارمن : كدبت !!!!!
حمزة : أيوه ..............أول مرة إتقابلنا قولتيلي إنك كنت جاية هنا لخالد تطلبي منه خدمة بخصوص الورد والرسم فاكرة ...

صمتت وأومأت برأسها إيجاباً ............ تابع بثقة : والمرة اللي فاتت عرفتيني أد إيه هو حقير وحكيتي تاريخه معاكي من أول ما إستغلك وإنتي صغيرة لغاية آخر مرة ............ قولتيلي إنه ضربك............ أصدق مين فيهم يا كارمن

تابعت بإرتباك : كنت عايز أول مرة أشوفك أقولك إني كنت عند طليقي وضربني ............. أكيد مش منطقي
حمزة : بس ممكن مكنتيش تصوري إن العلاقة كويسة الحقيقة ده خلاني أفكر شكوتك حقيقية ولا مجرد حقد وغل طبيعي في حالة الطلاق

غضبت من داخلها تماسكت قليلاً ونظرت نحوه وقد بدت بعض العبرات بعيناها : كنت متخيلة إنك قارئ كويس للناس يا حمزة .......... بس واضح إنك مجرد راجل تقليدي مش اكثر ............ عنئذنك

إستدارت لتتركه ............. لا يعلم ماذا أصابه ولكنه شعر بالغضب من نفسه إستوقفها قائلاً : كارمن إستني
توقفت ضحكت برضا ثم نظرت نحوه بأمل : أيوه
حمزة : أنا فعلا قارئ كويس للناس بس إنتي غامضة جداً
كارمن : غامضة !!! أنا مشكلتي إني كتاب مفتوح
حمزة : أيوة بس مليان لوغاريتمات يا كارمن وأنا كنت أدبي
إبتسمت بيأس : عندك قدرة فظيعة إنك تخرج ضحكة من كل حاجة جايز ده اللي عاجبني فيك
حمزة : ده بس
كارمن : أنا نفسي نكون أصدقاء وجيتلك مخصوص حتوافق ولا حترفض
كانت تبدو فاتنة وبريئة بنفس اللحظة .............بريق النهر الأزرق بعيناها حزيناً ...........راكداً ..........شعر نحوها بالشفقة ............ وافق على الفور ............إبتسمت برضا وإفترقا على لقاء .

*******************

خرجت من المزرعة سريعاً لم تود رؤيته ............... فليس هذا بوقت رؤياك يا خالد ..............قلبي الأحمق سيتوقف عن الإرتجاف لطلتك بل ربما توقف فعلاً ..............كانت سعيدة .........ساخرة ........... ومع الظلام كانت ليلتها مختلفة .................لوحتها البيضاء تزينت بألوان البهجة القاتمة ............. سنوات وهي محتجزة خلف قضبان التمني ............. حائرة بين غضبها وعشقها ............ إشارة من إصبعه كانت لترجح كفة عن الأخرى ............ حزر ؟؟ ...........غاضبة أم عاشقة .............. لا إجابة ............ نعم فخلف قضبان التمني إحتجزت نفسي .............ليس بيدك بل بيدي أنا يا خالد ............ غاضبة إذن فقد ولى زمن العشق ومنذ زمن ............... لكن الحمقاء بداخلي هي من أسرت نفسها خلف قضبان............ إبتسمت ساخرة ..........وتمتمت ببئس : قضبان الإنتظار

أفكارها ما زالت جامحة .......... متحفزة ...........كل ما تحتاجه الآن هو أن يكره حمزة خالد ..............جاءتها الطبيبة على طبق من فضة ............. حمزة عاشق صغير لن يقاوم دهائها كثيراً .............. ولكن ماذا بعد فبُغض خالد هو خطوتها الأولى ولكن كيف
كيف ستسفيد من هذا البغض الذي ستزرعه بمكر داخل قلب هذا الشاب العاشق كيف سيصبح حمزة مدخلها الأخير لتدمير أحلام خالد ..............زفرت بيأس ............ أفكارها البائسة مبعثرة تشعر أنها أمام شفرة من صنعها تحتاج لمن يفك أحجيتها بمهارة ................كريم كم أحتاج الآن لعقلك البائس ...............

أخرجها طرق صباحي متطلب على الباب من أحلامها وأفكارها ............... نظرت للساعة فوجدتها الثامنة صباحاً ................ مَن السخيف بالباب !!!!.......... خرجت غاضبة تداري جسدها بروب قصير وتُملس بغضب على خصلاتها المبعثرة ............. هجم العساكر يفتشون المنزل بعشوائية .............. بغضب صرخت بهم ............... أخرجها صوت الضابط الأجش من غفوتها الصباحية ........... كلماته أفاقتها في لحظات ............. كانت تأثيرها يضاهي عشرة فناجين من القهوة دفعة واحدة ................. هرب كريم

**********************

أعدت مائدة الإفطار كعادتها ونادت عليه تطالبه بالإسراع قبل أن يبرد الشاي ............. جاءها صوته ناعساً بدوره ............ حاضر ثواني ..............

طرقات بارده على الباب ............. شعرت بضيق غريب إجتاح قلبها .............. زائرة تبدو في أواسط عقدها الثالث ............. على قدر لا بأس به من الجمال ............... عيون غائرة ............ أنف حاد ........... شفاة مكتنزة ............. إبتسامة صفراء ............. ورضيع باكي على ذراعها ............. تقدمت للداخل دون دعوة ثم إستدارت لها بثقة : حسن موجود

ظلت رقية تنظر نحوها في قلق ............ بل كانت تستمع لصوت أنفاسها السريعة وكأن الهواء يعبر أذناها محدثاً ضجيجاً لا يُحتمل ............ خرجت الكلمات بصعوبة من حلقها الجاف : إنتي مين

إبتسمت بإنتصار وهي تتابع بنبرة قاتلة : قوليله سهام ........... مراته
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والعشرون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل التاسع والعشرون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل التاسع والعشرون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
المرأة ............ هذا الكائن الرقيق ............ المندفع .............الصارخ .......... المتغير ...........

نعم فالمرأة بطبيعتها الفسيولجية كائن متغير ............. يمر ج
سدها بمراحل عديدة فتتبدل طبيعتها دون أن تشعر ............. بدايتها طفلة بريئة تتأمل العالم من خلال قطعة حلوى ............ يتبدل جسدها دون أن تعي فتصبح خجولة متمردة ثم تعشق جسدها وعندها تتحول لأنثى .........واثقة سعيدة عاشقة تتبدل مرة أخرى ينتفخ بطنها تتغير كل لحظة مئة مرة تتلاعب الهرمونات بها تتطور عواطفها بمجون ............. تتأرجح دون روية ............ ثم تصبح أم ........... تتبدل لكائن آخر جديد ولكنها تتأقلم سريعاً فالأمومة إحساس فطري لن يتبدل بتغير جسدها على عكس عواطفها التي تعود للتأرجح مرة أخرى مع كل تغيير ............

هي ليست كائن فوضوي متقلب إقترب من الجنون ............. هي مجرد أنثى ............حالة متكاملة من الحيوية .............من التغيير .



التغيير الذي مر أمام رقية كقطار بطئ ............ تجاهلته لأشهر ولكن توقف القطار ونزلت بطلته في محطتها لتلقي في وجهها بالقنبلة علها تعي ...........تتأقلم ............أو ترفض ............ الزوجة الثانية


كانت كلمات سهام تتكرر ببطء داخل عقلها .............ماذا يحدث لقد سمعتها ........... زوجته ما داعي التكرار ...........إستوعبت أخيراً أن سهام صامته لم تكرر جملتها ........... إذن ماذا هناك هل هي هرمونات الحمل تلك الحالة العاطفية الشديدة التي تسيطر عليها بجنون ............. ترغب في البكاء ..............الصراخ ولكن لا تستطيع ............. وكأنه كابوس كتم أنفاسها فلم تعد قادرة على الحراك أو الصياح
بل تباطئت أنفاسها ............. ماذا هناك ............أين إختفى العالم لم تشعر سوى بصورة حسن التي تكبر أمام عيناها سريعاً وذراعه يلتقطها قبل أن تسقط أرضاً.................


بدأت تعود للواقع ببطء ............. كانت إيناس أمامها .............ماذا حدث هل عادت للمشفى مرة أخرى .............ربما لا فملامح السعادة غائبة عن وجه إيناس والقلق هو سيد الموقف الآن ............كانت تستمع لهمهمات غاضبة ............. حسن ...............والمدعوة سهام ...........ماذا يحدث ............بدأت تفيق ...............نظرت نحو إيناس متسائلة ثم عاد حسن إقترب منها وبعيون ممتلئة باللهفة سألها : إنتي كويسة


بدأت تستوعب الموقف مرة أخرى ...........المرأة القابعة بالخارج هي زوجته .............. أخذت نفساً عميقاً غاضباً فجر ينابيع المياة داخل عيناها ........... حالة هستيرية من البكاء ............لم تكن تنوي البكاء ولكن ماذا تفعل هل هي عاطفتها المشحونة أم ربما جسدها المتغير ............. قطبت جبينها ........كفاها تفكيراً برد الفعل ولتنتبه قليلاً للفعل المتواجد بغرفة معيشتها الآن..............سهام .


 


بعد مدة ليست بقصيرة من الصمت القاتل على الجميع تحدثت .............. نظرت نحوه بعين لائمة : ليه
حسن : حبيبتي أنا حاتصرف دي واحدة متسرعة وإتصرفت من دماغها
رقية : ليه
حسن : غيرة ستات يا رقية ............ مخها تعبان ..........سامحيني بجد
أصبحت العبرات أكثر قوة ...........تشوهت صورته داخل عيناها وظلت تردد : ليه
نظر لها حسن حائراً ....... ماذا تقصد ؟؟
تابعت بنبرة متحشرجة : ليه عملت فيا كده ........... أنا عملت فيك إيه وحش ............. حرام عليك ...........حرام عليك

كان حسن ينظر نحوها في ذهول بدأ يدافع عن نفسه دون إدراك : رقية مش ذنبي هي فاجئتني أنا مكنتش أعرف إنها جاية ............. الموقف صعب أنا عارف بس حصل غصب عني
إعتدلت في جلستها ...........صمتت لوهلة ...........جففت عبراتها ............قالت بشجن : الموقف ده إنت اللي حطتني فيه ............ إنت مش حد تاني
صمت لوهلة ثم قال بصوت حاد : عندك حق ............ وأنا حاصلحه حالاً ................
إبتسمت بسخرية وتابعت : متسرع طول عمرك بس على فكرة معدتش فارقة ............... أنا إتكسرت خلاص يا حسن وإنت اللي كسرتني
حسن : رقية إنتي بتقولي إيه
تابعت بنبرة باكية : أنا تعبت ................ خلاص مش قادرة بجد ........... أنا زعلانة منك يا حسن ........ زعلانة منك قوي بس كنت بقاوح

كانت ملامحه غاضبة ..............حائرة ............تابع بصوت أجش : رقية ممكن أعصابك علشان البيبي ........... مش إحنا إتفقنا نأجل الكلام في أي حاجة لبعد الولادة
رقية : ومش أنا اللي نقضت الإتفاق يا حسن
تابع بملامح غاضبة عندما تذكر فعلة سهام : صح

خرج مسرعاً قبل أن ينتهي الحديث .............. كانت إيناس تمسك بيد رقية الباكية ...........تشعر بالنار التي تلتهم قلبها ببطء ............. نظرت غاضبة نحو النافذة ............ تراقب العراك الصامت بين حسن وسهام ........


***********************


خرج حسن من الغرفة تحيطه هالة من الغيظ ................ أمسك ذراعها بعنف وأخرجها خارج المنزل عنوة ............ نظرت له بصدمة وتابعت : هي وصلت لكده يا حسن ..............بتطردني علشان الهانم
حسن : وعلشان ده مش بيتك يا سهام
سهام : بيت جوزي يبقى بيتي
حسن : ده بيت رقية ..............ومتفتكريش إنك ممكن تعيشي هنا ده مكان رقية وطول عمره حيفضل مكانها ............. ده ماكنش إتفاقنا يا سهام متلويش دراعي لإنك إنتي اللي حتخسري في الآخر
سهام : مش حاخسر لوحدي يا حسن
حسن : يعني إيه مش فاهم
سهام : يعني ياإما تعدل زي ربنا ما قال ويبقى زيي زيها في كل حاجة وتجيبني أعيش هنا وفي فيلا زي دي ............. يا تنسى إنك ليك إبن مني
نظر نحوها والشرار يتطاير من عينيه : بتهدديني بإبني يا سهام .............. وصلت لكده
سهام : وأبو كده
حسن : ياااااااااااه ده رقية رغم كل اللي عملته معاها وجرحي ليها معملتهاش
سهام : و أنا مش رقية يا حسن ............. أنا سهام وسهام مش حتسيب حقها تاني .............أنا صبرت كتير على إهمالك وغيابك عني بس خلاص صبري نفد ............. أنا حديك فرصة ترتب أمورك يا تبعتلي أجيلك يا تبعتلي ورقتي ............. عنئذنك
تركته غاضبه دون أن تسمح له حتى بتقبيل الطفل ............... كانت رسالتها واضحة ............بينة كضوء الشمس .


*****************

كانت إيناس ما زالت تراقبهم من النافذة بإهتمام كلماتهم غير مسموعة ولكن ملامحهم الغاضبة واضحة رؤي العين .............. جاءها صوت رقية المرتعش : لسه بيتكلموا
إنتبهت لها إيناس وقالت : بيتخانقوا ............. تركت النافذة وإقتربت من رقية في محاولة يائسة منها لتلطيف الأجواء : المهم إنتي عاملة إيه دلوقتي
رقية بآسى : المشكلة إني مابعملش حاجة ............ دايماً مفعول بيا مش فاعل ............... حاولت أكون فاعل بس ماقدرتش
إيناس : مين قالك بقه إنك مش فاعل ........... إنتي أهم شخص في الحكاية دي .............. إنتي مش شايفاه كان حيتجنن عليكي إزاي ............. ده أنا إترعبت من صوته في التليفون لما كلمني أجيلك ............ ده وشه كان زي ما يكون أزرق من قلقه عليكي
رقية : جميل تجميلك للموقف يا إيناس
إيناس : أنا بقول الحقيقة
رقية : وبرده الحقيقة كانت قاعدة في الليفنج بره
إيناس : وهو طردها
رقية : وهل ده معناه إنها محصلتش ................ لأ حصلت وجرحت قوي بس أنا اللي بقاوح
إيناس : طيب ............إنتي حتعملي إيه
رقية بصوت متحشرج : مش عارفة ............... أنا مخنوقة قوي ومش قادرة أتعامل معاه ............. مشاعري ناحيته متلخبطة ........... خايفة أكرهه
إيناس : أكيد ده صعب قوي ............ صعب الحب الشديد ده يتبدل لكره
رقية : لما شفتها كل الثوابت في كياني إتهزت ............. حتى حبي لحسن ................ أنا مش فاهمة إيه اللي بيحصلي ده
إنفجرت رقية في بكاء جارف من جديد إحتضنتها إيناس في محاولة لتهدئتها وتابعت : طيب إيه رأيك تغيري جو .............. تعالي أقعدي عندي شوية ........... بلاش مواجهات بينكم دلوقتي
رقية : أنا بصراحة فكرت أروح مصر
إيناس : لأ متبعديش قوي كده ............. خليكي عندي علشان تبصيلي كتير والبنت تطلع شبهي مش حتنازل
رقية : إيناس إنتي أختي اللي أمي ما خلفتهاش
إيناس : خلاص أنا حابلغ بشمهندس حسن بلاش إنتي تدخلي في مناقشات .............. العصبية والتوتر ده مش كويس لا عليكي ولا على البيبي
رقية : مش بإيدي يا إيناس
إيناس : دلوقتي حخليه بإيدك ............ حاعزلك عنهم ومحدش حيضايقك تاني يا جميل


تركت إيناس رقية وخرجت وتوجهت نحو حسن الذي كان ما زال واقفاً بمكانه خارج المنزل بعد رحيل سهام ............... كانت إيناس تشعر بالغضب من أجل رقية ........... فما تمر به فوق الإحتمال ......... الرجل الذي أحبته بكل كيانها هو سبب حزنها المستمر ...........


نظر حسن لإيناس بدهشة غاضبة وتابع : يعني إيه تسيب البيت
إيناس : بشمهندس حسن هي محتاجة تغير جو ووجودها مع حضرتك حيفتح نقاشات غصب عنكم وهي بجد تعبت ونفسيتها مدمرة
حسن وقد بدا غضبه وعلت نبرة صوته : يعني إيه ده ............ رقية مش حتسيب بيتها والموضوع مر خلاص ومش حاوقف حياتي علشانه ............. عقليها يا دكتورة مش تشجعيها



-

في إيه يا حسن صوتك عالي كده ليه


كانت نبرة خالد غاضبة قالها وهو يتجه نحوهم عندما سمع صوت حسن الغاضب مع إيناس

أمسك حسن برأسه وتابع : دلوقتي رقية عايزة تسيب البيت .............. أنا بجد تعبت وزهقت
خالد : عايزة تسيب البيت ليه ؟

تابعت إيناس وهي توجه حديثها لحسن في إصرار : هي أعصابها تعبانه يا بشمهندس والغرض سلامتها وراحتها مش أكثر ده غير إنها حتقعد عندي مش حتسافر مصر .............. هي فعلا أعصابها تعبانة والضغط النفسي بجد المرة دي كان عليها غير طبيعي


إستشعر خالد غضب إيناس الشديد بدورها من جملتها الأخيرة التي خرجت بطيئة حزينة لائمة لحسن الذي كان غاضباً بدوره ............صمت الجميع لوهلة ثم تابع حسن بضيق : خلاص تعمل اللي هي عايزاه ............ بيتها موجود ومش حاسمح لحد يدخله تاني ياريت تفهميها النقطة دي ........... عنئذنكم


تركهم حسن غاضبا ونظر خالد لإيناس بعدها وتابع : ممكن أفهم إيه اللي حصل وكمان واضح إنك عصبية قوي


صمتت إيناس لوهلة ثم تابعت : مدام رقية إتعرضت لضغط نفسي شديد جداً بجد.......... من أول ما إتجوز عليها وهي بتقاوم وكاتمة في نفسها علشان المركب تمشي لكن بجد اللي حصل النهاردة كان فوق طاقتها
خالد : إيه اللي حصل
إيناس : مدام الأستاذ حسن التانية شرفتها بزيارة
خالد بدهشة : إيه !!!! واللي جابها هنا
إيناس : معرفش بس واضح إن كان الغرض الأساسي غضب رقية ونجحت .......... نجحت بجدارة كمان
صمت خالد قليلاً ثم تابع : حسن لازم يرتب أموره بذكاء ويبطل عشوائيته دي
إيناس : مش فاهمة يعني يعمل إيه
أجاب بثقة : يعني يبقى راجل
إيناس : برده مش فاهمة
تابع بنفس نبرته الواثقة : هو دلوقتي متجوز الإتنين وده واقع يا يتعامل معاه وهما يتقبلوا ده بوضوح يا يسيب واحدة منهم وساعتها أكيد حتكون مش رقية
إيناس : ما هو أكيد مش عايز يطلقها علشان إبنه
خالد : عموما لما يهدى أنا حاتكلم معاه وأشوفه بيفكر إزاي وإنتي كويس إنك حتاخدي بالك من رقية ............مش قلتلك إتنين حوامل ربنا يعينك
قال جملته بإبتسامة في محاولة لتخفيف حدة الأجواء
تابعت بإبتسامة بدورها : انا النهاردة كنت خايفة على رقية قوي
خالد ضاحكاً : لا ما هو واضح
إيناس : مش فاهمة
خالد : أنا إنتبهت وأنا معدي لصوت حسن العالي بصراحه كنت فاكره بيزعقلك وكنت جاي أشوطه علشانك

إرتبكت من جملته ونظرته الماكرة نحوها وتابعت : لا يا بشمهندس الموضوع ميستهلش
خالد : برده إنت إتعصبتي عليه ............ واضح إنك بتحبي رقية قوي ............. أنا حسيت كده من يوم ما بلغتيني خبر حملها
إيناس : هي شخصية جميلة صعب حد يعرفها وميحبهاش
نظر نحوها بعمق وتابع : عندك حق في شخصيات بتجذبك ليها من غير ما تحسي وكل ما تقربي منها أكثر تنبهري أكثر وتحبيها أكثر

كالعادة إرتبكت من عبارته عندما أدركت مغزاها ............ هربت مسرعة متحججة بمساعدة رقية وظل هو يراقب خطواتها المسرعة للإبتعاد عنه ...........


***********************

المرأة ............ هذا الكائن الرقيق ............ المندفع .............الصارخ .......... المتغير ...........

عندما تحب فإن تلك العاطفة المتأججة تجتاحها دون حساب تتوغل داخلها بخبث ............ فتتبدل لشخص آخر ........... يخفق قلبها سريعاً رغماً عنها عند رؤية معشوقها ........... بل قد تتصاعد الدماء لوجهها فترسل برقيات معبقة برائحة عشقها نحوه دون إرادة .......................

يرى نيتشه أن المرأة تحب دون شروط .............تمنح نفسها جسداً وروحاً من أجله ............. تعشق إمتلاكه له أما هو فعشقه لها هو هذا الإمتلاك ..........فالرجل بطبعه يعشق إمتلاك المرأة ويرفض أن يكون مِلكاً لها

إذن
هي المملوكة لمعشوقها ............ إذا فقدته تغدو حائرة من دونه ............ تغوص دون وعي داخل ذكراه وليس من السهل عليها أن تسلم نفسها لمالك آخر ............. بعكس الرجل الذي يعلن إمتلاكه بفخر لأكثر من إمرأة !!!!
بل يتسع قلبه لأربع حجرات .



نظرت إيناس لها بحنان بعد أن إستغرقت في النوم أخيراً ................... ليلة طويلة من الأرق مرت بها كلتاهما ............ وفي النهاية إرتاحت رقية وكفيها يربتان بحنان على بطنها الصغير وإستغرقت في النوم .............


لم تنل إيناس سوى قسطاً بسيطاً من الراحة ............... كانت تراقب قرص الشمس القادم من الشرق يعلن عن الصباح بقوة وتستمتع بقهوتها المحلاة ............ طعم السكر طغا على نكهتها المرة ......... إبتسمت بشفاة مرتجفة ...........فهي تتبع خلطة رقية السحرية ......... عادات الحبيب التي تعيده ولو بصورة مؤقته لعالمها فتُحلي مذاقه المر .................. ولكن ليس هذا السبب الوحيد فهي تسعى لإستدعاء ذكرى شريف التي غدت تهرب منها في الآونة الأخيرة ............ رغماً عنها تهرب منها وتنشغل بالحياة أم ربما بالأحياء .



لا يعلم ماذا أصابه فهو يراقبها ربما منذ أكثر من عشر دقائق .............ترتشف قهوتها بتلذذ ............ تبتسم مغمضة العينين بل تهمس ..........شفتاها تتحرك .............تقذف أسرارها في الهواء الذي إخترق خصلاتها الهادئة ربما ليستمتع بدوره بعبق البندق خاصتها .

كيف تغيب هكذا عن العالم في لحظات ............ تغوص داخل عزلتها بهدوء ............. تستدعي ذكراها فتنقبض وتنبسط ملامحها وكأن أحلام يقظتها عالم حقيقي يضاهي عالمها الحالي ............ ود لو إستمر حلمها للأبد فمراقبتها تكاد تكون هواية لا يمل منها ولا يكل ............ بل لا ..............أليس من الأفضل أن تخرج من أحلامها الواهية وتكون بجانبه الآن ............ أليست الحياة أفضل من تلك الذكرى الأبدية التي تصر على إستدعاءها كلما إقترب منها ................


خرجت من غفوتها وتنهدت بعمق ثم نظرت بإبتسامة لقهوتها ............ إستدارت ............رأته........... كان يقف بموازاتها بحديقته ............. لم يتحدث ............بل لم تتبدل ملامحه ولا نظرته التي كانت تخترقها بإصرار ............ لا تدري ماذا أصابها ......... لم تهرب ......... ظلت تقرأ عيناه ........... هو مختلف ............. يبدو كمجروح ............. ضائع .............خائف ........... يتخفى بمهارة خلف دثار القوة ............ إستدركت نفسها بعد وهلة ........... وإنقطع لقاء البصر بهروبها السريع ............ هروب عشوائي ترك خلفه قهوتها المسكوبة ............... خطواته الواثقة إمتدت لحديقتها ........... نظر لشرفتها بإبتسامة ............... وعاد لمنزله مرة أخرى ولكن ليس خالي الوفاض بل بيده كوب القهوة خاصتها الذي رغب بشدة في الإحتفاظ به .


***********************


المرأة ............ هذا الكائن الرقيق ............ المندفع .............الصارخ .......... المتغير ...........الغاضب

غضب المرأة قد يكون بركان ثائر وقد يكون ثعبان قاتل ..............دهائها أسقط سلاطين وغير ممالك ............ واه من الدهاء إذا إمتزج بالغضب ............ عندها ستواجه أخطر أنواع السموم .


يطلقون عليها الأرملة السوداء ............... يقال أنها تتخلص من الذكر مباشرة بعد التزاوج وقد تتركه بعد فقص البيض ليتغذى عليه الصغار ............... هذا العنكبوت هو أكثر الأنواع سمية على وجه الأرض ............. وهو أنثى !!!!!!


 

منذ هرب كريم وعقلها دائم التفكير ................ تتوقع زيارته بين ليلة وضحاها ثم أصبحت تنتظرها ............. وتأخر كريم ولكن كان هناك حمزة .............عادة علاقة المُلهم والفنان من جديد .............. لم يكن حمزة يعلم أن إلهامه من نوع آخر ........... إلهام يصب في نهر الغضب ولا شئ غير ذلك


نظر حمزة بإعجاب للوحات أمامه وقال بمرح : بجد أنا طلعت مفيد ............. إنتي رسمتي حاجات كتير حلوة قوي

إبتسمت كارمن وإقتربت منه بمكر متعمدة إظهار عطرها النفاذ وتابعت : بجد كلهم عجبوك
حمزة : بصي لوحة زهور التيوليب مالهاش حل وكمان المجموعة دي حلوة مع ألوان وأنواع متناسقة مش بس في الشكل في المعنى كمان
كارمن : أشكر أستاذي العزيز
إبتسم وتابع : اللوحة دي بقه مالهاش حل ........... تابع بخبث ........... دي أكيد إسمها كارمن


كانت اللوحة لإمرأة صهباء ............. خصلاتها الحمراة منسدلة على ظهرها ......... اللوحة هي ظهر المرأة وليس وجهها ............ كلتا ذراعيه مرفوعين وقد تناثرت من خلال ثنايا أناملها أوراق ورود حمراء
تابع حمزة : بس أنا مش واصلني معناها بالضبط
كارمن : طيب قولي فهمت إيه
حمزة : الورد الأحمر رمز الحب ............ هل معنى ده إنك إتخلصتي من الحب
إبتسمت بمكر : حب قديم
حمزة : هو ........صح ( يقصد خالد )
كارمن : أيوة
حمزة : متأكده
كارمن : جداً ........ مش حضحك عليك كان عندي أمل لغاية فترة قريبة بس خلاص ...........أنا يا حمزة تعبت أصعب شئ إنك تفكر في حد مش حاسس بيك ولا حتى حاسس إنه ظلمك .......... بس على فكرة أنا خلاص مش زعلانة منه
حمزة : معقول ؟؟؟
كارمن : تعال حوريك لوحة بس لسه مخلصتهاش


كانت لوحة غريبة ............. قبضة قاسية غاضية لرجل وأزهار مفتته داخلها ........بفعلها تناثرت بقاياها الحمراء والبيضاء والأرجوانية بعشوائية في أركان اللوحة .......... نظر حمزة نحوها متسائلاً ............. تابعت بثقة : ده خالد
حمزة : قصدك إيه باللوحة دي
كارمن : خالد ما أذانيش لوحدي يا حمزة ........... خالد بيإذي كل ست بيقابلها في سكته ........... أذى مراته اللي قبلي وأذاني وأذى غيري ........... إحنا مجرد ورود كان ليها لون وشكل حلو قبل ما يدمرها بعقده
صمت حمزة قليلاً وشعر بالشفقة من أجلها ............ كانت عبراتها حقيقية ............نبرتها بائسة ...........
تابعت دون تردد : خالد على فكرة مايقدرش يعيش من غير ست في حياته يإذيها ويدمرها ......... هو مش بيفكر فيا ولا حاسس باللي عمله معايا وعايش تجربة جديدة .......... ضحية جديدة
حمزة مندهشاً : بس على فكرة بشمهندس خالد معتقدش في حياته حد دلوقتي
كارمن : حمزة أنا أعرف خالد كويس وأعرف القيود والحواجز اللي بيحطها بينه وبين الموظفين عنده ............ طبيعي عمرك ما حتعرف حاجة عن حياته الشخصية ................عنده حدود عمرك ما حتعديها ...........معلش أصل دي عقده قديمة شوية .........
حمزة : طيب وإنتي عرفتي منين إن في حياته حد
كارمن : جايز لإني اكثر واحدة فاهماه وكمان لإني شفتهم مع بعض وهو أكد ده بكل برود
حمزة متسائلاً بفضول : شوفتيهم مع بعض
كارمن : اه وفي المزرعة كمان
حمزة بتردد : في المزرعة ؟ مين دي !!!
أجابت بثقة وبالزُرقة الثائرة بعيناها وبنبرة هادئة قاتلة : الدكتورة الجديدة ................ إيناس .

نعم هي المرأة ............ هذا الكائن الرقيق ............ المندفع .............الصارخ .......... المتغير ...........العاشق .......... الغاضب ......... الحائر
المرأة
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والعشرون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الثلاثون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
إيناس ............... الكلمة إخترقت أذناه كشهاب صارخ............... إيناس ................ الرقيقة التي خطفت قلبه دون رَوِيّة ............... هي ............ هي تبدو كوردة ندية تحتفظ بإبتسامتها من أجل حبيبها الراحل ................ إيناس وخالد ............. كيف ومتى !!!!!


 

نظر نحوها وقد إتسعت حدقة عيناه وتمكن منها بريق غاضب : إنتي بتقولي إيه
كارمن بخبث : يا خبر ............. أنا آسفه يا حمزة سامحني كنت وعدتك مش حنتكلم عن خالد تاني والطاقة السلبية بسبب سيرته ............. خلاص إعتبرني ما قولتش حاجة

إستدارت وتوجهت ببصرها عنه ثم إبتسمت بمكر ..............

ظلت ملامحه غاضبة كما هي ..............تابع وكأنها لم تقل شيئاً : بتقولي شوفتيهم .............. شوفتيهم فين يعني

تابعت دون أن تنظر نحوه : بليز يا حمزة أنا مش عايزة أتكلم في الموضوع تاني
إقترب منها ووقف في مواجهتها وتابع : ردي عليا يا كارمن ووضحي كلامك
كارمن : كلام إيه
حمزة : كلامك عن إيناس وخالد
تصنعت البلاهة وتابعت : وإنت ليه مهتم كده
حمزة : كلامك خطر يا كارمن .............. يعني إيه شفتيهم مع بعض
كارمن : هو أنا قلتلك مثلا إني شفتهم في وضع كده ولا كده ............ أنا قصدي شفتهم في العربية وكان في بينهم نظرات وكده يعني
حمزة وقد بدأ يفقد أعصابه : يعني إيه كده يعني
كارمن : بص يا حمزة أنا اللي فاكراه إنه قالي إنها عاجباه وخالد لما بتعجبه واحدة مش حيبقى حب تلامذة
حمزة : يعني إيه ............. يعني عايز يتجوزها ؟
كارمن : والله يتجوزها أو لأ ده شئ يخصهم بقه
شد قبضته بغضب حتى بدت بيضاء ثم تابع : خدي بالك من كلامك يا كارمن ............. حتى لو بتكرهي خالد متدخليش إيناس في الموضوع لإنها إنسانة محترمة وميصحش كده
كارمن : حمزة أنا معرفهاش ومعنديش مشكلة معاها ............. ممكن تكون فعلا محترمة لكن خالد برده خبيث مش سهل ............ خليك واثق من ده ............


نظر نحوها بضيق وظل صامتاً .............ماذا هناك يا كارمن مجرد كيدٌ بخالد من جديد ولكن لماذا إيناس !!! لماذا ؟؟؟


**********************


جلس حسن أمام رقية وظل ينظر نحوها بعين ثاقبة .............. تفحص المكان من حوله دون مبالاة ثم تابع بصوت أجش : هي إيناس سافرت
رقية : اه ........... مشيت الصبح
حسن : طيب مش نرجع بيتنا إحنا كمان بقه.............. أظن يا رقية كفاية قوي كده فات حوالي شهرين

تنهدت رقية بضيق ولم تجبه .............. كانت تمسك بإبرة التريكو تحيك قميصاً لصغيرها .............. كان إنتبهها مرتكزاً فقط مع كرة الصوف الصغيرة التي تبدلت بفعل عزف أناملها المنتظم لهذا الشئ الرائع .............
نظرت نحو حسن وقالت في سعادة : قربت أخلصه ............ إحنا صحيح في الصيف دلوقتي لكن ده حينفعه في برد الشتا
إبتسم حسن : حينفعه !! ............ هي مش الدكتورة لما كنت معاكي آخر مرة قالتلك الباشا إنه بظهره ومش عارفة تشوف
رقية : عرفت تشوف آخر مرة لما كانت إيناس معايا
تابع حسن بفرحة : خالد ؟
رقية : أيوه
حسن : طيب يا أم خالد مش تروحي مع أبو خالد علشان خالد ينام في وسط أمه وأبوه
إبتسمت بسخرية وتابعت : طيب ومحمود

تغيرت ملامح حسن في لحظة ........... قطب جبينه وتابع : قصدك إيه
تابعت بهدوء غريب : محمود وأم محمود حيكون وضعهم إيه
نظر لها بدهشة وتابع : وضعهم ده مش بتاعك ............ مالكيش علاقة بيه يا رقية وبالنسبة لسهام قلتلك خلاص مش حتشوفيها تاني ........... عايزاني أعمل إيه أكثر من كده ............ حرام بقه الضغط ده أعمل إيه بجد علشان أرضيكي
إبتسمت بآسى وتابعت : فعلا إنت جيت على نفسك كتير قوي يا بشمهندس ................
حسن : دي سخرية
رقية : لأ دي حقيقة يا حسن .............. هو ده حسن إبني المدلل ............ أنا علشان مخلفتش خليتك إبني وكنت إبني الوحيد فدلعتك قوي ............ طلبك بيتنفذ قبل ما تفكر فيه ............. راحتك طول عمرها قبل راحتي .......... عارف يا حسن إنت ليه مش مرتاح مع سهام ............. علشان هي بتفكر في سهام مش في حسن
حسن : لا يا رقية عارفة ليه ............علشان هي مش الأساس ............ولا عمري حبيتها ولا عمرها حتوازي مكانتك عندي
رقية : بس هي مراتك زيها زيي يا حسن .............. دي الحقيقة اللي بكدبها من ساعة ماتجوزتها ............ ولما إتجسدت قدامي لقيتني مش قادرة ...........مش قادرة أستحمل بجد
حسن : رقية .............. إنتي عايزاني أطلقها
نظرت له ساخرة وتابعت : لا يا حسن ............. إنت اللي عايز تطلقها وتريح دماغك من الوش ............ بس عايزني أنا اللي آخد القرار
حسن : بس هي فعلا طلبت الطلاق ........... خيرتني بين إنها تعيش معايا زيها زيك أو تطلق
رقية : وإنت قلتلها خليها بعد ولادة رقية ............
حسن ساخراً : إنتي كنتي معانا بقه
رقية : لا ............هو مش حينفع إحنا الثلاثة نكون مع بعض خالص يا حسن
حسن : يعني إيه
رقية : مش قادرة أكون زوجة أولى يا حسن .............. الدور ده مش بتاعي مش عارفة أمثله كويس ........... لكن هي معندهاش مشكلة فيه وموافقة
حسن : يعني إيه

حاولت بقدر الإمكان أن تبدو قوية ............ أن تمنع العبرات ولكن دون جدوى ........... تابعت بصوت يجاهد ليصطنع الثبات : يعني طلقني
صمت لوهلة ........... بادت ملامحه باردة ساخرة تابع : رقية ............ أنا طلقت سهام إمبارح .


*****************************


كانت ثريا تتابع إيناس بسعادة وهي تجلس بجانب أخيها الأصغر في محاولة لمواكبة العصر الإلكتروني من خلال لعبة البلاي ستيشن خاصته ويبدو أنها فشلت بشكل ذريع .............. تعالت ضحكاتهم في المكان .............. إبتسمت ثريا وعندها أيقنت كم إقتقدت ضحكة وردتها الصغيرة ........... نبهت عبد الرحمن الذي كان منشغلاً بجريدته وقالت : شايف إيناس رجعت نورت تاني إزاي يا عبده
عبد الرحمن : الحمد لله يا ثريا ........... مرحلة وعدت
ثريا : نفسي بقه تكمل على خير
عبد الرحمن : قصدك إيه
ثريا : ترجع هنا في وسطينا وتسيب شغلها البعيد ده
عبد الرحمن : بس برده شغلها ده هو سبب تحسنها المكان هناك فرق والشغل والبعد عن الروتين .............. دكتور علي كان كلامه صح
ثريا : بس مش حتفضل هناك طول العمر ............ دي شابة صغيرة وأرملة يا عبد الرحمن كده كفاية قوي................. وكمان في سبب تاني
نظر لها عبد الرحمن بتفحص : سبب إيه
ثريا : فاكر دكتور سامح
عبد الرحمن : مين ده ؟
ثريا : إبن رجاء صاحبتي كان شافها زمان وعجبته بس وقتها كانت مخطوبة لشريف الله يرحمه
عبد الرحمن : وبعدين
ثريا : جدد طلبه دلوقتي وأنا شايفه إنه مناسب جدا بصراحه
عبد الرحمن : برده مستعجلة يا ثريا
ثريا : أنا مستخسراه ............... ده شاب كويس
صمت عبد الرحمن قليلاً ثم تابع : أنا نفسي أطمن عليها زيك بس مش وقته يا رقية ............... مش معنى إنها بتضحك وبتمارس حياتها بشكل طبيعي إنها حتتجوز تاني وبسرعة كده ........... شريف جوا إيناس يا رقية مانسيتهوش
رقية : ومش حتنساه طول ماهي وحيدة كده يا عبد الرحمن لكن جوزها هو اللي حيقدر ينسيها
عبد الرحمن : المهم إنها تقبل أصلاً بلفظ زوج على حد غير شريف ............ ثريا أنا بحذرك إذا فتحتي معاها الموضوع حتعاند أكثر أنا عارف بنتي
رقية : طيب وبعدين حتفضل كده لغاية إمتى
عبد الرحمن : مش عارف ........... بس الراجل اللي ممكن يحل مكان شريف عند إيناس مستحيل حيجي بالطريقة دي ........... صعب
رقية : إنت بتعقدها ليه مش جايز إذا شافته ترتاحله والله الولد كويس جدا ومحترم قوي
عبد الرحمن : أيوه يا ثريا بس ........
ثريا : من غير بس أنا حاجس نبضها بس من بعيد لبعيد ............ متخافش
عبد الرحمن : طيب أجلي شهر ولا اتنين مش دلوقتي
ثريا عن غير إقتناع : حاضر يا أخويا
عبد الرحمن : انا حاقوم اريح شوية صحيني كمان ساعة

إبتسمت ثريا لزوجها ثم قالت محدثة نفسها بعد رحيله : شهرين إيه يا عبد الرحمن وهو العريس حيستنانا شهرين ............ خير البر عاجله ..........ربنا يهديكي يا إيناس .


*********************


نظر مصطفى لإيناس بيأس وتابع : أنا خلاص حاتشل
إيناس وهي مازالت تحرك المقبض بيدها بتركيز : ليه بس
مصطفى : يا أمي إنتي بتلعبي بميسي ......... عارفة ميسي
إيناس : مين ميسي
مصطفى : ده واحد لو شاف اللي إنتي عاملاه فيه ده ممكن يجيله كساح بعيد عنك ............... ده إنتي خلتيه جاب جون في نفسه
إيناس : خد يا مصطفى البتاع الهايف بتاعك .........ده تضييع غير طبيعي للوقت
مصطفى : ده علشان غلبتك 15

– صفر
إيناس : قوم يا مصطفى
مصطفى : لا إنتي قومي وإعمليلي نسكافيه
إيناس : تصدق أنا كمان عايزة أشرب نسكافيه
مصطفى : يبقى إتنين نسكافيه وهاتي أي حاجة حلوة من المطبخ

إبتسمت إيناس لأخيها الصغير ودخلت إلى المطبخ لإعداد النسكافيه .............. عندها لحقت بها أمها فقالت لها إيناس على الفور : ماما ............. أعملك نسكافيه
ثريا : لا يا حبيبتي ..............صمتت ثريا قليلاً ثم تابعت بعد أن واتتها فكرة : إيناس بلاش قهوة كتير غلط يا حبيبتي
إيناس : دي ممكن مرة بس أو إتنين في اليوم
ثريا : برده كتير ............ إنتي عارفة طنط رجاء صاحبتي ............ الدكتور قالها غلط قوي وبتعلي الضغط
إيناس : مش فاكراها ............بس تلاقيها هي عندها الضغط
ثريا : اه من حوالي سنتين جالها ............ إبنها بقه دكتور ومتابعها علطول ........فاكراه
إيناس : ماما أنا مش فاكراها أكيد مش حافتكر إبنها
ثريا : من سنتين يا إيناس كنا حضرنا فرح بنتها وهو جه سلم علينا ........... مش فاكرة يا إيناس ده كان عايز يخطبك بس وقتها كنتي مخطوبة لشريف
بدا عليها الضيق وتابعت وهي تعد قهوتها : ااااه ...........إفتكرت
قالت ثريا بعدها بتردد : هو بيجدد طلبه على فكرة
إيناس : يعني إيه
ثريا : هو عايز يتقدملك
تركت إيناس ما بيدها وظلت قاطبة جبينها لوهلة ثم تابعت : وإيه اللي جد مش إتقدم قبل كده وقلته مخطوبة ..........وإتجوزت على فكرة
ثريا بدهشة : أيوة يا إيناس بس ...........
إيناس : بس شريف مات صح ........كملي
ثريا : وهي مش دي الحقيقة يا إيناس
أمسكت قهوة النسكافيه بيد مرتعشة وناولتها لأمها ثم تابعت : إدي شريف النسكافيه ده ...........قصدي مصطفى ............ أنا مش حاشرب .......أنا عايزة أنام
تركت إيناس أمها وتوجهت لغرفتها ولم تخرج منها حتى حان موعد نومهم ...............



***********************


عندما نخلد للنوم يتجسد خيالانا كصور مرئية تمر أمام أعيننا ............نتأرجح بين الأمنيات والأوهام ........... يُقال أنها الأحلام ........... في لحظتها تبدو حقيقية .......... رغبات لا شعورية تتجسد كالواقع أمامنا ................نبتسم ونضحك ونصرخ ونخاف ......... قد ننسى وقد نتذكر ولكن من المؤكد أننا سنظل نحلم
حتى ولو رغماً عنا .


لا تدري متى خلدت للنوم بل ربما متى إنتقلت من أحلام يقظتها لأحلام نومها ................ شريف ..........حلم يقظتها الدائم .............. كانت تضحك كلما تذكرت بسمته وتبكي كلما أيقنت فقدانه .......... نامت وهي لا توقن أباكية أم باسمة .......... كان المكان مظلماً ........ ولكن شعرت به .............. لم تصدق أنه بجانبها ............إبتسم لها لائماً ........... تعلمين أنني أفضل الجانب الآخر من الفراش ............. كانت تنظر نحوه بذهول ...........بسعادة ............. شريف هل حقاً عدت ........... من أجلي .............. لا تصدق وكيف تصدق ........... يدها المترجفة تحركت بإتجاهه لم تصدق نفسها عندما أمسك بيدها وقبل باطن كفها كما إعتاد !!!!

شريف ............. قالتها بصوت مبحوح ...........إنت رجعت ............شريف..........
إبتسم لها .......... لم يتحدث ولكنه ملس على خصلاتها بحنان .............
تابعت وهي تجاهد لإخراج صوتها : وحشتني قوي ............ أنا آسفة ...........آسفة

ظل ينظر نحوها بحنان ولكنه نهض وترك الفراش نهضت بدورها ......... تحركت خلفه : رايح فين ........... متسيبنيش ............شريف
إختفى فجأة كما ظهر فجأة كانت وحيدة بظلام حالك : شريف .............شريف

كانت تشعر بالخوف .......... دقات قلبها تتقافز بجنون ........ فجأة شعرت بقبضته على أحد كتفيها ......... تنهدت براحة وإستدارت له : شريف ............

ولكن فجأة توقف كل شئ وكأن قلبها توقف بدوره ........... لم يكن شريف ..........كان خالد .


شهقت بفزع ........... نظرت حولها فوجدت الغرفة مظلمة ............... نور خافت من النافذة كسر حدة الظلام ............ نظرت للساعة كانت الثالثة صباحاً ............. وضعت يدها على صدرها في محاولة لتنظيم أنفاسها المضطربة ............. ولكن دون جدوى فقد تذكرت حلمها بوضوح .............


***************************


كان خالد يقف مع بعض الساسة عندما لمح دخولها السريع للإسطبل ............. كانت ترتدي نظارة سوداء على غير العادة وشعرها معقوص إلى الوراء .......... ماذا بها ...........تبدو حزينة ............ أين أختفى شعاع العسل ..........تابع عمله بنصف عقل ثم دخل يبحث عنها .............. كانت بجانب سهيله ....................... إقترب منها وقال لها بصوت هادئ : صباح الخير
إيناس : صباح النور
كانت إجابتها مقتضبة ............. لم تنظر نحوه تابع بإصرار : إزيك عاملة إيه
إيناس : الحمد لله
خالد : شكلك متضايق ......... في حاجة
إيناس : لا
خالد : لأ في ........شكلك مش تمام ........... إيه اللي حصل
إيناس بجدية : حيكون إيه اللي حصل يا بشمهندس ........... مفيش حاجة ........
إقترب منها أكثر وهو يتابع : إنتي متأكده

تراجعت للوراء بغضب ............رمقته بنظرة نارية وكأن لهيب من النار قد نشب داخل عيناها ...........تابعت بنبرة حادة : حضرتك ليك إن الشغل تمام ........ لا أكثر ولا أقل ........... عنئذنك
تركته مسرعة وظل هو بمكانه غاضباً ...........حائراً
أم ربما راضياً


************************


عندما عادت للعيادة شعرت أن الصداع قد تمكن منها حتى النخاع ............. أخذت بعض المسكنات دون جدوى ............كانت ليلتها السابقة سيئة بمعنى الكلمة خاصة فيما يختص بالأحلام .............إقتحامه لعقلها الباطن أربكها ........... شتتها وما أغضبها أكثر قلبها الأحمق الذي تقافزت دقاته لمجرد إقترابه منها هذا الصباح ...........أتلوم أمها لأنها جاءت برجل تود إدخاله لعالمها من جديد ..............أم تلوم نفسها لأنها فعلت ذلك بالفعل ودون وعي ............. زفرت بغضب ............ كان نظرها مشوشاً ............ لمحت خيال أحدهم بجانب الباب ............. دقات قلبها عادت للقفز ............ شعرت بالغضب ...........ثورة جامحة من الضيق إنتابتها ............ ثورة لم تهدأ على الرغم من أن القادم كان آخر ...........إستقبلته بإقتضاب : أهلاً يا بشمهندس حمزة .


على غير عادته بدا واجماً ولكنها لم تلحظ كما لم تلحظ أيضاً بسمته الغائبة ولا نبرته القلقة.............. كانت بعالم آخر وكأن بقايا حلم الأمس تتجسد في واقعها لتمقت نفسها وتمقت أي رجل يحاول الإقتراب منها ............... كان صوته جاداً على غير العادة : إزيك يا دكتورة
إيناس : تمام الحمد الله
حمزة : وأخبار الشغل إيه مبسوطة
ردت بضيق : أيوه
صمت قليلاً ثم تابع : على فكرة دكتور إبراهيم حيسيب الشغل وقلت أقولك لو حابة تروحي مكانه يعني
ردت بدهشة : دكتور إبراهيم مين ؟
حمزة : الطبيب البيطري اللي مسؤول عن مزرعة المواشي
إيناس : اااااااااااه ............. بس هو التنقلات دي بمزاجي لوحدي يعني
تابع بتحفز : قصدك إن خالد ممكن يرفض
إيناس : معرفش ........... أنا خبرتي هنا دلوقتي يعني التنقل ده ملوش معنى
إبتسم بإدعاء : صح عندك حق وبعدين حد يسيب الخيل ويشتغل مع المواشي مش منطقي
إيناس : عموماً متشكرة لإقتراحك
حمزة : أنا بس علشان عارف إن المكان هنا هادي بزيادة يعني هناك إحنا مجتمع أوسع
إيناس : اه خدت بالي ............ بس أنا بحب الهدوء
حمزة : واضح ........ طيب أستئذن أنا

شعرت أنه تتعامل معه بسخافة دون داعي إبتسمت بلطف وهي تودعه ............ إبتسامة شجعته على العودة مرة أخري بعد أن تخطى الباب .......... نظرت له بدهشة : في حاجة يا بشمهندس

نظر نحوها بتردد ثم تابع بجدية : إيناس ............. أنا بحب أكون دوغري وواضح .............ما بعرفش أخبي دي مشكلة عندي
تابعت بقلق : خير ............. في إيه
حمزة : إيناس أنا معجب بيكي وعايز أتقدملك

ظلت جامدة في مكانها تحدق في الفراغ وجملته تخترق مسامعها ............. تتجوزيني
إلي هنا ينتهي الفصل الثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الحادى و الثلاثون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - ( الفصل الحادى و الثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
هل الرجل كائن أناني بطبعه ...............يهتم فقط برغباته دون مراعاة لمشاعر الآخرين خاصة الأنثى .............. أما أن المرأة ذاتها مجرد رغبة للرجل قد تكون دائمة أوقد تكون عابرة ولهذا قيل أن الحب هو تاريخ المرأة وليس إلا حادثاً عابراً في حياة الرجل .............. ربما ولكن من المؤكد أن عقل الرجل هو من يتحكم بقلبه بعكس المرأة التي يعتبر قلبها هو محركها الأساسي


ولكن تبعاً للمقولة التي تقول أن التعميم النمطي حيلة يتبعها العقل البشري ليميز العالم من حوله وأنه يتجاهل الفروق الفردية بين البشر فالرجال أنواع والنساء أيضاً

فروميو ليس كعطيل وهاملت ليس بأوديب ........... ولن تُخضع كل دليلة شمشون ...........

خالد ليس كحمزة وبالتأكيد حسن يختلف عن كلاهما ولكن مهلاً هم في النهاية رجال و من نفس الكوكب ...........


و كل رجل يعلم أن مفتاح معشوقته هي كلمة واحدة ........... الحب

ولهذا توجه إليها وعبارة نيتشه تتردد بعقله ........... المرأة لغز مفتاحه كلمة واحدة وهي الحب ........... نعم ربما يكون نيتشه على حق هكذا حدث نفسه ولكن الكلمة ستفقد بريقها وسيتحطم المفتاح وتتبعثر أجزاءه إذ لم يكن هو الشخص المطلوب بل ربما تصبح الكلمة سكين جارح وليس مجرد مفتاح إذا كان هناك آخر



ظلت صامتة لدقائق بدت له ساعات

بعيناها عبرات مكتومة وبوجهها غضب صامت ............ قرر أن يقطع الصمت ....... قال دون روية : إيناس أنا حاسيبك تفكري براحتك
إنتبهت له أخيراً ........ فجأة بدأت في لملمة أشيائها وجمع بعض الأوراق الغير ذات أهمية ثم قالت بصوت مرتجف : أنا لازم أمشي ........ورايا شغل .......... عنئذنك
إستوقفها وتابع : براحتك وأنا منتظر الرد
صمتت لوهلة ثم نظرت نحوه بثقة : مفيش داعي للإنتظار يا بشمهندس
حمزة : بمعنى ؟
إيناس : أنا آسفة أنا مش بفكر في الموضوع ده
بدا عليه الضيق لوهلة وتابع : ده رفض لشخصي ؟
نظرت نحوه بضيق ثم تابعت : عايز تعرف سبب الرفض
حمزة بتحدي : يا ريت
إيناس : علشان أنا مرتبطة يا بشمهندس
بدت صدمة قوية على ملامحه حتى أنه شعر أنه يستطيع تحسس إحمرار وجهه ............. تابع بدهشة ممزوجة بالغضب : مرتبطة !!!!
هي بإصرار : أيوة مرتبطة .......... هو حضرتك مش واخد بالك ولا إيه
قالتها وهي ترفع يدها اليسرى في الهواء مشيرة للحلقة الذهبية بإصبعها ........
نظر نحوها بصدمة ثم تابع : أيوة بس ............
قاطعته بحده : بس شريف مات صح .............والله أنا عارفة إنه مات مش محتاجة حضرتك تفكرني ولا ماما تفكرني لإني بفكر نفسي بده بفكر نفسي كويس قوي على فكرة

كانت جملتها الأخيرة حزينة ............. باكية ............شعر بالشفقة نحوها وشعر بالغضب من كارمن وإفتراءتها التي كانت السبب فيما يحدث اللآن ........... إيناس مجرد زهرة بيضاء نقية ........... بل لا............ إيناس هي فيوليت برقتها وخجلها ............. عيناها الحزينة ............نبرتها المرتجفة ...............طلتها الهادئة ............نعم كانت إيناس هي فيوليت ولكن لم يكن هو ملك الثلج .


قبل أن يتابع وجدها تتحرك مسرعة إتجاه الباب ............ قالت دون أن تنظر نحوه : عنئذنك ورايا شغل

وهكذا رحلت مسرعة وتركته وحيداً .............. إبتسم بسخرية ............ على الرغم من رفضها الجارح .......ما زالت بقلبه ............ بل ربما تمكنت منه أكثر .


******************


خرج حمزة من العيادة بعدها بدقائق ليجد خالد في مواجهته .............. كان خالد قد ترجل لتوه من سيارته عندما لاحظ خروج حمزة من العيادة إقترب منه بدهشة وهو ينظر نحوه بإرتياب قائلاً : بشمهندس حمزة ........... كنت عايز حاجة ؟
ظل حمزة ينظر نحوه لوهلة ............... كان يبدو عليه الغضب ........الغيظ ............. يبدو أن كارمن لم تخطئ في الجزء الخاص بخالد ............ بدت ملامح الضيق على حمزة بدوره ثم تابع بإبتسامة صفراء : لا أبداً يا بشمهندس
تابع خالد بنبرة تهكمية : يعني بتدخل المكاتب والعيادات كده تسلية ولا إيه
أجابه حمزة بنبرة حاده : أنا كنت جاي أسئل الدكتورة إيناس على حاجة
خالد : على إيه
حمزة : إستشارة طبية ............... لصديق
خالد : وهي فين الدكتورة .......... جوه
حمزة : لأ ............. عنئذنك
تخطاه حمزة ولكن خالد قال بنبرة جادة : إستنى
إستدار حمزة ............. كان كلاهما يقف بمواجهة الآخر بتحدي ............ لاحظ خالد ان نظرات الغضب مشتعلة بعيني حمزة الذي لم يحادثه بتلك الطريقة قبل ذلك .............. تابع خالد بإستهزاء : إستشارة طبية مش طبية مش في وقت الشغل ............ وقت الشغل ده ملكي أنا ............ كفاية بقه تضييع وقت لغاية كده وترجع على شغلك
نظر نحوه حمزة بغضب ثم تابع : انا مش بضيع لا وقتي ولا وقت غيري يا بشمهندس ............عنئذنك

تركه حمزة بعد ان رمقه بنظرة حادة وبعدها أغلق خالد العيادة بعد ان تفحصها بغضب ثم إنطلق بسيارته مرة أخرى نحو الإسطبلات عله يجدها هناك ................


 

******************

نظرت إيناس نحو سهيلة بإبتسامة وهي تمرر أناملها الرفيعة بخصلاتها الماسية كما إعتادت ..............إبتسمت بآسى وتابعت : حتوحشيني ............. شكلي كده حامشي بس بعد ما تولدي وأطمن عليكي .............. نظرت نحو غرفة رعد وهربت عبرة من عيناها ............. ماذا أصابها هل حقاً عشقت الجوادان المتضادان ............. سهيلة ورعد ............. سهيلة التي تبدو كماسة بيضاء تشع بريقاٌ أينما تحركت ورعد بئر أسرارها بكبريائه وصهيله القوي ............. لم ترى جواد مثله ولن ترى بل لن تعشق جواد مثلما عشقت رعد .............. تركت سهيلة وتوجهت لرعد الذي إنتبه لقدومها بمجرد أن تحسست أذناه بأناملها ............ حرك رأسه في بهجة .............. أطلق حمحمة هادئة وكأنه إستأنس وجودها ............ إبتسمت ووضعت رأسها على رأسه الكبير وتابعت بهمس : عندي كلام كتييييييييييييييييييييير ............. كتير قوي يا رعد ............
لم تمر دقائق حتى إنتبهت لدخول خالد للإسطبل ..............كان يزعق في أحد الساسة بصوت قوي ............ تركت رعد مسرعة وهمت لتخرج من الأسطبل بدورها فلم تكن تشأ مقابلته ............. إستوقفها بنبرة حادة : إستني يا دكتورة أنا عايزك
توقفت وظلت تنظر نحو الأرض منتظرة حديثه ............. جلس دون إكتراث على أحد أكوام العلف وصرف السائس بإشارة من إصبعه ثم تابع بنبرة جادة : مينفعش أروح العيادة ألاقيها مفتوحة وحضرتك مش موجودة ............ المكان هنا ليه نظام مش طابونه هي
نظرت نحوه بغضب وقبل أن تنطق تذكرت بالفعل أنها تركت حمزة بالعيادة هاربة ............زفرت بضيق وتابعت : أنا كنت راجعه علطول
خالد : ولو حتسيبيها دقيقة ............. تتقفل أنا مش ناقص مصايب كفاية اللي أنا فيه مفهوم
ردت دون أن تنظر نحوه : حاضر .......... عنئذنك
خالد : إستني ............... لسه ما خلصتش كلامي
نظرت نحوه بضيق وظلت صامته تابع بنفس النبرة الغاضبة : عندك حاجة شغلاكي يا دكتورة مخلياكي مش مركزة في الشغل
همت لتجيب ولكنه قاطعها متابعاً : حتقوليلي ده شئ يخصِك لوحدك أقولك جميل ........... أنا مش عايز أعرف بس المهم عندي إن ده ميأثرش على شغلي وكلامي ده مش حكرره تاني ............. إتفضلي


تركته غاضبة ............ ساخرة ..........وها قد عاد خالد بغضبه وزمجرته ............. ثورته .......... بأسه ........... هو رعد آخر ولكنها ليست على إستعداد لترويضه .


***************************


كائن أحادي التفكير ............ دوماً يكون الرجل هو المقصود بتلك العبارة وأحادي التفكير تعني أنه يستخدم شق المخ الأيسر في التفكير وهذا الشق هو المنطق ........ العقل ........... ولا ينتقل الرجل بسهولة للشق الأيمن حيث ترتكز العواطف ويتمحور الخيال بعكس المرأة التي تستخدم كلا الشقين الأيمن والأيسر وتنتقل بينهما بكل سهولة ويسر .............


 

ألقى بقنبلته في وجهها وخرج ............... لم ينتظر رد فعلها .............. لم ينتظر إجابة أم ربما لم يريد .............. زفر بغضب وتذكر مقابلته الفائتة مع سهام التي إنتهت بيمين الطلاق الغاضب الذي قذفه في وجهها ............. أين الخطأ ...........هل أخطأ عندما أخذ قرار زواجه منفرداً دون علم رقية أم أنه أخطأ في الإختيار ولم تكن سهام هي الزوجة التي تصلح أن تكون أماً لإبنه .............. ااااااااااه محمود لقد فكر بالكل سواه مع أنه هو الرغبة الأساسية التي حركته من البداية .............. رغبة فترت ربما عندما جاءته من خلال رقية حبيبة عمره وبطلة روايته منذ خمسة عشر عاماً ................ أرادت رقية التضحية بنفسها لأنها هي من ترفض الزيجة ولكن هو يعلم أنه لا يستطيع التضحية بها .............. بل لا يتصور أن تكون رقية ليست من حقه ........... نعم كان يجب أن تكون سهام بعد أن أصبح الإحتفاظ بكلاهما أمراً مستحيلاً خاصة مع إصرار سهام على المكوث بفيلا مثل رقية !!! بل أنها إستفسرت عن ممتلكاته وبدأت تتحدث عن حق كلاهما الشرعي .........هي وولدها ........... عندها أيقن أنها تكتب دون وعي فصل النهاية ............. لا يراها ضحية ............ الضحية الوحيدة هنا هو محمود ..............
معركته الفاصلة هو محمود .............. أم ربما معركته المستمرة .


**************************


نظرت رقية لإيناس بقلق وبادرتها بمجرد دخولها للمنزل : إيناس ............ مالك شكلك مش تمام ومن إمبارح على فكرة
إبتسمت لها إيناس بمكر وتابعت : إنتي كمان شكلك مش تمام ومن إمبارح برده
إبتسمت رقية ساخرة : بدأت أتعود .............. يلا قولي إيه اللي مضايقك
إيناس : بجد مفيش حاجة مهمة
تابعت رقية وهي تنظر نحوها بتفحص : يعني حمزة ماضيقكيش
نظرت إيناس نحوها بلوم : كنتي عارفة ؟
رقية : لا يا حبيبتي هو اللي لسه متصل وقالي .............. بس انا إديتهومله يا خبر بيحبك وكمان عايز يتجوزك إيه قلة الأدب دي
إيناس بدهشة : إنتي بتهظري يا رقية
رقية : لا أنا بتريأ يا روحي وشوفي بقه أنا واحدة حامل وحتسمعي مني غصب عنك و حطلع الهرمونات عليكي
إبتسمت إيناس بآسى وتهاوت على الأريكة وتابعت : حتقولي إيه بس
رقية : حقول إنه عادي إن حمزة يطلبك للجواز وإن غيره يطلبك للجواز .......... لإنك ممكن تتجوزي راجل غير شريف يا إيناس
نظرت نحوها إيناس بتأثر وترقرقت العبرات بعيناها ولكن رقية تابعت بإصرار : فوقي بقه ........... حتفضلي عايشة لوحدك طيب دلوقتي إنتي صغيرة والدنيا فاتحالك دراعتها لكن كمان عشر سنين حتعملي إيه ........... مامتك وباباكي مسيرهم حيخرجوا من حياتك ومن الدنيا كلها ............. إخواتك حتشوفيهم في المناسبات ............. ساعتها حتعملي إيه حتفضلي عايشة مع شبح شريف ............ الوحدة صعبة يا إيناس أنا حاولت أعملها وفشلت مقدرتش
إيناس : رقية أنا مش قادرة أتصور إن واحد ممكن ياخد مكان شريف ............ مش قادرة أتخيل
رقية : إيناس إنتي مش قادرة تتخيلي إن حمزة ممكن ياخد مكان شريف لكن في واحد تاني ...........
أرتبكت إيناس وكادت أن تنطق سريعاً بالنفي ولكن رقية تابعت على الفور : جايز لسه متعرفيهوش لكن وقت ما تعرفيه إوعي تسيبيه .............. في واحد قدرك إنك تعجزي معاه ويشوف شعرك البندقي ده وهو بيبيض.......... متخافيش يا إيناس لما مشاعرك تتحرك إوعي تخافي ............. أنا عارفة كلامي مش عاجبك دلوقتي بس هي دي الحقيقة ............ مشاعرك وارد تتحرك وغصب عنك مش بمزاجك ومش عيب ولا حرام يا إيناس ............ مش خطيئة ............ الشرع والدين بيقول كده .............. فاهمة
ظلت إيناس واجمة ............ لم تجب بادرتها رقية بقرصة خفيفة في ذراعها نظرت لها إيناس بدهشة وإبتسامة : إيه ده كمان
رقية : ده علشان زعلتي زوما ........... حمزة ده إبني اللي مخلفتوش
إرتبكت إيناس وتابعت : رقية أنا ............
رقية : هو متسرع شوية ........... وواخد الدنيا بصدق زيادة عن اللزوم أنا قلت له مش دلوقتي بس هو ماسمعش الكلام ....... في حاجة أنا مش فاهماها
إيناس : حمزة إنسان محترم وأتمنى ربنا يوفقه في الإنسانة اللي تستاهله
رقية : حلو كلام الأفلام ده ............ هو بيحبك إنتي وعايز يتجوزك إنتي بس إتسرع ............. للأسف إتسرع
شعرت إيناس بالخجل وتابعت سريعاً : سيبك مني .............. داخلة فيا شمال علشان ماسألش
رقية : هو أنا بخبي عنك حاجة يا إيناس
إيناس : في حاجة حصلت وإنتي ما قولتيش باين على وشك
صمتت رقية قليلا ثم تابعت : طلقها
نظرت نحوها إيناس بدهشة : طلقها !!! إمتى
رقية : إمبارح جه وقالي إنه طلقها
إيناس : طلقها علشانك
رقية : حسن زهق ........... حب يريح نفسه بس في نفس الوقت كان عايزني أنا اللي أطلب ده علشان يريح ضميره
إيناس : وبعدين
رقية : الكوميدي إنه لما جه طلبت منه يطلقني أنا .......... مع إني ماكنتش مقررة أنا عايزة إيه ولا حاعيش من غيره إزاي بس كنت مخنوقه ولقيتني بقوله كده فقالي إنه طلقها
إيناس : يعني إنتي مارتحتيش إنه طلقها
رقية : للأسف إرتحت ............ غصب عني مش عارفة هل دي أنانية
إيناس : لا يا رقية دي طبيعة بشرية مفيش ست بتقبل وجود ست غيرها في حياة جوزها خاصة إنها هي اللي دخيلة عليكي
تنهدت رقية بحيرة وتابعت : انا تعبت ........... والله ما بيهَوِن عليا كل ده غير ضربته ليا جوه بطني ........... إحساس جمييييييييل
ربتت رقية على بطنها المنتفخ وعندها شعرت بركلة جنينها وكأنه نوع من التواصل الخاص بينهما .......... إبتسمت إيناس : خليكي أنانية مرة من نفسك .............. فكري بس في الجميل اللي جوه ده ولما يجي بالسلامة يبقى يحلها ألف حلال مش عارفة ليه في إحساس جوايا بيقول إنه لما يجي حتكون في حاجات كتير إتغيرت
رقية : تفتكري أنا حتغير ........... مشاعري حتتغير وغضبي حيقل
إيناس : ده أكيد ............ وبعدين خلاص بقه طلع ولد ومش حينفع طبعا تسموه إيناس
إبتسمت لها رقية وتابعت : حسن فرح قوي لما عرف النوع .......... ياترى حشوف الفرحة في عينه لما يجي ولا حتكون مجرد تكرار ملوش معنى وبيفكره بكل اللخبطة اللي حصلت
إيناس : هشششششششششششششش .............. بصي أنا حقولك حاجة ومتزعليش مني جوزك ده فيه عيوب الدنيا بس بيحبك ........... بيحبك قوي وإنتي بتحبيه
إبتسمت رقية بحزن وظلت تربت بحنان على بطنها المنتفخ ثم أمسكت بيد إيناس لتستشعر ركلات الصغير مثلها تماماً ............ ضحكت إيناس وقالت : شكله حيطلع شقي قوي ............ إيه العنف ده
تابعت رقية : مش حنسميه خالد ............. ربنا يستر
إبتسمت إيناس بحرص عندما ذكرته رقية ............. خالد .


*************************


على الرغم من كل شئ حظت بنوم جيد .......... عميق دون أحلام .............. إستيقظت مبكرة وإرتدت ملابسها بنشاط وتوجهت للعمل ............نعم فقط العمل ولن تفكر بشئ آخر سوى عملها ............. كانت تتجاهل رؤياه .......... تتعمد أن لا تتحدث إليه ............ ومر يوم وإثنان وعشرة وأكثر وإكتشفت أنها لم تكن تتجاهله وحدها فهو أيضاً يقوم بتجاهلها .............


كانت بغرفة سهيلة وكان هو يقف بالخارج يوجه تعليماته بشدة للعمال كعادته ........ عادت الحدة لتتمكن من ملامحه ........... الغلظة التي تملكت من صوته ............. ما به !! تبدلت نظرته نحوها بل غابت نظرته عنها فلم يعد يراقبها كما إعتاد أو ربما كما إعتادت ........... شردت وهي تنظر نحوه رغماً عنها شردت في أشياء كثيره ......... حلمها ........شريف .......... هو عندما إمتطى رعد مغمض العينين ........ لم تفق من شرودها إلا عندما إلتقت أبصارهما ........... فاجئها بنظرة قوية ........... أرتبكت وإستدارت في لحظتها ......... أما هو..... لاحت على ثغره إبتسامة جانبية ........... أم ربما هي إبتسامة حائرة تتخفى داخل دثار الثقة !!!!!


منذ أن رأى حمزة في العيادة وأفكاره ملتبسة ........... مبعثرة ...........منذ أشهر وهو يطاردها تارة بالرقة وتارة بالحدة ............ أوقاتاً بإختياره وأوقاتاً أخرى رغماً عنه ........ وهي بدورها للحظات تستجيب وللحظات أخرى تهرب نحو ذكراها ........... أيهما يفضل إستجابتها أم هروبها أم ربما كلاهما وماذا عن حمزة هل إستجابت له أيضاً !!!! ربما فهو لن يبادرها بالزيارة دون ترحاب ............. هل تاقت الأنثى بداخلها للرجل من جديد ........... جفائك نحوي يا إيناس هل بسبب ذكرى شريف أم بسبب رجل آخر .............حمزة .


*****************************


نظرت إيناس نحو رقية التي بدأ النوم يجافي عيونها وقالت : قومي نامي يا روكا وإرتاحي
رقية : أديني سهرانه معاكي يا أنوس بنتسلى سوا
إيناس : أوقات بحس إنك زهقتي مني
رقية : بقه كده
تابعت إيناس بمكر : أخبار بشمهندس حسن إيه
رقية : كويس ....... هو متفهم وقالي خلاص بعد ما تولدي بالسلامة أنا واثق إنك حترجعي بيتك ........... تعرفي يا إيناس أوقات بحس إنه صابر عليا ومقدر مشاعري وأوقات بحس إنه من جواه عايز يقولي كفاية قوي كده أنا عملت اللي عليا بزيادة

إبتسمت لها إيناس ........... قطع حديثهما جرس الهاتف ........ كانت نيرمين ........... ردت إيناس بدهشة : ألو إزيك يا نرمين
نيرمين : معلش يا إيناس بكلمك في وقت متأخر بس غصب عني
إيناس : ولا متأخر ولا حاجة الساعة لسه 11 مالك بس يا حبيبتي صوتك ماله
نيرمين بتوتر : أصل عمر تعبان شوية والدكتور كان كتبله حقن ورجع التعب زاد عليه تاني وأنا آسفة أنا بس عرفت من حمزة إنك بتعرفي تدي حقن وكنت بستئذنك أجيبه تديله الحقنه علشان هو رجع بقه سخن قوي ومش عايزة أخرج بيه بره المزرعة

كانت نيرمين قلقة على صغيرها ...........نبرتها مرتجفة ............ عباراتها غير منتظمة ........... تابعت إيناس بنبرة حانية في محاولة لتهدئتها : نيرمين حبيبتي إهدي حيبقى كويس إن شاء الله .......... ماتنزليش بيه من البيت أنا حاجيلك
نيرمين : لا يا حبيبتي يا خبر أبيض الوقت متأخر
إيناس : ومتأخر برده على عمر مينفعش تنزليه تعبان كده ........... خلاص أنا حاجي حالا
نيرمين : خلاص حابعتلك يوسف بالعربية
إيناس : مفيش داعي أنا حاتصرف
نيرمين : يا خبر ده كفاية نزولك مخصوص .......... حالا يوسف حيكون عندك
أغلقت إيناس الهاتف ورقية بملامح قلقة : في إيه
إيناس : مفيش واضح إن عمر تعبان وسخن قوي ومحتاج حقنة وأنا حاروح أديهاله
رقية : يا خبر ........... يا حبيبي يا عمر إستني حاجي معاكي
إيناس : تيجي فين أبوس إيدك الدكتورة منبهه على الحركة إنتي في الثامن دلوقتي وواخدة مثبت إنتي ناسية ولا إيه
صمتت رقية وتذكرت بالفعل تحذير الطبيبة لها وخوفها من أن تفاجئها ولادة مبكرة تابعت إيناس : مضطرة أروح لوحدي بس ده واجب ويوسف جوزها حيوصلني
رقية : خلاص يا حبيبتي وطمنيني
إيناس : متقلقيش يا روكا بس إنتي أدخلي ريحي على السرير وأنا لما ارجع حطمنك

أذعنت رقية لرغبة إيناس وتمددت على الفراش في إنتظارها ودون أن تشعر غلبها النوم .


********************


نظرت إيناس لعمر بتذمر كالأطفال وتابعت بإبتسامة : إوعى تكرهني وأبقى أنا الدكتور الوحش اللي بيخوفوك بيه علشان الحقنه
لم يبكي عمر وحملته نيرمين على الفور وهي تقول : متشكرة قوي يا إيناس
إيناس : على إيه بس المهم عمر يبقى كويس وأي حاجة أنا تحت أمركم ........... أستئذن أنا بقه
نيرمين : يا خبر تروحي فين معملناش واجب الضيافة ولا أقولك باتي معايا ويوسف يروح يبات مع حمزة
إيناس : يا خبر إنتي بتقولي إيه بس واجب إيه إحنا إخوات ........... معلش لازم امشي علشان ورايا شغل الصبح بدري
نيرمين : مع السلامة يا حبيبتي ........ اه نسيت .......... بصي ده دواء حموضة كويس قوي كنت قلت لرقية عليه أنا إشتريته من يومين معلش بعد إذنك تديه ليها
إيناس : طبعاً
تنحنح يوسف وقال : إتفضلي يا دكتورة علشان أوصل حضرتك
إيناس : انا آسفة تعبتك يا بشمهندس
نيرمين : تعبتيه إيه بس إحنا اللي تعبناكي
إيناس : لا خالص ........ أهم حاجة صحة عمر

خرجت إيناس ويوسف وقبل أن تتوجه للسيارة لمح يوسف حمزة الذي تقدم نحوهم على الفور : ها عمر أخد الحقنة
يوسف : الحمد لله الفضل للدكتورة
حمزة : الحمد لله ........
نظر حمزة نحوها بإبتسامة : إزيك يا دكتورة إيناس
ردت بإبتسامة متحفظة : الحمد لله إزيك إنت يا بشمهندس
نظر حمزة ليوسف ثم تابع : طيب خليك إنت جنب مراتك وإبنك وأنا حاوصل دكتورة إيناس
يوسف : يا خبر لا أنا حاوصل الدكتورة ده كفاية نزولها مخصوص
حمزة بإصرار : منا وإنت واحد يا حبيبي خليك مع نيرمين إنت عارف هي بتتلخم من أقل حاجة
نظر يوسف نحو إيناس وتابع : حضرتك عندك مانع
إرتبكت إيناس للحظة ثم تابعت : لا عادي مفيش ......
قاطعها حمزة موجهاً حديثه ليوسف : شفت عادي اهو .......... إتفضلي يا دكتور

توجهت إيناس نحو السيارة بتردد حتى أنها فكرت أن تستخدم المقعد الخلفي ولكن حمزة كان الأسرع ففتح لها الباب الأمامي بإبتسامة بريئة فجلست ولم ترد إحراجه ............


ظلت صامته طوال الطريق ........... نظر حمزة لزجاجة الدواء الصغيرة بيدها وقال : ده دوا ؟؟
إيناس : اه بتاع رقية علشان الحموضة
حمزة بإبتسامة ساخرة : اااااااااااه دي بقت زمل يعني
إيناس : إنت بتجيلك حموضه
حمزة : تقدري تقولي بقيت أنا اللي أجيلها
إبتسمت وتابعت : إنت بس خد بالك من أكلك وكل زبادي وكده
حمزة : عادي إتعودت ........... طيب بصي حطيه في التابلوه
إيناس : معلش لحسن انساه
حمزة : لأ متقلقيش أنا حافكرك

وضعت إيناس الدواء وظلت تراقب الطريق بصمت قطعه حمزة مرة أخرى : أرجو إنك لسه متكونيش زعلانه مني
إيناس : لا أبدا أنا ............
حمزة : أنا اللي بوعدك إني مش حافتح معاكي أي مواضيع تضايقك تاني
إيناس : متشكرة يا بشمهندس
حمزة : وأي حاجة حقولها حتكون شئ يبسطك ويضحكك كمان
إبتسمت بيأس تابع بمرح : مش مصدقاني طيب خدي عندك
مرة مهندس زراعي ودكتورة جميلة كده راكبين زوبة وبطيئة جداً فالمهندس قالها إيه تيجي نلعب لعبة ذكاء تسلي الوقت .........الدكتورة بقه كانت مخنوقه من صاحبك فضلت تراقب الطريق وعملت نفسها نايمة بس مين هو كان لحوح شوية

إبتسمت إيناس رغماً عنها فتابع حمزة بإبتسامة : يعني لحوح قوي المهم قالها اللعبة كل واحد حيسأل التاني سؤال واللي ميعرفش يدفع 10 جنيه هي موافقتش صاحبك قعد يفكر وقالها خلاص لو إنتي معرفتيش الإجابة تدفعي عشرة جنيه ولو أنا معرفتش أدفع 100 جنيه ...........ساعتها هي وافقت ........... بدءوا اللعبة سألها هو إيه المسافة بين الشمس والقمر ضحكت وإديته 10 جنيه وبعدين جه دورها قالت له إيه هو الشئ اللي بيطلع الجبل على ثلاثة وينزل على أربعة ........ صاحبك اللحوح ده بقه قعد يفكر يفكر وعصر دماغه معرفش الإجابة راح مطلع 100 جنيه ومديها ليها المهم هي بكل بساطة حطت الفلوس في شنطتها ورجعت تراقب الطريق وتجاهلته من تاني ............. صاحبك إتغاظ وقالها بتحدي طيب قولي إنتي إجابة السؤال
كانت إيناس منتبهة لحديثه سألته عندها : وبعدين قالت ليه إيه
حمزة : مفيش إديته 10 جنيه
ضحكت إيناس بشدة على فكاهته وضحك هو بدوره وعندها كانا قد وصلا للمنزل ............ قال حمزة : شوفتي مش قلتلك مش حقولك حاجة تضايقك تاني
إيناس : هي نكتة ظريفة قوي وكمان فيها ذكاء
حمزة : تفتكري إيه العبرة منها
إيناس : ممكن إن الواحد مايبقاش مندفع يفكر كويس قبل تصرفه
حمزة : صح وميبقاش لحوح كمان
إيناس : ميرسي على التوصيلة
حمزة : أنا اللي بشكرك على ذوقك بجد ومش معايا بس مع نيرمين ويوسف ......... كلنا
إيناس : لا شكر على واجب عنئذنك

خرجت من السيارة وتوجهت للمنزل وإستدار هو لطريق العودة ولم يلمح خالد الذي كان يقف بأحد الأركان يراقبهم بغضب .


***********************************


كان خالد قد انهى لتوه بعض الأعمال بمكتبه عندما نظر للساعة فوجدها قد قاربت على الثانية عشر مساءاً ........... أغلق المكتب وخرج متوجهاً لمنزله في الظلام ولكن قبل أن يصل لمح صوت سيارة قادمة وعندها رآها معه ........... كانت تضحك وتتحدث وتبتسم وهو ينظر نحوها بشغف ........... ظل يراقبهم من بعيد فيبدو أنها لحظة رومانسية خاصة جداً ..............


ترجلت إيناس من السيارة وتوجهت للفيلا .............. قبل أن تقترب من الباب شعرت بخطوات مسرعة ورائها ............ إستدارت بفزع ولكن زفرت بإرتياح عندما وجدت أنه خالد ........... عندها قالت : خضتني يا بشمهندس
خالد : حمد الله على السلامة
نظرت نحوه بدهشة وتابعت : الله يسلمك ......... عنئذنك
خالد : إستني ........... عايزين نتكلم شوية
إيناس : دلوقتي !!!!

لاحظت إقترابه منها بمكر فتراجعت بخوف حتى إصطدمت بالسور ثم قالت بصوت مرتبك : في إيه ؟ حضرتك عايز حاجة
كان ينظر نحوها بطريقة غريبة لم تعتادها منه قبل ذلك تابع بإبتسامة ساخرة وبنبرة بطيئة للغاية : عايز ....... اتكلم ........ معاكي
نظرت نحوه بغضب ثم تابعت : الوقت متأخر حضرتك تتكلم معايا في العيادة بكرة ........ عنئذنك


همت للمغادرة ولكنه إستوقفها وجذبها بقوة من ذراعها فأعادها لمكانها مرة أخرى ............. نظرت نحوه بصدمة وتابعت بصوت زاعق : إنت إتجننت ........... إنتي إزاي تمسك دراعي كده
تابع بدوره وهو ما زال يرمقها بنفس النظرة : إيه يا دكتورة مانتي راجعة متأخر ومبسوطة وضحكتك واصله لآخر الدنيا ........... العصبية والشخط من نصيبي أنا
كانت كلماته قاسية مخيفة تابعت بقلق : إنت بتقول إيه .......... عديني لوسمحت
خالد : أنا بقول نتكلم بصراحة أحسن وأفضل لينا كلنا
إيناس بحيرة : صراحة إيه !!!!
إبتسم بمكر وتابع : يعني لو إنت إشتقتي لوجود راجل في حياتك أنا بقول تختاري راجل بجد


شعرت أن دلواً من الماء البارد قد سقط على رأسها ورغم ذلك فالحمرة تمكنت من وجهها معبرة عن غضبها الجامح ........... شعرت بالغضب والفزع من ملامحه ........... من نظرته ........... كانت تحمل معاني مختلطة من الغضب .......... الغيظ ........ البأس ......... الرغبة ........بعد ذلك تصلب جسدها من المفاجئة ......... قبضته التي جذبت خصرها بقوة ............ قُبلته التي منعت عنها الهواء للحظات ............ إستدركت أخيراً ما يحدث........... دفعته بعيداً عنها ........... كانت تنظر نحوه بألم ........... والعبرات المتحجرة تلألأت بعيناها فبدت كنهر من العسل الحزين ...........

هربت ............ هربت قبل أن تنفجر في البكاء حتى قبل أن تحقق رغبتها في صفعه ........... أما هو فظل جامداً مكانه ........... فبداخله الآن بركان ثائر من المشاعر المتخبطة ............ ولم تساعد تلك القبلة على إخماده بل زادت من ثورته............



وفي الظلام كان هناك آخر ........... شاء القدر أن يعود من أجل أن يعطيها زجاجة الدواء .......... لم يثنيه الوقت المتأخر عن العودة ..............هو يود رؤيتها مرة أخرى ولو للحظات ولكن لم يكن يتوقع أن يراها بين ذراعي خالد مستسلمة لقبلته ........... ترك المكان ناقماً ...........ساخطاً قبل نهاية مشهد العشق الجامح بينهما .......... فكفاه ما رآه حتى الآن........كفاه
إلي هنا ينتهي ا الفصل الحادى و الثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الثانى و الثلاثون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الثانى و الثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
كيف يراها الرجل 
كيف يريدها هل يتمناها أفروديت رمز الأنوثة ............ أم يقدرها كإيزيس رمز الأمومة ........ أم ربما هو عاشق لشهرزاد رمز الدهاء ............... لا بل كوني جوليت رمز الحب أم يفتخر بها كمريم رمز الطهارة ...............
عفواً أريدهن جميعاً فأنا................ رجل


الرجل بطبيعته عاشق للتملك يود أن تكون الأنثى ملكه بماضيها وحاضرها ومستقبلها أيضاً حتى وإن تركها !!!!!!

وترك شريف إيناس رغماً عنه ............... لأوقات ود لو أن يتبخر شريف من الماضي فيمتلك هو بدوره الماضي والحاضر والمستقبل ولكن هل يضمن المستقبل !!!!

فها هي تتحرك كالعمياء خلف رغبتها من قبل أن يمر الحاضر فماذا عن المستقبل .................نعم إستجابت لك رغماً عنها في النهاية بل ربما إستجابت له أيضاً ............سعدت بإهتمامك وبادلتك مشاعر الصمت .................ضحكت لمزاحه وربما كان هناك ما هو أكثر بين كلاهما و لا تعلمه أنت .............. إستحقت ما نالت بالتأكيد ..............القبلة كانت عقابها ولذته ............نعم هي نالت ما أرادت ..............ولكن هل حقاً أرادت القبلة ولكنها لم تستجب لها بل رفضتها بكل ما أوتيت من قوة ........نعم فالقبلة لم تكن هي إستجابتها لا بل كانت ناقوس الخطر الذي نبهها لما هي مقدمه عليه ............ ماذا تراها فاعلة ؟؟؟
هل ستعود لما كانت عليه كما عشقها ............. وفاء إيزيس وطهارة مريم وتضحية جوليت التي لم تكن من أجله ............ ليتها كانت من أجله .............. من أجله هو فقط نعم فالرجل بطبيعته عاشق للتملك وخاصةً هو .


زفر بغضب ثم جلس على الأرض بيأس و تخللت أنامله القوية خصلات شعره الداكن ثم إعتصرت جمجمته بقسوة .............. نظر خلفه ليراقب نافذتها المظلمة ................ ماذا به يراقب النافذة كالأحمق ................ كمراهق ساذج ينتظر طلة معشوقته .............. عن قصد منه أراد عقابها .............إمتلاكها ............. وعن غير قصد منها تملكته بلحظات مميزة من الكمال فمعها ودون أن يعي شعوره لحظتها شعر بالكمال................ السعاده وكأن العالم كان يجب أن يتوقف عند تلك اللحظة .............. إعتصر رأسه مرة أخرى بقوة وكأنه يود التخلص من أفكاره وتوجه لمنزله أملاً في إراحة عقله بالنوم ولكن دون جدوى ...............
************************



خطواتها مرتجفة .............. الصورة في عيناها مشوشة ............ لا بل مشوهة ربما بسبب نهر العبرات الذي إجتاح عيناها دون هوادة .................... أم ربما هو ...........نعم هو من إجتاح عالمها دون رحمة .................. لا بل دون دعوة نعم دون دعوة ......................إرتسمت على شفتاها إبتسامة بائسة .......... ألم تكن نظرتها دعوة ............... إبتسامتها دعوة ............. من تخدع !!!! هو أم هي أم شريف ................. شريف !!!!
أمسكت ذكراه بقبضتها المرتعشة ..................... جففت دموعها بقميصه ثم دفنت وجهها بين ثناياه وكأنها تسعى للإختباء داخله .................... أو ربما اللجوء إليه .............نظرت بأهداب مرتجفة للنافذة وهربت عبرة أخرى سريعة ................. قاتلة كقبلته التي قتلت وفائها .............. إخلاصها ............... وشوهت ملامح ذكراها .............
لم تكن تلك القبلة مجرد شهوة عابرة منه ................نعم لم تكن رغبة عابثة ..............لا تلك القبلة هي صك الملكية الذي إستقبلته شفتاها دون هوادة ..................أخبرها بقسوة قبل ذلك أنها ستكون لرجل آخر غير شريف والليلة أعلمها أنه سيكون هذا الرجل بكل غرور بكل قسوة بكل تجبر كان هو هذا الرجل وكانت هي الطائعة المُسيّرَة خلف خطيئتها ........................ لينتهي بها الأمر بين ذراعيه ربما لتصحو من أحلامها المتخبطة وتعي جيداً معنى مرور رجل بعالمها من جديد ..................... أم ربما معنى وجود خالد بعالمها وماذا يريد ....................
مسحت دموعها بظهر كفيها بغضب وبنظرة من التحدي بدأت في تجهيز حقيبتها ................... لا يوجد الآن لديها خيار سوى الهروب .

*****************************

وتهاوت أسوار العالم من حولي
إرتجف لساني وتجمد قولي
ورأيت نجوم تسبح
وسمعت طيور تصدح
وكلاب تنبح
وتراءت في أفقي أفكار سوداء
وهواجس حمقاء
وتلمست بيدي عبث الأهواء
أشياء تمحو أشياء
ومشاعر تبدو كالداء
والغضب الجارف في عقلي
يصرخ .......... أحمق
أنت مجرد عاشق دون رجاء





إنطلق مغمض العينين لا بل بعيون مفتوحة ملئ البصر في محاولة يائسة للبحث عن صورة جديدة لتمحو أثر تلك الصورة القابعة في خياله ....... مازالت صورتها معه وهي مستلمة لقبلته الدافئة ثابته في عقله ........متمكنة منه حتى النخاع ................... ضرب يده بغيظ على المقود وإنطلق بالسيارة مبتعداً عن المزرعة ...... عن خالد ..... عنها ............ ظهرت صورة كارمن بإبتسمتها الماكرة أمام عينيه ............. صورة أخرى ........ جديدة ..................ربما أكثر صدقاً أقرب إلى الحقيقة .................نعم كارمن ..... هي من تعلم الحقيقة ...... بل ربما هي من تفهم ........ نعم تفهم كل شئ وهو مجرد أحمق !!!****************************نظرت بضيق لساعتها فوجدتها الثامنة صباحاً ............... كان جرس الباب يدق بإلحاح .................. هل عاد البوليس مرة أخرى للبحث عن كريم ............... كريم الذي إختفى وتركها حائرة ............. حمزة أيضاً ذهب ولم يعد ........... زمت شفتيها وقامت متكاسلة ............... إبتسمت بدهشة عندما رأته .............. كان مظهره رثاً .............. عيونه مجهدة ...........زائغة ............. إبتسم لها بآسى ثم قال : عندك وافل ؟

عادت بعد أن بدلت ملابسها ثم نظرت للطعام أمامه وتابعت : إنت طلبت الوافل علشان تتفرج عليه ؟
لم يجبها ....................... ظل يراقب طعامه بشرود ............. جلست بجانبه وتابعت وهي تنظر نحوه بتمعن : مالك يا حمزة
أجابها بعد وهلة : إنتي صح
نظرت نحوه بدهشة : إيه ؟َ
حمزة : إنتي اللي فاهمة يا كارمن ............ ومحتاج أفهم منك
كارمن : تفهم إيه ؟
بدت عيناه لامعه .......... جاحظة ثم تابع بنبرة بائسة : العلاقة بين خالد و إيناس حدودها إيه
كارمن : في إيه شكلك مش طبيعي ...........حصل إيه ؟
حمزة : أنا جاي أسمع مش أتكلم
إبتسمت بمكر وصمتت لوهلة حتى تنظم أفكارها ثم تابعت : أنا معرفش حدودها إيه بس اللي أعرفه إن خالد يقدر كويس يخلي اللي قدامه ينفذله كل اللي هو عايزه ........... سواء كان صح أو غلط
شد على قبضته بغيظ ثم تابع : للدرجه دي ................ ولا إنتم ما بتحبوش غير القسوة
كارمن : إحنا مين ؟
قال ساخراً : الستات .............
ضحكت بدهاء وتابعت : حمزة ............ إنت محتاج تخرج من المود وبعدين نتكلم
حمزة : كارمن أنا شكلي حعيش في المود
وضعت إصبعها على فمه ليصمت ثم تابعت : مش مع كارمن .............. جذبته من ذراعه ليتبعها وهي تقول : تعال
حمزة : اجي فين بس
كارمن : حنشخبط
حمزة : نشخبط !!!
كارمن : اه ............. بس شخبطة كبيرة شوية ............. تعال مش حتندم ............. قالتها وهي تضحك بصدق ........... نعم في تلك اللحظة كانت تبتسم له بصدق ........... لا تعلم ماذا أصابها ولكنها شعرت بالحزن من أجله .............. شعرت أنه هي منذ أعوام ............. عندما تذوقت جرح خالد ............. بأسه ..........هجره.............. يال العبث ألقت قنبله بوجهه منذ أيام وعاد إليها مع شظاياها المتجسدة ............ صِدق إدعائها ........... هناك شيئاً ما بين خالد و الطبيبة الحمقاء .............. عفواً حمزة حان وقت الثأر .

******************************** كان يراقبها بدهشة وهي تحضر الألوان والفرش خاصتها .............. بسطت لوح أبيض ضخم على الأرض ................ وشغلت موسيقى صاخبة .............. تخلصت من حذائها ورفعت شعرها ثم ثبتته بأحد الأقلام دون إكتراث وشرعت في نثر ألوانها بعشوائية على اللوح ................... قال لها حائراً : بتعملي ايه
جذبته وأعطته فرشاه ثم خلعت قبعته ووضعتها فوق رأسها وتابعت : بخرج من المود ......... بدأت ترقص بدلاال على أنغام موسيقاها الصاخبة ثم تابعت : يلا يا حمزة
حمزة : يلا ايه بس
كارمن : طلع العفريت ........... الهدوء والبساطة دي وراها عفريت مجنون .......... وأنا اللي ححضره

لا يعلم كم مر من الوقت ولكنه رقص معها بجنون ................ نثر ألوان غضبه على اللوح الأبيض مثلها تماماً ............. فكلاهما ملعون بغضب العاشق ...............
أطال النظر نحوها هي حقاً جميلة .......... ساحرة .......... إبتسم بسخرية أليست أجمل من إيناس .......... أفضل ............ أصدق نعم أصدق ليست مثلها تتخفى خلف دثار الوفاء تخدع الجميع دون ندم ................... ولكن تلك الكاذبة هي من ملكت قلبه وجرحته دون أن تدري بسكين حاد .
إبتسمت له كارمن بدهاء بدورها عندما لاحظت مراقبته لها ............. حمزة شاب وسيم ربما يفوق خالد وسامة .............. يصغرها بعدة أعوام ............. ولكن حقاً هل تستطيع الغوص معه نحو عالم جديد بعيداً عن بحر حقدها الغاضب بأمواجه الثائرة .............. هل يستطيع إخراجها من بئر خالد الذي دُفِنت به حية منذ سنوات ................ لاحت على شفتاها إبتسامة ساخرة بدورها بماذا تهذي .................... سبب وجود حمزة معها بتلك اللحظة هو خالد .
قطع أفكارها صوت حمزة وهو ينظر للوحة أمامه ويتابع بنبرة ساخرة : يااااااه هو أنا اللي جوايا غامق قوي كده
ضحكت كارمن بشدة وتابعت : مش لوحدك على فكرة ........... كلنا هذا الرجل
حمزة : ياه للدرجة دي
كارمن : لا يا حمزة اللوحة دي غضبك مش حقيقتك ............. الفرق كبير
تنهد بعمق ثم إستلقى على الأرض وتابع : أنا تعبان قوي لازم أمشي و إلا حنام مكاني
كارمن : شكلك منمتش من إمبارح هو السبب صح ؟
إبتسم بآسى عندها تابعت بثقة : هي كمان السبب .......... إنت بتحبها يا حمزة
حمزة : كارمن ............. أنا مخنوق خلاص لا عايز أسمع ولا أتكلم عنهم
كارمن : براحتك بس أنا واثقة إنك حد شهم وهي حتى لو غلطانة تستاهل إنك تنقذها
حمزة : أنقذها !!! محدش بيعمل حاجة غصب عنه يا كارمن
صمتت لوهلة ثم تابعت لغو عقلها بإصرار : حمزة إنت مش حتنقذها من خالد ............... إنت حتنقذها من السجن
نظر نحوها والصدمة بادية على وجهه وفيي ملامحه ألف تساؤل ................... تابعت بثقة : أيوة يا حمزة علاقتها بخالد وبالمزرعة حتكون سبب سجنها وممكن ضياع مستقبلها والحل في إيدك إنت وبس
حمزة : إنتي بتقولي إيهكارمن : حمزة ............خالد ده بيزنس مان روبوت حياته حاجتين متعة ومكسب وإيناس من غير ما تفهمه بتحققله كل ده ............... خالد بيعمل حاجة غلط في تهجين الخيل معنديش معلومة واضحة بس اللي أعرفه إنه بيعمل تلقيح صناعي بأجنة رخيصة وبيبيع للهواة على إنه خيل عربي بيور وبيلعب في شهادة النسب وبيعتمد على بيطيرين صغيرين من غير خبرة يمضوا إن كل حاجة تمام
حمزة : لا لا مستحيل الكلام ده مش منطقي
كارمن : علاقة إيناس و خالد كانت مش منطقية من أيام
حمزة : طيب أنا الحل في إيدي إزاي مش فاهم
كارمن : لازم أتأكد قبل ما أبلغ وعلشان أتأكد لازم أدخل المزرعة بالليل ومعايا دكتور ثقة تبعي ............. كل اللي محتاجاه منك تدخلنا المزرعة بالليل ............. علشان نتأكد وبعدها نشوف حنعمل ايه ............ وإلا ممكن كل الناس هناك تتاخد بذنبه
أطرق رأسه لوهلة ثم تابع : ياااااااااااااه للدرجة دي الواحد مغيب ................. معقول
إقتربت منه وتابعت : في إيدك تصلح كل حاجة و المخطئ يتعاقب ........... هو ده الحق
نظر نحوها بتمعن ثم تابع : ماشي يا كارمن حددي الوقت اللي يناسبك وأنا أدخلك هناك إبتسمت بدهاء وتابعت : خلاص بس الدكتور اللي اعرفه يرجع من السفر وساعتها حنروح ............ بس هو يرجع
أغمضت عيناها وتمنت بشدة ظهور كريم سريعاً.............. نعم فقد حان وقت السداد يا خالد .******************************

نظرت رقية حولها في حيرة عندما إكتشفت إختفاء إيناس .............. غرفتها المفتوحة على مصراعيها وخزانتها الفارغة تنبئ عن رحيلها المفاجئ .................. أمسكت هاتفها بيد مرتعشة محاولة الإتصال بها دون جدوى فرسالة الهاتف المغلق تتكرر بإصرار ................ كانت الساعة قد تعدت التاسعة صباحاً ...........إرتدت ملابسها وخرجت مسرعة لتصطدم بخالد الذي كان خرج لتوه من منزله وملامح الأرق بادية على وجهه ................ نظر نحوها بدهشة عندما لمس قلقها وتابع بصوت أجش : خير يا مدام رقية ............... في ايه
ردت رقية بإرتباك : لا لا أبداً ................ مفيش حاجة
خالد : لأ ........ شكلك مخضوض في إيه
رقية : أصل ..................
قاطعها صوت هاتفها ردت مسرعة : الو..........الو ................نيرمين ...............كلمتك مردتيش ..............كنتي نايمة .............. معلش ............. عمر كويس ...........إيناس خرجت متأخر من عندك ................ حمزة اللي وصلها
لاحظ خالد أن رقية تتحدث بقلق وبطريقة مقتضبة
تابعت رقية على الهاتف : لا يا حبيبتي مفيش حاجة أنا بس بطمن على عمر منك وعليها روحت إمتى علشان هي خرجت من بدري وشكل الموبايل فصل شحن

أغلقت رقية الهاتف وعندها قال لها خالد بنبرة آمرة : مدام رقية في ايه وإيناس فين
رقية وهي تحاول إخفاء قلقها : مفيش يا بشمهندس ......... هو شكل إيناس إضطرت تنزل مصر وأنا بحاول أكلمها أطمن عليها بس شكل الموبايل فصل شحن
خالد : نزلت مصر ..............
صمت لوهلة وبدت ملامحه في حالة صدمة ثم تابع : و ....... إنتي كنتي بتسألي نيرمين عليها
رقية : اااااااه ............. أصل إيناس إمبارح بالليل إضطرت تنزل تدي لعمر ابن نيرمين حقنه علشان كان سخن قوي ............. حتى يوسف مرضيش تركب مع سواق وجه اخدها بالعربية وحمزة وصلها في الرجوع
كانت رقية تتحدث بتلقائية دون أن تلحظ ملامح الذهول والغضب التي إجتاحته في لحظات أما هو لم يبالي برقية ............ لم يبالي بشئ سوى غضبه الجامح وسوء ظنه وما حدث ليلة أمس ............. ضرب قبضته بغضب على الحائط ثم توجه راكضاً نحو سيارته وهو يمني نفسه بلاحقها .................... حتماً إستقلت الباص الخاص بالمزرعة لا يوجد لديها بديلاً ............. نظر لساعته ثم إنطلق مسرعاً بسيارته لا يفكر سوى بقطع طريق الباص وإعادتها ولو بالقوة ..............*************************
إنزوت وحيدة بأحد مقاعد الحافلة ................... ظلت تراقب الصحراء وعبرات عينيها ما زالت سيدة الموقف ............... كانت تحاول إخفاء ملامحها تارة بأناملها الرفيعة وتارة بخصلات شعرها فآخر ما توده الآن هو تبادل الحديث معع أي شخص .............. حتى أنها رحلت مسرعة قبل إستيقاظ رقية ............ رقية ........... تركتها دون وداع .............دون ذنب ...............أطرقت رأسها على النافذة في محاولة يائسة لتنظيم أفكارها المبعثرة دون جدوى ................ كلما حاولت تنظيم أفكارها يقفز حادث الليلة الفائتة ليحتل عقلها ................ مسحت شفتاها بظهر يدها بغضب عندما تذكرت ما حدث وظلت تراقب الطريق باكية ..............

الحافلة تلتهم الطريق بتكاسل على عكس سيارته التي كانت تلتهم الطريق بنهم ............ بجنون .............. يده ثابته على المقود وعيناه مرتكزة بإصرار تترقب ظهور الحافلة ............... أخيراً لمحها ............. زاد من سرعته وإقترب منها يطلق زاموره بإصرار لينبه السائق دون جدوى فالسائق غارق مع نجاة الصغيرة يشدو معها بصوت غليظ لا يستسيغه سواه ..........
إنت تقول وتمشي و أنا أسهر مانمنش ياللي ما بتسهرش ليلة يا حبيبي .................... سهرني حبيبي ............. حبك يا حبيبي .............. باكتب على الليالي إسمك يا حبيبي

ضرب خالد يده بغضب على المقود و لم يجد بداً من إعتراض طريق الحافلة وبالفعل زاد من سرعته حتى تخطى الحافلة بأمتار ثم أوقف سيارته بشكل أفقي ليجبر السائق على الإنتباه والوقوف غير مبالياً بخطورة فعله فكل ما كان يفكر به هي ........... فقط هي .

إنتبهت إيناس لتوقف السيارة المفاجئ ............ وقبل أن تعي ما يحدث رأته يصعد على متن الحافلة ............... كانت عيناه تتفحص الوجوه بإصرار ........... بغضبٍ تلاشى على الفور عندما لمحها ........... ظل ينظر نحوها بعمق ............. إرتباك .............. غضب ........... مشاعر متخبطة إجتاحتها ............. جاءها صوته الأجش وهو يقول بثقة : دكتورة إيناس محتاجينك ضروري في مزرعة الخيل
نظرت له بذهول وردت بنبرة خفيضة جاهدت لإخراجها : نعم
تابع بإصرار : يلا يا دكتورة مفيش وقت الفرسة بتولد
ودت أن تواجهه وتصفعه على وقاحته ليلة أمس والآن أيضاً ولكن نظرات كل من في الحافلة كانت موجهة نحوهما .......... لم تجد سبيل سوى النزول من الحافلة .............. ظلت تراقبه بغيظ وهو يخرج حقيبتها من الحافلة ويضعها بسيارته ......... إنتظرت حتى رحلت الحافلة ثم نظرت له بغضب وقالت : ممكن أفهم إيه اللي حضرتك عملته ده ؟
خالد : دي كانت الطريقة الوحيدة قدامي علشان ترضي تنزلي معايا
زفرت بضيق ثم مدت يدها لتسحب الحقيبة ............ أمسك الحقيبة بدوره ثم قال لها : بتعملي ايه
إيناس : لو سمحت سيب الشنطة
خالد : طيب ممكن تسمعيني
إيناس : أنا سمعت خلاص وغصب عني مش بمزاجي
أطرق رأسه خجلاً ثم تابع بعد أن ترك لها الحقيبة : أنا بجد آسف
قالت ساخرة : إنت مش ملاحظ إن إعتذاراتك كتير بالنسبة لشخص ما بيحبش يعتذر
نظر نحوها بعمق و تابع : وإنتي مش ملاحظة إن الإعتذارات دي ليكي إنتي وبس
إستدارت حتى تتجنب النظر نحوه ثم تابعت : خلصت ممكن تسيبني أمشي بقه
تابع بنبرة حانية : ممكن ماتمشيش
رمقته بنظره حادة ثم همت للمغادرة ولكنه إعترض طريقها بإصرار ثم تابع : إيناس متسيبيش المزرعة
كانت ترمقه بغيظ .................... أخيراً إنطلق مارد الغضب الثائر بوجهه ............ لم تشعر بنفسها إلا وهي تصرخ بصوت متحشرج : إنت فاكر إني ممكن أقعد في المكان ده دقيقة واحدة بعد اللي عملته .............. إنت فاكرني إيه ............... إنت إنسان وقح فاهم وقح
كانت تبكي بحرقة ............. شعرت أن قدماها لا تقوى على حملها ........... جلست على حقيبتها وعندها جثا على ركبتيه في مواجهتها ثم ناولها محرمة ورقية وتابع : أنا عندي كلام كتير قوي بس عارف إنك مش حتقبلي مني أي كلام دلوقتي فبلاش تفكري فيا .............. فكري في رقية ........... سهيلة ...........طيب بس لغاية ما يولدوا وبعدها إعملي اللي إنتي عايزاه ............ وأوعدك مش حضايقك بأي شكل ............. بس مش حينفع تمشي كده وبالطريقة دي ظلت صامتة تراقب الرمال بعبرات متحجرة وهو يراقبها بقلق ............... لماذا يرهب رحيلها .......هل عشقها ............. لا لا هو فقط يشعر بالغضب مما حدث ............. لا بل هو عاشق متغطرس يأبى مواجهة نفسه ........... عاشق حتى النخاع ........... لم يطق صبراً تابع : أحط الشنطة في العربية
كان ينتظر موافقتها بلهفة ............ بل ربما ينتظر ما هو أكثر فقط تعود معه وبعدها سيخبرها في اللحظة المناسبة أنه يريدها زوجته ................ نعم ستكون زوجته وسيعيش معها لحظات دائمة من الكمال ............ سيمتلك خصلات البندق بعطرها الآخاذ للأبد .............. فمعها هي فقط يشعر بالسعادة
أخيراً تحدثت بعد دقائق طويلة من الصمت ............... كان صوتها هادئاً ............ نبرتها جادة .........بائسة
إيناس : حارجع معاك بس بشرط
زفر براحة ثم تابع : إيه
إيناس : مش حاتكلم معاك تاني أبداً ............. فاهم ...........حتى لو كلمتني مش حارد عليك
كان وقع كلماتها صادماً ........ صمت لوهلة ثم بدت على ثغره إبتسامة حزينة وهو يقول بدوره بعد أن شعر بقلبه يهوى بين ضلوعه : موافق

إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 


تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الثالث و الثلاثون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الثالث و الثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
إفهميني ..
أتمنى مخلصاً أن تفهمينيربما .. أخطأت في شرح ظنونيربما سرت إلى حبك معصوب العيونو نسفت الجسر ما بين اتزاني و جنونيأنا لا يمكن أن أعشق إلا بجنونيفاقبليني هكذا .. أو فارفضيني ..”نزار قباني
الصمت هو سيد الموقف الآن ................ ظلت تراقب الطريق دون أن تنبس بكلمة كما إشترطت عليه وعلى نفسها ............ هو أيضاً لم ينطق بحرف ........... وبعد حوالي نصف ساعة وصلوا إلى المزرعة .......... نصف ساعة مرت كيوم كامل ................ كانت تستمع لدقات قلبها المرتجفة كلما شعرت بنظراته الموجهة نحوها ...............تركت السيارة دون ان تنظر نحوه وتوجهت مسرعة للفيلا أما هو فظل قابعاً مكانه يسترجع ذكرى ما حدث ................
لم تصدق رقية نفسها عندما شاهدت إيناس تدخل من الباب ............ إقتربت منها مسرعة وهي تقول : إيناس .............. إيه اللي حصل ............. إنتي كنتي فين ............. أنا كنت حاتجنن من القلق
ظلت إيناس صامتة لوهلة تتفحص المكان بملامح حزينة ........... إقتربت رقية منها وربتت على كتفها بحنان ثم تابعت : حبيبتي مالك ......... في إيه
رغم إدعائها الصمود إنفجرت إيناس في البكاء على الفور ............... كانت تبكي بحرقة لا تعلم لها سبباً واضحاً ........... هل تبكي بسبب قبلته أم ربما بسبب نظرته العاشقة نحوها أم بسبب مشاعرها التي تحركت رغماً عنها ............ وإنطلقت هائمة خلفها في النهاية كالحمقاء .............. نعم لقد عشقته رغماً عنها ........... عشقته رغماً عن وفائها ............ عشقته رغم جرحه لها ........... رغم غروره .......... جبروته ............. كان يجب أن تهرب من هذا العشق ............ ماذا تفعل ............ لماذا عادت .............. لماذا ؟؟
*************************************
إستيقظت بعد أن نالت سويعات قليلة من النوم ................ كانت رقية قد جهزت بعض الطعام ........ إستقبلتها رقية بإبتسامة حنون و ناولتها الحساء الساخن وهي تقول : تشربي الشوربة كلها ........... إنتي ما أكلتيش حاجة من إمبارح ......... الشوربة تجهز معدتك وبعدين تاكلي
نظرت إيناس للطعام وقالت : يا خبر تعبتي نفسك يا رقية وطبختي
رقية بإبتسامة : وفراخ كمان يعني من الآخر أستاهل مكافئة
إبتسمت لها إيناس ثم رشفت القليل من الحساء وتابعت : بجد تسلم إيدك ........... بس علشان خاطري متتعبيش نفسك تاني إحنا خلاص قربنا على التاسع
نظرت رقية نحوها بإبتسامة جادة وتابعت : حصل إيه يا إيناس
إرتبكت إيناس قليلاً ثم تابعت وهي تعبث بطعامها : مفيش يا رقية متشغليش بالك
تابعت رقية بنبرة توكيدية : إيناس إيه اللي حصل خلاكي تسيبي المزرعة ............. إنتي إمبارح كنتي كويسة حصل ايه بالليل ؟؟
تابعت إيناس تناول حسائها بإرتباك دون أن تجيب فتابعت رقية بإصرار : إيناس حصل إيه ؟؟ ........... هو حمزة ضايقك ؟! .......... معقول حمزة يضايقك وتسيبي المزرعة بالطريقة دي ............
قاطعتها إيناس على الفور : رقية حمزة ما ضايقنيش بالعكس كان ذوق ومحترم معايا جداً متظلمهوش
رقية : طيب إيه اللي حصل ........ أنا إتخضيت لما صحيت و مالقتكيش ............ حتى خالد شافني قلقانه وإستغرب و ...........
توقفت رقية عن الحديث عندما تذكرت ردة فعل خالد ........... قلقه ............ عصبيته ........... إنطلاقه بالسيارة مسرعاً عندما علم برحيلها وعودتها بعد ذلك .............. كانت إيناس تراقب ملامحها بتوتر ......... تابعت رقية بعدها إيناس هو خالد هو اللي رجعك ؟
لم تجب إيناس وبدت ملامحها مضطربة تابعت رقية : إيناس خالد هو اللي ضايقك ؟
إيناس : رقية أرجوكي أنا مش عايزة اتكلم في الموضوع ده
رقية : لا يا إيناس لازم تتكلمي ولازم أعرف .............. إيناس إنتي مش مجرد صديقة او صاحبة إنتي أختي وأمانة عندي هنا فاهمة يعني إيه ........... خالد عمل ايه يا ايناس خلاكي تسيبي المزرعة ؟
صمتت إيناس لوهلة ........... كانت تفكر هل تخبرها بما حدث ............حقاً ......... هل تستطيع إخبار أي شخص بما حدث ........... إبتلعت ريقها في محاولة يائسة لإخراج الكلمات من حلقها ثم تابعت : إمبارح شافني بالليل وأنا راجعه مع حمزة وفهم غلط و ...........
قاطعتها رقية بغضب : فهم غلط !!! يعني إيه فهم غلط وهو ماله اصلاً ............. قالك إيه ؟ عمل إيه ؟
إيناس : خلاص بقه يا رقية هو كان سخيف وأنا خلاص مش حينفع أكمل هنا ........... هو بس شهر وجايز أقل كمان أكون إطمنت عليكي وهو شاف بديل وحامشي
شردت رقية قليلاً ........... كانت تفكر بخالد ............ ما الذي يثير إهتمامه أو ربما غضبه في عودتها مع حمزة ........... ومنذ متى وخالد يهتم بأحوال الموظفين بالمزرعة .......... ألم يلقبه حمزة بالبرجوازي كمثال لرأس المال الصارم الذي لا يهتم سوى بنقوده فقط ............ هل من الممكن أن يكون غضبه ........... غيرة !!!!!
هل خالد .............. نظرت نحو إيناس في دهشة لتجدها شاردة بدورها ........... إبتسمت لها وتابعت : هو جه وراكي و إعتذرلك ............
أومأت إيناس رأسها بالإيجاب دون أن تنطق .......... إبتسمت رقية بسخرية ........... خالد إعتذر لأنثى !!!!! ........... هرع خلفها كالمجنون ليعيدها ........... هو عاشق إذن لا محالة ولكن متى ؟؟؟ وكيف ........ وماذا عنها ........... هل تحركت مشاعرها نحوه ........... أم أنها تعيش حالة من الإضطراب لا مثيل لها ............. شعرت رقية بالشفقة من أجل إيناس ............ جذبت رأسها برقة نحو صدرها وملست على خصلاتها بحنان وتابعت : خلاص يا حبيبتي حصل خير بس اي حد يضايقك ماتهربيش ............ إنتى مش غلطانة علشان تهربي ........... هو اللي غلط .................. أنا صحيح معرفش قالك إيه بس هو اللي غلط وهو اللي إعتذر وإنتي اللي في إيدك تقبلي إعتذاره أو ترفضيه
تابعت إيناس : أنا ما قبلتش إعتذاره ........... أنا حامشي من هنا ........... أنا بس أجلت ده شهر ......... لا أقل من شهر وحارجع أيوة حارجع .
لا تعلم هل كانت تردد الكلمات على مسامع رقية أم نفسها ........... نعم ستعود ........... ستنسى خالد وستتخلص من مشاعرها الحمقاء .......... الكاذبة .......... نعم هي ليست مشاعر حقيقية ............ فمشاعرها كانت لشريف فقط ........... خالد سيكون مجرد ذكرى ........... لا ........ بل لن يكون ذكرى فذكراها مع شريف ........... شريف فقط .
************************************
نظر حسن بغضب للورقة بيده وتابع بنبرة ساخطة : رافعة عليا قضية نفقة يا سهام بس أقول إيه أنا اللي أستاهل
ضحكت بإستهزاء وتابعت : الورقة شرفتني بزيارتك اهو
حسن : زيارتي مش حتتقطع يا سهام أنا مش حاسيب إبني ......... ومش حاخرج من حياته فاهمة ......... أنا بس كنت سايبك تهدي
سهام بسخرية : لا والله فيك الخير
حسن : سهام ........... بلاش تخلي محمود يدفع ثمن أخطائنا
سهام : الغلط غلطك إنت يا حسن
حسن : مش لوحدي .......... إنتي إتجوزتيني وكنتي عارفة وضع رقية كنتي عارفة إني مخبي عليها ورحتى قولتيلها ........ وإتحاميتي في الحمل لإنك كنتي عارفة أد إيه أنا كنت مشتاق لطفل ........... كنتي مرتبة تزيحها من سكتك ولكن يا سبحان الله بعد صبر سنين طولة تحمل رقية و الموازين كلها إتقلبت
سهام : فعلا .......... زال سبب جوازنا ورميتني وبعتني رخيص قوي .......... أنا وإبنك
حسن : خدي بالك من كلامك ........... إنتي اللي حفرتي ورا المشاكل
سهام : وإنت راجل أناني بتفكر في نفسك وبس
حسن : وإنتي ست أنانية علشان كده معرفناش نعيش مع بعض
سهام : أنانية عشان طلبت حقي فيك !!!!!
حسن : لا أنانية علشان بتفكري في نفسك مش في إبنك ............ زيي بالظبط
إنفرجت شفتاه عن إبتسامة ساخرة ثم تابع : قطبين مغناطيس عمرهم ما حيعرفوا يقربوا من بعض ........... بس وقتها كنت بفكر في حاجة واحدة بس ومكنتش شايف غيرها ............
مسح وجهه بكفيه ثم تابع : من غير محاكم حديكي كل اللي انتي عايزاه .............. علشان خاطر إبني ...........وأتمنى إنك علشان خاطره تبعدي عن المشاكل ........... فكري بالعقل .......... أتمنى إنك بالعقل
قال ما قال وتركها تفكر بكل ما مرت به منذ أن وافقت على تلك الزيجة الفاشلة ...................
********************************
كانت تقف أمام رعد ........... أصبحت همساتها لهذا الجواد الثائر راحتها وسلواها ............. رعد هو من يفهمها ........... يقرأها جيداً .............. معه تبكي دون خجل ........... تضحك دون حساب تفرغ ما في جعبتها من أسرار دون قلق .............. هذا هو حالها منذ ما حدث ...........
نعم
عندما أصبح هروبها بداية
وعشقها خطيئة
أصبح منبع سعادتها هو سر ألمها
زهدت الكلمات وتحولت حياتها لمجرد همسات
مع الكائن الوحيد الذي لا يجرح
نعم.......همساتها لتلك الجياد
فأصبحت حياتها ........همساً للجياد
**************************
تمر الأيام دون نكهة ............ كم يتمنى أن يُحليها بنكهة العسل ............. يُعطرها برائحة البندق ............. هي قريبة وبعيدة ............ حاضرة وغائبة .............. تمر من أمامه دون أن تراه ............ ما هذا العبث ............ لم يكن هذا هو إتفاقنا ............. الآن عليه أن يرغمها على الحديث وعلى النظر نحوه أيضاً !!!!!!!!!!!!
كانت في طريقها للخروج من الإسطبل وكان هو متوجهاً للداخل يسحب رعد بلطف .......... كعادتها لم تلتفت نحوه .......... بل كان بصرها موجهاً للأرض تمنى لو رفعت بصرها للحظة ........... لا تنظري نحوي فقط أنظري نحو قرص الشمس الأحمر ............. إشتقت للون العسل بمقلتيك ........... ولكن دون جدوى تختطه وكأنه غير موجود ولم تنظر لشئ لا هو ولا قرص الشمس وكأنها عمياء عن طلته خرساء من أجله هو فقط .............
ماذا دهاه أجنون قيس أم حماقة روميو ................. لقد إعتاد الحصول على مبتغاه وقتما يريد ............. وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ............. كما إعتاد دوماً ........ أسيسقط أسيراً لعشق إمرأة ............ هو بعنفوانه وقوته ........... لا يجوز ................ ومرة أخرى كانت بالإسطبل ........... تلك المرة كانت مع سهيلة ........... دخل الحجرة وبدء حديثه بصوت أجش يصطنع القسوة خشيةً أن يُظهر ضعفه ......
خالد : سهيلة عاملة إيه
كعادتها لم تجبه ولم تنظر نحوه فقط أشارت له بيدها أن الفرسة بصحة جيدة ............. زفر بغضب ثم تابع : ناقص قد ايه تقريباً على الولادة ؟
شعرت بالضيق لإصراره على فتح محادثة ونقض عهدها معه ........... أشارت له بأناملها مرة أخرى برفع سبابتها وإصبعها الأوسط برقم إثنان
رد بغضب : إتنين إيه ........... أسبوعين يعني ما تردي عليا يا دكتورة .......... أنا مش بهظر أنا بسألك في شغل
نظرت نحوه بحده ........... بدت عيناها لامعة من الغضب ............ كادت أن تقتحم إبتسامة ماكرة ثغره ......... على الرغم من كل شئ شعر بالسعادة لمواجهة شعاع العسل الثائر بمقلتيها .............. تابع بنفس نبرته الجادة : أعرف أنا تفاصيل الشغل إزاى دلوقتي
دون أن تنطق أخرجت من حقيبتها بعض الأوراق وناولته إياها ........... كانت تقارير مكتوبة جهزتها خصيصاً من أجله ............ أعطتها له وخرجت دون أن تنتظر رده .......... تصفح الأوراق وتتبعها بنظراته وهو مغتاظ من تصرفها ............ ومعجب به بنفس الوقت ............. هو عاشق رغماً عنه .
******************************
منذ أن أبرمت إتفاقها مع حمزة وهي تنتظر ظهوره ............... إختفى الأحمق .............. تبخر كالزئبق منذ أن هرب من محبسه ............. ماذا ستفعل الآن ...............الأيام تمر ويجب عليها أن تستغل بركان حمزة الثائر قبل أن يخمد ولا تستطيع تنفيذ خطتها وحدها خاصةً أن لا تضمن ردة فعل حمزة عندما يعلم حقيقة نواياها ........... وسوف يعلم فقد أخبرها أنه سيرافقهم للإسطبلات ليتأكد بنفسه من إدعائها ............. زفرت بضيق ونظرت للساعة فوجدتها قاربت على الثالثة صباحاً ........... حاولت أن ترغم نفسها على النوم وبالفعل جافاها النوم بعد وقت ليس بقليل ولكن طرقات ملحة على الباب أيقظتها بفزع ........... انها الرابعة فجراً ............ إقتربت بحذر من الباب ................. لم تصدق نفسها ............. أخيراً ظهر كريم .
تهاوى على الأريكة ثم قال بصوت بائس : البوليس لسه مراقب البيت خاطرت وجيت بمعجزة
إقتربت منه ثم إحتضنته بحنان وتابعت : وحشتني قوي ........ إنت كنت فين
أخرج لفافة تبغ ونفثها في الهواء ثم تابع : عند واحد معرفة وخلاص ظبطني في اللي بتمناه ........... حخلص وحيسفرني بره البلد ............. حتيجي معايا ؟؟
كارمن : اجي ......... حاقعد اعمل ايه
كريم : تمام ............. يبقى حنخلص مع خالد وبعدين نخلع
نظرت نحوه بتساؤل : حتعمل ايه ؟؟؟
كريم : بوم ........ حخليها نار
كارمن : نار ...........نار إيه
كريم : حاولع في المزرعة .
*****************************
غادر كريم ............ غادر بعد رتبا أركان خطتهما جيداً ووقع عليها الشيطان في النهاية .......... تتذكر جملته الأخيرة بدقة ............ أخيراً بقيتي مفيدة يا كارمن ............ نعم مفيدة ولكن من أجل نفسها تلك المرة ......... هو يستحق ........... لن تأخذها به شفقة أو رحمة ........... هل رحمها هو سالفاً لترحمه الآن ............ بماذا تهذي أيها القلب الأحمق ........... هو غارق في ملذاته مع الطبيبة الحسناء ............ وهي لم تعد من ضمن إهتمامته فقد نال ما أراد وقتما أراد ولكن الآن حان وقت رغباتها هي ...........نعم رغباتها هي فقط .
في الصباح إسترجعت بعقلها الخطة مرة أخرى ............ سيُدخلهم حمزة للمزرعة ليلاً وسيأتي كريم بصفة البيطري لحبك روايتها التي إدعتها أمام حمزة ........... لن يستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة ........... سيقوم كريم بتسميم كل الجياد .......... نفس نوعية السم التي إستخدمها المدعو مجدي مع الحصان أدهم ولكن تلك المرة من أجل الجميع ............. بعدها سيبدأ هجوم من نوع آخر ............ عشرات الرجال الذين إستأجرهم كريم سيهجمون كالتتار على الجزء الآخر من المزرعة وستأكل النار كل شئ ............ستلتهم الأخضر واليابس ........ محصول العام ومجهود العمر سيتلاشى في لحظات ............... إبتسامة شريرة طغت على حُمرة الكرز بشفتيها ........... خطة محكمة ولكن هناك عائق واحد ........... حمزة !!!!!!!!
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث و الثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 


تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الرابع و الثلاثون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الرابع و الثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
أيقظها أنين متقطع ................... نظرت في الساعة فوجدتها الثانية صباحاً .............. خرجت من غرفتها مسرعة لتجد رقية تمسك ببطنها وتتحرك حائرة بين غرفة نومها ودورة المياة ............
إيناس : مالك يا رقية في ايه ؟
رقية : مفيش يا حبيبتي ........... ده شوية مغص
إيناس بقلق : رقية متأكده إنه مغص ..........
رقية : يعني ايه
إيناس : لحسن تكون ولادة
أمسكت رقية ببطنها المنتفخ مرة أخرى وهي تتمتم في قلق : وووولادة .............. إيناس : إنتي بقالك حوالي عشر أيام في التاسع ........... بدري شوية بس بجد ممكن تكون ولادة
رقية بصوت ضعيف : اااااااااااااااااااه
إيناس : إيه ............ الوجع زاد
أومأت رقية برأسها دون أن تنطق وبدأ العرق يتسلل بخبث إلى جبهتها .............. صمتت إيناس للحظات حتى تستعيد تركيزها ثم شرعت سريعاً في إرتداء ملابسها وهي تقول : أنا حالبس وأساعدك تلبسي وكلمي بشمهندس حسن يرتب مع الدكتورة .............لازم نروح على المستشفى ........... بدت ملامحها قلقة ورددت كلماتها بنبرة مرتعشة : مستشفى !!!! حاولد ........
إقتربت منها إيناس وأحاطت وجهها بكفيها لتهدئتها ثم تابعت : ششششششششششش .............. إهدي ........... حنبقى ثلاثة .......... هه .............ثلاثة
إبتسمت لها رقية وترقرقت العبرات بعيناها .......... تابعت إيناس : أنا حساعدك في اللبس وبعدين حاكلم البشمهندس ............. تمام
أطاعت رقية إيناس وشرعت في إرتداء ملابسها وبعد حوالي نصف ساعة كانت سيارة خالد تنطلق بهم مسرعة نحو المشفى ....... حسن يجلس متوتراً بجانب صديقه وإيناس تمسك بيد رقية وتجفف عرق ألمها الذي إشتد عليها مع مرور الوقت .......
***********************

نظرت الطبيبة لرقية بإبتسامة وتابعت : البشمهندس قلقان قوي نزلني وش الفجر ولسه بدري
إيناس : يعني مش حتولد دلوقتي ؟
الطبيبة : قدامنا كام ساعة .............. خرجت الطبيبة من الغرفة وكان حسن بالخارج يقف متلهفاً : خير يا دكتورة
الطبيبة : خير يا بشمهندس متقلقش .............. أنا حاستنى ثلاث ساعات بس اذا الرحم مافتحش زي ماقلتلك قبل كده حاولدها قيصري
حسن : يعني هي صعب تولد طبيعي
طبيبة : كله بإيد ربنا .......... بس إنت عارف ظروف السن وكمان بكرية .............القيصري إحتمال أقرب لكن برده تاخد فرصتها ........ عنئذنك
ربت خالد على كتف حسن قائلاً : متقلقش .......... حتقوم بالسلامة إن شاء الله
حسن : أنا متشكر قوي يا خالد تعبتك معايا وقلقت نومك بس فعلا مكنتش قادر أسوقخالد : إنت بتقول إيه يا حسن إنت عشرة عمر .........إبتسم حسن لصديقه وظل يراقب غرفة زوجته بقلق ويستمع لأنينها الذي زاد مع مرور الوقت ...........
وكما توقعت الطبيبة تم إدخال رقية لغرفة العمليات لإجراء جراحتها القيصرية ............. وبقي ثلاثتهم ينتظرون خروجها ............. حسن يقف منزوياً بأحد الأركان بملامح من القلق وإيناس جالسة على أحد المقاعد بوجه شارد وخالد يراقب كلاهما وإن كانت إيناس صاحبة النصيب الأكبر من نظراته .............. إقترب منها وجلس على المقعد بجانبها ثم قال لها بنبرة حانية : شكلك مجهد ........... أجيبلك قهوة أو شاي
إبتسمت بحرص وحركت رأسها بالنفي دون أن تنظر نحوه ............ لم يتحدث بعدها .......... أسند رأسه إلى الوراء وأغمض عينيه.

شعرت بالحرج عندما لمست من أنفاسه المنتظمة أنه غفا على المقعد المجاور لها ............ بدلت مكانها وجلست في المقعد المقابل ............ رغماً عنها شرعت تتأمل ملامحه النائمة .........بشرته الداكنة ............حدة عيناه التي غلبها النوم............ أنفه المستقيم ............ فمه القاسي .............للحظة شعرت أنها إفتقدت النظر نحوه ............. إفتقدته ..........تداركت نفسها سريعاً وتحاشت النظر إليه فآخر ما توده هو أن يضبطها متلبسة بجرم تأمله .

************************
وصل أخيراً ...............مضيئاً كالبدر ........... يبدو كالملاك النائم ........... قبل حسن جبهته في حنان وإبتسمت إيناس بدورها وتابعت : مبروك يا بشمهندس
حسن : الله يبارك فيكي يا دكتورة ............. ها شبه مين
إيناس : لسه مش باين
حسن : مش باين إزاي ده شبهي بالمللي ............. في تلك اللحظة دخل خالد للغرفة فتابع حسن بنبرة فرِحة : صح النوم ............. تعال شوف خالد الصغير
إقترب خالد منهم ونظر معهم نحو الصغير المستلقي بآمان في فراشه ثم تابع : خالد مين ده حسن الصغير ........... ده إستنساخ ولا إيه
حسن : طيب ورينا شطارتك وهاتلنا نسخة تانية منك
إبتسم خالد بمكر ثم تابع : والله نفسي
أصابها الإرتباك من نبرته تابعت على الفور : هي رقية حتخرج إمتى
حسن : الدكتورة بتقولي ربع ساعة وبالفعل بعدها بفترة جاءوا برقية التي كان وجهها شاحباً وغائبة عن وعيها ............. أمسك حسن بيدها في قلق فقالت الممرضة على الفور : متقلقوش ............ معلش شوية وحتفوق من البنج ............
بالفعل بدأت رقية تفيق بعد دقائق ............ كانت تهذي بكلمات غير مفهومة ........... ظلت إيناس بجانبها وحسن أيضاً وإنسحب خالد وإنتظرهم بالخارج . أخيراً عادت للواقع ............ نظرت بشوق لفراش الصغير وقبل أن تنطق أحضرته لها إيناس وهي تقول بإبتسامة : زي القمر ........... ما شاء الله .
الأمومة
تلك الغريزة الفطرية التي إختص الله عز وجل بها الأنثى ........... منذ نعومة أظافرها تحتضن دميتها بحنان ............. تعتني بها وكأنها مشروع أم صغيرة ......... يقال أن الأمومة من أقوى غرائز المرأة وأروعها على الإطلاق .............
إحساس رائع ............ قرأت عنه ........... تمنته ........... تملك عالمها ................ولكن ما تشعر به الآن يختلف عن كل ما مرت به ............... عن كل ما رغبته وتصورته وتركت لخيالها العنان من أجله .
مشاعر غامضة إجتاحتها بمجرد أن إحتوته بين أحضانها ........... سعادة وخوف وبهجة ورهبة وسكينة وقلق ودقات قلب متسارعة وواقع إنفصلت عنه عندما قربته من نهدها لينال رزقه الذي قسمه له الخالق عز وجل ........... شعرت بضعفه ............ بإحتياجه الشديد إليها ............ بسكينته قُرب قلبها ............. بعبق أنفاسه التي كانت أفضل من رائحة المسك والعنبر مجتمعين ............. حالة غامضة من المشاعر ............. عشق من نوع آخر تتهاوى أمامه أشهر أبيات الهوى و أقوى دواوين العشق ...........
إبتسمت برضا وأغمضت عيناها لتستمع بأول لحظات أمومتها .............. ************************

خرجت إيناس من الغرفة وأغلقت الباب خلفها بهدوء ......... توجه حسن نحوها قائلاً ناموا ؟
إيناس : أيوة الإتنين
حسن : طيب كويس .........برده رقية محتاجة ترتاح .............. بجد يا جماعة أنا متشكر ليكم جداً تعبناكم معانا
خالد : مفيش تعب ولا حاجة .......... هي حتخرج إمتى ؟
حسن : علشان قيصري حتقعد في المستشفى ثلاث أيام
إنتبهت إيناس وتابعت : كده حتحتاج هدوم زيادة ليها وللبيبي
حسن : أنا دلوقتي حاروح أجيبلها كل اللي هي محتاجاه
خالد : تروح فين خليك جنب مراتك وإبنك ............ أنا حاخد إيناس أرجعها المزرعة وهي حتجهز الحاجة وحابعتهالك ..........
حسن : مش عايزين نتعب الدكتورة أكثر من كده
إيناس : يا بشمهندس تعب ايه بس ............ كمان رقية حاجتها وحاجة البيبي عندي
خالد : خلاص يبقى حنمشي إحنا دلوقتي .......... عايز حاجة تانية
حسن : سلامتك يا حبيبي
خالد : تمام ....... يلا دكتور .......... توجه بعبارته نحوها وظل منتظرها فأومأت رأسها بالإيجاب وغادرت معه عائدة للمزرعة ..........
وكعادتهما كانت لحظات الصمت هي زاد الطريق ............ صمت قطعه هو بصوت هادئ قائلاً : جهزي الحاجة وأنا حابعتلهم السواق بيها على المستشفى .............. قبل ما تعترضي الساعة داخلة على تسعة وإنتي منمتيش من إمبارح ......... رجوعك مجهود على الفاضي
كان إقتراحه هو الأكثر منطقية خاصةً أنها بالفعل متعبة وتحتاج للنوم وغالباً سينال حسن قسطاً من الراحة بدوره ...... أومأت رأسها بالموافقة وظلت تراقب الطريق حتى وصلا وبعد أن جهزت حقيبة الملابس وأخذها السائق تهاوت على الفراش وغطت في نوم عميق بعد لحظات ..............
******************************** نظرت كارمن نحو كريم بحدة وقالت وهي تراقب ساعتها : زمانه على وصول ............ زي ما إتفقنا يا كريم .......... خد بالك من كلامك معاه مش عايزاه يشك في حاجة
كريم : خلاص فاهم ............... بس هو الواد ده آخره ايه
كارمن : يعني ايه مش فاهمة
كريم : هناك يا ماما حيعمل ايه لما يشوفني بحط السم
كارمن : وهو حيعرف منين انه سم نبقى نقوله اي حاجة ............ علاج ............ تحليل إنت بتعمله
كريم : مش حيصدق طبعاً ..............عموما الواد ده أهميته إنه يدخلنا بس أوصل وساعتها مفيش قوة على الأرض حتوقفني عن اللي في دماغي
نظرت نحوه بقلق ............ لا تعلم لماذا شعرت بإنقباض شديد ............ قررت تجاهل قلبها الأحمق وتابعت : هو حيدخلنا بدري علشان محدش يشك وحنستنى عنده في البيت
كريم : كده أحسن فعلا ............ هو قالك جاي إمتى إتأخر
إبتسمت بآسى : هانت يا كريم ............ هانت
***********************

هل حقاً الغاية تبرر الوسيلة ............. وما هي غايته إنقاذها كما يدعي أم فقط هو يكرهه ............. نعم يكرهه ويتمناه عاصياً ......... مخطئاً ......... مجرماً يستحق العقاب ............... عبث .............. كلما هدأ قليلاً تقفز صورة القبلة الآثمة لخياله فتؤجج البركان بصدره من جديد ............

إستقرت كارمن بجانبه في السيارة .............. كانت متأنقة بشدة .............. ترتدي لونها المفضل .......... تبدو كشعلة نار متأججة ............ حمرة شفاها طاغية .............زرقة عيناها مفرطة .............عطرها المثير إخترق أنفاسه ........... زاحم الهواء للوصول إلى صدره ............ إنتابه شعور خانق ......... هرب بأنفاسه نحو الهواء الطلق وفتح نافذة السيارة على مصراعيها لتحتل النسمات المنعشة الأجواء من جديد ........... كان الآخر جالساً بالخلف ........... رمقه بنظره باردة وإبتسامة صفراء ............ وبدأت كارمن التعارف و أنهته بإقتضاب ............. دكتور وائل ............ المهندس حمزة ..............


************************************
******************************

فتحت عيناها وتجولت ببصرها في أنحاء الغرفة في محاولة لإستعادة ذكرى ما حدث .......... إبتسمت بيأس عندما إكتشفت أن الساعة قد تعدت السابعة مساءاً .............. لقد غطت في سباتٍ عميق وطويل ........... يا إلهي عشر ساعات !!!!!! زمت شفتيها ............ ستظل إذن مستيقظة حتى الصباح ............... نهضت من الفراش ثم هاتفت رقية بالمشفى للإطمئنان عليها وبعدها قررت الإستمتاع بحمام دافئ ووجبة شهية ........... كانت تعد قهوتها الساخنة عندما لمحت القمر المكتمل ............ تود حقاً أن تخرج للحديقة ولكن ............... خالد .
خشيت أن تلتقي به مصادفة ............... نظرت للساعة فوجدتها قد تعدت الحادية عشر مساءاً ............. ربما نام مبكراً ........... نعم بالتأكيد نام فهو لم يغفو بحماقة مثلها ومارس بعض العمل ........... لقد سمعته وهو يحادث أحدهم بالهاتف عندما كانا في طريق العودة ............ كان يخطط لبعض الأعمال ............ حسناً ربما يحتضن فراشه الآن بل من المؤكد ............. خرجت بهدوء ونظرها يسبقها نحو حديقته ............ تنهدت براحة عندما إلتمست الهدوء والأضواء الخافتة ........ لقد صدق حدسها تلك المرة ............. ليلة تبدو مميزة ........... قمرٌ مكتمل ........ مثل تلك الليلة التي هاجمه فيها الأشقياء وكادوا أن يفتكوا به .............. شعرت بإنقباض ............ قلق أفسد عليها أمسيتها . خاصة أن عيناها كانت تراقب حديقته بترقب خوفاً من أن يباغتها بحضوره كما جرت العادة ............ تذكرت أول مرة رأته ............ إبتسمت ساخرة عندما أيقنت أنها ترتدي نفس الثوب الذي كانت ترتديه ليلتها .............. تذكرت أيضاً ليلة أخرى .............. عندما غاصت دون وعي ببحر نظراته وبادلته قول البصر لدقائق ........... ذكرى إرتباكها وهروبها بتلك الليلة تزامنت مع رؤيتها لكوب قهوتها المفقود على طاولة حديقته ............ إرتجفت شفتاها عندما ميزت كوبها المفضل وأيقنت أنه إحتفظ به ................... بدت ملامحها منقبضة ........... عيناها مغمضة ............. لماذا تفعل بي ذلك ............ هذا يفوق إحتمالي ............ يفوق إحتمالي ...............

*****************************

نظر حمزة نحو كريم بريبة وبدأ الحديث قائلاً : إنت تعرف كارمن من زمان
إبتسم كريم ببرود ثم وضع لفافة التبغ بفمه دون إكتراث وظل يبحث بيأس بين جيوبه عن قداحته .............. فوجئ بيد حمزة أمام فمه وبها ثقاب مشتعل ............ أشعل لفافته ونفث دخانها بإبتسامة ماكرة ثم تابع : إنت بتدخن
حمزة : مبطل بقالي سنتين بس إتعودت يبقى معايا كبريت
كريم : ده من حظي
حمزة : مقولتليش تعرف كارمن منين
- وائل يبقى جاري في العمارة
قالتها كارمن بنبرة صارمة وهي تتوجه نحوهم بعد تركها لهم لدقائق لتجلس منفردة بالشرفة
إبتسمت بإقتضاب وتابعت : ومشكور قرر يساعدني
صمت حمزة قليلاً ثم باغت كريم بتساؤل آخر : وتفتكر يا دكتور ليه خالد ممكن يعمل كده .......... يغش ويزور في السلالة !!!! شئ غريب تابع كريم بثقة : الفلوس .......... هو في سبب غيرها
حمزة : بس خالد إبن ناس ومش فقير
كريم : كلنا ولاد ناس وبعدين عادي أغلب الحرامية أغنياء
لم تكن كارمن مطمئنة للحوار قاطعتهم بثقة مصطنعة : حمزة الساعة عدت 12 دلوقتي ............ نتحرك
حمزة : لا حنستنى ساعتين كمان أضمن
كريم : إيه كارمن إنتي نسيتي ولا إيه إتفاقنا مع االبشمهندس على الساعة 3 الفجر وأنا شايف إن الوقت ده مناسب جداً
كان كريم يتحدث ويوجه لها نظرة ذات مغزى إستدركت معناها عندما تذكرت الجزء الثاني من الخطة ورجال كريم الذي رتب معهم موعد الهجوم ليكون في الثالثة والنصف صباحاً ........... التوقيت مهم للغاية قرأتها في عيونه دون أن يتحدث ........... تابعت بنبرة ماكرة : عندك حق يا وائل ............ أنا مش عايزة حد يعرف إنك ساعدتني يا حمزة ومش حاستحمل إن خالد يإذيك
غضب حمزة من جملتها الأخيرة وتابع : أنا مش خايف من خالد يا كارمن ........... الحكاية كلها إن كلامك خطير ولازم أتأكد منه ودي الطريقة الوحيدة للأسف ........... عموماً 2 أو 3 مش فارقة ........ وقت ما تعوزوا حنتحرك ...........
تركهم وتوجه للشرفة كان يشعر من داخله أنه يرتكب خطأ جسيم ........... خيانه ............ لطالما كره الميكافيلية بكل أشكالها و صورها ولكن ماذا لو كانت محقة .......... ألم تكن محقة من قبل ......... وكان هو الأحمق ........... كان عليه أن يتأكد ........... كان بحاجة لصورة مكتملة وهذا هو السبيل الوحيد .***************************


ظلمة الليل قاربت على الإنقشاع ........... مثل ظلمة عقله ........... إنطلقت السيارة بثلاثتهم نحو الإسطبلات .......... نحو الحقيقة ........... نحو النهاية كما يرسمها عقل كل منهم ........... كلٌ على هواه ................
ترجل حمزة من السيارة ليجد كريم قد سبقهم وتوجه مسرعاً بحماس نحو مدخل الإسطبلات ........... كانوا ثلاثة ........... دخل كريم أولهم وخلفه كارمن وحمزة ...........
كارمن : الدنيا ضلمة قوي
حمزة : النور من هنا ..........
أشعل حمزة الأضواء
كريم : أيوه كده ............الله ينور يا بشمهندسحمزة : الخيل شكلها عادي .........كلهم شبه بعض ولا إنت شايف إيه !!!!!
لم يعره كريم إنتباهاً وتوجه بعزم نحو أحواض المياه وبدأ بإفراغ مادة بيضاء بداخل الأحواض ثم بدأ يحث بعض الخيل على الخروج للشرب ويملأ السطول أمام البعض الآخر ............ ما يفعله لجّم حمزة لدقائق ثم إستدرك نفسه وتابع بصوت زاعق : إنت بتعمل إيه ؟
ردت كارمن مسرعة : إستنى بس يا حمزة ......... ده شغله وهو فاهم يعمل ايه
حمزة بدهشة ممزوجة بالغضب : شغل إيه !!! ......... وقف عندك ورد عليا
رمقه كريم بنظره مخيفة وتابعت كارمن وهي تجذبه من ذراعه للخارج : طيب تعال بس وأنا حافهمك ..........
تخلص حمزة من قبضتها بغضب ثم توجه نحو كريم يحدثه بغضب : إنت يا بني آدم رد عليا ........... إيه اللي حطيته في المية ده
................. هشششششششششش هشششششششششششش
كان يبعد الخيول بعزيمة كي لا تقترب من المياة ............. نظر نحوه كريم بحده ثم باغته بدفعة قوية أسقطت حمزة أرضاً بجانب كومة من العلف ثم تحركت شفتاه بشراسة كشفت عن قبح أسنانه الصفراء : بقولك ايه يا شاطر أنا مش ناقص عيل خرع زيك يبوظ اللي في دماغي
قال جملته ثم صوب مسدس أخرجه من طيات ملابسه نحو حمزة في تهديد صريح ...........
شهقت كارمن بفزع : كريم ............ لأ
كريم : خليه يتلم لسه ناقص إسطبليننظر حمزة نحوه بصدمة : كريم !!!!!!!!!!!!!!! ...........كارمن ببأس : أيوه كريم ......... أخويا ........... اللي إتسجن بسبب خالد ........ فوق بقه ............ كله بسبب خالد .......... وإنت فقدتك حبيبتك بسبب خالد ............ آن الآوان يدفع الثمن ........... كله حيضيع .......... الخيل حتموت والمزرعة حتولع نار ........... وريح نفسك ........... مفيش في إيدك حاجة تعملها
كان حمزة ينظر نحوها في صدمة ........... شعر وكأنه سقط ببئر غويط بجوف الأرض ........... أعاده صوت كريم للواقع وهو يقول لها : مفيش وقت ......... شوفي حبل أكتفه بيه ............ الرجالة خلاص حتهجم كمان تلت ساعة ولسه بقية الخيل ........مرت دقيقة ............ هي تبحث عن قيد وفوهة السلاح متجهه نحوه وكريم سيطلقها دون تردد لو تقدم خطوة واحدة .......... يتحدثون عن رجال .......... حريق ............ تذكر يوسف ......... نيرمين .........عمر ...........رقية ...........حسن ......... إيناس ........... إعتصر عقله بيأس ........... هم على بُعد دقائق من الفزع .......... الذعر ........... الهروب العشوائي .......... لمعت عيناه ......... لمح كريم إبتسامة عابثة إرتسمت على ثغره ........... ما بُني على خطأ فهو خطأ ........... ولا سبيل للصواب مع هذا الخطأ ............ خطأ أخير عليه أن يرتكبه ليصلح كل ما فات .............. أشكرك كريم ........ دون أن تدري قدمت لي الحل على طبقٍ ذهبي متوهج ............ النار ........


قبل أن تختفي إبتسامته العابثة من على وجهه وقبل أن يوقن كريم سببها ............ أسقط حمزة عود الثقاب المشتعل على كومة العلف بجانبه ........... ربما هو لا يفقه شيئاً عن الجياد ولكنه يعلم جيداً عن خوف الحيوان من النار . تسمر كريم مكانه وهو يراقب شعلة اللهب التي كانت تتحول بفعل العلف والأخشاب بالإسطبل لحريق هائل فزعت منه الخيل وهمت بالهروب غير عابئة بماءٍ ولا طعام ........... غيظ وغل شديد إجتاحه ............ وجّه سلاحه بغضب نحو حمزة ولكن في خضم الفوضى وعشوائية الجياد إستطاع حمزة أن يقذف بنفسه خارج الإسطبل دون أن تصيبه رصاصة كريم ...........
كارمن أيضاً أصيبت بحالة من الذهول وعندما إستدركت ما يحدث وحاولت الهروب إصطدم رأسها وفقدت الوعي وإنشغل كريم بسحب جسدها من جحيم النيران وثورة القطيع الهائج .............. وفي النهاية إستطاع حمزة تحرير باقي الجياد من باقي الإسطبلات ودفعهم للهروب قبل أن يصل إليهم كريم وساعدته النيران التي إلتهمت الإسطبل الأول فأطلقت الحيوانات سيقانها للريح فزعاً من اللهيب ........... ومثلها إنطلق بدوره مسرعاً بسيارته نحو الجزء الآخر من المزرعة لتنبيه الجميع............ يد تحرك المقود بإرتباك ويد تهاتف الشرطة ..........
نظر كريم حوله في غضب فلم يجد غير عفر حوافر الخيل الجامحة ............. صرخ بغيظ وأقسم بقتله ........... سيزهق روحه حتماً .............
***********************






كانت إيناس تعلم أنها لن تستطيع النوم حتى الصباح .......... جلست أمام التلفاز رغبةً في تشتيت أفكارها ولكن دون جدوى ................. ما زالت متخبطة بشأن مشاعرها ومشاعره أيضاً ............ الساعة تعدت الثالثة فجراً ............ قررت إرغام نفسها على النوم ولكن صوت غريب أفزعها ......... ماهذا !!!
يبدو كصهيل .......... لا بل ركض ....... وكأنه قطيع هائج على وشك إقتحام المكان ...........خرجت مسرعة دون تفكير وأهالها ما رأت ............ قطيع ثائر من الجياد يركض بذعر ........ قبل أن توقن أنهم يتقدمون نحوها جذبها خالد بعيداً عن طريق الحيوانات الراكضة ليسقط كلاهما وأحاطها هو بجسده بغرض حمايتها .............
إختفى الصوت ........... وإبتعد هو عنها ولكنه سألها بقلق : إنتي كويسه
نظرت حولها في ذهول وخرج صوتها مرتعشاً : هو إيه اللي حصل
ضرب الأرض بكفه .......... هو لا يعلم ماذا حدث ........... لا يعلم شئ ............ لقد سمع الصوت بدوره مثلها وخرج مذعوراً ليجدها تقف بطريق الجياد الجامحة ........... دفعها ودفع نفسه بعيداً عن القطيع قبل أن يُدهس كلاهما .......... صراخها قطع أفكاره ......... أشارت بذعر نحو وهج بعيد وهي تقول : حريق
لا يدري ماذا أصابه ........... كان صامتاً كالصنم .........إستدرك نفسه عندما سمعها تقول بذعر : سهيلة .......... سهيلة مش حتقدر تجري ........... رعد
قبل أن تكمل جملتها هرع كلاهما للسيارة وإنطلق خالد بسرعة البرق نحو الإسطبلات ...........*****************************



نظر كريم لكارمن الفاقدة للوعي بغيظ وبدأ يحرك وجهها بغرض إفاقتها قائلاً : كارمن ........... فوقي ............... فوقي بقه يا ريتني ما سمعت كلامك .......... الغبي بتاعك بوظ الدنيا أخرج هاتفه بغيظ وتحدث لأحدهم :إنتم فين ........... 5 دقائق !!!!!! ......... إنجز مفيش وقت ........... عايزها نار
زفر بغضب وعاد يحركها بعنف أقوى ولكن لفت إنتباهه ضوء سيارة قادمة .......... سحبها وإنزوى بعيداً ليرقب القادم ......... عندها عادت إبتسامته .......... إنه خالد .
كانت إيناس تضع يدها على صدرها لتهدئ من دقات قلبها المضطربة ..........مضطربة كأنفاسه ............. أنفاسه اللاهثة كلغو عقله ............ عقله الذي كاد يفقده كما إختفت الدماء من عروقه المتصلبة ........... إرتخت قبضته المتشبثة بالمقود عندما وصلا ............ هتفت إيناس : الإسطبل اللي فيه سهيلة ورعد سليم ........... هرعت للداخل وهو خلفها ولكن بعد أن رمق الإسطبل الآخر أو ربما بقاياه بغيظ ...........
دخلت إيناس لتجد الفرسة المسكينة منزوية بأحد الأركان ........... كان جلياً أنها لم تقوى على الركض والأسوء رعد ............ الحصان المسكين كان يتحرك بفزع .......... بذعر يتخبط بكل شئ ........... إقترب خالد سريعاً من رعد وشد لجامه وهمس بأذنه لتهدئته على الرغم من إضطرابه الشديد ثم سحبه للخارج وسحبت هي سهيلة بدورها وقبل أن يفكر أحدهم بالخطوة التالية وجدوه بإنتظارهم وعلى ثغره إبتسامة بائسة
بدت أعين خالد لامعة من الغيظ عندما رآه .......... قال بحنق : كريم
رد كريم بنبرة باردة : حيكون مين غيري
خالد وقد بدا غيظه جليا : اه يا كلب يا .............
خطا خالد نحوه للكمه ولكن إستوقفه كريم بعد أن أشهر سلاحه بوجهه قائلاً : عندك
خالد : بتتحامى في مسدس يا ابن مختار
كريم : متستفزنيش ........... أنا مش عايز أموتك .......... أنا عايز أشوف الحسرة في عينك بعد ما أضيع منك كل حاجة رغماً عنه بدت عيناه خائفة ............ قلقة
تابع كريم بنبرة المنتصر : دلوقتي الرجالة بتوعي حيخلصوا ....... النار حتاكل كل حاجه ......... محصولك ........ أرضك وكمان الخيل بتاعتك اللي طلعت تجري
تمكن الغيظ من خالد ولم يبالي بسلاح كريم تقدم نحوه بغضب وهو يسبه ولكن كريم أطلق رصاصة بجانب قدميه لإفزاعه وتابع : عندك ......... المرة الجاية حتكون في قلب الحصان بتاعك
قال جملته ببأس وتوجه ببصره نحو رعد الذي تملك منه الذعر من صوت الرصاص ............. شهقت إيناس بفزع بدورها ........... كانت تراقب ما يحدث بقلب مضطرب كاد أن يتوقف عندما أطلق كريم رصاصته .......... رمقها كريم بنظرة باردة وتابع : وحضرتك تبع مين بقه
أجاب خالد بحنق : مالكش دعوة بيها
كريم : أدينا بنتسلى على بال ما مزرعتك تتحرق ........... حد يلاقي حاجة حلوة كده وميتسلاش
كانت نظرته الثانية نحوها دنيئة ...........وقحة ............ أغضبت خالد بشدة وتقدم لتحطيم فكه غير مبالي ولكن صراخ إيناس خوفاً عليه شتت إنتباهه وعندها أطلق كريم رصاصة أخرى في الهواء أفزعت رعد المسكين وقبل أن يعي خالد ما يحدث وقبل أن يفرغ كريم من تهديده الجائر بأن رصاصته القادمة حتماً ستكون بقلب جواده الأسود ............ كان أقدام رعد بصدر كريم ووجهه تركل في فزع ...... ذعر .......... ليسقط صريعاً على الفور ........
صرخت إيناس من هول ما رأت وسحب خالد رعد بعيداً عن جثة كريم وملامح الصدمة بادية على وجهه ........ حالة من الذهول إجتاحت كلاهما .............. سكون قطعه صراخ كارمن التي كانت تتقدم بإرتجاف نحو جثة أخيها وهي تصرخ : كرييييييييييييييم كانت كارمن قد إستعادت وعيها ببطء على صوت أول رصاصة .......... من بعيد رأت خيال أشخاص وقبل أن تستدرك ما يحدث رأت الجواد وهو يقفز على كريم ليقضي عليه في لحظات وخالد يراقبه .
نظرت نحو خالد بحنق وتابعت بنبرة مضطربة : ليه ........... ليه
خالد : ليه !!!!
كارمن : حتى كريم ضيعته مني ............ ضيعتني ........... وبابا مات زعلان مني ......... ودلوقتي قتلت كريم
لم يجبها خالد كان ينظر نحوها في ذهول ............. غضب................. غيظ ............. شفقة لمشاهدتها نهاية أخيها البشعة ............ أجاب بإقتضاب : أنا مقتلتوش
ردت صارخة : لأ ............ قتلته ............ سلطت عليه حصانك .......... إنت شيطان ........... فاهم ...........شيطان
خالد بغضب : أنا شيطان !!!!! وإنتم إيه ملايكة ........... كنتم جايين ليه يا كارمن ........... إنطقي
كارمن ببأس : جايين نحاسبك يا خالد
خالد : تحاسبوني ............
كارمن : أيوه ............ حسابك كان تقل قوي ........... خدعتني ............ سجنت كريم .......... موتت بابا بحسرته خالد : أنا رجعت حقي .......... اللي سرقه أبوكي
كارمن : إنت أخذت دور القاضي والجلاد .......... حكمت ونفذت الحكم ........................ودلوقتي جه وقت الحكم عليك
قالت جملتها بعد أن سحبت سلاح كريم وأشهرته في وجهه ............
بدا خالد صامداً ولكن خلف صموده رجفة إجتاحت كل جسده ........................ كارمن تبدو محطمة الأعصاب ........... منهارة .......... قنبلة على وشك الإنفجار .......... يبدو أنها النهاية ............ نظر نحو إيناس التي كانت تراقبه بعيون متحجرة العبرات ............ ثم أغمض عيناه ليكون شعاع العسل النقي آخر ما إلتقاه بصره وإنطلقت الشظية ............. لم يشعر بألم ..............أهذا هو الموت ......... لا بل ثقل ............ جسد يتهاوى بين ذراعيه .......... عطر البندق إخترق أنفاسه .............. لاااااااااااااااااا ........... أبصرها في هلع وهي تسقط على صدره مضرجة بدمائها ................
صاحبة جدائل البندق ...........
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع و الثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 


تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الخامس و الثلاثون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الخامس و الثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
الأسطورة تقول أن وردة الحب الحمراء هي في الأصل وردة بيضاء ............ تتحدث الأسطورة عن طائر صغير ............ ضحي بحياته من أجل معنى العشق ............لون بدماءه الوردة البيضاء من أجل من يحب ............. لتصبح في النهاية وردة حمراء ........... رمزاً للعشق ........... للشغف ........... للتضحية .ذكرى !!!!!!!!!
ستفقده مرة أخرى ............ستمر بذلك من جديد ............ ذكرى أخرى ............. هل حقاً سيرحل خالد عن عالمها ........... لا ............ لن تحتمل ............ الموت أفضل ..............أرحم .......... ودون ترتيب ............ دون تردد ركضت نحوه .............. في اللحظة المناسبة تلقتها بدلاً عنه ............ ربما .......... لا تدري ........... فقد بدا العلم مشوشاً بعد ذلك ولكنها كانت تشعر بأنفاسه الحارة تلفح وجهها ............. بذراعيه اللذان احاطا جسدها بشغف ............. بحشرجة صوته وهو يصرخ بإسمها وبعدها لم تشعر بشئ ....................


هو لم يشعر بألم ..............أهذا هو الموت ......... لا بل ثقل ............ جسد يتهاوى بين ذراعيه .......... عطر البندق إخترق أنفاسه .............. لاااااااااااااااااا ...........
أبصرها في هلع وهي تسقط على صدره مضرجة بدمائها ................
صاحبة جدائل البندق ...........
إيناس

خرجت نبرته هامسة .......... خائفة ............ متشككة ............ شك أتبعه يقين صارخ : إينااااااااااااس
أبصر الوضع حوله في ذهول ........... كارمن مغمضة العينين ...........مرتجفة ................فوهة سلاحها الآثم ما زالت مسلطة نحوهما ............ هي مدماة بين ذراعيه ............... أبصر دمائها على قبضته ........... أدارها نحوه ...........ضمها لصدره هاتفاً بإسمها علها تجيب ............. لااااااا ............. إنها تُغمض عيناها ............... يخمد شعاع العسل بين ذراعيه .............. لا............... لا تتركيني .............. عبرة سقطت من عيناه ................. منذ سنوات لم يتذوق طعم العبرات ............... إنها مالحة كماضيه البائس ................ لا ........... لن يبكي ........... هو لا يستسيغ تلك العبرات ............ إيناس حية .......... نعم حية لم تمت ............ يشعر بنبضات قلبها النازف في صدره ......... ما بال العالم ظلاماً ............... شعر وكأنه لا يبصر شئ ............. ولكن هناك خطوات .............. همهمات ............ ضجيج نعم ضجيج ............... إستدرك الواقع أخيراً .............. صرخ بالجمع الذي إقترب منه في هلع .......
- دسوقي ............ على العربية بسرعة ............. بسرعة ................مستشفى بسرعة

أيقظهم صوت الرصاص .............. دسوقي كان أول من هرع للخارج فمقر سكنه هو وبقية العمال يقع خلف الإسطبلات .............. وصلوا بعد 10 دقائق من الركض وهالهم ما رأوا ............... خالد بوجه شاحب وإيناس مصابة بين ذراعيه ............. إمرأة صهباء بأيد مرتعشة ........... تبكي بهيستريا ............. هرع دسوقي لسيارة خالد عندما إستدرك ما يقول وخالد خلفه يحمل أيناس بين ذراعيه ............. وكارمن جاثية على الرمال لا تصدق ما حدث ............
- بسرعة يا دسوقي .............. بسرعة
كان صوته صارخاً ............. مذعوراً .............. كانت بين ذراعيه في مقعد السيارة الخلفي ............ دماءها على صدره .............. كم إشتاق لضمها ................. لعطر جدائلها البندقية والآن هي في أحضانه ولكن ............ دون عطر البندق ....... دون ضوء العسل ............ نبضاتها تخفو ........... تهرب ................. صرخ مرة أخرى : بسرررررررررررعة
بعد حوالي عشر دقائق وصل دسوقي بالسيارة لأقرب مشفى ........... دخل كالمجنون يحملها بين يديه .............. وضعوها على أحد الأسرة .......... نبرة الطبيب كانت باردة ........... حمقاء : دي خلاص يا أستاذ .......... دي ميته
قفز كالفهد وأمسك برقبته وهو يصرخ بغضب : ما ماتتش ............. قلبها بيدق أنا حاسس بيه ............. إيناس ما ماتتش إنت فاهم
هرع طبيب آخر نحو غرفة الطوارئ على صوت صراخه ............ وضع يده على رقبتها ............... صرخ على الفور : في نبض .............. عمليات بسرعة .............. حالا
تهاوى على الأرض جالساً وراقبها بقلب منتفض وهي ترحل مع ذوات المعاطف البيضاء ..........************************
- إيه !!!!! حمزة إنت بتقول ايه

كانت كلمات حمزة صادمة بالنسبة ليوسف الذي إستيقظ على مكالمته المزعجة ............ كلماته المبعثرة ........... عباراته الغامضة ............... يتحدث عن حريق ............ سُم ............خديعة ............ هجوم وشيك
تابع يوسف : ممكن تهدى أنا مش فاهم منك حاجة
عبارته التالية كانت صارخة ............ جامحة ............. سمعتها نرمين بوضوح وهي بجوار زوجها ............... فاحتضت وليدها في جزع

حمزة : مش مهم تفهم ............. بقولك في ناس حتهجم على المزرعة حالا .............. بلطجية ............ حيحرقوا كل حاجه ............... جمع كل الرجالة .............. مهندسين وعمال ............. مفيش وقت
أغلق حمزة الهاتف وضغط بعزم على الوقود ليلتهم الطريق بسرعة جنونية ........... قبض على المقود بغيظ ............. إفتعلت حريق وسأمنع الآخر .................. نعم سأمنعه .............. سندافع عن حلمنا لآخر نفس ............. المزرعة ليست حلم خالد فقط .............. بل هي واقعنا جميعاً ........... ولن يسرقه الحقد من جوانب دنيانا ............. وصل حمزة وكان الجو يبدو هادئاً !!!!! ............ لمح يوسف ومعه جمع ليس بقليل وقبل أن يقترب منهم .............. أهالهم جميعاً صوت إصطدام قوي وقبل أن يعوا ما يحدث أبصروا إقتحام تتاري ............ دراجات نارية ............ سيارات جامحة إقتحمت البوابة وعندها بدأت المعركة ............
أبيض وأسود ............. هجوم ودفاع ............. حق وباطل ............. صون الأرض وبطش المال ............. صفوة وغوغاء ................ بالطبع كان للغوغاء الكلمة العليا فهم مدربين على الفوضى هي حرفتهم ............ مصدر رزقهم .............. لم يصدق حمزة نفسه عندما لمح شعلة اللهيب وهي تقتحم أول حقل ............. المحصول ............ مجهود شهور سيتناثر أمامهم في ثوانٍ معدودة ......... وبعدها ستلتهم النيران كدّ السنوات ........... مشاعر حمزة لم تكن خاصة بل كانت عامة ........... تأججت لدى يوسف وإشتعلت داخل حسام وتمكنت من محمد ............ مشاعر من الغضب إجتاحت الجميع ........... فوطنهم الصغير سيتلاشى في دقائق ............. عنها فقط أصبح الغضب الجامح هو صاحب اليد العليا ............ وتبدلت الأدوار ............. وإرتبك الأشقياء ............... تفرقوا ...............تبعثروا دون خطة ............... وإنخمدت النيران قبل ان تلتهم باقي وطنهم ............. تكاتفوا جميعاً على قلب رجل واحد كان يصرخ بهم بكل عزيمة ............ رجلٌ كان صاحب النصيب الأكبر من الشجاعة ............ الجسارة ............... الجراح ............. حمزة ............. سقط في النهاية وسط فوضى فرار الغوغاء ووصول الشرطة وصراخ يوسف .......... حمزة ........... حمزة ............ إسعااااااااااااف .

**********************
قابعٌ بمكانه وحيداً .................... بين جدران بائسة ورائحةٌ خانقة ............ لا يعلم كم مر من الوقت .............. وكأنها بالداخل منذ دهر .............صورتها تتراقص بخياله طوال الوقت ........... رآها وهي نائمة بسلام بفستانها الأزرق بالحديقة .............. كانت تلك المرة أول لقاء له مع عطر البندق .............. قطب جبينه عندما تذكر أنها ترتدي نفس الثوب ............. لاااااااا .............. لن يكون آخر لقاء ............إعتصر جبهته بعنف ليطرد هذا الهاجس المخيف ............. ذكرى أخرى ............. أجمل ............. عندما أنقذها من بطش رعد الثائر ........... تذكر ثورته ............ بكاءها ........... أهدابها المبللة التي أيقظت قلبه من سبات الجفاء والقسوة .............. بل تذكر أول لمسة يدٍ إختلسها منها بفضل رعد ............. تذكر رجفة جسده التي تجاهلها عقله البائس ............. تذكر صورتها وهي معصوبة العينان أمام رعد ............. بكاءها ............. شفتيها القرمزيتين اللتان تلقتا هجومه الباغِ .............. رغبته الجامحة في عقابها .......... إمتلاكها ............ عشقها ..............
العشق الذي إنتظره ليلومها ............... لتنفجر هواجسه الحمقاء بعد ذلك وتفرغ مكنون الشك والحماقة والرغبة ............
نعم ........... منذ أول لقاء وهو ينتظر ضعفها ............. رغبتها الملفوفة بعناية بأوراق العشق المحظور
أرادها رمزاً للوفاء ورغبها بين ذراعيه ............ كان عشقه منقوصاً ............ أحمقاً ............. مضطرباً ............. الآن فقط إكتمل على يديها ............. الآن فقط يعلم معنى العشق الحقيقي ............. هي من علمته معنى العشق ........... هي وليس سواها ............ ملكة عطر البندق ............إيناس .
إيناس ................ صدى إسمها يتردد داخل عقله بتتابُع ........... تتابُع قطعه صوت دسوقي الغليظ .......... يا بشمهندس
رمقه خالد بنظرة غامضة ............. وكأنه يتذكره ............ فقد نسي وجوده كما نسي بشأن المزرعة .......... كارمن ......... الهجوم ..........
تابع دسوقي بإرتباك : يا بشمهندس ......... الرجالة كلموني من المزرعة ........... بيقولوا بلطجية هجموا عليها وكانوا عايزين يولعوا في كل حاجة ............. بس ملحقوش يا باشا ............. اه والله البوليس جه
خالد : بوليس !!!!!!!
دسوقي : اه البلويس وقبض عليهم بس مش كلهم
خالد : مين بلغ البوليس
دسوقي : بيقولوا المهندس حمزة ........... بيقولوا كمان إنه إتصاب والإسعاف جايباه على هنا دلوقتي
خالد : حمزة ...........
كانت ملامحه ما زالت غائبة ............ ضائعة بين الواقع والخيال ..............تابع دسوقي : خالد بيه .......... حنعمل ايه في الست اللي هناك ........ الرجالة محتارين وهي متسمرة مكانها من ساعتها متحركتش
كارمن ............. عاد للواقع ........... نظر لدسوقي بحدة وتابع بحنق : إخفيها ............ إوعي تسلمها للبوليس ............ كلم حسن ............. خليه يتصرف معاها لغاية ما أفوق لها
دسوقي : أمرك

أغمض عينيه ............ عقله مضطرب .......... غارق في الفوضى ............ رغبات مختلطة ............ بين عشق وإنتقام وشفقة...... وبغضاء ............ووعيد.............. لا ............. هي رغبة واحدة فقط تمتلكه الآن ........... نجاتها .

النجاة التي بدت أملاً بعيداً عندما لمح وجه الطبيب الشاحب ......... خانته قوة قدماه ............ لم يستطيع النهوض .......... نظر نحوه الطبيب برأفة وقال دون مقدمات : الرصاصة كانت قريبة من القلب ........... إحنا خرجناها لكن حالتها لسه مش مستقرة ........... إدعيلها هي في العناية المركزة دلوقتي
نهض خالد وتابع بنبرة مرتجفة : هي عايشة .......... إيناس عايشة صح ؟
الطبيب : الساعات الجاية ....... بس يمروا بسلام .......... إدعيلها
رد خالد بنبرة صارمة : أنا عايز أشوفها
الطبيب : مينفعش ........... ممنوع
خالد : أرجوك ......... رق الطبيب لحالة ......... تابع قائلاً : غادة
الممرضة : أيوة يا دكتور
الطبيب : دخلي الأستاذ ........... هما 10 دقائق
خالد : متشكر ........ وتبع خالد الممرضة بقلب مرتجف .......... خائف .......... سعيد .......
مواقف عديدة نشعر أننا مررنا بها من قبل لكن بالنسبة لها لم يكن مجرد شعور ............. الأسِرَة البيضاء .............. صافرة قياس نبضات القلب .......... قلبها ........... أم قلبه .............. رؤيا ............ شريف يبتسم لها من بعيد ........... يلوح لها مودعاً ........... وهي تبحث بعيون زائغة عنه ............ تخشى رحيله مع شريف ............... شعرت بقبضته تحيط بأناملها ............ خالد ............ أين أنت ............ أفلتتها قبضته ............ لا ............ لا ترحل ........... كانت تناديه بيأس ............. خالد .معشوقته تبدو جميلة رغم شحوبها .......... رغم الأسلاك الملتصقة بجسدها الضعيف ........... جلس بجانب فراشها ............ إحتضن يدها الصغيرة بكفه القوي ............ هرب صوته وضاعت كلماته ومرت الدقائق مسرعة كالبرق ............... جاءه صوت الممرضة الرقيق : يا أستاذ
رد بعفوية : إيناس !!!!
إبتسمت الفتاة بآسى : ربنا يقومها بالسلامة
خالد : أرجوكي ............ 5 دقائق كمان
رقت الفتاة لحالة ........... تركته ......... نظر خالد نحوها بتمعن ........... خصلات البندق مختفية تحت غطاء بلاستيكي قبيح ............ عيناها مغمضة ...........شفتيها القرمزيتين طالهما الشحوب ........... تابع بصوت ضعيف بكلمة واحدة لم يقل غيرها : بحبك
عادت الممرضة .......... نظرت نحوه بتأثر ووضعت شيئاً صغيراً بين يديه
نظر لها قائلاً : إيه ده .........
ردت بإبتسامة : ده مصحف ............ وقال ربكم إدعوني أستجيب لكم ........... إدعيلها .......... ألا بذكر الله تطمئن القلوب .

ألا بذكر الله تطمئن القلوب ............. إخترقته جملتها كسهم نافذ ..................تذكر إيناس ......... تذكر ليلة قمر مكتمل .............عندما تمت مهاجمته .............كانت شفتيها ترتجف لا بل كانت تتمتم بكلمات غير مسموعة ..........سألها ليلتها : إنتي ........ بتقولي إيه
وأجابته بدهشة و بصوت مرتجف : إيه
أعاد سؤاله : بتقولي .........إيه ............
ردت ببساطة : بقول أسترها يا رب

رفع المصحف بإرتعاش ............ قرأ بصوت مرتعش بسم الله الرحمن الرحيم
"وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا اله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين "ظل يرددها ............ لا إله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ............ كان قلبه ينطقها قبل لسانه .......... يا رب ...........ذِكر الرحمن الذي غاب عن قلبه لسنوات عجاف ............. سنوات لم تحمل سوى الغضب ........... الإنتقام ........... الكيد ............. ظل يقرأ ويقرأ ............. دون توقف ............ يدعو برجاء ........... يراقب غرفتها بأمل ............. غفا رغماً عنه ............ أيقظته غادة الممرضة الشابة بحنان ........... يا أستاذ ............. يا أستاذ
فتح عيناه .......... نظر نحوها في ترقب .......... إبتسمت لتبدد قلقه وبنبرة هادئة زفت بُشراها : المدام خرجت من العناية .
************************** كانت جالسة على أرضية الغرفة ............. زرقة عيناها باهته .............. تبدو كمياه راكدة بلا حياة ............ كانت غائبة عن الواقع تسبح بعالم آخر إفتراضي ..............عالم جميل إرتوت فيه من حنان أمها المفقود ............. بل غفت في أحضان أبيها في طفولتها الغائبة ............. وإرتشفت جرعات العشق دون رياء .............عالم تلمست به حقيقة العشق وليس زيفه ..............نظر نحوها حسن بصدمة وتابع : قول تاني يا دسوقي كده ............. أنا مش فاهم
دسوقي : ومين فاهم يا بشمهندس ........... إحنا صحينا مفزوعين على صوت الرصاص وبعدها لقينها ماسكة السلاح والدكتورة غرقانة في دمها وجريت بيها أنا وبشمهندس خالد على المستشفى إقترب حسن منها في حرص ............. نظرت نحوه في فزع وعندما تعرفت عليه .............. عندما تداركت الواقع مرة أخرى ............. ظلت تصرخ بذعر حتى غابت عن الوعي ............ هتف حسن بدسوقي : دي لازم تروح مستشفى حالا ........... لازم .
**********************
دلف لغرفتها بحرص ............. كانت ما زالت فاقدة للوعي ........... نظر للطبيب بحيرة .......... تابع الطبيب : متقلقش إحنا عدينا مرحلة الخطر ........... ومنتظرينها تفوق .تركه الطبيب معها ............. جلس بجانب فراشها ........... إحتضن أناملها برفق ثم طبع عليهم قبلة دافئة تبعها بهمس رقيق من ثغره الباسم ..........حبيبتي............
عاد مرة أخرى لتلاوة آيات الرحمن ............همهمات خُشوعه كانت تشدو بجانبها
اه من تلك البندقية ............ عبثت بقسوة عالمه فتأرجح بمجون ........... أصبح شاعراً وأمسى ناسكاً .............
************************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس و الثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 


تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل السادس والثلاثون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل السادس والثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
نظر عبد الرحمن لزوجته بضيق ثم تابع : يا ثريا ............. إهدي شوية ............ردت ثريا بحدة : أهدى !!!!!!!!! بقولك البنت تليفونها ما بيردش من الصبح ولا حتى مدام رقية .............. أنا قلبي مش مطمن .............. قلبي مش مطمن يا عبد الرحمن
عبد الرحمن : أستغفر الله العظيم يا رب ثريا : بقولك ايه ............ إنت مش معاك نمرة دكتور علي
عبد الرحمن بدهشة : أيوة ........... معايا
تابعت ثريا بلهفة : خلاص كلمه ........... أكيد معاه نمرة جوز أخته مش هو المسؤول هناك
عبد الرحمن : أيوة صحيح المهندس حسن
أحضر عبد الرحمن جواله وبدأ يبحث عن رقم الطبيب حتى
وجده ............ كانت نبرته قلقة ........... آلو ........... دكتور علي ............. أنا عبد الرحمن والد الدكتورة إيناس ................... الله يخليك ................... أنا بس كنت باستئذنك في نمرة المهندس حسن .............. أيوة المهندس حسن .............. أصل إيناس مش بترد شكل الموبايل فيه مشكلة ............. أيوة .............. صحيح ............ اه تلاقيها اتشغلت معاها بقه .............. الرقم ............ ايوة انا مع حضرتك ........010 ........ متشكر ........... أشكرك يا دكتور
ثريا : إيه .............. قالك إيه ؟
عبد الرحمن : بيقول مدام رقية ولدت إمبارح وبيرجح إن إيناس إتشغلت معاها
ثريا : ماهي ايناس كلمتني إمبارح بالليل يا عبد الرحمن من المزرعة وكانت رجعت والست ولدت خلاص عبد الرحمن : جايز راحت ليها تاني النهارده
ثريا : كلم جوزها مش أخدت الرقم ............ كلمه
عبد الرحمن : حاضر .......... حالا حاكلمه ..........
كان القلق قد إستبد بعبد الرحمن بدوره ........... نظر لهاتفه بضيق ثم خلع نظارته وفرك عيناه ونادي بصوت زاعق على ولده قائلاً : يا مصطفى ............ مصطفى
مصطفى : أيوة يا بابا
عبد الرحمن : خد يابني .......... أطلبلي الرقم ده مش شايف الارقام
مصطفى : حاضر ............ معاك جرس
*****************************
كان حسن قد أنهى لتوه إجراءات دخول كارمن للمشفى ............ نظر له الطبيب المعالج بتفحص ثم قال : حضرتك تقرب ليها
حسن : الحقيقة لأ ............. هي قريبة لصديق عزيز عليا وأنا وعدته أهتم بحالتها
الطبيب : عموما ............ هي في حالة إنهيار عصبي شديد ............ إحنا إديناها مهدئات بس محتاج أفهم من حضرتك حصل إيه
حسن : هو الحقيقة المعلومات اللي عندي بسيطة جداً بس هو أخوها توفى إمبارح وتقريباً في حادث الطبيب : عموما هي نايمة دلوقتي وإحنا حنخليها تحت الملاحظة لإنها بتمثل خطورة على نفسها
زفر حسن بضيق ............. ماذا يحدث ............... تذكر رقية ووجهها القلق عندما تركها مسرعاً في الصباح الباكر دون أن يبدي الأسباب ............... إيناس الراقدة بالمشفى بين الحياة والموت .............. خالد .............. يجب أن يمر بالمشفى للإطمئنان على خالد وإيناس ثم يعود لرقية ........... قطع صوت الهاتف أفكاره ............ رقماً غريباً ...........ربما يكون أحد العمال من المزرعة أم ربما رقية تهاتفه من المشفى ............. رد بحرص : الو ..........
عبد الرحمن : الو ......... بشمهندس حسن
حسن : أيوه
عبد الرحمن : معاك عبد الرحمن والد الدكتورة إيناس
صمت حسن لوهلة من المفاجأة ثم تابع بتلجلج : أايوه .............. اهلا وسهلا
عبد الرحمن : الحقيقة أنا آسف على الإزعاج ........... بس إيناس مش بترد على تليفونها ووالدتها قلقانه عليها
حسن : لا يا فندم مفيش إزعاج ولا حاجة
عبد الرحمن : طيب هي إيناس في المزرعة ........... قريبة من حضرتك
حسن : المزرعة .......
عبد الرحمن : بشمهندس ............. صوتك مش مريحني ........... أرجوك قولي في ايه حسن : م............. مفيش هي بس مش قدامي دلوقتيعبد الرحمن وقد أقلقته نبرة حسن بشدة : بنتي فين يا بشمهندس ............. في حاجة حصلت صوتك مش طبيعي ..........أرجوك متكدبش عليا ...........
حسن بيأس : الحقيقة أنا آسف ............. هي الدكتورة في المستشفى
لحظة قاتلة من الصمت مرت على الجميع تابع بعدها عبد الرحمن في
جزع : مسستشفى !!! ............ مستشفى إيه ............ ليهحسن : أرجوك إهدى ........... أنا رايح على هناك دلوقتي
عبد الرحمن : إديني العنوان ............ أنا لازم أروح هناك ............ بنتي جرالها إيه يا بشمهندس
حسن : أستاذ عبد الرحمن ........... إهدى علشان خاطري.
عبد الرحمن بإصرار : العنوان
حسن وقد شعر بالشفقة من أجل الرجل : حضرتك مليني عنوانك ........... أنا حاعدي عليك وأوصلك لهناك
أغلق عبد الرحمن الهاتف وقد تمكن الوجوم من ملامحه ............ كانت ثريا تصرخ بغضب : بنتي جرالها إيه يا عبد الرحمن ............ بنتي فين
عبد الرحمن : مش عارف ............ يارب ............ اللهم إني لا أسئلك رد القضاء ولكني أسئلك اللطف فيه ...........يا رب .
***********************
يمر الوقت وهي غافية أمامه ............ يراقبها بعيون قلقة .............. أناملها الرفيعة ترقد برفق داخل راحة يده ............... ينتظر إفاقتها بلهفة .............. كان بعالم آخر ............. فقط هو وهي وعطرها البندقي ............ لم تكن وحدها الغائبة عن الوعي ........... هو مثلها تماماً ............. غارق في أحلام يقظة هي بطلتها دون منازع ........... لم ينتبه للخطوات الراكضة نحو الغرفة ............ فوجئ بهم داخل الغرفة ........... حسن ورجل وإمرأة وشاب .............. نظر نحوهم في دهشة بادلوه بها ............ إستدرك أناملها النائمة بقبضته ............. تركها على الفور وهو يرمقهم بحدة ............. حدة قطعها صوت رقية الباكي وهي تقترب من إبنتها في هلع : إيناس ............. إيناس .
******************************
بخطوات مرتجفة وقلوبٌ مرتعدة كانوا يهرولون نحو غرفتها .............. رحلة الذهاب للمشفى كانت تعذيب بحد ذاتها فعبارات حسن غامضة ........... مبهمة ............. تارة يتحدث عن هجوم وتارة عن حريق وكلاهما سبب لمجهول أصابها .............. مجهول أصبح واقع مخيف عندما خرجت الكلمات من فم أحد الممرضات ............... حادث إطلاق النار !!!!!!
وصلوا ليجدوها ممددة على الفراش .............. غائبة عن الوعي وبجانبها رجلٌ حاد الملامح .......... رث الهيئة ......... فقميصه به آثار دماء !! ويبدو عليه الأرق والتعب الشديد ...........لون عيناه إقترب من الحمرة ............. هرعت ثريا للداخل نحو إبنتها ووقف عد الرحمن متسمراً يراقبها في حسرة وظل مصطفى يرمق الغريب بنظرة غاضبة خاصةً عندما لمح سقوط يدها الصغيرة من سجن قبضته ...........
قالت ثريا في هلع : إيناس .............. إيناس ................ردي عليا نظرت لخالد وحسن بغضب وتابعت : بنتي مالها ............ ردوا عليا إيه اللي حصل ..........
نظر خالد نحوها بخجل ............. نعم فإيناس ممددة في الفراش بسببه ........... قال بصوت أجش : متقلقيش يا فندم ............ الدكتور طمني على حالتها وإحنا في إنتظار إنها تفوق من البنج
رقية : بنج !!!! نظر مصطفى نحو خالد بحدة وقال بدوره : وهو حضرتك مين نظر له خالد وقبل أن يجيب كان حسن قد نطق بدوره : ده ............
ولكن قبل أن يكمل إنتبهوا جميعاً لثريا وهي تهتف بلهفة : إيناس ............. بتقولي إيه ؟؟
نظرت ثريا نحوهم وتابعت : اتكلمت ........... بتقول حاجة أنا سمعتها قفز مصطفى بجانب أمه وهرع عبد الرحمن نحوهما وخالد يراقبها بلهفة ......... همهمات متقطعة دون معنى ........... الجميع منصت والقلوب متحفزة .......... خاصة قلبه .......... لا لن يحتمل الوقوف هكذا ........ ستفضحه ملامحه........... أراد الهروب ........... إستوقفته همساتها .......... حروف إسمه التي خرجت برقة من بين شفتيها ........... خالد .
خالد .......... نعم خالد ........ إخترقت أذناه .......... سمعها وليس وحده .............. بل كل من في الغرفة ........... تسمر مكانه ............ ظل ينظر نحوها بقلب مرتجف ........ سعيد .......... مشتاق .........
كررتها مرة أخرى ......... إنها تناديه ......... تبحث عنه ........... خالد ........... شعر بالعجز ........... يود إجابتها ........... بل يود ضمها إلى صدره ............ إختطافها معلناً إستبداد العشق ........ ولكن لا يستطيع........... إرتجفت أهدابها قبل أن تُبصر الضوء ............. إرتعدت شفتاها ............. بدت باكية ........ من أجله ............ كانت لحظة فارقة........... أخذ نفساً عميقاً ........... خُيل إليه أنه إستهلك كل الهواء بالغرفة .......... ثم إتجه نحوها غير عابئاً بأحد ............. إقترب منها ......... إحتضن أناملها بكفيه ثم همس بصوت رقيق : أنا هنا ......... جنبك
تبدل بكاء شفتيها لبسمة ............. وعادت من جديد لسبات هادئ .............. كانت لحظة من الجنون ............ لحظته الخاصة من الجنون التي إنتهت عندما لمحهم جميعاً ينظرون نحوه بصدمة وبثغور مفتوحة !!!!!
عندها ........... غادر ........... رحل مسرعاً بحجة إحضار الطبيب ............. رحل قبل أن يقفز قلبه وتعلن دقاته بقوة عن طبول الفرح .............
*********************
رمقه حسن بنظرة تحمل الحيرة عندما عاد بالطبيب وغادر بوعد مطمئن أنها ستفيق بشكل كامل بعد نصف ساعة .
ترك خالد الغرفة هروباً من نظرات والديها وأخيها ........... و حسن خلفه وهو يقول : خالد ............. إستنى رايح فين خالد : حاستنى هنا
حسن : أنا عايز أفهم إيه اللي حصل جوه ده
خالد بغيظ : وانا عايز أفهم إزاي تجيب الناس وتخضهم كده قبل ما نطمن عليها
حسن : غصب عني أبوها فاجئني وإتصل بيا كانوا قلقانين عليها وصعب عليا ماقدرتش أخبي
تنهد خالد ثم فرك جبهته بكفيه وتابع : خلاص ........... اللي حصل ........... حصل
حسن : ما هو اللي حصل يا خالد ............ كارمن هي اللي ضربتها بالرصاص خالد : مش وقته يا حسن ........... مش وقته
حسن : لأ ........... وقته يا خالد ............ إنتي ناسي إن البوليس حيحقق وحيستجوبها لما تفوق
خالد : يا سيدي تفوق بس الأول .............. كمان لازم أعرف هي وكريم الزفت دخلوا المزرعة إزاي
حسن : صحيح ........... البوليس أخد جثته وحيحولوها على الطب الشرعي
خالد : وهي .......... عملت معاها إيه
حسن : نقلتها المستشفى
خالد : إيه ............ مستشفى !!
حسن : أيوه مستشفى يا خالد ............ دي كانت في حالة غير طبيعية ........... ممكن تعمل في نفسها حاجة وتجيب لينا مصيبة
خالد : وبعدين
حسن : مفيش هي محجوزة هناك ............ حالة إنهيار عصبي شديد
خالد : كانوا عايزين يدمروني ولاد ال ...........
حسن : خلاص يا خالد ............ هما خدوا جزائهم
صمت خالد قليلاً وهو يحاول إستدراك ما يحدث ثم تابع : دول كانوا مخططين ........... هي وكريم عند الخيل وشوية بلطجية عند المزرعة التانية ........... ده إتفاق يا حسن وبمواعيد
حسن : مش فاهم
خالد : هات موبايلك
حسن وهو يناوله الهاتف : حتعمل ايه ؟
خالد : حاكلم الحرس الزفت ........ دخلوا إمتى ومنين ؟************************
نظر يوسف لصديقه بإبتسامة وتابع : حمد الله على السلامة
حمزة بصوت مجهد : الله يسلمك
يوسف بمزح : يعني عامل فيها سبع رجالة في بعض ............ ويلا يا وحوش وجات اللحظة اللي إنتم مستنينها .........وفي الآخر تتكوم كده
إبتسم حمزة بإقتضاب وتابع : قبضوا عليهم
يوسف : مش كلهم
حمزة بتردد : متعرفش حصل إيه في مزرعة الخيل
يوسف : سمعت إنه كان في حريقة برده وواحد مات
حمزة بجزع : مين مات
يوسف : معرفش ......... واحد حاول يتهجم على خالد ومات تحت رجلين الخيل
شرد حمزة وهمهم بذهول : كريم ...... تابع يوسف بتردد : كمان .......... حاجة تانية حصلت
حمزة : إيه ........... حصل إيه تاني
يوسف : إيناس ............ إيناس هنا في المستشفى
حمزة : إيه !!!! إنت بتقول إيه ...........إيناس هنا ليه .......... ليه يا يوسف
يوسف : إيناس خدت رصاصة يا حمزة .......... محدش عارف إزاي بس ده اللي حصل شعر حمزة وكأن ثقلاً شديداً قد هوى على رأسه .......... تابع بنبرة مرتعشة : رصاص
يوسف : أيوة .......... حمزة : أنا لازم أقوم ........... لازم أمشي من هنا
يوسف : إستنى .......... حتروح فين بس
حمزة : للبوليس ........... حاروح للبوليس يا يوسف .............. علشان اللي غلط يتعاقب ............. يوسف : حمزة ............. إنت تعرف إيه يا حمزة .............. عرفت منين إن حيحصل هجوم
حمزة : ماهو علشان كده حاروح للبوليس ............ علشان أقولهم على أعرفه
- طيب مش قبل ما تقول للبوليس ........... تقولي أنا الأول
نظر حمزة ويوسف لصاحب الصوت في رهبة ............. وخالد يقف بباب الغرفة يرمق حمزة بغيظ .
دخل خالد للغرفة ثم جلس بغرور على أحد المقاعد وتابع بنبرة حادة : إتفضل ............ أنا سامعك
حمزة : يوسف ............. ممكن تسيبنا لوحدنا بعد إذنك
تركهم يوسف وأغلق الباب خلفه وأفكاره حائرة ........... قلقة بشأن صديقه ..........نظر حمزة بهدوء لخالد وتابع : أنا ححكيلك على كل حاجة ........... ومن البداية **************************
خرج من غرفة حمزة غاضباً .......... مُغتاظاً ........... ولكن مِن مَن ؟؟؟ حمزة أم نفسه ............ من السبب ......... عشق حمزة الأحمق ........... أم خبث كارمن .......... أم غروره ............ قبلته التي أخذها عنوه فشوهت صورتها أمام حمزة وعشقه الفردي أم قسوته مع كارمن التي أخرجت وحش المرأة الكاسر من داخلها ............تصور أنه سيحطم وجه حمزة بقبضته ولكن هل سيحاسبه وحده عن خطأ إرتكبوه جميعاً ................ تركه وخرج بعد أن قال جملةً واحدة ............قالها ببأس ........... بحدة .............. دي آخر مرة حاسمعك بتتكلم فيها عن إيناس ............ لإنها بعد كده حتكون مراتي .......... حتكون مدام خالد رضوان وبس .
توجه لغرفتها ............. أراد رؤيتها ............. كلما غضب أراد رؤيتها .............. كلما فرح أراد رؤيتها ........... إقترب من غرفتها بحرص .......... كانوا ما زالوا حولها ........... يحيطون بها بإصرار ........... بدأ يضيق بهم ............ ولكن
هي بدأت تعود ............. نعم ............ تفتح عيناها ببطء ............. تبحث عن ملامحه بوجوههم ............ أين هو لقد سمعته ........... نعم كان يخاطبها بأحلامها ..........هل ................. فزعت ............
وقبل أن تتدارك الواقع حولها ......... رأته ........... كان يقف بجوار الباب .............. ينظر نحوها بعمق ........... كما إعتادت ......... وعادت لها الإبتسامة .............وإنتفض قلبها .............. وفضحتها عيناها رغماً عنها ............. هو حي ......... خالد حي .يتسائل قلبي عن رؤياك وغياهب عقلي أوحت لي ...........بفقداك
وهواجس نفسي تهذي ...... أشباح الماضي تغدو ......... تذهب
وأنا أبحث عنك لا عن ذكراك
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 


تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل السابع و الثلاثون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل السابع و الثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
فضحتها عيناها رغماً عنها ..................
إنه حديث العيون .............. لغة الصدق ..........همس البصر ........... ود لو توقف العالم لدقائق بل ربما لساعات ليرتوي من نهر العسل بعيناها .......... حتى الثمالة .
إنتبهت إيناس لصوت أخيها : إيناس .......... إيناس سرحتى في إيه
قبل أن تجيب تنحنح خالد ودخل الغرفة .......... إبتسم وحياهم ثم نظر نحوها وقال بنبرة هادئة : حمد الله على السلامة
لا تعلم ماذا أصابها خرج صوتها خافتاً وطغت حمرة الخجل على كل شئ حتى نبرتها وهي تردد : الله يسلمك
رمقهما عبد الرحمن بنظرة فاحصة وتابع بصوت أجش : إتفضل يا بشمهندسخالد : متشكر يا فندم
عبد الرحمن : إحنا اللي بنشكرك على تعبك مع إيناس ........... أنا عرفت إنك إنت اللي جبتها هنا
خالد : العفو حضرتك بتشكرني على إيه ..........اللي عملته ده هو اللي كان لازم يحصل
عبد الرحمن : طيب واللي حصل
خالد : مش فاهم
عبد الرحمن : مين اللي ضرب بنتي بالرصاص
قبل أن يجيب خالد سمعها ترد بنبرة واثقة : بابا دي كانت رصاصة طايشة
إستدار نحوها بدهشة ............ تلاقت أبصارهما مرة أخرى ........... قرأ بعيناها إصرار .......... تابعت مرة أخرى : البشمهندس ميعرفش مين ضرب نار ولا أنا
كانت الحيرة قد تملكت من ملامح الأب والرضى بنجاة إبنتها كان هو سمة ثريا أما مصطفى فقد ظل يرمق خالد بنظرات الريبة .........قال خالد وهو ينظر نحوها هي دون الجميع : أنا حابلغ الدكتور إنك فوقتي ........... عنئذنكم ...........
خرج ............. عقله مشتت ............حائر .............. كيف تفكرين أيتها البندقية ............ ماذا يدور بخلدك البريء .............. الغفران !!!
عاد مع الطبيب ............ كان رجلاً يبدو في عقده الرابع من العمر .............. بشوش الوجه .......... له صوت جهوري ...........إبتسم وهو ينظر إليها وتابع : حمد الله على السلامة
إيناس : الله يسلمك
الطبيب : خضتينا عليكي ......... ده كفاية الأستاذ كان حيتجنن والله ............... ربنا يخليكوا البعض كاد قلبها أن يتوقف عندما سمعت جملة الطبيب ............. بل خُيِل إليها هروب نبضها وجفاف عروقها وأن الطبيب سيعلنها الآن ميتة لا محالة ............ خالد بدوره بُهِت للحظة ولكن بما أنه قد تعدى تلك المرحة منذ أن نطقت بإسمه أمام الجميع فقد ظل يراقب خجل ملامحها بنشوة ................
تابع الطبيب بعدها دون أن يعي أثر قنبلته : اممممم .......... البوليس حيجي ياخد أقوالك هنا
إنتبهت إيناس ونظرت نحوه في دهشة : بوليس
الطبيب: أيوة البوليس ....... ده طلق ناري يا أستاذة
عبد الرحمن : بس هي مش عارفة مين ضرب نار
كانت نبرته غاضبة ....... رافضة
تابع الطبيب : خلاص تقول ده في المحضر ............ حتى برده في أستاذ تاني مصاب في نفس حكاية المزرعة دي والبوليس حياخد أقواله برده
إيناس : مين ؟
أجابها خالد بإقتضاب : حمزة الطبيب : شاب صغير ......... الحمد لله نجي ........... تنهد الطبيب ثم تابع وهو يوجه حديثه لعبد الرحمن : والله يا أستاذ حوادث البلطجة زادت قوي ............ ربنا يستر على البلد
عبد الرحمن : وهو البوليس قبض على البلطجية دول
خالد : مش كلهم ............ قالولي ان في ناس هربت
إيناس : قالولك ........... إنت مارجعتش على المزرعة
بدأت تلاحظ مظهره الرث ............. بقايا الدماء بقميصه ............ أرق عيناه ...........كانت تنظرنحوه بتساؤل .......... بترقب
تابع بثقة وهو يبادلها نظرة دافئة : وهو أنا كان ينفع أمشي
نظر مصطفى نحوهما بضيق فتابع : متشكرين لمجهود حضرتك ........... ممكن تروح تطمن على أشغالك دلوقتي
رمقت ثريا إبنها بلوم ثم تحدثت بعد صمت طويل موجهة حديثها للطبيب : وإيناس حتخرج إمتى يا دكتور
الطبيب : أسبوعين إن شاء الله
ثريا : ليه !! مش هي بقت كويسة
الطبيب : متقلقيش بس لازم تقضي فترة النقاهة هنا أحسن ............ عنئذنكم
خرج الطبيب وظلوا جميعاً صامتين لدقائق ......... صمت قطعته ثريا عندما قالت لزوجها : لازم أجيب حاجات من البيت علشان إيناس وأنا حاقعد معاها
عبد الرحمن : خلاص ........... روحي إنتي ومصطفى وأنا حاستنى هنا معاها ............. حتوصل والدتك يا مصطفى
مصطفى : حاضر يا بابا
خالد : بعد إذنكم لو تنتظروا عشر دقائق حاكلم السواق وأوصلكم بنفسي
عبد الرحمن : مفيش داعي لتعبك يا بشمهندس
خالد : مفيش تعب ولا حاجة ........... ده مسافة الطريق ............ عنئذنكم
رمقه عبد الرحمن بنظرة فاحصة ثم تابع : طيب خدني معاك ............. حاسئلهم على حاجة تحت
خرج عبد الرحمن وخالد سوياً وإيناس تراقبهم بنظرات قلقة لاحظتها ثريا ولكنها آثرت الصمت .............
نظر عبد الرحمن نحو خالد وبدأ دون مقدمات : أنا محتاج أسمع تفسير يا بمشهندس
خالد : بخصوص إيه يا فندم
عبد الرحمن : بخصوص كل اللي شفته النهاردة
صمت خالد لوهلة ثم لاحت على ثغره إبتسامة هادئة ربما قصد بها إخفاء إرتباكه ثم تابع : أستاذ عبد الرحمن ............. جايز أنا أول مرة أشوف حضرتك وكمان الظروف مش طبيعية لكن أنا باطلب من حضرتك إيد إيناس ............. باتقدملها للجواز واتمنى إنكم توافقوا
بدت على ملامح الأب إبتسامه ساخرة ............. تابع وهو ينظر له : على فكرة مش هو ده اللي كنت عايز أسمعه
خالد وبنفس نبرته الواثقة : عارف ............. بس هو ده اللي أنا عايز أقوله .
****************************
حتكون مدام خالد رضوان .................
كلمات تبدو حروفها كحبال غليظة تلتف حول رقبته بخبث لتمنع عنه الهواء أم ربما الهوى ............ ولكن هواه هو فقط ............ فقد عشقها وحده وسيتألم وحده ............. زفر بغضب عندما تذكر الأخرى ............ الصهباء التي إستغلت عشقه ........... غضبه ......... حماقته .......... صك على أسنانه من الغيظ ............ كارمن ............
كان حمزة غارقاً بأفكاره ............ لم ينتبه لدخول خالد لغرفته مرة أخرى ............... خالد الذي رمقه بغضب وقال بنبرة جافة دون مقدمات : البوليس على وصول ............. حياخدوا أقوالك .... مش عايزك تجيب سيرة كارمن ولا إنك دخلتها المزرعة مع كريم
حمزة بدهشة : إيه ................. إنت بتقول إيه
خالد : أعتقد إنك سمعتني كويس
حمزة : إزاي !!!!!! وليه ؟؟؟؟
خالد : ده شئ ما يخصكش
حمزة : لأ يخصني ............خالد : حمزة .............. أنا معنديش لا وقت ولا دماغ وأعتقد حقي إنك تسمع كلامي بعد اللي عملته
هم حمزة ليقاطعه ويتحدث ولكن خالد تابع بإصرار : إيناس الضابط عندها دلوقتي وبعدها حيجيلك ........... حمزة بتلعثم : إيناس فاقت
خالد بغيظ : أيوه
حمزة : مش حتقول على كارمن ؟
خالد : لأ
حمزة : ليه . ......... إنت اللي طلبت منها كده ؟
خالد : لتاني مرة ........... شئ ما يخصكش
دلا خالد بدلوه وترك حمزة .......... حائراً ............ غاضباً .......... رافضاً
****************************
في السيارة ركب خالد بجانب السائق وفي الخلف مصطفى مغتاظاً وثريا متفحصة لملامحه ............. هذا الغريب الذي إستحوذ على قلب إبنتها ............. الأمر جلي لا ينتظر سؤال أو تأكيد ولكن متى وكيف ......... كانت سعيدة وحائرة ........
إبتسم لها خالد عندما لاحظ تفحصها ثم حادث مصطفى بنبرة حميمية : وإنت يا مصطفى بتدرس ولا خلصت
مصطفى : أنا في كلية تجارة
ثريا : تعبناك معانا يا بشمهندس
خالد : تعب إيه بس يا فندم وبعدين أنا عايز أعرف البيت ............. مش جايز أحب أعزم نفسي بعد كده على القهوة عندكم
رمقته رقية بنظرة إعجاب فعلى الرغم من غضبها وخوفها إلا أنها أعجبت بصراحته ..........تابعت : وهو مينفعش دلوقتي يعني .......... حضرتك تتفضل تطلع معانا
خالد : لا يا فندم ملوش لزوم انا حاستناكم في العربية
ثريا : على فكرة إحنا مش بخلاء .......... والقهوة مش متعبة في عمايلها
وافق خالد ووصلت السيارة للمنزل .............. شعر خالد بالدفء والراحة بمجرد أن دلف للداخل .......... هذا هو منزلك إذن أيتها البندقية ................ يشبهك ........... دافئ كلون خصلاتك .......... له عبق مميز ........... ما بال تلك الأسرة .........
إبتسمت له ثريا وتابعت : قهوة حضرتك إيه
خالد : مظبوط
نظر مصطفى لأمه بغضب وهي تعد القهوة ثم تابع : كمان بتعزميه على قهوة ....ثريا : مالك يا مصطفى
مصطفى : مالي بتسأليني مالي ........... إسئليهم هما ............هو في إيه
ثريا : حيكون في إيه ............ فوق كده هو أنا مش مربية بنتي وعارفاها ولا إيه
مصطفى : ماما أنا مش قصدي
ثريا : شوف يا مصطفى ............ أنا زيك مش مرتاحة للغريب اللي نط في حياتنا فجأة ده ............ كمان مش عايزاها ترجع المزرعة دي ومكنتش عايزاها تروح أصلاً بس عارف ............. نفسي إنها تعيش حياتها زي كل البنات ........... تتجوز وتخلف ............ نفسي أن أطمن عليها
مصطفى : ومعاه حتطمني عليها !!.............. ماهي إنضربت بالرصاص في مزرعته
ثريا : خلاص حاشترط عليه ما يقعدهاش في المزرعة
مصطفى : ده الموضوع بقه رسمي بقه
ثريا : طلبها من أبوك
مصطفى : طلبها من أبوك !!! إمتى حصل الكلام ده
ثريا : في المستشفى قبل ما نيجي هنا
مصطفى : لحق ............. إحنا لسه شايفينه من ساعتين بالطريقة دي حيتجوزوا بكرة
ثريا : إيه يا مصطفى غيران على أختك ولا إيه .......... إنت مكنتش بتعمل مع شريف كده
مصطفى : شريف كان غلبان ............ لكن ده شكله مش غلبان خالص
ثريا : طيب تعال أقعد مع الراجل وهو بيشرب قهوته على بال ما أحضر الهدوم ........... وبعدين نشوف موضوع الجواز ده ونشوف أختك حتقول إيه
مصطفى : يعني حتقول إيه يا ماما ........هو إنتي مش كنتي معانا لما ندهت عليه وهو ولا همه
ثريا : هو وخلاص نيته بانت ........... واللي عمله ............ أبوك مش حيسيبه حيلومه ويفهمه غلطه ........... لكن هي أنا خايفة من عِندها يا مصطفى .......... والمرة دي حتعاند نفسها .
******************************
نظرت رقية لحسن بغضب وتابعت : إنت إزاي تخبي عليا حاجة زي دي ............ إيناس
حسن : كان لازم أطمن الأول قبل ما أقولك
رقية : يا حبيبتي يا إيناس ............ رصاص ............. ليه
حسن : المهم إنها نجيت
رقية : أنا لازم أروحلها ............ لازم توديني عندها حالا
حسن : رقية مينفعش .......... مالكيش خروج دلوقتي إنتي عارفة
رقية : يعني إيه حافضل هنا وأسيبها كده .............. لا يا حسن كله إلا إيناس
حسن : بلاش عند وهي مش لوحدها .......... أهلها معاها وخالد مسبهاش
رقية : لازم أطمن عليها ............. حسن هي كويسة ولا بتضحك عليا
حسن : والله كويسة ............ أكلمهالك
رقية : أيوه .......... كلمها دلوقتي
حاضر حاكلمها على تليفون والدها ...............
إختطفت رقية الهاتف من حسن بمجرد أن إستشعرت صوت إيناس ........... قالت وهي تحاول منع عبراتها : إيناس ........... حبيبتي إنتي كويسة
إيناس : رقية ........... يا خبر قالك وقلقك ليه بس
رقية : كده يا إيناس أسيبك ليلة واحدة تخضيني عليكي كده
إيناس وقد إستشعرت نبرتها الباكية : رقية إنتي بتعيطي
رقية : ومش هرمونات .............. إنتي غالية عندي قوي يا بت
إيناس : طيب أنا كده حعيط
رقية : حاجيلك ........... لازم أشوفك
إيناس : متهرجيش ............ أنا كويسة والله ولو نفسك تيجي المستشفى متخافيش ........... أنا هنا أسبوعين
رقية : ألف سلامة عليكي يا حبيبتي
إيناس : بوسيلي خالد
رقية : حاجيبهولك ............ أول ماخرج حنيجي سوا
إيناس : ربنا يحميه يارب
رقية : لا إله إلا الله
إيناس : محمد رسول الله
أغلقت إيناس الهاتف وتنهدت براحة ........... رقية لقد إفتقدت صحبتها ............ جاءها صوت أبيها متسائلاً : مين خالد ؟
إيناس : ده إبنها
عبد الرحمن : سموه خالد
إيناس : اه
عبد الرحمن : ده على إسم البشمهندس
إيناس : أيوه
عبد الرحمن : بيحبوه للدرجة دي
إيناس : هو وبشمهندس حسن صحاب قوي
عبد الرحمن : شكله إنسان محترم
إيناس : هه ............ اااه طبعاً
عبد الرحمن : لكن ليه أعداء
إيناس : أعداء !!!
عبد الرحمن : الناس اللي هجمت على المزرعة أكيد حد مسلطهم
إيناس : قصدك البلطجية
عبد الرحمن : أيوه .............. عموما حصل خير ........... ربنا ستر وكفاية قوي لغاية كده
إيناس بإرتباك : كفاية ........ إيه
عبد الرحمن : يعني إن شاء الله ترجعي معانا علي البيت ............. بعيد عن القلق ده
أجابت إيناس بعفوية : بس هو مات
نظر عبد الرحمن نحوها بتفحص : هو مين ده اللي مات
إيناس وقد تمكن منها الإرتباك : اللي ........... اللي سلط البلطجية
عبد الرحمن : وعرفتي منين إنه مات
إيناس : شفته .............. الخيل كانت مذعورة وبتجري وإحنا طلعنا على صوتها .......... والشخص ده مات تحت رجلين حصان خايف
عبد الرحمن : والرصاص مين ضربه
إيناس : معرفش إحنا كنا ملخومين باللي بيحصل وفجأة سمعت صوت رصاص
عبد الرحمن : خلاص يبقى لغاية ما نعرف مين ضرب الرصاص .......... مفيش رجوع للمزرعة
بدا عليها الضيق ............. الآن تود العودة للمزرعة ............ من أجل من ؟؟ من أجله ................ نعم من أجله ........... ألم تتلقى الشظية من أجله ............ ألم تتستر على كارمن من أجله ............. من أجل أن تفتح دائرة إنتقامه وتُفرغها من أحقادها ............. إنها تريده نقياً ............ خالٍ من هواجس الغضب ................. سحقاً إنها تريده .وهو .............. هو لا يريد سواها .............. عاد وألقى نظرة سريعة عليها .............كانت وحيدة بالغرفة .............
قال لها بنبرة حانية : أنا مضطر أرجع المزرعة أشوف الوضع هناك وكمان أغير هدومي
أومأت بإبتسامة رقيقة دون حديث
سألها بخبث : هو بابا فين
أجابت : راح يصلي .........تابع بإبتسامة ماكرة : خلاص أستنى معاكي لغاية ما يصلي
إيناس : هي ماما فين
خالد : تحت بتقيس الضغط
إيناس بلهفة : هي تعبت
خالد : متتخضيش ده أخوكي حب يطمن عليها
ظلت صامتة لوهلة ...........تابع بعدها : الظابط جه
إيناس : أيوه
خالد : برده مقلتيش على كارمن
إيناس : لأ
خالد : ليه يا إيناس
بدا عليها الإرتباك ولم تجب ..........
تابع بصوت دافئ : علشاني
همت تنفي بلسانها ما تجزمه عيناها ولكنه إستوقفها متابعاً : زي برده ما أخدتي رصاصتها مكاني
كان ينظر نحوها بثقة ............ بعمق ........... بحب قالت متلعثمة : أنا ........... قال بثقة : بحبك
مرة أخرى تمكنت منها حمرة الخجل .............. تقافزت دقات قلبها وكأن إشارات نبضه الجامح مرتسمة على وجهها .......... كادت أن تتحدث ولكن .......... ماذا ستقول ........... لم يعطها فرصة إختطف أناملها برقة ليطبع عليهم قبلة دافئة ........... سحبتهم بخجل ............. إبتسم لها برقة مودعاً وإحتفظت هي بإبتسامتها لنفسها بعد رحيله .................
********************************
وبخطوات متثاقلة ........... مترددة ............ وبعد أن إطمئن على غاليتيه ............ معشوقته ومزرعته توجه إليها ............. كانت تجلس منكمشة على الفراش ............. خصلاتها الحمراء مبعثرة كأفكاره ............ إنتبهت له ........... كان وجهها شاحباً ............. ملامحها قلقة ................ تبدلت نظرتها وحلت السعادة محل الخوف ............... صاحت ببهجة : خالد حبيبي إنت جيت
نظر نحوها بصدمة تابعت بعد أن تبدلت ملامحها لحزن : خالد أنا مش عارفة أنا فين ........... فين بابا وكريم ........... هما مش معاك
خالد : إيه !
إقتربت منه وإحتضنته بشوق ثم تابعت : حبيبي وحشتني قوي ............... يلا نمشي من هنا ............ يلا نروح على البيت .
نعم كان حائراً بشأنها .............. كان ينتظر كلماتها ليقرر مصيرها بين إنتقامه وشفقته ولكن لم يتصور أن يجد في النهاية ..................... الهذيان .
إلي هنا ينتهي الفصل السابع و الثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 


تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الثامن و الثلاثون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الثامن و الثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أنه كان هناك سفينة ......... تبحر دون مقصد بدروب الحياة .......... زادها الخيال وونيسها الذكرى ............ وفي ليلة فضية .............. ليلة تربع فيها ضوء القمر على عرش الظلام ...........وتزينت سماء الليل بلمعة النجوم............ غاصت دون وعي ببحر الهوى ............. وبحر العشق عميق .......... سحيق يا مولاي .............. وبعمق هذا البحر كان يوجد جبل ........... شامخ...........غاضب ............ ثائر ........... .............أسود كستائر العتمة يطلقون عليه جبل المغناطيس ........... كلما مرت به سفينة ............ تحطمت ........... تناثرت أجزاؤها ...........فصارت حطاماً ........... إبتلعه البحر في لحظات .
وإقتربت منه دون إرادة وتحطمت جدران عزلتها على يد عنفوانه ............... ولكن لم يبتلع البحر عزلتها فحسب .......... ولم يتمكن الغرق فقط من ذكراها بل غاصت معه أحجار المغناطيس وركع شموخ صرحه تحت قدميها ................
مرت ثلاثة أيام ................ ثلاثة أيام منذ أن ألقى بتعويذته السحرية على مسامعها .............. أحبك بدّل حالها ورحل ........... تركها سعيدة ........... لا بل حائرة ........... مبعثرة كحروف كلمته داخل عقلها ............. فتارة رافضة وتارة عاشقة ........... وهو غائب ........... والوقت يتبختر بدلال حولها .......... وعبارته متأججة بوجدانها ........... متملكة لها بإصرار .......... رحل ......... وهي أصبحت رافضة وغدت مشتاقة .وأحاطت بها الغُربة ........... وكأن العالم فراغاً دونه ........... لم تصدق نفسها عندما لمحت رقية بباب غرفتها ومعها خالد الصغير .......... كانت تبدو جميلة ............ بل مضيئة ........ نعم مضيئة بشعاع الأمل ورونق الأمومة .............
هتفت إيناس بسعادة بالغة : رقية
رقية : أنوس حبيبتي
تعانقتا بشوق وطبعت إيناس قبلة رقيقة على جبهة الصغير النائم ............ إبتسمت بمكر لصديقتها وقالت : نسخة من البشمهندس
رقية : مخدش مني حاجة العفريت ده ..........حتى متعب زي أبوه
إيناس : ربنا يخليكوا لبعض
رقية : إنتي عاملة إيه دلوقتي يا حبيبتي
إيناس : أنا كويسة الحمد لله ......... مش عارفة ليه الدكتور مقعدني هنا ............ أنا زهئت
رقية : هي كانت عملية الزايدة يا إيناس ........... دي رصاصة ............. يا ربي أنا كل مافتكر قلبي يقع في رجلي
إيناس : خلاص يا رقية .......... عدت الحمد لله
رقية : حصل إيه يا إيناس ............ حصل إيه يومها
إيناس : مانتي عارفة يا رقية الهجوم والقلق
رقية : حتخبي عليا يا أنوس .......... أنا عارفة إنها رصاصة كارمن
نظرت نحوها إيناس بترقب وتابعت : خالد هو اللي قالكم
رقية : خالد يومها كان في حالة إنهيار وبعت دسوقي لحسن ............... كان عايزه يحبسها لغاية ما يفوقلها وحسن عرف من دسوقي إن كارمن كان في إيدها مسدس ..............
إيناس : يعني هي دلوقتي في المزرعة
رقية : لا جاتلها حالة إنهيار عصبي وحسن نقلها على المستشفى
إيناس : ايه !
رقية : كانت قاصداكي يا إيناس
إيناس : رقية إنتي بتقولي إيه ........... لأ خالص حتقصدني ليه
رقية : علشان تحرق قلبه ............ كانت عارفة إنه بيحبك صح
إيناس بتلعثم : بي ........... بيبيإيه ............ رقية إنتي بتقولي إيه
رقية : بطلي مكابرة بقة .......... أنا نفسي عرفت من يوم ما طفشتي وجري وراكي زي المجنون علشان يرجعك ............ ليلة ما ضايقك وهربتي تاني يوم
إيناس : رقية .......
رقية : كارمن كانت عارفة أكيد ........... ليه مبلغتيش عنها ....... ليه
إيناس : مكنتش تقصدني ............. مكنتش في حالتها الطبيعية علشان تفكر بالطريقة دي
رقية : مش فاهمة ............ طيب الطلقة ضربتها إزاي
صمتت رقية لوهلة ثم تبدلت ملامحها فنظرت نحو إيناس في صدمة وقالت : إيناس ........... هي كانت تقصد .........
ترقرقت العبرات بعيني إيناس رغماً عنها وتابعت : أيوه ............كانت تقصد خالد ............ رقية بتأثر : إيناس إنتي عملتي إيه ........
بنبرتها المرتجفة تابعت : ماقدرتش ............. كان صعب أفقده من تاني ............ كان صعب قوي ........... محستش بنفسي
أمسكت رقية بأناملل صديقتها وربتت عليها : حبيبتي ........... إنتي مجنونة ............. إنتي بتحبيه للدرجة دي
إنفجرت إيناس رغماً عنها في البكاء عندما سمعت عبارة رقية الأخيرة .......... لقد أفرغت لتوها حملها الثقيل بجعبة صديقتها ..............
إقتربت منها رقية ورفعت ذقنها وتابعت بحنان : طيب بتعيطي ليه بس ............ هو الحب حاجة وحشة
إيناس : أنا ............ أنا
رقية : إنتي حبيتيه .............. حبيتيه يا أنوس ............ ومش حتعرفي تكدبي حتى على نفسك
إيناس : لكن ............. شريف
نظرت رقية لصديقتها بإبتسامة وتابعت : شريف أول حب بس مش الأخير يا إيناس ............. قلبك دق تاني .......... لأ ده مش دق ..........ده صرخ بأعلى صوته وقال بحبك يا خالد .............. وعلى فكرة عادي يعني مش عيب ولا حرام ولا قلة أدب
إيناس : بتهظري يا روكا
رقية : لأ ما بهظرش ............. ولا ناسية الكلام اللي قلتهولك ليلة ما حمزة عرض عليكي الجواز ........... فاكرة ...........يومها كنتي مش طايقة نفسك
إيناس بشرود : حمزة ...........
رقية وقد إبتسمت بمكر : أيوة حمزة .............. بس أقول إيه ...............ماهو إحنا كده كلمة بحبك بتبقى حلوة بس من واحد بس
صمتت إيناس لوهلة بعد عبارة رقية ............. تذكرتها ........... بحبك ............ قالها بهمس .......... بصوت دافئ ............ وتمكنت منها حتى النخاع ........... تمكنت من يقظتها وسيطرت على أحلامها ............. هي حمقاء ............ أين هو الآن ............ رحل دون إكتراث !!!
قطبت جبينها .......... تابعت بضيق : الكلام ده سابق لأوانه رقية : ده هو أوانه ......... أنا لو منه أجيب المأذون وأكتب حالاً قبل ما ترجعي في كلامك
نظرت نحوها إيناس بقلب مرتجف : مأذون ........... إنتي بتقولي إيه بس ........... لا كويس إنه ما بيفكرش زيك ............ رقية : حنشوف ............ هو بس يخلص موضوع الست كارمن
إنتبهت ........... سألتها بقلق : كارمن هو حيعمل إيه
رقية : متعرفيش
إيناس : لأ معرفش وماشفتوش من ثلاث أيام ............. قولي يا رقية ماتوقعيش قلبي
رقية : معرفش تفاصيل ............ بس هو حسن قالي إنه نقلها مستشفى أمراض نفسية و ...... عايز يسفرها برة
إيناس : أمراض نفسية ........... هي حصلها إيه بالضبط
رقية : معرفش ............. خالد ماقالش لحد تفاصيل .................حتى لحسن
شعور آخر ............ تختبره الآن .......... هو حريص بشأنها .......... ربما قلق ............. مشغول ........... متحفظ ............. تباً ........... إنها الغيرة .
**********************
ما زالت عبارات الطبيب مسيطرة على عقله ............ كارمن تعاني من فقدان الذاكرة الإنشقاقي ........... ذكرى آخر ثلاثة أعوام غابت عن عقلها .......... الطبيب يرجح أن السبب صدمة عنيفة ............ صدمت إصطدمت بشقاء ثلاثة أعوام ......... بذرة الغضب التي ألقاها بعبث في أرضها لتطرح غِلاً كاد أن يودي في النهاية بحياة من تمكنت من دقات قلبه .
زفر بضيق ........... يالسخرية القدر ............ الآن هو يسعى بكل ما أوتي من قوة لعلاجها .......... رتب كل شئ في أيام ............ وتوصل بفضل أصدقائه في الولايات المتحدة لمصحة نفسية شهيرة ............ علاج عضوي ونفسي لإستعادة ذاكرتها أولاً والتعامل مع ألمها ثانياً ............... لا يعلم هل يفعل ذلك خوفاً عليها أم منها ................ أم ربما كلاهما .
*****************************
إبتسم حسن مرحباً بزوجته بعد أن دخلا للفيلا قائلاً : نورتي بيتك من تاني يا حبيبتي ........... نورت يا أستاذ خالد
إبتسمت رقية لزوجها إبتسامة بسيطة وظلت تتفحص منزلها لدقائق ورغماً عنها تمكنت منها ذكرى رحيلها ........... لاحظ حسن تبدل ملامح زوجته ............ تابع بصوت أجش : إيه يا رقية ............... مكنتيش عايزة ترجعي
رقية : لو مكنتش عايزة أرجع ماكنش زماني واقفة هنا دلوقتي
حسن : يبقى تضحكي وتفرحي برجعتك لبيتك وتفرحيني معاكي
تنهدت رقية وتابعت بنبرة جادة : حسن إحنا لازم نتكلم
إبتسم حسن وتقدم من زوجته مقبلاً رأسها وتابع : ومستعجلة على إيه ........... ماحنا حانتكلم ............. قدامنا العمر كله ....... حنتكلم وحنتخانق وحنقلق وحنفرح وحنزعل وحصالحك .......... بس حنفضل مع بعض ............ ولبعض ........... سامعاني يا رقية ........... لبعض .
نظرت نحوه بتمعن ........... ثم نظرت نحو خالد وتفحصت مملكتها مرة أخرى وإبتسمت بسخرية ............ فقد كان محقاً .***************************
دخلت ثريا لغرفة إبنتها مسرعة وهي تلهث قائلة : معلش يا حبيبتي إتأخرت عليكي
إيناس : ماما إنتي تاعبة نفسك راحة جاية
ثريا : لازم برده أطل على البيت وعلى أخوكي
إيناس : خليكي في البيت يا ماما ........ ملوش لزمة تبهدلي نفسك معايا هنا
ثريا : لما تِبقي ماما حتفهمي
إبتسمت إيناس لأمها وتابعت : حقك عليا يا ست الكل أنا مش قصدي انا بس عايزة أريحك
ثريا : محدش فيكم مريحني ............. الصغير قالقني عليه وبيسرح وبيتأخر بره كتير خصوصاً لما أغيب والكبير أهو معاد أجازته فات يجي من 3 شهور ومنزلش ........... الشغل يا ماما ........... طيب كان نزل العيال دول وحشوني قوي
إيناس : معلش يا ماما محدش عارف ظروفه
ثريا : وإنتي ربنا يهديلك الحال وقلبي يطمن عليكي بقه ..............
- طيب والدعوات دي أنا مليش نصيب فيها
قال عبد الرحمن جملته بإبتسامة وهو يدلف لداخل الغرفة ............. نظرت نحوه ثريا بتساؤل ........ كنت بتكلم مين وسيبتني أطلع لوحدي
عبد الرحمن : كان معايا واحد صاحبي على التليفون
ثريا : صاحبك مين ؟
عبد الرحمن : صاحبي وخلاص يعني إنتي تعرفي كل صحابي .................. عاملة إيه النهاردة يا حبيبتي
قال جملته الأخيرة لصغيرته بإبتسامة قابلتها هي بإبتسامة أوسع مجيبة : الحمد لله يا بابا
عبد الرحمن : زهئتي الصبح لوحدك
إيناس : لأ خالص حتى رقية جاتلي وقعدت معايا شوية
عبد الرحمن : الست دي ذوق جداً وجوزها كمان
إيناس : اه ولله طلعت من المستشفى عليا علطول قبل حتى ما تروح البيت
ثريا : وكلمتني وكلمت أبوكي تطمن علينا كمان
إيناس : والله فيها الخير
عبد الرحمن : طيب أنا حاسيبكم ورايا مشوار ضروري وراجع
ثريا : رايح فين
عبد الرحمن : حقابل واحد صاحبي
ثريا بدهشة : صاحبك مين عبد الرحمن بضيق ونبرة يقصد بها ممازحة زوجته : ما قلتلك متعرفهوش ............ يلا عايزيين حاجة من برة
لم تجب ثريا زوجها فأجابته إيناس بإبتسامة : سلامتك يا بابا
نظرت إيناس نحو أمها وتابعت : برده متضايقة
ثريا : يعني شايفة أبوكي ودلعه ....... وقت صحاب ده وخروج
............ محدش فيكم مريحني ........... إنتم الأربعة .
ضحكت إيناس بيأس وزمت ثريا شفتيها وظلت تتفكر في أحوالهم جميعاً .
**************************
نظر عبد الرحمن نحو خالد بإبتسامة وتابع وهو ينفض ملابسه : الحقيقة يا بشمهندس لما كلمتني في التليفون وقلتلي ياعمي ............. توقعت مقابلتنا حتكون في مكان هادي وإني حاشرب لمون ولما إنت إقترحت المزرعة قلت وماله مكان حلو وجو جميل وهدوء ............. لكن متوقعتش اللي حصل ده خالص
إبتسم خالد بدوره وتابع بعد أن بدّل ملابسه التي كانت قد نالت نصيبها مما حدث : بجد يا عمي أنا مش عارف أقولك إيه .............. أنا كنت نسيت في وسط اللخبطة و الزحمة الفرسة دي خالص ............. يدوبك عرفت من البواب إن حضرتك وصلت لقيت السايس بيقوللي يا بشمهندس إلحق سهيلة حتولد
عبد الرحمن : فرسة جميلة وإسمها جميل
خالد : أنا مكنتش عايز أتعب حضرتك وقلت تنتظرني في الفيلا أفضل
عبد الرحمن : بصراحة أنا كان عندي فضول أحضر التجربة دي ............. برده شغلكم متعب يا أخي ........ هي إيناس لو كانت موجودة كانت حتولد الفرسة دي
خالد : لا لا مش للدرجة دي بس كانت حتحضر مع الدكتور وتساعده
عبد الرحمن : بس إنت كنت مخضوض قوي ده ولا أكن مراتك اللي بتولد
خالد : أصل الفرسة دي بقت عزيزة عليا قوي
نظر عبد الرحمن نحوه بتفحص ثم تابع : طيب أنا محتاج لمون بعد شحنة التوتر دي
خالد : لمون إيه ............. الغدا جاهز
عبد الرحمن : غدا إيه يا إبني هو أنا حاقدر آكل حاجة بعد اللي شفته ده .............. يلا هات اللي عندك
خالد : طيب نقعد الأول .............. إتفضل
عبد الرحمن : هه وادي قعدة ........... يلا قول يا بشمهندس
خالد : أنا كنت عايز أعرف رد حضرتلك على طلبي
عبد الرحمن : يابني إنت مستعجل كده ليه ده ربنا خلق الدنيا في سبع أيام
خالد : ونعم بالله ............ أصلي مسافر وكنت حابب لو أعرف رأيك مبدئياً يعني
عبد الرحمن : مسافر !!خالد : اه ظرف طارئ أسبوع وحارجع
عبد الرحمن : لما ترجع بالسلامة لينا كلام ............ حتى تكون إيناس خرجت من المستشفى
خالد : طيب إتفضل
عبد الرحمن : إيه ده
خالد : دي ورقة فيها كل بياناتي علشان حضرتك تسأل عني وعن عيلتي
عبد الرحمن : يا إبني سماهم على وجوههم
خالد : والله يا فندم المفروض أنا اللي أقول الجملة دي ............. حضرتك بتفكرني بوالدي الله يرحمه
عبد الرحمن : الله يرحمه ومدام بفكرك بوالدك يبقى بلاش يا فندم دي قول يا عمي زي ما بدأت كلامك
خالد : طيب ممكن ياعمي أطلب من حضرتك طلب تاني
عبد الرحمن : طلب إيه
خالد : ممكن أروح أسلم على إيناس في المستشفى قبل ما أسافر
رمقه عبد الرحمن بنظرة متفحصة مرة أخرى من تحت نظارته وتابع : هو المفروض لأ ............ بس أنا موافق .......... بس بشرط
خالد : إتفضل
عبد الرحمن : عايز الحقيقة يا خالد ............... الحقيقة اللي إنت وإيناس مخبينها
خالد : حقيقة إيه
عبد الرحمن : مين اللي ضرب الرصاص
صمت خالد لوهلة ثم زفر بعمق ونظر نحو عبد الرحمن بجدية وتابع : حاضر ............. أنا حقول لحضرتك على الحقيقة ........... حقولك مين اللي ضرب الرصاص .**********************************
كانت الساعة قد تعدت الحادية عشر صباحاً بقليل ............. الوقت يمر ببطء كقطارٍ متهالك يحمل على متنه الكثير والكثير من الأفكار .............. ذكريات الحاضر تتسلل بخبث نحو عقلها ........... تذكرت ضَحكته عندما أغرقه رعد ببقايا طعامه ........... إبتسمت ولكن تبدلت إبتسامتها لضيق عندما تذكرت غيابه ............ إنها تفتقده .......... أفاقت من شرودها على صوته ............ هذا من ينقصها .......... الآن تتخيل سماع صوته ! ........... ما بال هذا الرجل .......... تخطو النساء بعالمه نحو الجنون ............ ولكنه لم يكن جنوناً ............. لم يكن خيالاً ............ كان واقعاً متجسداً على باب غرفتها ..........هو بحدة نظراته ومكر إبتسامته ودفء صوته .
خالد : صباح الخير
إيناس : صباح النور
دخل بخطوات ثابتة ......... ثم قرَّب أحد المقاعد من فراشها وتابع متسائلاً أثناء جلوسه : هي ماما فين
إيناس : كل يوم الصبح بتروح على البيت شوية ........... تطمن على مصطفى وتشأر على الشقة وبابا بيجيبها بعد الظهر
تابع بإبتسامة: وإنتي عاملة إيه دلوقتي
إيناس : الحمد لله
كانت تجيبه بإقتضاب تابع بنبرة ضاحكة : متأكده ........... أنا متفق مع الدكتور أقل من 70 نبضة في الدقيقة مش حاستلم أنا بقولك أهو
ضحكت إيناس رغماً عنها وتابعت : إيه اللي إنت بتقوله ده
خالد : يااااااه .......... أخيراً ضحكتي .......... ده عملت بحث مُضني عالنكتة دي قبل ما أجيلك علشان أصالحك بيها إنتي عارفة دمي مش خفيف قوي .
أعادت بعض خصلات شعرها للوراء بإرتباك ثم تابعت : تصالحني .......... ليه
خالد : علشان زعلانة مني
إيناس نافية بتوتر : لا أبداً مش زعلانه
هو بثقة : لأ زعلانة
تابعت رغبة في الهروب : أخبار المزرعة إيه
خالد : وحشة من غيرك
ردت مسرعة رغبةً منها في التخلص من هذا الإرتباك الأحمق الذي يصيبها أمامه : يعني مفيش خساير
خالد : الخساير بسيطة وحنعوضها إن شاء الله
إيناس : إن شاء الله
خالد : مش عايزة تعرفي كنت فين الأيام اللي فاتت
إيناس : أكيد مشغول بمليون حاجة
خالد : يعني عندي مليون حاجة تشغلني عنك ! تبقي لسه زعلانة
نظرت نحوه بخجل دون إجابه .......... فحروف الهجاء تهرب أمام نظراته ............ تصبح شفرة هي نفسها غير قادرة على فك طلاسمها ........... إستشعر خجلها كعادته وإستقطع لنظراته بعض اللحظات الخاصة مع حمرة وجنتيها ثم تابع بصوت هادئ : لو زعلانة أنا ممكن أصالحك تاني
كانت نبرته ماكرة
.............
ردت مسرعة دون تفكير : لأ خلاص أنا مش زعلانة
ضحك بصوت عالٍ ثم تابع وهو يزفر براحة : اااااه ........... معاكي بانسى همومي
نظرت نحوه بقلق : حصل إيه
خالد : كارمن
إيناس : رقية كانت عندي إمبارح ........... بتقول دخلت مستشفى أمراض نفسية
خالد : نقلتها فيه من يومين لغاية ما تسافر وتتعالج برة
إيناس : للدرجة دي
خالد : معنديش إستعداد أجازف ......... ممكن تكون خطر على نفسها وعلى اللي حواليها
إيناس : هي عندها إيه
خالد : فقدان ذاكرة جزئي ........... مش فاكرة أحداث آخر 3 سنين
إيناس : معقول
خالد : الدكتور بيقول مع العلاج حتتحسن لكن أنا قلقان من رد فعلها بعد ما تفتكر ............. ده كمان مهم أعالجه
إيناس : عقلها حماها من الصدمة وهرب للماضي
خالد : على فكرة ............ هي كمان فاكرة إني لسه جوزها
نظرت نحوه بدهشة وتملك منها الغضب للحظات ثم إستدركت نفسها وتابعت : هي صعبانة عليا
قال خالد بنبرة حزينة : أنا كنت برده سبب في اللي حصلها
إيناس : حتسفرها فين
خالد : فلوريدا ............ صديق نصحني بمصحة كويسة هناك حجزتلها وحاوديها كمان يومين
إيناس : وحتسافر معاك بسهولة
خالد : الدكتور حيديها جرعة مهدئات وهي هادية أغلب الوقت بس أحياناً بتكون مركزة ومش عارفة هي فين
إيناس : ربنا يشفيها
خالد : حاغيب أسبوع واحد بس
إيناس : براحتك برده لازم تطمن على الوضع هناك
خالد : حتوحشيني حاجي عليكي من المطار
إبتسمت ثم قالت وهي تنظر للأسفل : غالباً حكون رجعت للبيت
تابع بإبتسامة واثقة : خلاص يبقى حاجي البيت
رفعت نظرها لتجده ينظر نحوها بإصرار متابعاً : حاجي البيت يا إيناس ............ فاهماني ......... حاجي البيت .صمتت لوهلة ........... كانت تعلم مقصده جيداً .......... كانت خائفة وسعيدة ............ حائرة ولكن راغبة بقربه .......... تابع مرة أخرى وهو يبسط يده من أجل مصافحتها : أشوف وشك بخير
كانت أناملها مرتجفة .......... باردة ........ إستقرت بأمان عندما إستشعرت دفء قبضته .......... وجدت نفسها تقول له : إبقى كلمني
نظر نحوها بعمق تبعته إبتسامة صادقة وقال : حاكلمك .......... كل يوم حاتصل أسمع صوتك
إيناس : لا إله إلا الله
خالد : محمد رسول الله
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن و الثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 


تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل التاسع و الثلاثون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل التاسع و الثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
كيف نرى العالم .............. هل نراه كما هو أم نراه كما نريد أن نراه .

الحقيقة أننا نرى العالم من خلال أنفسنا ............ أفكارنا .......... مشاعرنا .......... ربما سعادتنا أو غضبنا .
الصورة السابقة تمثل إختبار . فإذا نظرنا ملياً للصورة على اليمين ثم عدنا للصورة في المنتصف سنراها إمرأة جميلة .............. شابة ................ لها أنفٌ دقيق وترتدي عقداً ربما من الماس ولكن .............. إذا نظرنا بدقة للصورة الأخرى على اليسار ثم عدنا مرة أخرى للصورة في المنتصف سنجدها عجوز !! نعم عجوز تبدو في السبعين من العمر .......... حزينة ........... لها أنفٌ ضخم وترتدي شالاً سميكاً ......
نعم ............. نحن نرى الحياة بمنظور مختلف ويختلف بإختلاف تجاربنا ............ ماضينا ............ أفكارنا ..............هواجسنا ............ وستتبدل الصورة كلما تغيرنا نحن .
نعم ........... الصورة ثابتة ونحن من نتحرك .
خالد
مرت عدة أيام .............. وإستقرت كارمن بالمشفى النفسي ............. كان يذهب لزيارتها يومياً ............ مرت الأيام عليه مزدحمة ........... ممتلئة بما حدث ويحدث وسيحدث ومع مرور الوقت بدأ يوقن ويعي التغيير حوله ........... إختلف كل شئ ......... كارمن تبدو مختلفة ........... ملامحها ......... إبتسامتها ............. عيناها ............. وكأنها ليست كارمن ............ وكأنها إمرأة أخرى قابلها فقط منذ عدة أيام ............ فلم تعد خصلاتها الحمراء ثائرة .............. جامحة كما إعتادها لا بل أصبحت هادئة ............ مستكينة ............. خاضعة .
زرقة عيناها تملك منها السكون ......... والركود ............ ربما اليأس وربما العفة .............. نعم إنطفأت شعلة الرغبة بداخلها ............ ولكن أية رغبة ؟؟ رغبتها أم رغبته .............. فمنذ البداية كارمن لم تكن سوى رغبة .............. رغبة الإنتقام .............. رغبة الكيد .......... ورغبة المتعة ............ والآن أصبحت رغبة التطهير .

نعم إختلف كل شئ وأصبح يراها بمنظور مختلف .............. مسالم ........... هادئ ............. مسامح ........... منظور معبقٌ بنكهة البندق .
***************************
إيناس
عادت للمنزل ............ عودة أخرى ............. مرة أخرى ........... مشفى آخر ............
يبدو كل شئ مختلفاً ............. على الرغم من أنه لم يتغير شئ فالأثاث مرتب كعادته ............... عبق الدفء يغمر المكان كما عهدته ............. والدتها تمارس طقوسها الخاصة بالمطبخ التي تنبئ بوجبة شهية ساخنة .............. وجبة تلذذت بطعمها أكثر من ذي قبل ............ نعم كل شئ يبدو أجمل ............ حتى الشرفة ................ شرفة شريف ...............تلك الشرفة التي إحتضنت ذكرياتها ...........أحلامها .............. سعادتها ............أحزانها ............. عشقها .
لم تتوجه نحوها بخطوات مرتجفة تلك المرة .............. لم ترى القبح بمعالمها كما إعتادت ............ فالمرأة بالشرفة كانت تبدو جميلة .............. متفانية ............. سعيدة ............ إنها أم مستمتعة برونق الطفولة المحيط بها .............. وكأنها تراهم لأول مرة ........... وكأنها ترى الحياة من جديد .
حياة بشمس صبوح تشرق مع رسائله الصوتية كل صباح ............ نبرته الدافئة وعباراته العاشقة أصبحت عادة ............. وسعادة .......... ورغبة وإبتسامة ودقات قلب متفانية من أجله وكل شئ
كانت وحيدة بغرفتها عندما سمعت طرقات متتالية على الباب ............
رمق عبد الرحمن إبنته بنظرة باسمة وقال : صباح الخير يا أنوس
إيناس : صباح النور يا بابا
عبد الرحمن : عاملة إيه دلوقتي
إيناس : أنا كويسة يا بابا متقلقش عليا
عبد الرحمن : طيب يا بنتي الحمد لله ............. دماغك رايقة عايز أتكلم معاكي شوية
إبتسمت لأبيها بإرتباك وتابعت : اه طبعاً إتفضل يا بابا
إبتسم عبد الرحمن لإبنته ثم تابع بنبرة جادة : بصي يا إيناس من غير مقدمات كتير البشمهندس خالد طلب إيدك مني
صمتت إيناس لوهلة وقد تمكنت دهشة ممزوجة بالخجل من ملامحها ثم تابعت بنبرة خافتة : طلب إيدي .......... إممممتى
عبد الرحمن : في المستشفى
إيناس : في المستشفى !!!
عبد الرحمن : أيوة في المستشفى ............ تقريباً ده كان أول كلامه معايا
كانت تستمع لأبيها والدهشة مسيطرة عليها ........... فخالد لم يُخبرها أنه بالفعل تقدم للزواج منها وبتلك السرعة ............. الزواج ........... ماذا كانت تظن أنها ستقضي سنواتها القادمة في إستقبال برقياته العاشقة ........... حتماً سيكون هناك زواج فقد أخبرها بإصرار أنه سيأتي للمنزل .......... أخرجها صوت أبيها من أفكارها المتشابكة وقد تابع : بصراحة أنا في الأول مكنتش متشجع لكن لما سألت عنه وعن عيلته لقيت سمعتهم طيبة وهو أعتقد إنه شخص ناجح ولا إنتي إيه رأيك
إيناس : هه
عبد الرحمن : إيه رأيك في البشمهندس خالد
ردت بإرتباك : هو كويس ............. كويس
عبد الرحمن : يعني موافقة
إيناس : موافقة ............. على إيه
رمقها أبيها بنظرة فاحصة وتابع : على الجواز
تبدلت ملامحها ........ تمكنت منها الحيرة والحزن ..........قالت بيأس : مش عارفة
إبتسم عبد الرحمن لإبنته ثم أحاطها بذراعه ليجذبها بقربه وتابع : شوفي .......... والدتك طبعا مشجعة الموضوع ........... أنا كنت متردد لكن هو وعدني بحل مشكلة كارمن وإنها مش حتسبب إزعاج ولا خطر ليكم من تاني
نظرت له إيناس بصدمة قائلة : هو حكى لحضرتك على كارمن
عبد الرحمن : وإنتي تفتكري إني ممكن كنت أوافق من غير ما أفهم بالضبط اللي حصل ليلتها في المزرعة
لا تدري ماذا حل بها ولكن سخونة وجهها كانت تنبئ بملامح حمراء تحمل الخجل والغضب في آن واحد ............ أيعقل أن يكون قد أخبر والدها بتضحيتها من أجله ............ لاحظ عبد الرحمن ملامحها الحائرة وقلقها البادي بقوة على وجهها .......... كان يود أن يصمت منتظراً تفسير ما حدث منها تلك المرة ولكنه آثر المتابعة من أجل تهدئتها فتابع : أنا بصراحة كنت مصدوم لما حكالي على موت اللي اسمه كريم وكمان جنون كارمن المؤقت وضربها نار عليكم عشوائي وفي الآخر إنتي اللي انصبتي .............. زم شفتيه وتابع : طول عمرك محظوظة كده يا بنتي
تنفست إيناس الصعداء عندما سمعت كلام أبيها .............اه كم تحب خالد في تلك اللحظة ............ هل هذا حقاً هو الحب........... أن يعلم حبيبك بما توده دون
أن تُصرح له بذلك ............. نعم ربما علمت رقية بتضحيتها من أجله ولكنها لم تشأ أن تواجه عائلتها بهذا الشأن فآخر ما ينقصها الآن هو تبرير هذا العشق أم ربما هذا العذاب الذي أصبحت تريده رغماً عنها ...............
مرة أخرى يُخرجها صوت عبد الرحمن من شرودها ..................تابع الأب بنبرة ماكرة : ها يا إيناس .............. الراجل منتظر ردنا غالباً حيزورنا الأسبوع الجاي بعد ما يرجع من السفر
إيناس : هو كلم حضرتك .......... حدد معاد يعني ؟
عبد الرحمن : تقريباً إتفقنا على كده لما شفته آخر مرة في المزرعة
إيناس : هو حضرتك رحت المزرعة ؟
عبد الرحمن : أيوه قبل ما يسافر علطول طلب يقابلني وإتقابلنا هناك .......... لأ وكمان على حظي أحضر يا ستي الولادة اللي كان المفروض حضرتك تحضريها
تملكت منها الدهشة مرة أخرى ............. ما بال هذا الحوار .......... زاخرٌ بالمفاجآت ............ هتفت متسائلة : ولادة ................. سهيلة ولدت ؟
عبد الرحمن : مكنتيش تعرفي ........... خالد ما قالش ليكي
نعم لم يخبرها ............ بل تهرب من الإجابة عندما سألته عن سهيلة منذ يومان وقال أنها بخير ولم تلد بعد ............. أجابت أبيها مسرعة ربما لتنفي مكالمتها الهاتفية كتلميذة صغيرة : لأ ......... حيقولي إمتى
إبتسم عبد الرحمن لطفلته العنيدة ثم تابع : عموماً قدامك يومين وتديني رد ............ لو رافضة بلغيني بس طبعاً مش حينفع شغل في المزرعة بعد رفضك ................ ولو موافقة مش شرط تبلغيني ........... يعني حنمشي بمبدأ السكوت علامة الرضا
قال عبد الرحمن جملته وغادر غرفتها مسرعاً قبل أن تبدي الموافقة أو الإعتراض على إقتراحه ........... إبتسم بسخرية هو يعلم ردها ........... فمنذ أن دلف للغرفة ولمح شعاع الشمس بداخلها وشرفتها المفتوحة على مصراعيها وقد تزينت بضحكات الصغار من الشرفة المقابلة علم الرد ............ إنها الحياة .
الحياة التي تمكنت في النهاية من عزلتها ............... تسللت ببطء لعالمها الصغير حتى تمكنت منه .............. نعم دون أن تشعر تمكن منها هذا العشق وعندما قررت الهروب إكتشفت في النهاية أنه تهرب نحوه لا منه
خالد ............. هذا الغاضب الذي إقتحم ليس واقعها فقط بل أحلامها أيضاً ......... نعم كان خالد يخطو بثقة داخل دهاليز عقلها بهذا العالم المسمى الأحلام وكأنه قرر الإستئثار لنفسه بكل شئ ............ الواقع والخيال ............

كانت الساعة قد تعدت الثانية صباحاً .............. أيقظها رنين الهاتف ........... كان هو ........... أجابت بقلق بالغ : خالد .......... خير إنت كويس
خالد : متتخضيش ............ أنا عارف الوقت مش مناسب بس أصلي بكلمك قبل ماركب الطيارة
إيناس : إنت مسافر دلوقتي
خالد : اه طيارتي كمان نص ساعة
إيناس : توصل بالسلامة
خالد : الله يسلمك ........... كان لازم أسمع صوتك قبل ما أسافر أهو يونسني في ساعات السفر المملة دي
إيناس : المسافة طويلة صح
خالد : أكثر من 10 ساعات ........... تخيلي كل ده محبوس في الجو .......... بصراحة أنا بكره الطيران جداً
إيناس : ليه
خالد : تخيلي محبوس في علبة سردين بالأمر ومش قادر أخرج .......... ححاول أنام
إيناس : فعلا .......... بالشكل ده طبيعي تكره الطيران .......... إنت بتحب الأماكن المفتوحة .......... زي المزرعة
خالد : طيب بذمتك المزرعة موحشتكيش
إيناس : بصراحة وحشتني ........... ووحشني رعد ووحشتني سهيلةقال بمكر : بس رعد وسهيلة ......
أجابت مسرعة : صحيح .......... أخبار سهيلة إيه ؟ برده لسه ما ولدتش
خالد : هي مستنياكي تيجي تحضري الولادة بنفسك
إيناس : بس كده هي إتأخرت ........... لازم دكتور يشوفها
خالد : طيب ما تنورينا يا دكتور ........... ساعة واحدة بس ........... علشان خاطر سهيلة
تابعت وهي تكتم ضحكتها : خلاص حاجي حتى كمان بابا عايز يجي معايا
صمت لوهلة ثم تابع بغيظ عندما إستدرك نبرتها الساخرة : بقة كده ..................ضحكت رغماً عنها وقالت : طيب ليه خبيت عليا
خالد : كنت عايز أعملهالك مفاجأة ............... كان نفسي أشوف ملامحك أول ما تشوفيهم الإتنين
إيناس : طيب مش كنت وعدتني أسميه ........... كده إنت رجعت في كلامك ولا إنت سايبه من غير إسم
خالد : وهو أنا أقدر أسيب حبيبتي إيناس من غير إسم لغاية دلوقتي ..................
إرتبكت بشدة عندما نطق إسمها مقروناً بلفظ حبيبتي وتملك منها الخجل حتى قبل أن تدرك معنى عبارته وظلت صامتة للحظات قطعها هو بصوته قائلاً : إيه ........... رحتي فين
إيناس : إنت بتقول إيه
تابع بصوت هادئ : إسمها إيناس ............. قالت بتردد : على إسمي
خالد : وهو في إيناس غيرك
إبتسمت وظلت صامته ........... تابع خالد : لما تشوفيها حتعرفي ليه سميتها إيناس
إيناس : شوقتني أشوفها
خالد : القرار بإيدك ........... من بكرة لو حبيتي مش بس تشوفيها لأ تفضلي جنبها علطول
أجابت بإرتباك : اممممممممم الطيارة معادها قرب
إبتسم وتابع : فعلاً أنا داخل دلوقتيإيناس : خلاص نقول لا اله الا الله
خالد : محمد رسول الله
********************************
رقية
منذ أن خطت خطواتها الأولى لمنزلها من جديد شعرت بالضيق ........... لم تتصور يوماً أن تشعر بالضيق من منزلها ......... مملكتها الصغيرة .......... ولكن صوت سهام الرفيع .......... نبرتها القاسية ........... نظرتها الكائدة وكأنها مشاعر من الغضب تتجول بالمكان .......... وكأن عبق سهام إلتصق به ويأبى الرحيل ..........
ولكن مع مرور الأيام بدأ يتلاشى ............ تناثر أمام نسمات الهواء التي إنطلقت تعدو بحرية في جنبات المكان مُحاطة بضوء الشمس ........... إنها الحياة .............. المستقبل ............ إنه خالد الصغير .
وبدا المنزل مختلفاً بعيناها مرة أخرى ........... هي ترى الآن تفاصيل صغيرة لم تُدر لها بالاً قبل ذلك ........... الدرجات البسيطة للسُلم تراها كارثة ........ خطر يهدد سلامة صغيرها وتلك الطاولات الزجاجية الصغيرة التي إعتادت أن تزين بها جوانب غرفة معيشتها لم تعد تراها جميلة بل أصبحت أداة مخيفة قد تهدد حوافها المدببة جبهة ملاكها الصغير .............. ودون شعور وحتى قبل أن يُكمل خالد شهره الأول إنطلقت تخطط لحملة واسعة من التغيير .......... لتتحول مملكتها صغيرة لبيئة آمنة ........... فقط من أجله ..........
نعم ............ إختلف منظور الحياة لدى رقية .............. أصبحت تراها من خلال صغيرها خالد .............. ورغم القلق إلا أنها كانت تبدو أجمل من ذي قبل .
حمزة
إفترض حسن النية إلى أن يثبت العكس ...........
طالما كانت تلك العبارة هي مبدأه بالحياة ............ إبتسم بسخرية ............ يالها من عبارة حمقاء ............ وهو كان أكثر منها حماقة ........... إفترض الصدق حيث ينمو الكذب .............. ألقى ببذور الثقة بأرض الخديعة ...............وكأن الكذب حالة إعتادها الجميع سواه ............ حتى هي طالما رآها جميلة .......... صادقة ............ هادئة كأحد ألحانه ولكنها ليست كذلك نعم ............ حتى هي تلوثت بالخديعة .........خديعة نفسها قبل الجميع فقد عشقت خالد في النهاية .
أي الأمرين أفضل أن تتكيف مع التغيير حولك أم تتجاهله ........... بالطبع إختار حمزة أن يتكيف مع التغيير وتلونت الحياة بعيناه من خلال منظور آخر ............ أكثر حرصاً ربما ............ فالقاعدة الآن تقول إفترض سوء النية إلى أن يثبت العكس .................
زفر بقوة قبل أن تضغط أنامله جرس الباب بقلق .............. لم تصدق رقية نفسها عندما وجدته بباب منزلها ........... جذبته بقوة مطعمة بحنان الأمومة من ذراعه إلى الداخل وهي تقول بنبرة لائمة : كده يا حمزة ........... تدوخني عليك علشان أشوفك
أجابها بإبتسامة مقتضبة : معلش يا أبلة ......... ظروف
كانت عيناه حزينة ............ صامتة ............ وكأنها تحمل أطناناً من الهموم ............ نظرت رقية نحوه في آسى وتابعت : مالك يا حمزة ............. فهمني يا حبيبي إيه اللي حصل
إبتسم بسخرية : يعني إنتي يا أبلة متعرفيش
رقية : هو حد فاهم حاجة ............ هما كلمتين بتوع الغفير بيقول شاف كارمن في عربيتك ليلتها ............. وخالد قفل الموضوع بجنزير وقال محدش يتكلم فيه تاني ............ ومحدش فاهم حاجة
حمزة : لالا يا أبلة الكل فاهم ........... من غير كلام باين في عينيهم ............ بس مش قادرين يقولوها في وشي ولا حتى يسألوني منين دخلتهم ومنين دافعت عن المزرعة بحياتي بعد كده
رقية : الموضوع مش محتاج سؤال يا حمزة .......... إنت إنضحك عليك بس نفسي أفهم إزاي
حمزة : مش حينفع ............ عمري ما حقدر أقولك إزاي
زفرت رقية بيأس ثم تابعت : عموماً هي خدت جزائها
صمت لوهلة عندما تذكر هذيان كارمن ............. طغت الإبتسامة الساخرة على ملامحه مرة أخرى لا يعلم ماذا أصابه ولكنه لم يشعر نحوها بالشفقة ........... وكأن الجمود تمكن منه حتى النخاع ........... نظر نحو رقية بحنان وتابع : أنا جاي أقولك أشوف وشك بخير
رقية بصدمة : إيه ............... لأ ................ لأ يا حمزة .............. لأ
زفر بعمق : صدقيني ........... معدش ينفع ........... لازم أبعد بجد مش قادر أقعد هنا ............ أنا كمان جاتلي فرصة سفر كويسة
رقية وقد أمسكت بيده وبدت عبراتها من أجله : ليه يا حمزة ............ خلاص بقه موضوع وعدى وكلنا حننساه ............ ولا في سبب تاني ............ إيناس وخالد ......... صح
ربت حمزة على يد رقية ثم ضغط بأنامله على جبهته ليتركها بعد ذلك تتخلل خصلات شعره الأسود وإستقر باطن كفه في مواجهة رأسه مستنداً عليه مغمض العينين وتابع : مش حينفع ............ خالد مش حيقدر يتعامل مع واحد هو عارف إنه كان بيحب مراته .............. ولا أنا حاقدر أتعامل مع ده
ملست رقية على رأسه في حنان وهي تتابع : الزمن بيداوي يا حمزة ............. بكرة تنساها وتقابل حبك اللي بجد
نظر نحوها بإبتسامة : مش لما يكون ليا أنا رغبة أحب من تاني
إبتسمت رقية في محاولة لتلطيف الأجواء وتابعت : هو إنت فاكر إنه بمزاجك ولا إيه
أجابها بإصرار : أيوة كله بمزاجي بعد كده ............ وبده ............. ده أهم حاجة
قال عبارته الأخيرة وهو يشير نحو رأسه ملمحاً لعقله
تابعت رقية وهي تنظر نحوه بعمق : إنت خوفتني عليك يا حمزة ............ فين حمزة بتاع زمان
إبتسم بآسى : إكتشف إنه مش فارس .......... ومعندوش حصان أبيض ............ إكتشف إنه مش فاعل لأ ده مفعول بيه وبس
رقية وقد تمكنت منها العبرات بقوة تلك المرة وبنبرة باكية تابعت : ومين قالك إنك فارس ........... إنت ناسي ولا إيه
أنا مش فارس ولا فتى أحلام ............... أنا زحمة وربكة وشغل جنان
إبتسم وبعبرات متحجرة تابع بدوره : نص بيضحك والتاني زعلان
وضعت رقية يدها على فمها قبل أن تنفجر في بكاء وداعه وجذبته بقوة لتحتضنه بحنان ............ولكن تمكن منها البكاء في النهاية .............. عبرات منهمرة كالشلال بللت كتفيه ..................
تابعت : حترجع هه ............ حتتوه شوية وترجع صح
إبتسم لها ولكن بملامح باكية ثم طبع قبلة وداع على يديها وهرب مسرعاً دون كلمات ......... أم ربما دون وعود ........
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع و الثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 


تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الأربعون (الأخير)

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الأربعون والأخير)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
جدائل البندق
تبدو كخيوط متوهجة بلون الغروب ............. ثائرة ومسترسلة في آن واحد .............. عبق البندق لم يستحوذ على جدائلها فقط تلك المرة ............. لا ..........هي كلها مغلفة بعبقٍ مميز يحمل رائحة البندق ونكهة العسل وحرارة الشمس ............. إنها إيناس .............. المهرة إيناس ............
تخللت أنامله القوية خصلاتها الرقيقة ............ كان يتأملها بإبتسامة وهو يحاور السائس قائلاً : هي عاملة دلوقتي يا دسوقي
دسوقي : متقلقش يا خالد باشا ............. دي زي الفل
خالد : طيب خلاص روح إنت شوف بقية شغلك أنا قاعد هنا شوية
غادر دسوقي وتركه يواصل تأملها ............... لم تأخذ من لون أمها الثلجي سوى تلك البقعة الصغيرة بجبهتها وأخرى فوق فمها .............. بدت مميزة ............ رقيقة ............ جميلة ................... تستحقين حقاً مسمى صاحبة جدائل البندق ............ إيناس .زفر براحة ثم أخرج هاتفه بإبتسامة ............. إبتسامة تغلفت بالثقة عندما وجد رسالة نصية منها تطمئن فيها على وصوله ................ أجرى مكالمته وبدأ حديثه قائلاً : ألو ........... أستاذ عبد الرحمن أنا خالد
عبد الرحمن : أهلا أهلا يا بشمهندس حمد الله على السلامة
خالد : الله يسلمك
عبد الرحمن : رجعت إمتى
خالد : وصلت المزرعة حوالي العصر كده
عبد الرحمن : طيب الحمد لله
خالد : أنا كنت حابب ازور حضرتك بكرة
عبد الرحمن : طبعاً يا إبني تشرف
خالد : خلاص 8 بالليل إن شاء الله حكون عندكم
عبد الرحمن : وهو كذلك
أغلق عبد الرحمن الهاتف وإبتسم وهو ينظر لحالة في المرآة ويراقب ملامحه المختلطة بالقلق والسعادة في آن واحد ..............
*****************
ولم تكن الملامح فقط هي المختلطة بل المشاعر أيضاً ............. إيناس التي تمكن منها الإضطراب والتردد قبل اللقاء ................... دقات قلبها المتقافزة عندما سمعت صوته يحي والدها ............. إبتسامة أمها والكئوس الحمراء المتراقصة كموسيقى العرس ................ أناملها المرتجفة ............ خنصرها الأيسر التي أصرت أمها أن تحلله من حلقة شريف اللامعة قبل مجئ خالد .............. كانت تشعر أنها بدوامة ............ كثيراً ما ودت الصراخ ولكن كلما إلتقت بعيناه إستكانت من جديد ................ فعلى قدر ترددها أم ربما تخبطها فهي حقاً لا تحتمل فقدانه ............ وكأنه الجدار المتين بعالمها الذي تستند عليه خشية السقوط .............. فالسقوط الوحيد الذي ترتضيه الآن هو السقوط في عشقه .........
***************************
بعد مرور ثلاثة أشهر .............
تزينت المزرعة من أجل الزفاف ............. كما أرادته بندقيته المطعمة بنكهة العسل ........... كان بسيطاً خالياً من مظاهر الإبتذال والترف .............. وهي كانت تبدو رائعة في ثوبها الأبيض المطرز برقة وخصلاتها المرفوعة بأناقة والأجمل تلك الخصلات البندقية الهاربة المنسدلة على جيدها العاجي ........... كانت تبدو كلوحة فنية رائعة الجمال .......... هربت من متحف اللوفر وإستقرت فقط بعيناه ........... كانت أنفاسها متسارعة .............. نبضاتها مرتجفة ............. دقات قلبها تعلو وتهبط مع كل لفظ يُنطق ............زوجتك إبنتي .............. قبلت زواجك ............. بالرفاء والبنين ............. تهاني ومباركة وأناملها غارقة بين قبضته ............ وعيناها حائرة في الزحام ولكن في لحظات تحتويها نظرته .............. وأيضاً مرت الساعات كدقائق وإنتهى الزفاف سريعاً ........... مبكراً ...........وجذبها برفق نحو منزلهم .......... نحو المستقبل ............
إبتسم لها بعد أن دلفوا للمنزل قائلاً : إنتي مستغربة المكان
أجابت بإرتباك : لأ عادي ........... أصلاً الفيلا شبه اللي كنت عايشة فيها
خالد : بس دي بقة بتاعتي أنا وأجمل حاجة إنك نورتيها
إبتسمت له بخجل دون أن تضيف شيئاً .............. تابع وهو يجذبها برفق : طيب تعالي ندخل جوة
خطت بتوتر داخل غرفة النوم ........... نظرت حولها لتلمس إصرار والدتها ورقية على تزيينها بأوراق الورد والشراشف المطرزة خصيصاً من أجل الزفاف ............ إبتسمت رغماً عنها ثم إنتبهت لنبرته وهو يقول : دول غيروا شكل الأوضة خالص
إيناس : بس ذوقهم رقيق
خالد : طبعاً بس أنا ذوقي أحلى
كان يرمقها بمكر ........... إبتسم لها وهو يتخلص من ربطة عنقه وسترته ثم إقترب منها ولكن خطوته المتقدمة نحوها قابلتها هي دون وعي بخطوة إلى الوراء ......... جذبها بلين قبل أن تبتعد أكثر وقال بنبرة دافئة : رايحة فين
أغمضت عيناها وهمهمت بإرتباك : لأ .......... عادي ......... مفيش
إبتسم بمكر ثم تابع : مين عملك شعرك
نظرت نحوه بدهشة : إيه
خالد : بقولك مين عملك شعرك
إيناس : واحدة .......... الكوافيرة اللي جات معايا ........... بتسأل ليه
خالد : مش عاجبني
إيناس : مش عاجبك !!!!!
إقترب منها وبحركه بسيطة حلل ربطة شعرها من قيد حليته المعدنية فتناثرت خصلاته على كتفيها ........... تابع بإبتسامة : اللي كانت عاملاه ده جريمة في حق الطبيعة ........... ملس برقة على خصلات شعرها متابعاً : كده أجمل كتير
إرتبكت وطغا إحمرار وجنتيها على كل ملامحها ........... ظل يراقب إرتباكها بشغف ............. كانت تبدو جميلة بل متناهية الحُسن ............. تابع بثقة بعد فترة لا بأس بها من مراقبتها
خالد : قدامنا ساعة
نظرت نحوه بدهشة : نعم !!!
خالد : ناقص ساعة على الغروب
إيناس : اه ......... مش إنت صممت الفرح يكون بدري
خالد : ماهو إنتي لو تعرفي أد إيه عينيكي بتكون جميلة في الشمس كنتي عرفتي ليه
إبتسمت بخجل وأخفضت بصرها هرباً من عيناه
تابع بنفس نبرته الواثقة : طيب يدوبك نتحرك دلوقتي
رمقته بدهشة : حنخرج !
خالد : بس حنطلع من بوابة الجنينة اللي ورا لإنهم لسه متجمعين بره ومش حينفع نخرج قدامهم........ أنا سايب العربية هناك
أنهى عبارته ثم أمسك بيدها ليجذبها للخارج ............ قالت له بدهشة وهي تحاول التخلص من قبضته : خالد إحنا رايحين فين ؟! طيب أغير هدومي الأول
أجابها وهو يتجه معها للخارج : لا تغيري مين .......... أنا عايزك كده زي مانتي ........... يلا بقه إسمعي الكلام
إستقرت بجانبه في السيارة حائرة وإنطلق هو مسرعاً نحو وجهتهما ................
***********************
إبتسمت وهي تداعب المهرة إيناس وتمرر أناملها الرفيعة بين خصلاتها المسترسلة ثم قالت : لأ بجد أنا مبسوطة قوي إننا جينا هنا ............. كانت واحشاني قوي
خالد : عارف الفترة اللي فاتت مالحقتيش تشبعي منها
إيناس : فعلاً هما مرتين بس اللي جيت شوفتها فيهم
رمقها بغيظ : والمرتين مرة معاكي بابا ومرة معاكي مصطفى
ضحكت بشدة عندما لمست غضبه عندها إقترب منها وتابع بنبرة ماكرة : بس خلاص إحنا لوحدنا دلوقتي
إبتعدت عنه وتابعت بتوتر : هو فين رعد ........
إبتسم بمكر : رعد في مكانه حيروح فين ........... أصلاً إحنا جايين علشانه مخصوص
توجهت إيناس نحو جوادها الثائر الذي أطلق حمحمة هادئة على الفور بمجرد أن إقتربت منه وبدت عليه السعادة ............. همست برقة في أذنه وإبتسمت بعدها وكأنه حوار خاص بين كلاهما ............
قال خالد بنبرة ضاحكة : اممممممم كنتي بتقوليله إيه بقه
إيناس : لأ ده سر بيني وبين رعد
خالد : والله ............ عموماً حاعرف منه
إيناس : بقه كده
قالتها وهي تنظر نحو الجواد بإبتسامة
صمت لوهلة وهو يراقبها تعتني برقة بجواده الغاضب ............. هي وحدها التي إستطاعت ترويض بأسه ........... تابع وهو يرمقها بتحدي : بس إنتي لسه ما روضتيش رعد 100%
نظرت نحوه بدهشة بالغة : نعم !!!!
تابع بثقة : لسه ناقصلك خطوة صغيرة لو عملتيها حتبقى روضتيه زيي بالظبط
إيناس : وإيه هي بقة
خالد : إنك تركبي الحصان
ضحكت وهي تحرك رأسها بالنفي : لا لا أكيد إنت بتهظر
إبتسم لها ثم سحب رعد للخارج وبدأ يعد السرج من أجل إمتطاءه
تابعت بجدية : خالد أنا مش حاركب الحصان
تابع هو بنبرة أكثر جدية بدوره : إنتي خايفة من إيه .......... أنا حامسكه ............. يعني بجد عمرك ما فكرتي تركبي حصان
ردت بعفوية : لأ ........
خالد : يلا بلاش جبن .......... أنا جهزته أهو
إيناس : لأ يا خالد وبعدين أنا حاركب إزاى بالفستان
خالد : الفستان واسع وخفيف مش حيضايقك .......... يلا حطى رجلك وإطلعي ........... الموضوع سهل خالص
إيناس : بلاش يا خالد ........... طيب خليها مرة تانية
خالد : إنتي مش واثقة فيا ولا خايفة من رعد
إيناس : لأ مش الفكرة
خالد : يبقى يلا ............... يلا بقه
أذعنت لرغبته في النهاية حائرة من إصراره ............... لم يكن إمتطاء الجواد سهلاً بالمرة خاصةً مع إرتدائها لثوب الزفاف بل لولا مساعدته لها ورفعه لجسدها لما إستطاعت الركوب ..........
تابعت وهي تنظر بحيرة للحزام السميك أمامها : طيب أمسك ده ولا أعمل إيه
لم تكد تنهي عبارتها حتى شعرت بذراعيه القويتين تحيط خصرها لتمسك بحزام السرج وعندها أيقنت أنه إمتطى الجواد بدوره خلفها ............... هربت منها العبارات وتولت دقات قلبها المتسارعة الزمام ............
قالت بصوت خافت : إنت بتعمل إيه
همس بأذنها بكلمة واحدة : حاخطفك ...............
لم يكد ينهي كلمته حتى إنطلق رعد يعدو بكلاهما .............
هي خائفة ......... مرتبكة ............. ولكنها سعيدة
وهو كما تمنى من قبل هي معه على فرسه الثائر مستأثراً بجدائلها البندقية ........... إبتسم برضا ..........فنسمات الهواء الحر تخترق صدره كما إعتاد ولكن في تلك المرة كانت مُطعمة بعبق البندق.
****************
تمت بحمد الله
وإلى اللقاء مع الجزء الثانى صمت الجياد
************************
إلي هنا ينتهي الفصل الأربعون (الأخير) من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 


تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

رواية أحببت فريستى بقلم بسمة مجدى –الفصل الحادى و الثلاثون

$
0
0
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المميزة بسمة مجدي, وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الحادى و الثلاثون من رواية أحببت فريستى بقلم بسمة مجدى. 

رواية أحببت فريستى بقلم بسمة مجدى – الفصل الحادى و الثلاثون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية مصرية

رواية أحببت فريستى بقلم بسمة مجدى
رواية أحببت فريستى بقلم بسمة مجدى

رواية أحببت فريستى بقلم بسمة مجدى – الفصل الحادى و الثلاثون

_ جروح لن تندمل !_
_ 31 _

تنهد بيأس ليضمها بذراعٍ واحدة وكأنها بعالم أخر…ليستند برأسه علي الحائط خلفه بألم والدموع تسيل علي صفحة وجهه وصمت مخيف الا من صوت أنفاسه المتثاقلة والرؤية تتشوش من حوله وكأن ذلك الظلام يسحبه الي القاع…ليهمس بضعف وتقطع :

– غصـ..ب… غصب عني…انا مش عايز أسيبك لوحدك !
ليغلق جفونه ببطء مستسلماً لذلك الظلام الذي يسحبه لكن يده لم تفلتها بل ظلت متمسكة بها كقلبه الذي بدأت نبضاته بالتثاقل كأنفاسه الي تلفح وجهها المختبئ بكتفه…

*****
تركض بانطلاق وسط تلك الزهور الخلابة وابتسامة هادئة تزين ثغرها الوردي ، أمسكت بطرف فستانها الأزرق لتدور حول نفسها وشعور بالارتياح يغمرها ونسيم الهواء يداعب بشرتها وخصلاتها السوداء التي تتطاير بفعل الرياح لتسمع صوتاً عذباً يتسلل الي سمعها :

– مـيـرا !

فتحت عيناها لتصدم بذلك الظلام وتجد نفسها في نفق مظلم مخيف وهدوء مريب وكأن زهورها أضحت رماداً…لتتلفت حولها بخوف فتجد بصيص نور يظهر من نهاية النفق المظلم لتسير ببطء باتجاهه وكأنها مسحورة بذلك الضوء وسط الظلام ليدق قلبها بعنفوان حين استمعت لصوته يناديها لتنظر خلفها لتجده يقف في نهاية النفق من الجهة الأخرى ويضع كفه علي صدره الذي تقطر منه الدماء! وملامحه متعبة يكسوها الألم لا تدري كيف رأته وسط ذلك الظلام الذي يحيطه بعكس الجهة الأخرى للنفق لينادي بصوته الجريح :

– ارجعي ! متروحيش هناك !

طالعته بحيرة وهي تعاود النظر لذلك النور الذي يجذبها لتسيل دموعها كما سالت في الواقع لتنفي برأسها هامسه :

– أسفة !

لتستدير وتخطو ببطء تجاه ذلك الضوء فقد اكتفت من الظلام بحياتها نظرت أرضاً لتجد الدماء تقطر من قدميها رغم عدم شعورها بذلك فلم تهتم لتكمل طريقها حافية القدمين بروح خالية وعيناها الزرقاء تلتمع بوميض غريب لذلك الضوء الذي أنار ظلمة عينيها…وابتسامة شاحبه تلوح علي محياها فاستسلمت لذلك الشعور ومضت بطريقها وهي تصم أذنيها عن صوته الجريح وكأن جراح قلبها قد اكتفت لتحثها علي السير بذلك الطريق وحدها لعلها لن تتألم مرة أخرى…

*****
– ميرا علشان خاطري فوقي ! يوسف محتاجلك !

هتفت بها “ليلي” ببكاء من بين شهقاتها وهي تحاول افاقتها وقد أخبرها احد الحراس ان المسعفون اخبروهم انها في حالة صدمة وليس بها مشكلة عضوية ، تذكرت ما حدث قبل بضع ساعات…

Flash back.

صرخت برعب وقد ظنت ان الشاحنة ستصدمهم لكنه تدارك الأمر في اللحظات الأخيرة ليحيد بسيارته جانباً بسرعة وتوقف سريعاً قبل ان يصطدم باي شئ أخر ، تنفست الصعداء وهي تلتفت حوله بلهفه :

– داني…انت بخير ؟

تنفس بعمق لينظم أنفاسه ثم التفت له ورمقها بنظرة معاتبة وكأنه يقول ألم تطلبي الانفصال من دقائق فكيف تقلقين علي حالي ؟..

تلمست وجهه وذراعه بلهفه والدموع تتجمع بعينيها البندقية وتوقفت حين رأت نظراته المعاتبة كادت تعتذر ليشير لها بكفه بالصمت ثم اردف بهدوء :

– لم أكن يوماً متجبراً ولن أقيدك بي مرة أخرى…لقد اكتفيت من تهوركِ الذي كاد يقتلنا للتو واكتفيت من سعيي خلفك لأنال رضاكِ ! انا لن أتزوج بفتاة مندفعة لا تعي عواقب حديثها وكلامتها القاسية التي لا تنفكين رميي بها ! انا سأعود للندن وبرفقة أبي ولن اتخلي عن تلك الصغيرة وسأواصل اعتنائي بها حتي ولو اكن موجوداً !

اتسعت عيناها بخوف وهي تنفي برأسها هامسة :

– لا تقل انك تريد تركِ ! انا اعلم اني أخطأت و…بي عيوب كثيرة لكني أحبك !

مسح علي خصلاته بضيق بدلاً من ان يتهور ويمسح علي خصلاتها ويحتضنها بقوة ليردف :
– الحب ليس كل شئ ليلي ! انا لم أعد أحتمل كلماتك الجارحة وخيانتي التي تذكريني بها بكل مشكلة تقابلنا مهما كانت صغيرة! ستظل خيانتي السابقة عائق بعلاقتنا دوماً…انتِ لم تتخطي هذا اليوم بعد ولن تفعلي ! لذا من الأفضل ان ننفصل بهدوء…

ضاقت ذراعاً به لتصرخ بانفعال بلا تفكير :

– تتحدث وكأنك لم تخطأ من قبل ! انت الخائن لست أنا ! وانت أيضاً بك الكثير من العيوب فانت خائن ومغرور وسريع الانفعال…انت لا تبرع بشئ سوي التخلي عمن يحبك لقد تخليت عن ابيك فلما انتظر ان تتمس…

قاطع استرسالها في الحديث صفعته المدوية علي وجهها! اتسعت حدقتيها بعدم تصديق وذلك الألم الذي غزا وجهها كما قلبها الذي تسارعت دقاته لتطالعه بصدمة كما صدمته مما فعل فهي أول امرأة يرفع يده عليها ومن ؟ صغيرته…مدللته…عشقه ! لكن حقاً لم يتمالك نفسه فقد تخطت كل حدودها! لتمسح دموعها الهاربة بعنف وهي تطالعه بنظرات مشتعلة ليهتف بتردد :

– ليلي…انا…لم

قاطعته بحده وقد عادت لشراستها فمهما كان قريباً علي قلبها فلن تسمح له بإهانتها :

– أنت محق ! انت لن تستطيع البقاء مع فتاة مليئة بالعيوب مثلي وانا لن استطيع البقاء مع شخص همجي !

فتحت الباب وكادت تترجل ليمسك ذراعها قائلاً بأسف :

– انتظري…انا لم أقصد فعل ذلك انا فقط…

كادت تصرخ بوجهه ليقطع ذلك الشجار رنين هاتفها لتجيب وهي مسلطة نظراتها الحادة تجاهه لتختفي حدتها وتصيح بقلق :

– انت بتقول ايه ؟ أخويا ماله ؟

ليجيب الطرف الاخر بأسف :

– احنا لسه منعرفش ايه الي حصل كل الي وصلنا رسالة من يوسف باشا اننا نجيله ولما وصلنا لقينا صاحب يوسف باشا مقتول والباشا متصاب برصاصة والاسعاف لسه ماشية من دقايق وانا المفروض اروح وراهم بس مقدرش اسيب ميرا هانم لوحدها وسارة هانم تليفونها مقفول فلازم حضرتك تيجي !

ابتعلت غصة بحلقها لتقول بنبرة باكية :

– مش فاهمه وميرا مراحتش معاه ليه هي كمان حصلها حاجة ؟

اجابها بغموض :

– أفضل حضرتك تيجي بنفسك واول ما نطمن علي يوسف باشا هبلغك ! وهبعتلك العنوان في رسالة…

اغلقت الهاتف بصدمة ليقول بتساؤل :

– ما خطبكِ ؟ هل كل شئ علي ما يرام ؟

وكأنها نست صراخهم منذ قليل لتهتف ببكاء وهو يتجول بعينيه علي ملامحها المصدومة :

– يوسف في المشفى اصيب بطلق ناري وزوجته لا أعلم ما بها !

استرسلت في حديثها ببكاءٍ حتي ادار السيارة ليهتف مطمئناً :

– سيكون بخير لا تقلقي…

أمسكت كفه ببكاء وقد هالها ما سمعته حتي نست خلافهم وحتي انفصالهم! ليصل الي العنوان الذي ارسله الحارس ليترجل كلاهما ويسيرا نحو الداخل لتنصدم بزوجة أخيها تلك المرأة القوية التي لقبتها يوماً بالمرأة الحديدية التي أخافتها شراستها رغم اعجابها بها تستلقي أرضاً متكومة بوضع الجنين تضم جسدها المرتجف وعيناها شاردتان في الفراغ والمنزل وكأن اعصار ضربه فكل شئ محطم والدماء تلون الارضية! لتقترب ببطء وتهبط جوارها قائلة بصدمة :

– ميرا !

End flash back.

انتشلها من شرودها يده علي كتفها لتطالعه بحزن وتهتف بتساؤل قلق :

– كيف حال أخي ؟

طالعها بشفقة ثم جال ببصره علي تلك النائمة علي الفراش بلا حول ولا قوة وكأنها بعالم غير عالمهم ليجلس علي ذلك المقعد امامها قائلاً :

– لقد تخطي مرحلة الخطر…لقد اصابت الرصاصة جانب قلبه ببضع سنتيمترات لولا ذلك لكان الأن في عداد الموتى لكنه سيكون بخير…كيف حال تلك المسكينة ؟

اجابته بشرود وهي تلمس علي خصلاتها بحنان وأعين دامعة :

– لقد رحل الطبيب منذ قليل واخبرني انها بحالة صدمة و ليست بخير علي الاطلاق ويجب نقلها لمصحة نفسية !

أجابها بأسف :

– ذلك الأفضل لها فلا نريد لحالتها ان تزداد سوء…

لتهتف باستنكار وانفعال :

– ما اللعنة التي حدثت لهم ! من اطلق النيران علي اخي ومتي عادت اليه ؟ ومن ذلك الشخص الذي وجدوه مقتولاً ؟ انا سأجن ولا اصدق ان تلك التي أمامي هي ميرا التي كنت أخشاها يوماً بهذا الضعف وهذه الحالة !

اردف بنبرته الهادئة :

– سنعلم كل شئ حين يفيق شقيقك واتمني ان يفعل ذلك قريباً !

*****
زأر بشراسة ليندفع كالوحش الكاسر وهو يضربهم بعنف غير عابئاً كون ذلك جريمة يعاقب عليها فقط ما يهمه صغيرته حتي “سارة” انصدمت من تلك الشراسة التي لم تراها به يوماً!
ليتكالبوا عليه ويقيدوا حركته فيصرخ بعصبية :

– سيبوني ! وديني لأقتلكم ! بنتي محدش هيقرب منها !

هرع أحدهم للداخل رغم محاولات “سارة” لمنعه وخرج بعد قليل حاملاً الصغيرة الباكية التي تصرخ بخوف :

– باااااابي !

وتمسك الصغيران بساق والدتهم ببكاء خائف ، زاد هياجه حين وصل لمسامعه صراخ طفلته لتصيح “سارة” بعصبية :

– سيبوهم ! انتوا اتجننتوا !

ليصرخ بعصبية مفرطة حتي تثاقلت أنفاسه وشعور بالخدر يسري بجسده ليتركوه فيرتمي جسده أرضاً من فرط عصبيته وهو يلهث بعنف والاصوات تتداخل بعقله وتتشوش الرؤية لتنغلق جفونه علي مشهد أخير بركض “سارة” نحوه بهلع والضباط يرحلون وصغيرته تصرخ ببكاء وتمد يديها له حتي اختفي صوتها حين صعدوا لسيارتهم واختفت كما اختفي وعيه ليغمض عيناه هامساً بتقطع ثم استسلم لذلك الدوار الذي يفتك به :

– سـيبوهـا…بنـتـي !

******
ولج الي المنزل حاملاً الصغيرة التي نامت من كثرة بكاءها لينادي بصوته الخشن :

– سميرة ! انتي يا ولية !

هرعت اليه تلك المدعوة “سميرة” بتأفف :

– جاية يا اخويا فيه ايه الدنيا هتطير !

لطمت علي صدرها قائلة بصدمة :
– مش معقول ! دي البت مني بنت اختي ! لقيتها فين يا منيل ؟!

القي بالصغيرة علي الاريكة بفظاظة غير عابئاً بجسدها الصغير ليجلس قائلاً بصوته الغليظ :

– كنت رايح اقضي مصلحة في حته نضيفة لقيت المزغودة دي مع واحدة ست شكلها من الناس الأكابر وخارجين من مول واحنا الي بندور عليها بقالنا سنة طلعت عايشة عيشة فل واحنا الي طالع عنينا بسببها !

جلست بجواره ترمقه بغيظ قائلة :

– انت نسيت عملت ايه يا عبد الفتاح ؟ مش انت بردو الي رحت طلعتلها شهادة وفاة والبت تايهه ؟ وخليت الورث يروح علينا !
اجابها بغلظة :

– مكفياكي تقطيم بقي يا ولية ! مكنتش اعرف ان الورث هيروح لما البت تموت ! وبعدين مش هي الي هربت ؟! دانا طلع عيني علما جبتها ده طلع ظابط متبنيها وخدت علقة محترمة انا والظباط الي راحوا معايا علشان نعرف تاخدها !

شهقت باندهاش :

– بقي الي عمل فيك كده جدع بطوله ! دانا فكرت شوية بلطجية اتلموا عليك ورنوك العلقة دي !

استشاط غضباً من شماتتها الخفية ليدفعها بغلظة :

– طب اخفي من وشي يا سميرة لحسن ارنك نفس العلقة دي !

ابتعدت بامتعاض وهي تتمتم بتأفف :

– مش فالح غير يمد ايده عليا اما غيري يضربه ميقدرش يتكلم…رجالة أخر زمن !

رفع حاجبه صائحاً باستنكار :

– بتبرطمي بتقولي ايه يا بومة سمعيني ؟!

اجابته بامتعاض وسخرية متوارية :
– بقول هقوم احضرلك لقمة ترم عضمك بيها يا سبع الرجالة !

تغاضي عن سخريتها فليس به طاقة ليضربها ككل مرة يشعر برجولته تسقط! وكأن ضربها يعيد له القليل من ثقته بقدراته!

*****
فتحت جفونها بضعف لتفرك عينيها بعبوس من اثر بكاءها لتنظر حولها لتشهق ببكاء حين أدركت انها عادت لذلك المنزل ليدور عقلها بمشاهد من الماضي…

Flash back.

سارت في الطريق الي المنزل تدور حول نفسها وتبتسم بسعادة وبيدها حلواها المفضلة التي خرجت لتشتريها لتقف بصدمة وهي تجد منزلها تأكله النيران من كل جهة لتسقط حلواها أرضاً وتركض باتجاه منزلها لولا جارتها التي امسكت بها واخذتها بعيداً رغم صراخها ومحاولتها الافلات وهي تصيح بانهيار لا يناسب سنها الصغير :

– مااااامي !

احتضنتها بقوة وهي تبكي بكاءٍ عنيف! والأخيرة تربت عليها بشفقة وقد وصل رجال الاطفاء محاولين اخماد تلك النيران لتشعر بسكونها بين ذراعيه ابعدتها لتجدها فقدت وعيها لتهتف بشفقة :

– اغمي عليكي يا حبة عيني…غلبانة اتيتمتي بدري !

اخذتها لتتجه بها الي منزلها ، سلمتها بعد يومان الي خالتها وزوجها فهما أصبحا الوصيان عليها وعلي كل ما ورثته من أبيها الذي وصل الي المنزل قبلها بدقائق ومات محترقاً كزوجته بسبب تركها لغاز الموقد وقد نست اطفاءه ليشتعل المنزل بمجرد دخول زوجها واشعاله لسيجارته! أخذتها خالتها والتي ما ان عادت معها خرجت عن صمتها قائلة بنبرتها الطفولية الهادئة :

– هو انتي مين ؟

وقتها علمت خالتها وزوجها ان الصغيرة فقدت ذاكرتها من اثر الصدمة لتبدأ تعاستها مع زوج خالتها غليظ الطباع ودارت مشاهد أخرى حين طلبت منه باستحياء :

– عمو…انا عايزة حاجة حلوة !

رفع حاجبه هادراً باستنكار :

– عايزة ايه يا روح *** ؟ هو انا خلفتك ونسيتك يا بت ؟

ودفعها بخشونة لتسقط ارضاً وتطالعه بأعين دامعة وجسدها يرتجف بخوف لتنهض وتدلف الي غرفتها تختبأ بها من بطشه ومشاهد أخري كثيرة من قسوته وقسوة خالتها التي لا تستوعب حقدها ونظراتها الغاضبة دوماً رغم انها لم تخطئ! ليأتي يوماً وتشهد علي شجارهم بإحدى نوبات جنونه الذي انتهي بضرباته العنيفة لخالتها ثم خلع حزامه لينهال عليها بلا رحمة ظنت انه سيحين دورها ويقتلها كخالتها فقط ظنتها ماتت من ارتخاء جسدها الزاخر بالكدمات وتغطيه الدماء لتهرب من المنزل مستغلة التهائه بقتل خالتها كما تظن لتتجول بالشوارع بلا هدي وهي ترتجف بخوف ولا تتوقف عن البكاء حتي اقترب شاب ليجلس علي ركبتيه أمامها قائلاً بابتسامة خبيثة :

– ايه يا عسل انتي تايهه ؟

نظرت له بخوف ولم تجيبه ليكمل بلطف زائف :

– متخافيش…تعالي معايا اوديكي عند ماما !

عبست ملامحها لتجيبه بصوت خافت باستغراب :

– هو انا عندي ماما ؟
رغم استغرابه من سؤالها اردف مبتسماً وهو يحملها ويسير بها :

– اه طبعاً هو في حد معندوش ماما ؟

بعد ذلك انقذها أبيها الروحي “إلياس” لتعيش في كنفه مطمئنة البال ولم تخبره عن خالتها حتي لا يعيدها اليهم مرة اخرى الي ان رأت ذلك الرجل المخيف زوج خالتها اثناء تسوقها برفقة والدتها الروحية “سارة” لا تدري كيف تذكرت كل ما حدث لها لتنهار باكية بخوف بين يديها!

End flash back.

شهقت بخوف تزامناً مع تعالي دقات قلبها الصغير رهبه من دخوله مبتسماً بخبث وبيده عصا خشبية صغيرة ليهتف بصوته الغليظ :

– والله ليكي وحشة يا بت ! بقي كده حد يهرب من عمه ؟ بس بردو معاكي حق مانا كنت مدلعك ! والبنات مينفعش معاهم دلع يتعوجوا لو مخدوش علي دماغهم !

صرخت بهلع حين اقترب منها ملوحاً بتلك العصا الخشبية ليصيح :
– بت يا سميرة ! اقفلي الباب مش عايز صوتها يطلع بره !

ولجت الي الغرفة تطالع الصغيرة بشماته لتقول بطاعة :

– من عنيا بس خلي بالك متشدش عليها اوي ليحصلها حاجة وتجبلنا مصيبة !

لتخرج وتغلق خلفها الباب وهي تضع حجراً من قسوة علي قلبها وتستمتع بصرخات الصغيرة المتألمة وكأنها سنفونية عذبة علي مسامعها لتهتف في نفسها بشماته :
– زي ما خدتي مني الراجل الي حبيته وخليتني البس في الراجل ال*** ده لأدوق بنتك المر ومخليهاش تتهني يا بنت امي وابويا !

*****
بـعـد مـرور شـهـر… !

صوت همهمات ضعيفة يتسلل الي مسامعه ليفتح جفونه بضعف ليضرب ذلك الضوء الأبيض عيناه فيعيد فتحها ليجول ببصره بتلك الغرفة البيضاء لتهرع اليه “ليلي” قائلة بلهفة :

– يوسف…حمدلله علي سلامتك ! حاسس بايه ؟

حول بصره ناحيتها ليحاول النهوض والجلوس باعتدال بصعوبة من ذلك الألم بصدره ليسألها بنبرة جافة :

– هو ايه الي حصل ؟وانا بعمل ايه في المستشفى ؟

ابتلعت غصة بحلقها وهي تتهرب بعينيها ولا تدري ماذا تجيبه ليبدأ عقله بتذكيره بكل ما حدث حين اختطفها من ذلك الزفاف وانهيارها بين يديه تذكر تلك الليلة التي تمسكت به حين وضعها علي الفراش في دعوة صامته ورغم حالتها الغريبة لم يستطع الا ان يلبي نداءها فقد اشتاق لها كثيراً وحمد ربه كثيراً انها لم تتذكر ما حدث تلك الليلة فقد غير لها ثيابها حتي لا تزداد غضباً حين تعلم لينتهي اليوم بخلافهم وتركه للمنزل ثم اتسعت عيناه بادراك حين تذكر محاوله صديقه لاغتصاب جميلته وحضوره بالوقت المناسب وقتله لصديق عمره! وحالتها التي اصابها قبل ان يغيب عن الوعي ليهتف بانفعال متلهف :

– ميرا فين ؟ وانا هنا من امتي ؟

اجابته بقلق :

– يوسف…ارجوك اهدا العصبية غلط عليك !

ليهدر بعصبية غير مبررة وهو يحاول النهوض ونزع تلك الأسلاك المتصلة بجسده :

– ردي عليا ! ميرا فين ؟

اجابته مسرعة كي لا تسوء حالته :
– انت هنا من شهر علشان دخلت في غيبوبة وميرا…

بللت شفاهها لتقول بتردد :

– ميرا…جالها حالة صدمة ودخلت مصحة نفسية !

صعق من حديثها ليعود ليفيق ويصرخ بها بانفعال :

– انتوا اتجننتوا مين سمحلكم تعملوا كده ؟ ميرا مش مجنونة علشان تدخلوها مصحة ! وديني لأحاسبكم كلكم بس اشوفها الاول

نهض بترنح لتحاول منعه بتوتر قلق :
– يوسف…علشان خاطري اهدي والله ده لمصلحتها…طب هتروح فين بس ؟

دفعها بخشونة ليندفع ويفتح الباب فيجد حارسه الذي هرع اليه بلهفة :
– يوسف باشا…حمدلله علي سلامتك…حضرتك رايح فين بس ؟

ليمسكه من مقدمه بذلته ويجذبه نحوه ويهمس بتهديد رغم لهاثه :

– وديني عند مراتي…حالاً !

ازدرد ريقه ليقول بتردد :

– بس يا باشا كده خطر عليك…سيادتك لسه تعب…

قاطعه لكمته العنيفة رغم اجهاده الواضح ليعود ويجذبه قائلاً بلهاث :
– بقولك وديني عند مراتي لحسن ادفنك مطرحك !

اومأ له بقلق وهو يسنده حتي لا يسقط من شده الألم الذي ينحر صدره صعد الي السيارة ليستلقي بتعب حتي وصل به الي المشفى ليصعد بخطوات مترنحة من الألم ليرشده احد الممرضات علي غرفتها لم يستمع لتحذيرات الأمن ان الزيارة ممنوعة ولا صوت الطبيبة ليدفع باب غرفتها ليجدها جالسه علي فراشها تطالع الفراش بتلك الثياب البيضاء التي تخص المشفى وعيناها الجميلة فقدت بريقها اقترب ببطء ليجلس امامها ويحاوط وجهها بكفيه هامساً بلهاث وقد تحررت دموعه الحبيسة :

– انا جيت يا روحي…يوسف جه متخافيش…عملوا فيكي ايه يا حبيبيتي ؟

رفعت بصرها لتطالعه بأعين خاوية وكأنها تعرفت علي صوته ليستند برأسه علي جبهتها بضعف ولا يصدق وجودها بهذا المكان ليبتعد قاطباً جبينه وهو يتسأل بصدمة فبدا تائهاً كطفل فقد والدته :

– ميرا…انتي مش بتردي عليا ليه ؟

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى و الثلاثون من رواية أحببت فريستى بقلم بسمة مجدى
تابع من هنا: جميع حلقات رواية أحببت فريستى بقلم بسمة مجدى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

The post رواية أحببت فريستى بقلم بسمة مجدى – الفصل الحادى و الثلاثون appeared first on قصص نبيل.

Viewing all 206 articles
Browse latest View live